آبل تطور محرك إجابات مبني على الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 5th, August 2025 GMT
كشف الصحفي التقني الشهير مارك غورمان في نشرته الأسبوعية Power On عبر Bloomberg، أن بعض موظفي شركة Apple في قسم الذكاء الاصطناعي كانوا يعتقدون أن تطوير مساعد ذكي على غرار ChatGPT ليس أمرًا ضروريًا.
القرار، بحسب التقرير، يعود إلى قناعة داخلية لدى كبار المسؤولين التنفيذيين في قسمَي البرمجيات والتسويق بأن اهتمام المستخدمين بالدردشة مع روبوتات الذكاء الاصطناعي محدود.
لكن الواقع على ما يبدو مختلف تمامًا. فمساعدات مثل ChatGPT وGemini من Google تقدم إجابات دقيقة وعميقة على الأسئلة، وهو أمر لا تتقنه Siri بالشكل المطلوب.
ومع ذلك، هذه الأدوات لا تملك صلاحيات التحكم بميزات الهاتف مثل ضبط المنبهات أو المؤقتات، مهام لا تزال Siri قادرة على تنفيذها، وإن كانت قدراتها المعرفية محدودة جدًا بالمقارنة.
Apple سمحت مؤخرًا لمساعدها Siri بتحويل بعض الأسئلة التي لا تستطيع الإجابة عنها إلى ChatGPT، بشرط موافقة المستخدم على ذلك في كل مرة. لكن حتى هذه الخطوة محدودة الفعالية، إذ تكون الردود مختصرة مقارنة بما يمكن الحصول عليه عبر تطبيق ChatGPT الرسمي.
لذلك، ينصح التقرير مستخدمي هواتف iPhone، خاصة الإصدارات التي لا تدعم ميزات Apple Intelligence مثل iPhone 15 و15 Plus والأقدم ، بتنزيل تطبيق ChatGPT مباشرة من متجر App Store للحصول على إجابات أكثر عمقًا.
كما يُنصح بتجربة تطبيق Gemini من Google المتاح أيضًا على المنصة.
Apple لا تريد خسارة شراكتها مع Googleمن جهة أخرى، يرى إيدي كيو، رئيس خدمات Apple، أن البحث القائم على الذكاء الاصطناعي هو مستقبل محركات البحث.
ولكن رغم هذا الاعتراف، فإن Apple ليست متحمسة لتغيير شراكتها الحالية مع Google، والتي تدر عليها نحو 20 مليار دولار سنويًا مقابل أن تبقى محرك البحث الافتراضي على أجهزة Apple.
مع ذلك، قد لا يستمر هذا الترتيب طويلًا، خاصة في ظل دعوى وزارة العدل الأمريكية التي قد تؤدي إلى إنهاء هذا الاتفاق، ما يمثل تهديدًا مباشرًا لنمو قطاع الخدمات في الشركة.
Apple تفكر في Perplexity وتطور "محرك إجابات" بديلًا لـ Siriبحسب غورمان، Apple تدرس إمكانية التعاون مع تطبيق الذكاء الاصطناعي Perplexity، الذي يتوفر على App Store ويُعرف بتقديمه لإجابات موثوقة ومحدثة. التطبيق يحظى بشعبية واسعة، بتقييم 4.9 من 5، وأكثر من 230 ألف مراجعة.
وفي خطوة أكثر طموحًا، أنشأت Apple فريقًا داخليًا يُعرف باسم "الإجابات والمعرفة والمعلومات" (Answers, Knowledge and Information - AKI).
يعتمد هذا الفريق مكلف بتطوير ما يُعرف بـ "محرك إجابات" (Answer Engine) على الزحف في الويب لتقديم إجابات دقيقة ومباشرة لأسئلة المستخدمين، بطريقة تشبه ChatGPT.
المستقبل: Siri جديد؟قد لا يقتصر هذا المحرك الجديد فقط على Siri، بل يُمكن استخدامه أيضًا لتحسين أداء ميزة Spotlight ومحرك بحث Safari. Apple تدرس أيضًا إمكانية إطلاق تطبيق مستقل يقدم هذه الميزة مباشرة للمستخدمين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
الذكاء الاصطناعي يكشف خطر الإصابة بالسكري قبل الأعراض
لتشخيص داء السكري من النوع الثاني أو ما قبل السكري، يعتمد الأطباء عادةً على قيمة مخبرية تُعرف باسم اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (HbA1c).
