مهرجان المسرح الحر في السودان: احتفاء بالحياة والإبداع رغم أنف الحرب
تاريخ النشر: 6th, August 2025 GMT
متابعات – تاق برس- انطلقت فعاليات الدورة التاسعة من مهرجان المسرح الحر في السودان، والتي تستمر حتى 28 أغسطس الجاري، تحت شعار “المسرح من أجل الحياة”.
ويشهد المهرجان تقديم عروض مسرحية متزامنة في عدة ولايات سودانية، وهي ولاية الجزيرة، ولاية نهر النيل، ولاية كسلا، ولاية سنار، ولاية النيل الأبيض، ولاية النيل الأزرق، بالإضافة إلى عروض في كل من القاهرة، مصر، والرياض، المملكة العربية السعودية، والدوحة، قطر.
ويتميز المهرجان بطابعه اللامركزي، حيث تُقام الفعاليات في مواقع متعددة، وتشمل تقديم عروض مسرحية، وأوراق عمل فكرية، وجلسات تفاعلية مع الجمهور.
وسيتم تتويج أفضل العروض في كرنفال وطني مركزي بالعاصمة الخرطوم.
ويهدف المهرجان إلى تعزيز دور المسرح في التنمية والسلام، ودعم الفنانين والمبدعين السودانيين، وتعزيز الهوية الثقافية السودانية، وخلق مساحة للحوار والتفاعل بين الفنانين والجمهور.
ويشرف على المهرجان الدكتور علي محمد سعيد مدير عام المهرجان، ومحمد السني دفع الله مدير الدورة، ومصطفى أحمد الخليفة نائب مدير الدورة. ويُصاحب المهرجان ملتقى فكري حول “السياسات الثقافية في مفترق الطريق”، يهدف إلى مناقشة التحديات التي تواجه العمل الثقافي والمسرحي في السودان.
مدير المهرجان د. علي سعيد قال إن اللافت في هذه الدورة، التي تُقام من 31 يوليو حتى 28 أغسطس 2025، أنها تتوزع بين أربع عواصم عربية: الخرطوم، القاهرة، الرياض، والدوحة، لتكون بذلك الدورة الأكثر انتشارًا جغرافيًا، والأشد تعبيرًا عن روح اللامركزية والمرونة الثقافية في مواجهة واقع مأزوم.
وفي حوار خاص لموقع “القاهرة الإخبارية” كشف د. علي سعيد، مدير المهرجان، عن ملامح الدورة الجديدة قائلًا:” نعيش وضعًا استثنائيًا، ولذلك اخترنا أن تكون هذه الدورة لا مركزية. ستُقام العروض بالتزامن في ولايات السودان الآمنة، إلى جانب ثلاث نسخ دولية في القاهرة، الدوحة، والرياض. عدد العروض في كل موقع يتراوح بين 7 إلى 10 عروض، باستثناء الدوحة التي ستكتفي بثلاثة عروض فقط”.
وأشار إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يُنفذ فيها المهرجان ميدانيًا على أرض الواقع في دول متعددة في التوقيت ذاته، وليس عبر الإنترنت، وهو ما يعكس إصرار المسرحيين السودانيين على البقاء والخلق وسط الدمار.
– تحديات التمويل
لم تخلُ التحضيرات من العقبات، إذ أوضح سعيد أن أبرز التحديات تمثلت في تشتت المسرحيين السودانيين، وغياب البنية التحتية المناسبة داخل السودان، إضافة إلى صعوبات التمويل.
وأوضح: “اعتمدنا في ولايات السودان على شراكات مع الوزارات الولائية، رغم أن التمويل كان دون المستوى المطلوب، لكنه يكفي لإقامة الفعاليات، في الدوحة، تولى النادي السوداني الرعاية، وفي الرياض تمت تغطية التكاليف من تبرعات شخصية، أما في القاهرة، فنعمل على إبرام شراكات مع جهات مختلفة، منها مؤسسة المبدعين العرب، ومؤسسات سودانية مقيمة”.
في كل ولاية سودانية تحتضن نسخة من المهرجان، سيتم تدشين الفعاليات بعرض مسرحي يليه قراءة ورقة فكرية موحدة تتناول دور المسرح في السلام والتنمية والعدالة الثقافية، ومن ثم تُفتح جلسات نقاش تفاعلي مع الجمهور والفنانين.
وقال سيُجمّع نتاج هذه الحوارات في وثيقة تحمل عنوان: “مانيفستو دراميي السودان”، وهي وثيقة جمالية وفكرية جماعية تُنشر في ختام المهرجان كأحد أبرز مخرجاته الفكرية”.
-الخرطوم تحتضن الفائزين:
وأضاف أن العروض الفائزة في كل ولاية ستُكرَّم بالمشاركة في الكرنفال المركزي بالعاصمة الخرطوم، لتُشكّل بانوراما وطنية تُبرز تنوع الهويات الثقافية السودانية، وتجعل من المسرح مساحةً للتسامح والتجدد والانتماء رغم النزوح.
وسيصاحب المهرجان ملتقى فكري يحمل عنوان “السياسات الثقافية في مفترق الطريق”، يهدف إلى مناقشة التحديات التي تواجه العمل الثقافي والمسرحي في السودان، ويتناول عدة محاور رئيسية، منها: المسرح والتنمية المجتمعية، دور اللامركزية الثقافية والولايات، الثقافة كحق أساسي بعد الحرب، السياسات الثقافية البديلة في ظل غياب الدولة، المسرح كأداة للتعافي الجماعي والعدالة الانتقالية.
ويهدف هذا الملتقى إلى وضع تصورات جديدة للسياسات الثقافية، تعكس حاجات الواقع وتحفز دور المسرح كرافعة للسلام الأهلي.
