أعلن رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، أن حكومته تعتزم السيطرة الكاملة على قطاع غزة، قبل أن تقوم – بحسب زعمه – بتسليمه إلى "حكم مدني" تقوده قوات عربية لا تهدد "أمن إسرائيل"، ما فُهم على نطاق واسع كمحاولة لفرض وصاية إقليمية بديلة في القطاع بعد إخراج حركة حماس منه.

وفي مقابلة مع شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية، قال نتنياهو: "نريد أن نسيطر على غزة لضمان أمننا، ثم نسلمها لقوات عربية لا تشكل تهديدا"، مضيفا: "لا نسعى لاحتلال القطاع إلى الأبد، بل نريد أن تكون هناك سلطة مدنية لا يقودها حماس أو أي جهة تسعى لتدمير إسرائيل"، من دون توضيح الجهات المعنية بهذا "الحكم المدني".



'WE INTEND TO': Israeli prime minister @netanyahu tells FOX News' @BillHemmer that Israel is aiming to take control of Gaza in order to liberate its people from the grips of Hamas and end the threat of the terror regime against his country. pic.twitter.com/lxQkYKHEB8 — Fox News (@FoxNews) August 7, 2025
وكان نتنياهو قد أشار في مقابلته إلى أن "الرئيس الأميركي دونالد ترامب يقدم كل الدعم لإسرائيل لإنهاء الحرب بأسرع وقت"، مضيفاً أن "جزءاً كبيراً من المظاهرات ضدي في إسرائيل ممول من الخارج".

ويأتي تصريح نتنياهو في وقت تشهد فيه الحكومة الإسرائيلية انقساما حادا حول مستقبل القطاع، وذلك قبل ساعات من انعقاد المجلس الوزاري المصغر (الكابينت)، لبحث الخطط العسكرية للمرحلة القادمة من الحرب، التي دخلت شهرها الحادي عشر.

خلاف مع المؤسسة العسكرية
وقوبلت تصريحات نتنياهو برفض واضح من المؤسسة العسكرية، حيث حذر رئيس أركان جيش الاحتلال، إيال زامير، من خطورة التوجه نحو احتلال غزة بالكامل، واصفاً إياه بـ"الفخ الاستراتيجي".

وأكد زامير في تصريحات نُشرت أمس الأربعاء، أن تنفيذ هذه الخطة "سيؤدي إلى إنهاك الجيش لسنوات طويلة، ويعرض حياة الأسرى الإسرائيليين في القطاع للخطر"، مشدداً على أن الحل الأفضل يتمثل في "تطويق القطاع عسكرياً والضغط على حماس لإطلاق الأسرى"، بدلاً من إعادة اجتياحه برياً.

ويبدو أن الخلاف بين نتنياهو وقيادة الجيش يدور أساساً حول الأولويات السياسية والعسكرية، إذ يركز رئيس الوزراء على طموحات تتعلق بـ"الردع والسيطرة"، بينما ترى المؤسسة العسكرية أن الاحتلال المباشر سيُعيد الاحتلال إلى سيناريو الاستنزاف الذي عانت منه سابقاً.


ملف الأسرى والضغوط الداخلية
وبحسب مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي، فإن خطة السيطرة الكاملة على غزة تشمل مناطق يُعتقد بوجود قرابة 50 أسيراً إسرائيلياً فيها، بينهم نحو 20 ما زالوا أحياء، بحسب تقديرات رسمية.

في المقابل، يقبع في السجون الإسرائيلية أكثر من 10 آلاف و800 أسير فلسطيني، يعانون من أوضاع مأساوية تشمل التعذيب والإهمال الطبي، مما أدى إلى استشهاد عدد منهم، بحسب تقارير حقوقية فلسطينية وإسرائيلية.