يقيس هذا الاختبار متوسط مستويات سكر الدم لدى الشخص خلال الأشهر القليلة الماضية. لكن اختبار الهيموغلوبين الغليكوزيلاتي (HbA1c) لا يمكنه التنبؤ بمن هو أكثر عرضة لخطر الإصابة بمرض السكري من النوع الثاني، أو من مرحلة ما قبل السكري إلى الإصابة بمرض السكري الكامل.
اكتشف علماء في مركز سكريبس للأبحاث في الولايات المتحدة مؤخرًا أن الذكاء الاصطناعي يمكنه استخدام مجموعة من البيانات الأخرى، بما في ذلك مستويات الجلوكوز في الوقت الفعلي من أجهزة مراقبة قابلة للارتداء، لتوفير رؤية أكثر دقة لمخاطر الإصابة بمرض السكري.
يستخدم النموذج الجديد، الموصوف في مجلة Nature Medicine، بيانات جهاز مراقبة الجلوكوز المستمر (CGM) إلى جانب ميكروبيوم (مجموع الميكروبات المتعايشة مع إنسان) الأمعاء، والنظام الغذائي، والنشاط البدني، والمعلومات الجينية. يُشير هذا النموذج إلى العلامات المبكرة لخطر الإصابة بمرض السكري التي قد تغفلها اختبارات HbA1c القياسية.
يقول جورجيو كوير، المؤلف الرئيسي المشارك في الدراسة، ومدير الذكاء الاصطناعي والأستاذ المساعد للطب الرقمي في مركز سكريبس للأبحاث "أظهرنا أن شخصين بنفس درجة الهيموغلوبين السكري (HbA1c) قد يختلفان اختلافًا كبيرًا في مستويات المخاطر الأساسية". ويضيف "بجمع المزيد من البيانات، مثل المدة التي تستغرقها طفرات الجلوكوز للاختفاء، وما يحدث للجلوكوز خلال الليل، ونوع الطعام المتناول، وحتى ما يحدث في الأمعاء، يمكننا أن نبدأ بتحديد من هو على الطريق السريع للإصابة بمرض السكري ومن ليس كذلك".
يضيف إد راموس، المؤلف المشارك الرئيسي والمدير الأول للتجارب السريرية الرقمية في مركز سكريبس للأبحاث "في نهاية المطاف، يهدف هذا العمل إلى فهم أفضل للعوامل المسببة لتطور مرض السكري وكيفية التدخل مبكرًا في العيادة".
اقرأ أيضا... الذكاء الاصطناعي يكشف أمراض القلب من فحص شائع
في حين أن بعض التقلبات في نسبة السكر في الدم طبيعية تمامًا، خاصة بعد تناول الطعام، إلا أن ارتفاعات الجلوكوز المتكررة أو المبالغ فيها قد تكون علامة على أن الجسم يواجه صعوبة في إدارة السكر بفعالية. لدى الأشخاص الأصحاء، عادةً ما يرتفع سكر الدم وينخفض بسلاسة. ولكن لدى الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة بمرض السكري، يمكن أن تصبح هذه الارتفاعات أكثر حدة أو تواترًا أو أبطأ في الشفاء، حتى قبل أن تكشف الفحوصات المخبرية الروتينية مثل HbA1c عن أي مشكلة. تُظهر الدراسة الجديدة أن تتبع هذه الديناميكيات اليومية يوفر رؤية أكثر تفصيلًا للصحة الأيضية للشخص، وقد يساعد في تحديد المشاكل مبكرًا.
هذه النتائج هي نتيجة برنامج بحثي رقمي استمر لسنوات عديدة يُسمى "دراسة التنبؤ بالاستجابة لسكر الدم". استخدمت الدراسة التواصل عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتسجيل أكثر من 1000 شخص من جميع أنحاء الولايات المتحدة في تجربة سريرية عن بُعد. وشمل المشاركون أشخاصًا شُخِّصوا إما بمرحلة ما قبل السكري أو بمرض السكري، بالإضافة إلى أفراد أصحاء.
