مودي يزور الصين لأول مرة منذ توترات 2020.. زيارة تاريخية في ظل نزاع حدودي غير محسوم
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
يستعد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي للتوجه إلى الصين للمشاركة في القمة الرئيسية لمنظمة شنغهاي للتعاون، في أول زيارة رسمية له إلى بكين منذ الاشتباكات الدامية التي اندلعت بين القوات الهندية والصينية في وادي جالوان عام 2020، والتي تسببت في قطيعة دبلوماسية طويلة بين البلدين.
وبحسب ما أفادت به قناة “إن دي تي في” الهندية، فإن هذه الزيارة التي طال انتظارها تأتي في لحظة دقيقة من تاريخ العلاقات بين العملاقين الآسيويين، وتشكل خطوة غير مسبوقة منذ أكثر من أربع سنوات، في مؤشر على رغبة الطرفين في فتح صفحة جديدة، رغم استمرار النزاع الحدودي المعقّد.
تعود جذور التوتر إلى مايو 2020، حينما اندلعت اشتباكات دامية بين الجيشين الهندي والصيني في منطقة جالوان بوادي لاداخ، وهي إحدى أبرز بؤر النزاع الحدودي. وأسفرت المواجهات حينها عن مقتل عدد من الجنود من الطرفين، ووضعت العلاقات الثنائية على مسار متدهور، وصل إلى تجميد كامل في الزيارات رفيعة المستوى، وفرض قيود على الأنشطة التجارية والاستثمارية المشتركة.
وقد دفع هذا التصعيد الجانبين إلى الانخراط في مفاوضات عسكرية ودبلوماسية طويلة الأمد، توجت في أكتوبر 2024 بتوقيع اتفاقية لتنظيم عمليات الدوريات العسكرية المشتركة على طول “خط السيطرة الفعلي” في محاولة لاحتواء التوتر ومنع تجدده.
انسحاب القوات… بادرة تهدئةوفي تطور لافت، كشفت مصادر عسكرية هندية مؤخراً عن اكتمال انسحاب القوات من مناطق التماس المتنازع عليها، بما في ذلك مناطق في أروناتشال براديش ولاداخ، وذلك في إطار الاتفاقات الموقعة العام الماضي.
وتُعد هذه الخطوة أحد أبرز مؤشرات تخفيف التصعيد، ما مهد الطريق أمام إعادة تطبيع العلاقات جزئياً، وفتح المجال أمام هذه الزيارة رفيعة المستوى.
القمة ودلالاتها السياسيةتحمل زيارة مودي إلى الصين دلالة سياسية مزدوجة، إذ تأتي في إطار قمة منظمة شنغهاي للتعاون، التي تمثل أحد أهم المنصات الإقليمية متعددة الأطراف التي تجمع الصين والهند وروسيا ودول آسيا الوسطى، إلا أنها تتجاوز الطابع البروتوكولي، لتُرسل رسالة واضحة مفادها أن نيودلهي مستعدة لإعادة الانخراط مع بكين في ملفات استراتيجية، تتعلق بالتجارة، والطاقة، والأمن الإقليمي.
نزاع لم يُحسمورغم بوادر الانفراج، لا تزال قضايا عالقة تعرقل التقدم الكامل في العلاقات الثنائية، أبرزها النزاع الحدودي الممتد على أكثر من 60 ألف كيلومتر مربع، وتشمل ولاية أروناتشال براديش التي تعتبرها الصين جزءاً من أراضيها، إلى جانب مناطق أخرى في إقليم كشمير الجبلي.
وتظل مسألة “عدم ترسيم الحدود رسمياً” أحد أخطر عوامل عدم الاستقرار بين القوتين النوويتين، إذ لم ينجح الطرفان منذ حرب 1962 في التوصل إلى اتفاق دائم يحدد الحدود بوضوح، وهو ما يجعل أي تقارب، كما في هذه الزيارة، رهناً بقدرة الطرفين على إدارة هذا الخلاف المزمن بعقلانية وحذر.
المصدر: عين ليبيا
كلمات دلالية: الاقتصاد الصيني الاقتصاد الهندي الصين الصين والهند الهند
إقرأ أيضاً:
ماذا قالت المصادر لـCNN عن زيارة ويتكوف إلى روسيا التي تأتي بعد تهديدات ترامب لبوتين؟
(CNN)-- من المقرر أن يصل المبعوث الخارجي الموثوق به للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ستيف ويتكوف، إلى العاصمة الروسية، موسكو، الأربعاء، بعد أن طلب الكرملين لقاءه في محاولة أخيرة لتجنب العقوبات الجديدة القاسية التي هدد ترامب بفرضها هذا الأسبوع، وفقا لما قالته مصادر لشبكة CNN.
ومن المقرر أن يلتقي ويتكوف بمسؤولين روس، بما في ذلك مفاوضات محتملة مع الرئيس فلاديمير بوتين، في خضم الحرب الروسية الدائرة في أوكرانيا.
ولا يزال السؤال مطروحًا حول قدرة بوتين على إقناع ويتكوف، وبالتالي ترامب، برغبته في إنهاء الحرب.
وشكك ترامب في استعداد بوتين لوقف القتال، ويبدو متخوفًا من أن يُستدرجه الرئيس الروسي.
وفي غضون ذلك، حافظ بوتين على طموحاته القصوى في الصراع، بما في ذلك الاستيلاء على مناطق دونيتسك ولوغانسك وزاباروجيا وخيرسون الأوكرانية، وإصراره على أن تُحدّ أوكرانيا من حجم جيشها.
وقال ترامب، قبل يوم من اجتماع ويتكوف، إنه سينتظر حتى انتهاء المفاوضات ليقرر ما إذا كان سيفرض عقوبات جديدة.
وأضاف في البيت الأبيض: "لدينا اجتماع مع روسيا، سنرى ما سيحدث، سنتخذ القرار حينها".