المركزي التركي: تخفيض الفائدة لن يكون تلقائياً أو على مسار محدد سلفاً
تاريخ النشر: 14th, August 2025 GMT
أكد البنك المركزي التركي أن قرارات خفض أسعار الفائدة لن تُتخذ بشكل تلقائي أو ضمن مسار ثابت مسبق، مشدداً على أن سياسته النقدية ستظل مرنة ومتشددة، تماشياً مع التطورات الاقتصادية ومؤشرات التضخم.
وفي مؤتمر صحفي عقده اليوم الخميس في إسطنبول، قال محافظ البنك، "فاتح قره خان"، إن وتيرة خفض الفائدة ستُحدّد في كل اجتماع على حدة، بناءً على تقييم شامل للتضخم الحالي، والتوقعات المستقبلية، والمخاطر المحتملة.
وأضاف: "لسنا في مسار أوتوماتيكي، ما زالت التوقعات أعلى من تقديراتنا، وهذا يشكل خطراً على مسار خفض التضخم، مما يتطلب منا الإبقاء على سياسة نقدية صارمة."
توقعات التضخم وأهداف السياسة النقدية
أوضح قره خان أن البنك لا يزال يستهدف معدل تضخم عند 24% بنهاية عام 2025، فيما تتراوح التوقعات الفعلية حالياً بين 25% و29%، كما رفع البنك مستهدفه للتضخم بنهاية عام 2026 إلى 16%**، بزيادة أربع نقاط مئوية، مرجعاً ذلك إلى استمرار ارتفاع أسعار الغذاء وجمود الأسعار في بعض القطاعات.
وأكد المحافظ أن البنك لن يلتزم مسبقاً بحجم معين من التخفيضات في الاجتماعات الثلاثة المتبقية لهذا العام، وذلك بعد أن خفّض الفائدة الشهر الماضي بمقدار 300 نقطة أساس لأول مرة منذ أربعة أشهر.
إشارات للمستثمرين وسعي لاستعادة المصداقية
يُعد تقرير التضخم الفصلي للبنك أداة مهمة للمستثمرين لفهم التوجهات النقدية. وفي هذا السياق، علّق باتوهان أوزشاهين، الرئيس التنفيذي لشركة "آتا بورتفوي"، بأن توسيع نطاق التوقعات للتضخم يعكس شفافية أكبر، مما يساعد في استعادة ثقة السوق.
وتوقّع أوزشاهين أن يبدأ البنك قريباً في تقديم تقديرات قصيرة الأجل إلى جانب الأهداف المرحلية، وهو ما يُمثّل تحولاً عن النهج السابق الذي كان يكتفي بعرض الأهداف فقط.
من جانبها، قالت “سيلفا بهار بازيكي”، المحللة الاقتصادية لدى "بلومبرغ إيكونوميكس"، إن البنك المركزي التركي أعاد صياغة توقعاته للتضخم لتصبح بمثابة "أهداف مرحلية"، معتبرة هذه الخطوة محاولة لإعادة بناء المصداقية أمام الأسواق.
وأضافت: "نعتقد أن سياسة البنك المرتكزة على التوقعات الجديدة تدعم رؤيتنا بأن أي خفض قادم في الفائدة سيكون محدوداً."
استقرار الليرة وتقييم الطلب المحلي
أشار قره خان إلى أن التضخم لا يزال يتجاوز التوقعات السابقة، لكنه أكد أن هيكل الطلب المحلي ما يزال "متوازناً" بفضل السياسة النقدية الحالية، مضيفاً أن البنك لا يخطط حالياً لتخفيف القيود المفروضة على نمو الائتمان.
وخلال المؤتمر الصحفي، استقرت الليرة التركية وتداولت عند 40.7881 مقابل الدولار بحلول الساعة 11:38 صباحاً بالتوقيت المحلي.
وكان المركزي التركي قد استأنف خفض أسعار الفائدة في يوليو، بعد توقف دام أربعة أشهر، ممهداً الطريق لمزيد من التخفيضات، لكنه حذّر من أن هذا المسار لن يكون آلياً.
تحديات أمام الاقتصاد التركي
تأتي هذه التحركات في ظل تحديات داخلية وخارجية، أبرزها أزمة سياسية تفجرت عقب سجن **أكرم إمام أوغلو**، عمدة إسطنبول والمعارض البارز للرئيس **رجب طيب أردوغان**، مما أثّر على ثقة المستثمرين ودفع البنك إلى تعديل استراتيجيته.
وبحسب البيانات الرسمية، فقد شهدت الأسواق التركية **خروج تدفقات أجنبية** تُقدّر بنحو **4 مليارات دولار** من الأسهم والسندات الحكومية حتى 1 أغسطس، ما يشير إلى استمرار صعوبة جذب الاستثمارات الأجنبية في ظل التوترات السياسية والضغوط الاقتصادية.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المركزي التركي أوتوماتيكي البنك المركزي التركي خفض أسعار الفائدة التطورات الاقتصادية إسطنبول فاتح قره خان المرکزی الترکی
إقرأ أيضاً:
تقرير يتوقع خفضين قرارين جديدين لـ «الفيدرالي الامريكي» بخفض أسعار الفائدة 25 نقطة
مع اقتراب عقد البنك الفيدرالي الأمريكي لاجتماع تحديد أسعار الفائدة الأخير خلال تعاملات الأسبوع الجاري، توقع بنك QNB أن يقوم الفيدرالي بخفضين إضافيين للفائدة، بمقدار 25 نقطة أساس.
