تعقيدات في التركيبة والتضاريس.. إليك ما نعرفه عن السويداء بسوريا
تاريخ النشر: 24th, July 2025 GMT
سلطت الاشتباكات الطاحنة التي اندلعت في محافظة السويداء، جنوب سوريا، الضوء على المنطقة المتنوعة بتركيبتها المذهبية والدينية، فضلا عن موقعها وتضاريسها القاسية.
وتقع المحافظة في الجزء الجنوبي من سوريا، وتحدها محافظة ريف دمشق من الشمال، والأردن من الجنوب، ومن الغرب محافظة درعا، أما الناحية الشرقية فتتصل ببادية الشام، وتشكل الحجارة البركانية التضاريس القاسية للمحافظة بالمجمل.
وتبلغ مساحتها أكثر من 5 آلاف كم مربع، وتشكل قرابة 3 بالمئة من إجمالي الأراضي السورية، وهي ثاني أصغر محافظة من حيث عدد السكان، ويقطنها أكثر من 700 ألف نسمة، بحسب مكتب الإحصاء المركزي السوري.
ومن الناحية الإدارية، تقسم إلى 3 مناطق، هي شهبا وصلخد، إضافة إلى منطقة المركز بمدينة السويداء.
تركيبة متنوعة
تعرف السويداء بأنها مركز الطائفة الدرزية في سوريا، على الرغم من تواجدهم في العديد من المحافظات السورية، لكن على شكل عائلات هاجرت من الريف الأصلي إلى المدن، بحثا عن فرص العمل غير المتوفرة في مناطقهم.
ووفقا لآخر الإحصائيات المتوفرة، والتي تعود إلى عام واحد قبل اندلاع الثورة في سوريا، وتحديدا في 2010، كانت نسبة الدروز 90 بالمئة من السكان، فيما يتواجد بها طائفة مسيحية، بنسبة 7 بالمئة، أما السوريون من عشائر البادية فيسكنون بعض القرى على أطراف المدينة، ونسبتهم 3 بالمئة.
ووقعت العديد من التغيرات على هذه النسب، خاصة نسبة العشائر، مع سنوات الثورة، وما رافقها من عمليات قمع واسعة نفذها النظام السوري، أدت إلى تهجير ملايين السكان شملت كافة المحافظات باسثناء الساحل الذي كان معقلا للنظام.
ويتركز تواجد الدروز في السويداء، وقرى شهبا وصلخد وولغا وقنوات وغيرها من قرى جبل العرب.
أما المسيحيون فيتواجدون في عدة قرى أبرزها الكفر وعتيل، كما تتوزع العشائر على قرى أخرى خاصة تلك القريبة امتداد المحافظة مع بادية الشام.
العلاقة مع النظام المخلوع
تميزت العلاقة بين السويداء والنظام المخلوع، بالهدوء على مدى عقود، وانخرط كثير من أبناء السويداء، في مفاصل الدولة السورية، ورغم أن بعض الأصوات تعالت خلال فترة الثورة، في رفض النظام، إلا أن المنطقة بقيت محسوبة على النظام وتحت السيطرة الرسمية، حتى اللحظة الأخيرة قبل فرار بشار الأسد.
ووجهت اتهامات لعدد من أبناء المحافظة، خاصة القيادات العسكرية الكبيرة، بالمشاركة في قمع الثورة السورية، مثل العميد في الحرس الجمهوري، التابع للنظام، عصام زهر الدين، والمجموعات المسلحة التي كانت تعمل تحت إمرته من أبناء المحافظة.
المشيخة الروحية:
يشكل المجلس المذهبي للطائفة الدرزية، دور المرجعية العليا للطائفة، وتنقسم فيه الولاءات تباع لشيوخ العقل في مناطق معينة لكل منهم في السويداء.
ففي عام 2012، نشأ صراع على قيادة الطائفة بين شيوخ العقل حكمت الهجري، ويوسف جربوع، ما أدى إلى نشوء، هيئتين الأولى في دار قنوات برئاسة الهجري، والثانية في عين الزمان بقيادة جربوع وحمود الحناوي.
وينتمي يوسف جربوع إلى عائلة جربوع التي أدارت مشيخة العقل في جبل العرب لقرون، واتخذ بعد سقوط النظام مواقف تؤكد على تفعيل مؤسسات الدولة السورية في السويداء.
أما حكمت الهجري، الذي خلف شقيقه في المشيخة الدرزية، فاتخذ مواقف ذهبت نحو إقامة حكم لا مركزي في سوريا، واقترب بصورة كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي، لدرجة تقديم الدعم العسكري له بمواجهة الحكم الجديد في سوريا.
أما شيخ العقل الثالث، فهو حمود الحناوي، والذي دعا مع جربوع، إلى الحوار مع الدولة السورية، وضبط السلاح وتفعيل مؤسساتها ورفض أي تدخل أجنبي في البلاد.
فصائل عسكرية
وتشهد السويداء، وجودا عسكري، على شكل فصائل، تتبع المرجعيات الدينية للدروز، وفق مجموعتين رئيسيتين.
تضم المجموعة الأولى، مجموعات مسلحة مثل رجال الكرامة، ولواء الجبل، وأحرار الجبل، ومضافة الكرامة، وكتيبة سلطان الأطرش، وهي مرتبطة بالمرجعيات التقليدية من العائلات الكبيرة للدروز في المحافظة، مثل عاطف هنيدي والأمير حسن الأطرش وشيخ العقل حمود الحناوي وشيخ العقل يوسف جربوع.
