الصحة تطلق منظومة متطورة لقياس الأداء بـ17 مؤشرًا لتعزيز جودة الخدمات الطبية
تاريخ النشر: 15th, August 2025 GMT
أعلنت وزارة الصحة والسكان، إطلاق منظومة متكاملة لمتابعة وتقييم الأداء في مديريات الشؤون الصحية بجميع أنحاء الجمهورية، تضم 17 مؤشرًا موزعة على 12 قطاعًا رئيسيًا، بهدف الارتقاء بجودة الخدمات الصحية، تسريع الاستجابة لاحتياجات المرضى، وتوفير تجربة رعاية صحية أكثر كفاءة وأمانًا.
وأوضح الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي للوزارة، أن المنظومة تشمل مؤشرات دقيقة تغطي قطاعات حيوية مثل تشغيل أقسام الطوارئ، سرعة اتخاذ القرارات الطبية، الطب الوقائي، مكافحة العدوى، الرعاية الصحية الأولية، تنمية الأسرة، تطوير المهن الطبية والتمريض، جودة الرعاية، سلامة المرضى، إدارة الأزمات والكوارث، الشؤون المالية والإدارية، الهندسة والتجهيزات، والتحول الرقمي.
وأشار إلى أن هذه المؤشرات تهدف إلى توحيد آليات المتابعة والمساءلة، ودعم اتخاذ القرارات المستندة إلى بيانات دقيقة، مما أدى إلى إعادة هيكلة بعض المواقع القيادية في المديريات لتعزيز الكفاءة وتحسين جودة الخدمات.
توحيد أدوات القياسمن جانبها، أكدت الدكتورة رشا الشرقاوي، مدير الإدارة المركزية للإدارة الاستراتيجية، أن الوزارة أعدت كتيبًا موحدًا للمؤشرات كمرجع إجرائي لفرق المتابعة، لضمان توحيد أدوات القياس عبر المحافظات ودقة المقارنات.
وأضافت أن التطبيق يتم من خلال زيارات ميدانية دورية، رصد وتحليل البيانات، ومراجعة مستمرة للمؤشرات مع إمكانية تحديثها وفق المستجدات، مشيرة إلى تدريب فرق المديريات على الرصد والتوثيق لضمان كفاءة التنفيذ.
بدوره، أوضح الدكتور محمد سعد، مدير الإدارة العامة للمتابعة والتقييم، أن المنظومة تركز على قياس كفاءة استخدام الموارد، انتظام تنفيذ البرامج الصحية، وسلامة بيئة الرعاية، مؤكدًا أن المتابعة الميدانية تتيح معالجة أي قصور فورًا، مما يعزز تجربة المريض داخل المنشآت الصحية.
تؤكد وزارة الصحة التزامها بالارتقاء بمستوى الخدمات الصحية، مدركةً وجود تحديات تتطلب جهودًا مستمرة، وتعد هذه المنظومة خطوة نوعية نحو تحسين مستمر، ينعكس تدريجيًا على راحة المرضى وجودة الخدمات في جميع المحافظات، لضمان رعاية صحية أفضل للمواطنين.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: وزارة الصحة قياس الأداء الخدمات الصحية وزارة الصحة والسكان احتياجات المرضى وزارة الصحة
إقرأ أيضاً:
المدن الصحية بمحافظة مسندم.. تحقق التنمية المستدامة وتحسن جودة الحياة
يعد برنامج "مدينة خصب الصحية" بمثابة حركة ديناميكية ومنصة للتعاون بين القطاعات تحت القيادة والالتزام على كافة المستويات السياسية على مستوى المدينة، وإنشاء هياكل تنظيمية لتنفيذ العمليات وصياغة رؤية مشتركة مع التركيز على تنمية الصحة العامة، لبناء شراكات في إطار البرنامج.
وتشكل المدن الصحية نموذجًا حضريًا يهدف إلى تعزيز صحة السكان وجودة حياتهم من خلال بيئة معيشية متكاملة ومستدامة، وقد ظهرت هذه الفكرة انطلاقًا من إدراك العلاقة الوثيقة بين الصحة العامة والعوامل البيئية والاجتماعية والاقتصادية في المدن، فالمدينة الصحية لا تقتصر فقط على توفير الخدمات الصحية، بل تسعى إلى إيجاد بيئة نظيفة وآمنة وتشجع على النشاط البدني وتضمن المساواة في الحصول على الخدمات، وتدعم مشاركة السكان في اتخاذ القرارات التي تؤثر على حياتهم اليومية.