في وطن أنهكته الحرب، لا يُقام مهرجان المسرح الحر ليضيف سطرًا إلى الفعاليات، بل ليؤسس لمعنى جديد للمسرح بوصفه أداة للبقاء والتعبير والتداوي.
– اللجنة العليا للمهرجان
تضم اللجنة العليا للدورة التاسعة نخبة من الأسماء المسرحية والإدارية التي تضطلع بإدارة الفعاليات داخل وخارج السودان، وهم: محمد السني دفع الله – الرئيس الفخري للمهرجان، مصطفى أحمد الخليفة – الرئيس المناوب، علي محمد سعيد – المدير العام، أحمد رضا دهيب – المنسق العام، شاكر حامد أب زيد – مدير شؤون الولايات والعلاقات الداخلية، زهير عبد الكريم صابر – مدير العلاقات الخارجية، أحمد عجيب – مدير الاتصال والدعم اللوجيستي، ومقرر عام المهرجان، يوسف أحمد عبد الباقي “أرسطو” – الأمين العام.
المصدر: تاق برس
كلمات دلالية: السودان محمد السني مهرجان المسرح الحر المسرح الحر فی السودان التی ت
إقرأ أيضاً:
رغم اعتراض حكومة الخرطوم .. الأمم المتحدة تمدد ولاية بعثة تقصي الحقائق في السودان
جدد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة ولاية بعثة تقصي الحقائق في السودان لعام إضافي، في قرار اعتمد أمس الإثنين وأثار اعتراضاً مباشراً من الحكومة السودانية.
الخرطوم ـــ التغيير
ويعتبر هذا التمديد هو الثاني للمهمة التي أُنشئت في 11 أكتوبر 2023 للتحقيق في جميع انتهاكات حقوق الإنسان وأسبابها الجذرية المرتبطة بالنزاع المستمر، بما في ذلك الانتهاكات المرتكبة ضد اللاجئين.
و قُدِّم مشروع القرار، الذي نال تأييد 24 دولة مقابل رفض 11 دولة (من ضمنها السودان) وامتناع 12 دولة عن التصويت (من بينها الجزائر)، من قِبل دول أوروبية رائدة مثل بريطانيا وألمانيا وإسبانيا وهولندا. وقد أكد المجلس في بيانه على أن البعثة ستستمر في عملها لعام إضافي، مع التأكيد على ضرورة أن تتكامل جهودها مع آليات المساءلة الوطنية والتحقيقات الإقليمية.
اتهامات بجرائم حرب وإدانات دولية
أعرب المجلس عن قلقه الشديد إزاء استنتاجات البعثة، التي وجدت «أسباباً معقولة للاعتقاد» بأن الجيش السوداني وقوات الدعم السريع ارتكبا انتهاكات للقانون الدولي «قد ترقى إلى جرائم حرب»، وأن قوات الدعم السريع ارتكبت أيضاً «جرائم ضد الإنسانية». وعلى ضوء هذه الاستنتاجات، أدان القرار استمرار النزاع بين الطرفين، مجدداً دعوته إلى وقف فوري لإطلاق النار وإقامة آلية مستقلة لمراقبته، وإصلاح البنية التحتية، والتوصل إلى حل تفاوضي شامل. واستنكر المجلس بحدة تصاعد العنف في الفاشر بولاية شمال دارفور، مستذكراً بشكل خاص الهجوم الذي شنته قوات الدعم السريع على مخيمي زمزم وأبو شوك للنازحين، داعياً إلى حماية المدنيين بشكل عاجل.
كما حثّ مجلس حقوق الإنسان الأمم المتحدة، بالتعاون مع الاتحاد الأفريقي، على التعجيل بالنظر في الخيارات المتاحة لتعزيز حماية المدنيين، مشدداً على التزام السودان بالعمل وفقاً للقانون الدولي الإنساني لحماية سكانه من الإبادة الجماعية وجرائم الحرب والتطهير العرقي والجرائم ضد الإنسانية. كما أدان القرار كل صور التدخل الخارجي التي تؤجج الصراع، وطالب باحترام ودعم سيادة السودان وسلامة أراضيه، مؤكداً على أهمية وقف الدعم المادي لطرفي الحرب. وتشمل ولاية البعثة جمع وتحليل أدلة الانتهاكات وتحديد المسؤولين وتقديم التوصيات لضمان المساءلة وإنهاء الإفلات من العقاب.
رفض الخرطوم وترحيب قوى المعارضة
في المقابل، أعرب مندوب السودان الدائم في جنيف، عن رفضه للقرار في بيان قدمه أمام المجلس، حيث اعتبر أن مقدمي القرار «تعاموا عن الحقائق الماثلة على الأرض»، مشيراً إلى أن بلاده تستضيف مكتباً كاملاً لمفوضية حقوق الإنسان وتتعاون مع الخبراء الدوليين. كما أوضح أن القرار ساوى بين الجيش، الذي «يقوم بواجبه الدستوري في الدفاع عن السودان»، و«الميليشيا المتمرّدة» رغم فظائعها. واعتبر المندوب أن تمديد ولاية البعثة يمثل «تعدّيًا على سيادة الدولة ومؤسساتها، وتطاولًا على النظام العدلي في السودان، وتشكيكًا في كفاءة وقدرة ونزاهة قضائه». في الجهة المقابلة، رحبت قوى سودانية عدة، من بينها «التحالف المدني الديمقراطي لقوى الثورة – صمود» وحزب التجمع الاتحادي ومجموعة «محامو الطوارئ»، بقرار تمديد ولاية البعثة لعام إضافي.