وكان الاحتلال الإسرائيلي قد انسحب في 24 تموز/يوليو الماضي من جولة مفاوضات غير مباشرة مع حركة حماس في الدوحة، بعدما رفضت مطالب تتعلق بانسحابها الكامل من القطاع، وإنهاء الحرب، وإطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين، بالإضافة إلى وضع آلية واضحة لتوزيع المساعدات.

تراجع في الدعم الشعبي لحكومة نتنياهو
في السياق ذاته، كشف استطلاع رأي أجراه معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن 52 بالمئة من الإسرائيليين يحملون الحكومة مسؤولية كاملة أو جزئية عن فشل التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن تبادل الأسرى.

كما تشير تحليلات إسرائيلية إلى أن الموقف الشعبي من خطة إعادة احتلال غزة يتسم بالحذر، وسط مخاوف من التورط في مستنقع طويل المدى، يعيد الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل انسحاب الاحتلال عام 2005، بعد احتلال دام 38 عاماً.

ويشن الاحتلال الإسرائيلي منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، عدواناً دموياً على قطاع غزة، خلف أكثر من 61 ألف و258 شهيداً فلسطينياً، إضافة إلى 152 ألف و45 جريحاً، بحسب وزارة الصحة في القطاع. 

كما لا يزال أكثر من 9 آلاف شخص في عداد المفقودين، في وقت تعاني فيه مناطق واسعة من مجاعة حادة، خصوصاً شمال القطاع.

ورغم صدور قرارات من محكمة العدل الدولية تطالب تل أبيب بوقف عدوانها فوراً، تواصل حكومة الاحتلال تجاهلها، وسط دعم أمريكي سياسي وعسكري واسع.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية الاحتلال الإسرائيلي نتنياهو غزة قوات عربية إسرائيل احتلال غزة نتنياهو قوات عربية المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

اعتقالات واسعة بالضفة تسبق الذكرى الـ38 لانطلاق حركة حماس

رام الله- شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي ليلة وفجر الأربعاء، حملة اعتقالات واسعة بمحافظات الضفة الغربية طالت عشرات الفلسطينيين، بينهم وزير سابق ومسنون وأسرى سابقون، أفرج عن معظمهم بعد إخضاعهم للتحقيق، وسط تحذيرات فلسطينية من "سياسة الانتقام" الإسرائيلية.

وتركزت الاعتقالات في مدينة نابلس وطالت أكثر من 20 مواطنا بينهم الشيخ المسن ماهر الخراز ونائب رئيس الوزراء الفلسطيني في الحكومة العاشرة ناصر الدين الشاعر اللذين أخلي سبيلهما.

كما شهدت بلدة أبو ديس شرقي مدينة القدس المحتلة اعتقالات طالت 20 شابا، ومدينة أريحا وطالت 13 شابا، ومحافظة جنين وطالت الأسيرين محمد العارضة ومحمد غوادرة المحررين في صفقة التبادل بين حركة حماس وإسرائيل في يناير/كانون الثاني الماضي، وأفرج عنهما بعد ساعات.

#شاهد قوات الاحتلال تفرج عن عدد من معتقلي نابلس الذين اعتقلتهم بعد اقتحام منازلهم في ظل الأجواء الماطرة والباردة الليلة الماضية. pic.twitter.com/wYbukKmtqB

— الجرمق الإخباري (@aljarmaqnet) December 10, 2025

تحقيق ميداني

ووفق نادي الأسير الفلسطيني في بيان -وصل إلى الجزيرة نت نسخة منه- فإن قوات الاحتلال شنت منذ مساء أمس حتى صباح اليوم الأربعاء عمليات اعتقال وتحقيق ميداني واسعة طالت 100 مواطن على الأقل من الضّفة، "واستهدفت بشكلٍ أساس الأسرى المحررين، وأفرج عن غالبيتهم لاحقاً".