وأشار تقرير اقتصادي صادر عن بنك QNB إلى أن الفيدرالي الأمريكي سيجرى خفضًا بنسبة 0.25% يوم الأربعاء المقبل، وخفض ثان في الربع الأول من عام 2026، بما يجعل معدل الفائدة قريباً من الحد الأدنى لتقدير البنك للمستوى المحايد عند 3.5%
وأوضح البنك في التقرير أن توقعات السوق لمرحلة ممتدة من التخفيضات خلال عام 2026 تبدو متفائلة للغاية، لافتاً إلى أن الاقتصاد الأميركي يشهد تباطؤا دون مؤشرات على هبوط حاد، بينما يظل مسار التضخم رغم تحسنه محاطا بعوامل عدم يقين تتعلق بالتعريفات الجمركية وقدرة الأسعار على العودة إلى المستوى المستهدف البالغ 2 بالمئة.
وأفاد، أن الفيدرالي الأمريكي يمر بأحد أكثر فترات الانقسام الداخلي حدة منذ عقود، إذ جاء قرار خفض الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في شهر أكتوبر الماضي لافتا وسط غياب توافق بين أعضاء لجنة السياسة النقدية، حيث عارض جيفري شميد رئيس الاحتياطي الفيدرالي في كانساس سيتي، أي خفض، في حين دعم المحافظ ستيفن ميران خفضاً أكبر بمقدار 50 نقطة أساس.
واعتبر بنك QNB أن هذا الانقسام بين التشديد والتيسير النقدي لايزال نادراً للغاية في التاريخ الحديث لبنك الاحتياطي الفيدرالي، فهو مؤسسة لطالما عرفت الإجماع في الآراء وإمكانية التنبؤ بقراراتها.
واستبعد تقرير بنك QNB الخيارين المحتملين في أن يدفع الانقسام الداخلي في بنك الاحتياطي الفيدرالي السياسة النقدية إما نحو دورة تيسير أعمق بكثير أو نحو توقف مبكر لعمليات تخفيض أسعار الفائدة في حال حدوث ارتفاع مفاجئ في التضخم، وعزا ذلك إلى ثلاثة أسباب، أولها تشكيل الضغوط السياسية والتغييرات المرتقبة في مجلس المحافظين عاملا مؤاتيا للوصول، على الأقل، إلى مستوى محايد في السياسة النقدية من جانب الاحتياطي الفيدرالي.
ولفت البنك إلى أن مطالب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الصريحة تزايدت بإجراء تخفيضات أعمق في أسعار الفائدة، بالإضافة إلى إشاراته المبكرة بشأن رغبته في تعيين رئيس للاحتياطي الفيدرالي أكثر ميلا للتيسير بعد انتهاء ولاية جيروم باول في مايو 2026.
واعتبر التقرير أن هذه الديناميكية تتفاقم بفعل التغييرات المستمرة في تشكيل المجلس، حيث إن كل تعيين جديد، أو احتمال لتعيين جديد، يغير التوقعات بشأن توجهات بنك الاحتياطي الفيدرالي على المدى المتوسط، مما يزيد من جدلية القرارات.
ويلاحظ على الهامش تزايد قوة الأعضاء الداعمين للتيسير النقدي، حتى في ظل معارضة أقوى من عدد متناقص من الأعضاء الداعمين لتشديد السياسة النقدية، الذين يسعون لمنع الإفراط في التيسير.
وفيما يتعلق بالعامل الثاني، رأى التقرير أن انخفاض عدم اليقين بشأن التضخم أصبح ملحوظا مقارنة بمستويات الذروة التي سجلت بعد الإعلان عن تعريفات "يوم التحرير"، الجمركية حيث تباطأ تضخم أسعار السكن، الذي كان يعتبر سابقا المصدر الرئيسي لاستقرار التضخم، بشكل مطرد، كما عاد تضخم أسعار السلع تدريجيا إلى مساره الطبيعي مع تكيف سلاسل التوريد.
وقال التقرير في هذا الصدد إنه لا تزال هناك احتمالات بأن تؤدي التعريفات الجمركية إلى ارتفاع التضخم على المدى القصير، ولكن ينظر إليها بشكل متزايد على أنها مؤقتة «ويتم تجاهلها» من قبل معظم صانعي السياسات، بدلا من اعتبارها محركا هيكليا للتضخم، مما يفتح الباب أمام المزيد من تخفيضات أسعار الفائدة.
وأورد التقرير أن العامل الثالث يتمثل في المؤشرات المتدهورة التي أرسلتها أسواق العمل، حيث انخفضت فرص العمل المتاحة بشكل حاد، وتسارعت عمليات تسريح العمال، فيما تشير مؤشرات تتبع الرواتب في القطاع الخاص إلى مزيد من التراجع.
وأوضح في هذا السياق أن تقرير نوفمبر لبنك الاحتياطي الفيدرالي، أظهر أن جهات العمل في الولايات المتحدة خفضت أكثر من 150 ألف وظيفة في أكتوبر الماضي، وهو أكبر انخفاض لهذا الشهر منذ أكثر من عقدين.
تجدر الإشارة إلى أن البنك الفيدرالي الأمريكي خفض أسعار الفائدة منذ بداية عام 2025 بنسبة 0.5% لتصل إلى 3.75% و4%
اقرأ أيضاً4 سيناريوهات ترسم مستقبل الذهب في 2026.. ما بين الصعود الجامح والانخفاض المحتمل
البورصة المصرية تواصل الصعود في منتصف تعاملات اليوم الخميس
الفضة تحافظ على مكاسبها فوق 58 دولارًا وتحقق ارتفاعًا بنسبة 101% منذ بداية العام