عربي21:
2025-08-15@12:41:42 GMT

مستقبل المنطقة في ظل المد الصهيوني

تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT

منذ أن وطأت الأقدام الصهيونية المنطقة العربية، قبل ثمانية عقود، وأنباء العنف وعدم الاستقرار موحدة وثابتة لا تتغير، ذلك أن الأطماع الصهيونية مسجلة في الكتب والمذكرات، كما هي في الخرائط والرسومات، مثلما هي في عقيدتهم الفاسدة تماما، وهو ما جعل العالم يعيش حالة توتر لا تهدأ؛ استنكار هنا، واحتجاجات هناك دون جدوى، الجميع ينام ويستيقظ على أخبار الشرق الأوسط، أنباء لا تتبدل، حتى وإن اختلفت بعض أرقامها أحيانا، أو حجم أحداثها بين يوم وآخر، أو نقاط تركيزها من آن لآخر، إلا أنها في كل الأحوال، لا تخلو من القتل والحرق والدمار والإبادة والطرد والتهجير والتوسع والاستيطان والاحتلال.

ويمكن الإشارة إلى بعض من هذه الأنباء اليومية في عشر نقاط كالتالي:

- حرب إبادة وتجويع في قطاع غزة، وحرمان القطاع من المياه والكهرباء، واستشهاد العشرات، وإصابة المئات، وقصف المدارس والمستشفيات، ومخيمات النازحين، واستهداف طالبي المساعدات الإنسانية، والأطقم الإعلامية والطبية والمسعفين، والأطفال والنساء والمنازل.

- مصادرة أراضي في الضفة الغربية، وقرارات جديدة بإقامة مزيد من المستوطنات، واعتداء المستوطنين على سيارات وممتلكات الفلسطينيين، وحرق مزارع وتجريف زراعات، في حماية قوات الاحتلال، التي قتلت عدة أشخاص، واعتقلت آخرين، ونهبت المتاجر والمصارف، وجرفت الطرقات، وفرضت حظرا على تنقل الأشخاص.

- إغلاق الحرم الإبراهيمي، ومنع المصلين من الوصول إليه، وإقامة طقوس تلمودية داخل الحرم، وتوسيع المستوطنات في المدينة، واعتقال عدد من الأشخاص، وإصابة آخرين بالرصاص، وهدم عدد من المنازل، ومصادرة أخرى، وإنذار بإخلاء عدد كبير من المتاجر لتوسعة الطرقات المؤدية للمستوطنات.

- أربعة آلاف متطرف يقتحمون المسجد الأقصى، يتقدمهم وزير الأمن القومي، في حماية قوات الجيش والشرطة، ومنع المصلين من الاقتراب من منطقة الحرم، وإقامة شعائر يهودية داخل المسجد، وتدنيسه بالأحذية، والاعتداء على النساء والأطفال المتواجدين هناك، وتصريحات رسمية باقتراب هدم المسجد لإقامة ما يسمى بجبل الهيكل.

- الطيران الإسرائيلي يقصف جنوب لبنان، واجتياح جديد جنوب بحيرة طبرية، واغتيال شخصين داخل سيارة على الساحل، وقصف منزل في عيتا الشعب، واختراق حاجز الصوت في بيروت، واستهداف إحدى السيارات، وتصريحات رسمية تنفي نية الانسحاب من الأراضي اللبنانية.

- هجوم إسرائيلي على مطار صنعاء، وميناء الحديدة باليمن، وقصف مستودعات وقود، ومنشآت حيوية، واستهداف البنية التحتية في صعدة، بمشاركة 100 طائرة، استخدمت أجواء عربية ذهابا وإيابا، وأنباء عن مشاركة قوات بحرية، بالقرب من باب المندب.

- قصف إسرائيلي على دمشق، واستهداف مطارات ومنشآت عسكرية، وعمليات اغتيال ليلية بالقرب من دمشق لعدد من الفلسطينيين، واعتقال آخرين، وتوغل داخل القنيطرة وجبل الشيخ، وإقامة منشآت عسكرية على الأراضي المحتلة حديثا، بما يوحي عدم وجود نية للانسحاب مستقبلا، كما هو الحال مع هضبة الجولان المحتلة منذ عام 1967.

- الطائرات الحربية الإسرائيلية تقصف منشآت اقتصادية في إيران، والمسيرات تستهدف بنية تحتية في طهران، واغتيال عسكريين وعلماء، وتفجير منشآت إعلامية، وتحذير باستهداف المرشد الأعلى، وأمريكا تشارك في القصف، وأوروبا تتحدث عن حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.

- قصف إسرائيلي على قوات الحشد الشعبي بالعراق، واستهداف جماعة حزب الله هناك، والطائرات الحربية تخترق الأجواء العراقية، واستمرار الحديث عن حقوق تاريخية في العراق، وحقوق اقتصادية في ثروته النفطية، وتواجد استخباراتي قوي في الشمال، بمناطق النفوذ الكردية، واختراق واضح لمنظومته العسكرية والسياسية.

