متابعات – تاق برس- انطلقت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان المسرح الحر في السودان، والتي تستمر حتى 28 أغسطس الجاري، تحت شعار “المسرح من أجل الحياة”.

ويشهد المهرجان تقديم عروض مسرحية متزامنة في عدة ولايات سودانية، وهي ولاية الجزيرة، ولاية نهر النيل، ولاية كسلا، ولاية سنار، ولاية النيل الأبيض، ولاية النيل الأزرق، بالإضافة إلى عروض في كل من القاهرة، مصر، والرياض، المملكة العربية السعودية، والدوحة، قطر.

 

ويتميز المهرجان بطابعه اللامركزي، حيث تُقام الفعاليات في مواقع متعددة، وتشمل تقديم عروض مسرحية، وأوراق عمل فكرية، وجلسات تفاعلية مع الجمهور.

وسيتم تتويج أفضل العروض في كرنفال وطني مركزي بالعاصمة الخرطوم.

 

ويهدف المهرجان إلى تعزيز دور المسرح في التنمية والسلام، ودعم الفنانين والمبدعين السودانيين، وتعزيز الهوية الثقافية السودانية، وخلق مساحة للحوار والتفاعل بين الفنانين والجمهور.

 

ويشرف على المهرجان الدكتور علي محمد سعيد مدير عام المهرجان، ومحمد السني دفع الله مدير الدورة، ومصطفى أحمد الخليفة نائب مدير الدورة. ويُصاحب المهرجان ملتقى فكري حول “السياسات الثقافية في مفترق الطريق”، يهدف إلى مناقشة التحديات التي تواجه العمل الثقافي والمسرحي في السودان.

 

مدير المهرجان د. علي سعيد قال إن اللافت في هذه الدورة، التي تُقام من 31 يوليو حتى 28 أغسطس 2025، أنها تتوزع بين أربع عواصم عربية: الخرطوم، القاهرة، الرياض، والدوحة، لتكون بذلك الدورة الأكثر انتشارًا جغرافيًا، والأشد تعبيرًا عن روح اللامركزية والمرونة الثقافية في مواجهة واقع مأزوم.

 

وفي حوار خاص لموقع “القاهرة الإخبارية” كشف د. علي سعيد، مدير المهرجان، عن ملامح الدورة الجديدة قائلًا:” نعيش وضعًا استثنائيًا، ولذلك اخترنا أن تكون هذه الدورة لا مركزية. ستُقام العروض بالتزامن في ولايات السودان الآمنة، إلى جانب ثلاث نسخ دولية في القاهرة، الدوحة، والرياض. عدد العروض في كل موقع يتراوح بين 7 إلى 10 عروض، باستثناء الدوحة التي ستكتفي بثلاثة عروض فقط”.

وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُنفذ فيها المهرجان ميدانيًا على أرض الواقع في دول متعددة في التوقيت ذاته، وليس عبر الإنترنت، وهو ما يعكس إصرار المسرحيين السودانيين على البقاء والخلق وسط الدمار.

– تحديات التمويل
لم تخلُ التحضيرات من العقبات، إذ أوضح سعيد أن أبرز التحديات تمثلت في تشتت المسرحيين السودانيين، وغياب البنية التحتية المناسبة داخل السودان، إضافة إلى صعوبات التمويل.

وأوضح: “اعتمدنا في ولايات السودان على شراكات مع الوزارات الولائية، رغم أن التمويل كان دون المستوى المطلوب، لكنه يكفي لإقامة الفعاليات، في الدوحة، تولى النادي السوداني الرعاية، وفي الرياض تمت تغطية التكاليف من تبرعات شخصية، أما في القاهرة، فنعمل على إبرام شراكات مع جهات مختلفة، منها مؤسسة المبدعين العرب، ومؤسسات سودانية مقيمة”.

في كل ولاية سودانية تحتضن نسخة من المهرجان، سيتم تدشين الفعاليات بعرض مسرحي يليه قراءة ورقة فكرية موحدة تتناول دور المسرح في السلام والتنمية والعدالة الثقافية، ومن ثم تُفتح جلسات نقاش تفاعلي مع الجمهور والفنانين.