وأوضح النادي أن عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني توزعت على غالبية محافظات الضفة، وتركزت في محافظة نابلس، مضيفا أن الاحتلال "يواصل التصعيد من عمليات الاعتقال والتحقيق الميداني وبشكل غير مسبوق ما بعد الإبادة، مستهدفا فئات المجتمع الفلسطيني كافة، كعمليات انتقام جماعية".

وأشار النادي إلى أن الاحتلال "انتهج جملة من السياسات والجرائم في مختلف المناطق التي يقتحمها وينفذ فيها عمليات الاعتقال في الضّفة، وأبرز هذه السياسات عمليات التحقيق الميداني، التي تشكل اليوم السياسة الأبرز التي ينفذها الاحتلال في مختلف محافظات الضفة، دون استثناء".

إعلان

واستنادا للمعلومات التي يوثقها نادي الأسير، فإن جيش الاحتلال وعند اقتحام المنازل بهدف التّحقيق الميداني، يجبر العائلات على الخروج من منزلها، وينفذ عمليات إرهاب بحقهم، وعمليات تخريب وتدمير داخل المنازل، مما يفاقم المعاناة في ظل الأجواء الباردة والماطرة.

ولفت إلى أن عمليات الاعتقال وما يرافقها من عمليات تحقيق ميداني، تستهدف بشكل أساس الأسرى المحررين، سواء من تحرروا في صفقات تبادل أو من أنهوا محكومياتهم "كسياسة ممنهجة لفرض الرقابة المستمرة عليهم".

سياسة انتقامية

من جهته قال مدير نادي الأسير بمدينة نابلس، مظفر ذوقان -للجزيرة نت- إن الاعتقالات الجماعية تندرج ضمن "سياسة الانتقام من أبناء شعبنا الفلسطيني".

وأضاف أن الهدف "كسر إرادة الشعب الفلسطيني في ظل التخبط الذي تقوم به حكومة اليمين المتطرفة في إسرائيل والتي تحاول ليل نهار استهداف الأطفال والنساء والشيوخ لكونهم فلسطينيين".

وأشار ذوقان إلى تزامن اعتقالات الليلة الماضية مع الذكرى السنوي الـ 38 لانطلاق حركة المقاومة الإسلامية حماس، التي تحل يوم الأحد 14 ديسمبر/كانون الأول، مبينا أن "جل الذين تم اعتقالهم ينتمون لحركة حماس".

ويوم الاثنين 14 ديسمبر/كانون الأول 1987 أصدرت حركة حماس بيانها الأول في قطاع غزة إيذانا بانطلاقها، وذلك تزامنا مع اندلاع الانتفاضة الأولى في الثامن من الشهر ذاته.

وقال مدير نادي الأسير إن الاعتقالات الجماعية في الضفة تحولت إلى ظاهرة بعد 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، وأغلب المعتقلين إما يخضعون لتحقيق ميداني مع التهديد والوعيد، أو يحولون للاعتقال الإداري بلا تهمة وبموجب ملف سري.

وأوضح أن عدد المعتقلين الإداريين حاليا يتجاوز 3200، من بين 9300 أسير، وهو الأعلى على الإطلاق، "وتحويل الأسير إلى الاعتقال الإداري معناه انتقام دون تهمة ودون محاكمة في ظل حكومة إرهابية".

ولفت ذوقان إلى ما يرافق الاعتقالات من مداهمات ليلية للبيوت وترويع سكانها وكل ذلك بذريعة حالة الطوارئ المعلنة منذ أكثر من عامين.

بدوره قال أحد المعتقلين المفرج عنهم -فضل عدم ذكر اسمه- إن أغلب المعتقلين تم اقتيادهم معصوبي الأعين ومقيدي الأيدي وتعرضوا للاستجواب والتنكيل والضرب.

وأضاف في حديثه -للجزيرة نت- أن أغلب المعتقلين تلقوا تحذيرات من المشاركة أو إقامة أي فعاليات في ذكرى انطلاق حركة حماس، كما تم تحذيرهم من عواقب أي تواصل مع قيادات حركة حماس في الخارج أو الإشادة بأفعالها في غزة.