لمدة عشرة أيام، ارتدى المشاركون أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة Dexcom G6، وتتبعوا وجباتهم الغذائية وممارسة الرياضة، وأرسلوا عينات من دمهم ولعابهم للتحليل. كما أتيحت للباحثين إمكانية الوصول إلى السجلات الصحية الإلكترونية للمشاركين، والتي تضمنت نتائج فحوصات المختبر السابقة والتشخيصات التي أجراها الأطباء.
يقول راموس "كان هذا جهدًا رائدًا حقًا في مجال التجارب السريرية عن بُعد. كان علينا تصميم دراسة يمكن للمشاركين إكمالها بأنفسهم بالكامل، من استخدام أجهزة الاستشعار إلى جمع العينات البيولوجية وشحنها، دون الحاجة إلى زيارة عيادة. تطلب هذا المستوى من المشاركة الذاتية بنية تحتية مختلفة تمامًا عن المعتاد".
باستخدام البيانات، درّب الباحثون نموذج ذكاء اصطناعي للتمييز بين المصابين بداء السكري من النوع الثاني والأفراد الأصحاء.
كانت إحدى أوضح مؤشرات خطر الإصابة بداء السكري، التي وجدها الباحثون، هي الوقت الذي يستغرقه ارتفاع سكر الدم للعودة إلى مستواه الطبيعي. لدى المصابين بداء السكري من النوع الثاني، غالبًا ما يستغرق انخفاض سكر الدم بعد الارتفاع 100 دقيقة أو أكثر، بينما يعود الأفراد الأصحاء إلى مستواهم الأساسي بشكل أسرع بكثير. ووجدت الدراسة أيضًا أن الأشخاص، الذين لديهم ميكروبيوم معوي أكثر تنوعًا ومستوى نشاط أعلى، يميلون إلى التحكم بشكل أفضل في نسبة الجلوكوز، في حين ارتبط معدل ضربات القلب أثناء الراحة المرتفع بمرض السكري.
الأهم من ذلك، أن نموذج الذكاء الاصطناعي لم يقتصر على اكتشاف المخاطر لدى الأشخاص الذين يعانون بالفعل من ارتفاع في مستوى الهيموغلوبين السكري (HbA1c). فعند تطبيقه على الأفراد في مرحلة ما قبل السكري، وجد أن بعضهم يبدو متشابهًا من الناحية الأيضية مع مرضى السكري، بينما يشبه آخرون الأفراد الأصحاء، على الرغم من تشابه قيمهم المخبرية. يمكن أن يساعد هذا المستوى من التفصيل الأطباء على تخصيص العلاج، بالتركيز على تغييرات نمط الحياة أو العلاجات المبكرة للمرضى الأكثر عرضة لتطور المرض.
في حين أن الدراسة الحالية كانت محددة زمنيا، يواصل الباحثون متابعة المشاركين لمعرفة ما إذا كانت تنبؤات النموذج تُترجم إلى تطور المرض في العالم الحقيقي. كما قاموا بالتحقق من صحة النموذج باستخدام مجموعة منفصلة من بيانات المرضى، مما يعزز إمكاناته للاستخدام السريري على نطاق أوسع.
يتصور الفريق أن الإصدارات المستقبلية من النموذج سيستخدمها الأطباء، أو حتى الأفراد الذين يستخدمون أجهزة مراقبة الجلوكوز المستمرة في المنزل، لتقييم المخاطر الأيضية ومراقبة كيفية تأثير الخيارات اليومية على مرض السكري.
يقول كوير "في النهاية، يتعلق الأمر بمنح الناس مزيدًا من المعرفة والتحكم"، مضيفا "لا يظهر مرض السكري فجأة في يوم من الأيام، بل يتطور ببطء. والآن، لدينا الأدوات اللازمة لاكتشافه في وقت مبكر والتدخل بشكل أكثر ذكاءً".
مصطفى أوفى (أبوظبي)