أما المجموعة الثانية، خاصة ما أطلق على نفسه المجلس العسكري، والذي صدرت عنه تصريحات تتحدث عن دعم الاحتلال الإسرائيلي، وطلب الحكم الذاتي، فتدعم صراحة شيخ العقل حكمت الهجري، مثل قوات العليا وسرايا الجبل، وقوات شيخ الكرامة وفزعة شباب الجبل ودرع الجبل وجيش التوحيد.
وترفض هذه الفصائل العسكرية الحكم الجديد في سوريا، وتطالب بنظام فيدرالي، وترفض نزع السلاح لصالح الاندماج في مؤسسات الدولة.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية السويداء سوريا الدروز مشيخة العقل سوريا الدروز السويداء مشيخة العقل المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی سوریا
إقرأ أيضاً:
الزعيم الروحي للدروز في إسرائيل يدعو واشنطن لحماية دروز السويداء
طالب الزعيم الروحي للدروز في "إسرائيل"، الشيخ موفق طريف، الولايات المتحدة على توفير الحماية للطائفة الدرزية، لمنع تكرار أعمال العنف الشديدة التي شهدتها محافظة السويداء السورية التي يقطنها جزء من الطائفة الدرزية، الواقعة جنوبي البلاد.
وأوضح طريف لوكالة "رويترز" الثلاثاء، خلال زيارة رسمية إلى مقر الأمم المتحدة في جنيف، إن واشنطن مطالبة بالقيام "بواجبها" في حماية حقوق الأقليات في سوريا من أجل تعزيز الاستقرار، مشيرا إلى أن الدعم الأمريكي سيغني أيضا عن الحاجة إلى أي تدخل إسرائيلي في جنوب سوريا.
وأكد في تصريحه: "إحنا نتأمل كأمريكا وكالرئيس الأمريكي ترامب، أمريكا كدولة عظمى، إنه هي تضمن حق الأقليات كلها في سوريا تضمن حق الأقليات وعدم التعدي عليها وعدم أن نكون هناك بعد مجازر أو مذابح للأقليات".
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد تعهد في تشرين الثاني/نوفمبر الماضي ببذل كل ما يستطيع لمساعدة سوريا على النجاح، بعد محادثات تاريخية مع نظيره السوري أحمد الشرع.
يعد الدروز أقلية دينية لها أتباع في إسرائيل وسوريا ولبنان، وفي تموز/يوليو، اندلعت اشتباكات بين مليشيات من الدروز والسكان البدو في السويداء عقب عمليات خطف متبادلة، ما تسبب في سقوط قتلى على مدى أسبوع، وهدد التعايش الهش الذي استمر لأجيال.
وتفاقمت أعمال العنف مع وصول قوات حكومية لإعادة فرض النظام، ووقوع مواجهات مع مسلحين دروز، ترافقت مع تقارير متعددة عن عمليات نهب وإعدامات ميدانية وانتهاكات أخرى.
ودخلت إسرائيل على خط المواجهة بناء على طلب من الأقلية الدرزية، وهاجمت القوات الحكومية بهدف معلن يتمثل في حماية الدروز السوريين والحفاظ على حدودها خالية من القوات النظامية.
وأدت المواجهات إلى تهجير عشرات الآلاف من أبناء البدو بعد سلسلة عمليات قصف جوي وبري من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي، وانتهت بغياب شبه كامل للبدو عن معظم مناطق محافظة السويداء.
وفي سياق متصل، دعا زعماء دروز إلى إنشاء ممر إنساني يصل هضبة الجولان المحتلة بالسويداء، وطالبوا بمنح حق تقرير المصير، وهو ما ترفضه الحكومة السورية.
وردا على سؤال حول مقترحات حكمت الهجري بفصل السويداء عن سوريا، تبنى طريف موقفا مغايرا، مؤكدا ضرورة منح المحافظة حكما ذاتيا داخليا أو شكلا من الإدارة الذاتية داخل سوريا، باعتباره وسيلة لحماية الأقليات وضمان حقوقها، مشيرا إلى النظم الاتحادية في سويسرا وألمانيا كنماذج مشابهة.
وأضاف أنه من غير الواقعي مطالبة الدروز بتسليم أسلحتهم، وكانت المحادثات الجارية لإعادة ضم قوات الشرطة السابقة في السويداء للعمل تحت سلطة دمشق، مع السماح للدروز بالاحتفاظ بسلطة محلية واسعة، قد شهدت تقدما مطردا، قبل أن تتوقف نتيجة أحداث العنف في تموز/يوليو، التي عطلت تلك الجهود.
وتعهد الشرع بحماية الدروز، غير أن الهجري ظل يعتبره تهديدا وجوديا للطائفة، وسبق أن رفض في أيلول/سبتمبر خارطة طريق من 13 بندا كانت الولايات المتحدة قد توسطت لإقرارها بهدف إنهاء العداء.
وعند سؤاله عن إمكان استئناف المحادثات، قال طريف إن إعادة بناء الثقة تتطلب السماح للسكان بالعودة إلى منازلهم وضمان وصول المساعدات الإنسانية بالكامل إلى السويداء.