الأسير عبد الرحمن السباتين من حوسان غرب بيت لحم انضم لقافلة الأسرى الذين ارتقوا بسبب إجرام الاحتلال pic.twitter.com/rDVlWYpURQ

— شبكة قدس | الأسرى (@asranews) December 10, 2025

ارتفاع عدد الأسرى الشهداء

واليوم الأربعاء، أعلن نادي الأسير وهيئة شؤون الأسرى استشهاد المعتقل عبد الرحمن السباتين (21 عاما) من بلدة حوسان قرب بيت لحم، في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي.

وأضاف النادي والهيئة أن "جريمة قتل السباتين -المعتقل منذ يونيو/حزيران الماضي ولم يكن يعاني من أية أمراض- تضاف إلى سجل جرائم القتل البطيء التي ينتهجها الاحتلال بحق الأسرى والمعتقلين، وإلى سلسلة عمليات الإعدام الميداني الممنهجة التي تشكل جزءاً أساسياً من حرب الإبادة المستمرة بحق شعبنا".

إعلان

ومع استشهاد السباتين، أعلنت المؤسستان ارتفاع عدد شهداء الحركة الأسيرة منذ بدء حرب الإبادة لأكثر من 100، بينهم 85 تم التأكد من هوياتهم، في حين لا يزال العشرات من معتقلي غزة الشهداء رهن الإخفاء القسري، إلى جانب عشرات المعتقلين الذين جرى إعدامهم ميدانيا.

وذكرتا أن عدد شهداء الحركة الأسيرة ارتفع منذ عام 1967 إلى 322 شهيداً، وهم فقط من عرفت هوياتهم.

وشددت المؤسستان على أن منظومة السجون وأجهزة الاحتلال، بما فيها الجهاز القضائي، تعمل على مأسسة واقع جديد بعد الحرب يقوم على تدمير الأسير جسدياً ونفسياً، عبر التعذيب والتجويع والحرمان من العلاج والاعتداءات الجنسية بما فيها الاغتصاب، وتحويل الحقوق الأساسية للأسرى إلى أدوات قمع وتعذيب.

ووفق توثيق هيئة شؤون الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني فقد سجلت أكثر من 21 ألف حالة اعتقال منذ بدء حرب الإبادة على غزة في أكتوبر/تشرين الأول 2023.

أما اليوم فيبلغ عدد الأسرى داخل السجون أكثر من 9300، من ضمنهم أكثر من 50 أسيرة، ونحو 350 طفلا، إلى جانب المئات من المعتقلين المحتجزين في المعسكرات تابعة للجيش.

مقالات مشابهة

  • نتنياهو يماطل وواشنطن تصمت .. هل بدأت مرحلة تكريس حدود جديدة داخل غزة؟|خبير يجيب
  • اعتقالات واسعة بالضفة تسبق الذكرى الـ38 لانطلاق حركة حماس
  • استشهاد أسير فلسطيني داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي نتيجة التعذيب
  • حماس: استشهاد الأسير البساتين دليل جديد على سياسة القتل البطيء
  • استمرار خروقات الاحتلال الإسرائيلي في غزة واستشهاد فلسطينيين
  • ترامب يعارض بقاء الجيش الإسرائيلي عند "الخط الأصفر" ويطالب بانسحاب آخر
  • نتنياهو: المرحلة الأولى من خطة ترامب على وشك الانتهاء وسنركز الآن على نزع سلاح غزة وتجريد حماس منه
  • ارتفاع شهداء الإجرام الصهيونى فى عهد نتنياهو وبن غفير
  • حكومة الاحتلال الإسرائيلي تعلن موعد لقاء نتنياهو بـ ترامب
  • شاهد.. وصول أسرى فلسطينيين بحالة صعبة لمستشفى في دير البلح