- انزعاج إسرائيلي من تسليح الجيش المصري، ومطالب بانسحاب القوات المصرية من المنطقة (ج) في سيناء، ودعوات رسمية باجتياحها وإعادة احتلالها، لتهجير سكان غزة إلى هناك، وأخرى تدعو إلى تهجير فلسطينيي الضفة الغربية إلى الأردن، وثالثة تتحدث عن أطماع في السعودية.. إلى غير ذلك كثير.

السؤال هو: هل يمكن أن يكون هناك مستقبل لمنطقة هكذا حالها، في ظل وجود كيان سرطاني هكذا أطماعه؟ هل يمكن لأي دولة من دول المنطقة وضع تصورات أو خطط لمستقبلها الاقتصادي والاجتماعي، في ظل ممارسات يومية بهذا الشكل، قد تنفجر معها المنطقة بكاملها بين لحظة وأخرى؟ هل يمكن القبول بامتلاك هذا الكيان السرطاني لأسلحة دمار شامل، نووية وكيميائية وهيدروجينية، دون أدنى رادع، مع اعتياده الإفلات من العقوبات الدولية، في ظل دعم أمريكي- أوروبي غير محدود؟

أعتقد أن ذرة من ضمير لدى الحكام العرب، توجب إعادة التفكير بشكل مختلف لطبيعة الأوضاع بالمنطقة، حرصا منهم على مستقبل شعوبهم وأوطانهم، التي هي في حقيقتها بلا مستقبل ما دام استمر هذا الكيان، حتى وإن بدا حريصا على تطبيع هنا أو تبادل تجاري هناك، كخطوة مرحلية إلى حين اختراق كل العواصم، بما يحمل من سموم السيطرة على الإعلام، والتدخل في المناهج الدراسية، وتزوير ذاكرة التاريخ، إلى غير ذلك من عوامل تركيع شعوب المنطقة، بعد أن فشل في تحقيق أهدافه على مر التاريخ، وسط شعوب أخرى قامت بطرده شر طرده، ليس ذلك فقط، بل بتصفية بعض أفراده جسديا، إلى الحد الذي أصبح الناجون منهم يعانون نفسيا، وهو ما جعلهم يتعاملون مع الشعوب العربية، التي آوتهم عن طيب خاطر يوما ما، بهذه الطريقة الشيفونية النازية المريضة.

الخطير في الأمر، هو أننا نتعامل مع عدو لا يخفي أطماعه أو تطلعاته نحو احتلال مزيد من الأراضي العربية، كما أعلن رئيس حكومته أخيرا، عدو لا يتورع عن القتل ليل نهار، عدو يجاهر بما يسميه تغيير خريطة الشرق الأوسط، في إشارة إلى التوسع واحتلال مزيد من الأراضي، في وجود حكومة إرهابية وليست متطرفة فقط، وفي وجود دعم أمريكي لمخططاته، بعد نجاحهم في السيطرة على رأس صناعة القرار هناك، بالابتزاز والضغط والتلويح بالكشف عما يشينه أخلاقيا، من وثائق ومستندات يمكنها نسف منظومة الحزب الحاكم، بل والإدارة كاملة، وهي سياسة عقائدية صهيونية عتيقة، أثمرت عن الكثير من الإنجازات لذلك الكيان، عبر العقود الثمانية الفائتة.

كان يجب أن يعي العرب منذ البداية أن القضية الماثلة الآن، ليست فلسطينية فقط، على الرغم مما تمثله فلسطين والمسجد الأقصى من قدسية للعالم الإسلامي ككل، كذلك فإن القضية ليست حرب الإبادة في غزة فقط، على الرغم مما يمثله ذلك من أزمة إنسانية وأخلاقية للبشرية جمعاء، ذلك أننا الآن أمام مصير مشترك، أمام استهداف لكل مقومات الحياة، من خلال طائفة من البشر يرون أن ما دونهم ليسوا بشرا، كما أنهم الأحق بالحياة، وما دونهم قد خلقوا لخدمتهم فقط، وأنهم الأحق بالأرض، وما دونهم لا يستحقون شيئا. هي حالة مرضية وعقائدية في الوقت نفسه، لا يمكن الخلاص أو الشفاء منها سوى بالمواجهة.

لم يعد مجديا دفن الرؤوس في الرمال، والاستغاثة بالمنظمات الأممية والدولية، التي لم تفلح أبدا منذ نشأتها في إغاثة الملهوف أو المظلوم أو المعتدى عليه، لم يعد مجديا الجلوس على مائدة مفاوضات واحدة مع هذا العدو، ما دامت هذه هي عقيدته التي لم يعلن تخليه عنها، أو حذفها من كتبه ومعتقداته وخرائطه، لم يعد مجديا التخلي عن الأشقاء في فلسطين أو لبنان أو سوريا أو غيرهم، لحسابات آنية شخصية، تتعلق بكرسي الحكم هنا أو مصالح ضيقة هناك، في الوقت الذي تشير فيه كل المعطيات إلى أن المخطط لن يستثني أحدا، وعلى المنبطحين تدور الدوائر، بعد أن يورثوا الذل والمهانة لأجيال لا ذنب لها.. ولله الأمر من قبل ومن بعد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مقالات قضايا وآراء كاريكاتير بورتريه الصهيونية العربية الشرق الأوسط الفلسطينيين الاحتلال الشرق الأوسط احتلال فلسطين عرب صهيوني مقالات مقالات مقالات سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة سياسة مقالات اقتصاد سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة

إقرأ أيضاً:

فيدان: نعمل مع سوريا على وضع حلول للمشاكل التي تواجهها في هذه المرحلة بهدف القضاء على المؤامرات وتذليل العراقيل وتطوير جميع المجالات وفي مقدمتها الاقتصاد لخلق أجواء مناسبة لعودة اللاجئين

2025-08-13najwaسابق فيدان: علاقات سوريا مع دول المنطقة بما فيها تركيا حققت قفزات نوعية خلال الأشهر الماضية رغم وجود بعض المنزعجين من تنمية سوريا ومساعيهم لإثارة المؤامراتالتالي فيدان: هناك مساع إسرائيلية من أجل إضعاف سوريا وخلق أجواء من الفوضى فيها وهذا مرفوض وسيكون له تأثير على دول المنطقة بأكملها انظر ايضاًفيدان: هناك مساع إسرائيلية من أجل إضعاف سوريا وخلق أجواء من الفوضى فيها وهذا مرفوض وسيكون له تأثير على دول المنطقة بأكملها

آخر الأخبار 2025-08-13فيدان: هناك مساع إسرائيلية من أجل إضعاف سوريا وخلق أجواء من الفوضى فيها وهذا مرفوض وسيكون له تأثير على دول المنطقة بأكملها 2025-08-13فيدان: نعمل مع سوريا على وضع حلول للمشاكل التي تواجهها في هذه المرحلة بهدف القضاء على المؤامرات وتذليل العراقيل وتطوير جميع المجالات وفي مقدمتها الاقتصاد لخلق أجواء مناسبة لعودة اللاجئين 2025-08-13فيدان: علاقات سوريا مع دول المنطقة بما فيها تركيا حققت قفزات نوعية خلال الأشهر الماضية رغم وجود بعض المنزعجين من تنمية سوريا ومساعيهم لإثارة المؤامرات 2025-08-13بدء المؤتمر الصحفي لوزير الخارجية والمغتربين السيد أسعد حسن الشيباني ونظيره التركي هاكان فيدان في العاصمة التركية أنقرة 2025-08-13تمديد تسجيل المقبولين في مفاضلات الدراسات العليا وملء شواغر الطب في الجامعات السورية حتى الـ 11 من أيلول 2025-08-13وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس جهاز الاستخبارات يلتقون وزير الخارجية التركي في مقر الخارجية بأنقرة 2025-08-13محاضرة نوعية حول العلاج الشعاعي للأمراض الجلدية في نقابة أطباء حلب 2025-08-13وزيرا الخارجية والدفاع ورئيس الاستخبارات يجرون زيارة رسمية إلى تركيا 2025-08-12الصحة العالمية: الأوضاع الصحية في غزة بلغت مستويات كارثية والمستشفيات تعمل فوق طاقتها 2025-08-12استمرار جهود مكافحة الحرائق في ريفي اللاذقية وحماة وإخماد خمسة منها

صور من سورية منوعات اكتشاف قطع أثرية تعود إلى 50 ألف عام في السعودية 2025-08-12 بطل الجرافة… شاب صيني ينقذ أكثر من 100 شخص من الفيضانات بجرافته 2025-08-12
مواقع صديقة أسعار العملات رسائل سانا هيئة التحرير اتصل بنا للإعلان على موقعنا
Powered by sana | Designed by team to develop the softwarethemetf © Copyright 2025, All Rights Reserved

مقالات مشابهة

  • مستشار رئيس الإمارات يشن هجوما ضد نتنياهو: إلى متى يتحكم المتطرفون في مستقبل منطقتنا؟
  • عراقجي: لن يكون هناك استقرار في المنطقة من دون سلاح المقاومة
  • مستقبل وطن: تصريحات نتنياهو حول ما يسمى بـإسرائيل الكبرى استفزاز خطير
  • هل الخرائط المتداولة إعلاميا هي التي ستطبق عليها رسوم الأراضي البيضاء؟ مسؤول يوضح
  • إحباط تهريب مخدرات عبر بالونات داخل الأراضي الأردنية
  • تعز.. مسيرة حاشدة تضامنًا مع غزة وتنديدًا بجرائم المجاعة واستهداف الصحفيين
  • فيدان: هناك مساع إسرائيلية من أجل إضعاف سوريا وخلق أجواء من الفوضى فيها وهذا مرفوض وسيكون له تأثير على دول المنطقة بأكملها
  • فيدان: نعمل مع سوريا على وضع حلول للمشاكل التي تواجهها في هذه المرحلة بهدف القضاء على المؤامرات وتذليل العراقيل وتطوير جميع المجالات وفي مقدمتها الاقتصاد لخلق أجواء مناسبة لعودة اللاجئين
  • نجاة من فخ الخطف.. «أية» تكشف لـ الأسبوع لحظات الرعب التي عاشتها قبل نجاتها من محاولة تخدير علي يد سيدة بالإسكندرية