سودانايل:
2025-06-26@19:40:05 GMT

كانت ثمار الواقع المأزوم

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

كلام الناسِ
*بدأ التدخل المباشر في السياسة التحريرية للصحف منذ الأيام الاولى للإنقاذ حين أدركوا ان صحيفة "القوات المسلحة" كانت مفتوحة للرأي والرأي الاخر‘ فأرسلوا لها بعض صحفيي الإنقاذ كي يحكموا قبضتهم عليها.
*بعد أن تم السماح بإصدار الصحف المستقلة إبتدعوا - بعد ذلك - نظام الرقابة الأمنية القبلية التي كانت تتم بواسطة منسوبين لجهاز الأمن‘ يراجعون كل مواد الصحيفة وأخبارها أمام أعين وسمع رؤساء التحرير.


* بعد الإتفاق الذي تم بين رؤساء التحرير والجهات المهتمة بأمر الإعلام والصحافة على ميثاق شرف يلتزم الصحفيون بالعمل وفق موجهاته‘ رفعت الرقابة القبلية لكنها إستمرت بأنماط جديدة مثل اللقاءات التنويرية والهواتف الليلية والملاحقات الأخرى مثل مصادرة الكميات المطبوعة للصحيفة من المطبعة بعد إكمال طباعتها.
*شهدت بنفسي حالة من حالات التدخل الأمني المباشر في السياسة التحريرية وحضرت لقاءًا دعا له مسؤول الإعلام بجهاز الامن حضره رئيس مجلس إدارة دار الصحافة طه على البشير الذي أشهد له بأنه لم يكن يتدخل في السياسة التحريرية للصحافة‘ والمدير العام هاشم سهل ‘ وقتها كنت رئيساً للتحرير .. وقد إستنكر مسؤول جهاز الأمن عدم تدخل مجلس إدارة الصحيفة في السياسة التحريرية ل"الصحافة"المغضوب عليها في ذلك الوقت .
*بعد ذلك بأيام بدأت تتبلور مبادرة "الشراكة الذكية"لدمج ثلاث مؤسسات صحفية كانت تصدر"الصحافة" و"الحرية" و"الصحافي الدولي"وتم الإتفاق فيما بينهم على إصدار "الصحافة" الذكية على كيفهم .. لكن سدنة الشراكة الذكية انفسهم اجهضوها.
*كتبت حينها بمناسبة التصريحات المؤسفة التي قالها القيادي بحزب المؤتمر الوطني الدكتور أمين حسن عمر ل"السوداني" في ذلك الوقت عبر الحوار الذي أجراه معه عثمان عوض السيد حيث وصف أمين حسن عمر الصحافة بانها" دكاكين ساي".
*قال أمين حسن عمر : " أي واحد يعمل ليهو كشك في الناصية ويسميه صحيفة وينطلق ويقول ما يشاء ويشتم من يشاء" رغم أن أمين يعلم اكثر من غيره أن حال الصحافة الحالي هو ثمرة سياساتهم وأنه شخصياً يتحمل فشل أكثر من صحيفة قاد إدارتها.
*الدور الرائد للصحافة السودانية في الحركة الوطنية وفي نشر الوعي السياسي والثقافي ودفع الحراك المجتمعي في مختلف الحقب السابقة محفوظ في ذاكرة التاريخ‘ وأن أزمة الصحف في عهد الإنقاذ المباد سببها المناخ السياسي والإقتصادي والأمني الخانق الذي كانت تصدر فيه الصحف‘ إضافة للتدخلات الفوقية المستمرة التي أثرت سلباً على الأداء التحريري‘ وأصبحت بالفعل تعبر عن الواقع المأزوم المحيط بها  

المصدر: سودانايل

إقرأ أيضاً:

من إيران إلى غزة.. دبلوماسي فرنسي سابق يفضح الكيل بمكيالين في السياسة الغربية

في مقال رأي نشرته مجلة "لوبوان" الفرنسية تحت عنوان "إيران، غزة، وازدواجية المعايير الغربية"، سلط الدبلوماسي الفرنسي السابق جيرار آرو الضوء على ما وصفه بـ"التحيّز الانتقائي" الذي تمارسه الدول الغربية في تطبيق القانون الدولي، مؤكداً أن بقية دول العالم لم تعد تنخدع بهذا المنطق.

وشغل آرو، مناصب دبلوماسية رفيعة من بينها سفير فرنسا لدى الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي وممثلها الدائم في الأمم المتحدة، وكتب بنبرة ناقدة قائلاً: "اعتاد الناس السخرية من الدبلوماسي، واعتباره إما بلا بوصلة أخلاقية، أو غير قادر على مجابهة الشر بحزم. وقد جاءت العمليات العسكرية الإسرائيلية والأمريكية ضد إيران لتُنعش هذه الصور النمطية".

وأضاف: "قد يبدو دعم هذه الهجمات مبرراً لدى البعض، كونها صادرة عن ديمقراطيات ضد نظام يُتهم بإيواء الإرهاب وزعزعة استقرار المنطقة، لكن القانون الدولي هنا يُعامل كأداة ظرفية، يُستخدم حين يخدم المصالح ويتجاهَل حين يعارضها".