وقال سيُجمّع نتاج هذه الحوارات في وثيقة تحمل عنوان: “مانيفستو دراميي السودان”، وهي وثيقة جمالية وفكرية جماعية تُنشر في ختام المهرجان كأحد أبرز مخرجاته الفكرية”.

-الخرطوم تحتضن الفائزين:
وأضاف أن العروض الفائزة في كل ولاية ستُكرَّم بالمشاركة في الكرنفال المركزي بالعاصمة الخرطوم، لتُشكّل بانوراما وطنية تُبرز تنوع الهويات الثقافية السودانية، وتجعل من المسرح مساحةً للتسامح والتجدد والانتماء رغم النزوح.

وسيصاحب المهرجان ملتقى فكري يحمل عنوان “السياسات الثقافية في مفترق الطريق”، يهدف إلى مناقشة التحديات التي تواجه العمل الثقافي والمسرحي في السودان، ويتناول عدة محاور رئيسية، منها: المسرح والتنمية المجتمعية، دور اللامركزية الثقافية والولايات، الثقافة كحق أساسي بعد الحرب، السياسات الثقافية البديلة في ظل غياب الدولة، المسرح كأداة للتعافي الجماعي والعدالة الانتقالية.

ويهدف هذا الملتقى إلى وضع تصورات جديدة للسياسات الثقافية، تعكس حاجات الواقع وتحفز دور المسرح كرافعة للسلام الأهلي.

في وطن أنهكته الحرب، لا يُقام مهرجان المسرح الحر ليضيف سطرًا إلى الفعاليات، بل ليؤسس لمعنى جديد للمسرح بوصفه أداة للبقاء والتعبير والتداوي.

 

 

– اللجنة العليا للمهرجان
تضم اللجنة العليا للدورة التاسعة نخبة من الأسماء المسرحية والإدارية التي تضطلع بإدارة الفعاليات داخل وخارج السودان، وهم: محمد السني دفع الله – الرئيس الفخري للمهرجان، مصطفى أحمد الخليفة – الرئيس المناوب، علي محمد سعيد – المدير العام، أحمد رضا دهيب – المنسق العام، شاكر حامد أب زيد – مدير شؤون الولايات والعلاقات الداخلية، زهير عبد الكريم صابر – مدير العلاقات الخارجية، أحمد عجيب – مدير الاتصال والدعم اللوجيستي، ومقرر عام المهرجان، يوسف أحمد عبد الباقي “أرسطو” – الأمين العام.

السودانمحمد السنيمهرجان المسرح الحر

المصدر: تاق برس

كلمات دلالية: السودان محمد السني مهرجان المسرح الحر المسرح الحر فی السودان التی ت

إقرأ أيضاً:

مهرجان شوبان في مدينة بولندية للعلاج بالمياه يروي غليل عشاق البيانو

دوشنيكي-زدروي "أ.ف.ب": يتجمع بضع مئات من الناس حول خيمة بيضاء كبيرة في وسط منتجع العلاج بالمياه المعدنية في دوشنيكي-زدروي، وهي مدينة هادئة واقعة على الحدود البولندية التشيكية، في انتظار افتتاح مهرجان فريدريك شوبان الدولي للبيانو.

في داخل الخيمة، تستعد أوركسترا وارسو الوطنية الفلهارمونية لعزف أولى نوتات هذه الدورة الثمانين من المهرجان الذي يجذب كل عام عشاق الموسيقى من مختلف أنحاء العالم.

وقالت إيرين غاو (33 عاما) التي حضرت من الصين للاستماع إلى أعمال الملحن البولندي خلال عطلتها في أوروبا "أحب شوبان منذ سنوات! منذ أكثر من 20 عاما تقريبا. أعزف على البيانو كثيرا في أوقات فراغي".