وأشار آرو إلى التصريح الذي أثار الجدل للمستشار الألماني حين قال إن "إسرائيل تقوم بالعمل القذر نيابةً عنّا"، في سياق تبرير الهجوم على إيران. ورغم الاعتراف بأن الضربة الإسرائيلية قد تكون محل خلاف قانوني، إلا أن كثيرين في الغرب يعتبرونها "مشروعة" بسبب طبيعة النظام الإيراني، بحسب رأيه.

ويرى آرو أن هذا المنطق يُجسد بوضوح ازدواجية المعايير الغربية، حيث يُغض الطرف عن جرائم الاحتلال الإسرائيلي، في مقابل تضخيم ما تقوم به طهران. 

فبينما تصدرت أخبار سقوط صاروخ إيراني قرب مستشفى إسرائيلي – دون وقوع ضحايا – وسائل الإعلام الغربية، تجاهلت هذه الوسائل نفسها تدمير إسرائيل لأكثر من ثلاثين مستشفى في قطاع غزة، في تجاهل فاضح للأرواح الفلسطينية.

وتساءل الدبلوماسي الفرنسي: ما الهدف الحقيقي من العمليات الإسرائيلية؟ ففي البداية، تم الحديث عن ضرب البرنامج النووي والباليستي الإيراني. لكن هذا الهدف تزامن مع استعدادات لعقد جولة جديدة من المفاوضات النووية في مسقط يوم 15 حزيران/يونيو الجاري. غير أن اغتيال كبير المفاوضين الإيرانيين أثار تساؤلات حول ما إذا كانت إسرائيل قد تدخلت لإفشال تلك المساعي الدبلوماسية.


وأشار إلى أن الوسائل العسكرية، رغم استعراضها، لم تثبت فعاليتها الكاملة، حيث لا تزال التلميحات قائمة بأن تدمير المنشآت النووية الإيرانية يتطلب تدخلاً أمريكياً مباشراً. ويذهب آرو إلى القول إن الاحتلال الإسرائيلي تسعى، على ما يبدو، إلى ما هو أبعد من ضرب منشآت عسكرية، نحو إضعاف النظام الإيراني وربما إسقاطه. 

ولكنه يحذر من أن هذا السيناريو يُعيد إلى الأذهان تجربة التدخل في العراق عام 2003، التي أفضت إلى فوضى، وسقوط مئات آلاف الضحايا، وظهور تنظيم "داعش". ويؤكد أن إيران، رغم كل انتقادات الغرب لها، تظل دولة كبيرة ومعقّدة، متعددة الأعراق، بلا معارضة منظمة، فيما يسيطر على المشهد ميليشيات مسلّحة متطرفة. ولذلك، فإن سقوط النظام دون بديل واضح قد يقود إلى فوضى أكبر، لا إلى تحرر أو استقرار.

وفي تساؤله المقلق، طرح آرو سؤالاً محورياً: ما هو الهدف الاستراتيجي الحقيقي لإسرائيل؟ فنجاح العمليات العسكرية لا يعني شيئاً إذا لم تُفض إلى واقع سياسي وجيوسياسي أفضل مما كان قبله.

ويختم الدبلوماسي الفرنسي السابق مقاله بالتأكيد على أن الاحتلال الإسرائيلي، ما لم يجب عن هذا السؤال، سيبقى محاصرة بمآزقها الاستراتيجية. فرفضها إقامة دولة فلسطينية، وربما سعيها لتطهير عرقي في غزة والضفة الغربية، يحول دون اندماجها الكامل في المنطقة. 

كذلك فإن رغبتها في إنهاء الأزمة النووية الإيرانية بالقوة، رغم أن التجربة أثبتت نجاح المسار التفاوضي في اتفاق 2015، تعكس إصراراً على مسار تصعيدي غير مستدام.

ويحذر آرو من أن القنابل لا تُبيد التقنية النووية، وطهران ستعيد بناء قدراتها عاجلاً أم آجلاً، مما قد يضع الاحتلال الإسرائيلي في مأزق مزدوج: في غزة أولاً، ثم في مواجهة إيران لاحقاً، فيما لا يزال صوت العقل مغيّباً عن النقاش العام.

مقالات مشابهة

  • التعليم التقني بين الواقع والطموح
  • صحافة التمكين وما بعدها
  • غضب من التعتيم الإعلامي وقرار منع البث الحي لمظاهرات كينيا
  • الصحافة الإسرائيلية: كيف تبدو إسرائيل بعد 12 يوما من الضربات الإيرانية؟
  • بدء الاختبارات التحريرية للمسابقة العالمية الـ32 لحفظ القرآن الكريم بمسجد النور
  • أرحام قطعتها السياسة تتواصل مجددا.. احتفالات بفتح الحدود الإثيوبية الإريترية
  • د. عصام محمد عبد القادر يكتب: الأمنيات
  • أحمد موسى ناعيًا الكاتب محمد عبد المنعم بكلمات مؤثرة: من الأسماء اللامعة في الصحافة المصرية
  • المؤسسات الجيدة لن تصلح السياسة المختلة
  • من إيران إلى غزة.. دبلوماسي فرنسي سابق يفضح الكيل بمكيالين في السياسة الغربية