أما مايك رايتون، وهو متقاعد من تكساس يبلغ 73 عاما، فيبدي حماسة ممماثلة "هذه سنتي الخامسة هنا. أحب هذا المهرجان، إذ ثمة الكثير من الحفلات الموسيقية، والمكان خلاّب".

وأوضح عازف البيانو والمدير الفني للمهرجان بيوتر باليشني أن هذا الحدث "يجمع قبل كل شيء، عشاق موسيقى شوبان الحقيقيين". ويُتوقَع حضور 2000 متفرج على مدار أيام المهرجان التسعة، من الأول إلى التاسع من أغسطس.

وانتشرت ملصقات عن المهرجان وشوبان وتماثيل نصفية للفنان في شوارع هذه المدينة التي يبلغ عدد سكانها أربعة آلاف نسمة. وتفتح المتاجر أبوابها على مصراعيها للسياح، وتبيع الهدايا التذكارية التي تحمل صورة عازف البيانو الشهير.

"شرنقة موسيقية"

ما دفع إلى تنظيم المهرجان في دوشنيكي-زدروي هو أن شوبان (1810-1849)، عندما كان في السادسة عشرة، أقام فيها في 1826 أول حفلة موسيقية له في الخارج، وكانت هذه المدينة يومها ألمانية وتُعرف باسم باد راينرز.

ومنذ انطلاق المهرجان عام 1946، استقطب ألمع الأسماء في عالم الموسيقى الكلاسيكية. وقالت عازفة البيانو جوليا لوزوفسكا من وارسو، الفائزة بعدد من المسابقات رغم أن عمرها لم يتعدَّ الثالثة والعشرين "نشأتُ على شوبان. أحب الكثير من الملّحنين الآخرين بالطبع، لكنه هو من أفهمه أكثر".

ومن أبرز النجوم المشاركين في هذه الدورة العازف الموهوب من هونغ كونغ أريستو شام البالغ 29 عاما والفائز بمسابقة فان كليبرن المرموقة لسنة 2025.

وتشكّل دوشنيكي-زدروي المحطة الأولى في جولة عالمية لعازف البيانو تشمل أعرق المسارح حول العالم.

وقال بعد انتهائه من بروفة وهو ينظر إلى تمثال نصفي لشوبان "أن أعزف في المكان نفسه الذي عزف فيه (شوبان)، وأن أسير على خطاه (...) إنه لشرف وامتياز عظيمان"،

وأضاف "هنا، نحن في شرنقة موسيقية، نعزف الموسيقى ببساطة في أجواء ساحرة، أمام جمهور متحمس جدا".

وتستضيف بولندا مجددا هذه السنة نشاطا آخر مخصصا لمؤلفها الموسيقي هي مسابقة فريدريك شوبان الدولية المرموقة.

تستقطب هذه المسابقة التي تأسست عام 1927، عازفي البيانو من مختلف أنحاء العالم كل خمس سنوات. ويفتح الفوز بجائزة في هذه المسابقة عادة للرابح أبوابا إلى أكبر مسارح العالم.

وشهدت النسخة الأخيرة من مسابقة شوبان فوز عازف البيانو الكندي بروس شياويو ليو، المولود في باريس لأبوين صينيين.

مقالات مشابهة

  • اطلاق استمارات المشاركة فى معارض وفنون مهرجان قنا التراثي
  • انطلاق مهرجان الأردن العالمي للطعام 2025 في عمّان
  • القومي للمسرح يحتفي بتجربة سعيد العمروسي.. وتكريم خاص لفارس الخشبة الشعبية
  • سماوي: مهرجان جرش 39 يحقق نجاحًا لافتًا بإشادات عربية وعالمية
  • مهرجان شوبان في مدينة بولندية للعلاج بالمياه يروي غليل عشاق البيانو
  • اختتام النسخة الثالثة من مهرجان قطر للألعاب
  • اختتام فعاليات مهرجان ليوا عجمان للرطب والعسل 2025
  • 300 طن مساعدات من مهرجان الطعام العالمي إلى غزة: مبادرة أردنية إنسانية بنكهة وطنية
  • اختتام مهرجان الدرعية للتمور