تعزيز الصحة
"عُمان" التقت خولة بنت زايد الشحية رئيسة قسم التثقيف الصحي والمبادرات المجتمعية الصحية بالمديرية العامة للخدمات الصحية بمحافظة مسندم، عضوة ومقررة اللجنة الصحية بولاية خصب، حيث أشارت في بداية حديثها إلى أن المدن الصحية تمثل نموذجًا حضريًا يهدف إلى تعزيز صحة السكان وجودة حياتهم من خلال بيئة معيشية صحية ومستدامة، وأن فكرة (المدينة الصحية) نشأت من مبادرة أطلقتها منظمة الصحة العالمية ركزت على تحسين الجوانب البيئية والاجتماعية والاقتصادية للمدينة بالتوازي مع النهوض بالصحة العامة.
وأضافت: إنه استنادًا إلى قرار وزير الصحة رقم (2018/41) الصادر من معالي الدكتور وزير الصحة، والمتضمن إعادة تشكيل اللجان الصحية بالولايات، وعلى القرار الصادر من سعادة الشيخ والي خصب بتاريخ 20 ديسمبر 2022 والقاضي بتشكيل لجنة (مدينة خصب الصحية)، وبناءً على توصية هذه اللجنة، وعلى خطاب التعاون الموقّع بين اللجنة الصحية بولاية خصب وممثل منظمة الصحة العالمية بسلطنة عمان بتاريخ 23 مارس 2022 بشأن انضمام مدينة خصب إلى الشبكة الإقليمية للمدن الصحية، تم تشكيل المكتب التنفيذي لـ(مدينة خصب الصحية) برئاسة سعادة الشيخ والي خصب رئيس اللجنة الصحية بالولاية.
مشاركة مجتمعية
وحول أهمية المدن الصحية، تقول خولة بنت زايد الشحية: إنها تركز على تحسين جودة الحياة والصحة العامة لسكانها من خلال التخطيط الحضري الذكي وتوفير البنية الصحية الأساسية وتعزيز المشاركة المجتمعية والاستدامة البيئية، من خلال تعزيز الصحة العامة والوقاية من الأمراض وتحسين جودة الحياة والاستدامة البيئية والمشاركة المجتمعية وتحقيق التنمية المستدامة.
حياة وتطور
وفيما يخص القضايا التي تناقشها اللجان الصحية، قالت رئيسة قسم التثقيف الصحي والمبادرات المجتمعية الصحية بصحية مسندم: إن برنامج المدن الصحية والإدارة الحضرية يأتي نظرًا للاتجاه نحو اللامركزية الإدارية لتصبح حكومات المدن آخذة في الظهور، ومن أكثر مشاكل الإدارة الحضرية الملحّة بالحضر سريع النمو قضايا الصحة البيئية مثل إمدادات المياه والسكن والتلوث والنفايات الصلبة والإدارة المشتركة والصحة الاجتماعية وقضايا العنف، وكذلك الأمراض المعدية وسوء التغذية والأمراض النفسية وأمراض الجهاز التنفسي المزمنة نظرًا للازدحام وسوء التخلص من النفايات وبيئة العمل غير الآمنة، والإفراط في استخدام المواد الضارة والتلوث البيئي، وبرنامج (مدينة خصب الصحية) يعمل على إنشاء وتحسين البيئات الاجتماعية، والاستفادة من موارد المجتمع التي تمكن الناس من دعم بعضها البعض في أداء جميع وظائف الحياة والتطور إلى أقصى الإمكانات.
الصحة للجميع
أما عن كيفية تحسين الصحة من خلال برنامج المدن الصحية لـ(مدينة خصب الصحية)، أشارت خولة الشحية إلى أن الصحة من خلال العمل المحلي تعطي الاهتمام لمبدأ أن الصحة يمكن تحسينها عن طريق "محددات الصحة" الاجتماعية والاقتصادية والبيئية، الذي يعتمد على تعريف منظمة الصحة العالمية للصحة كحالة جسدية كاملة، والرفاه العقلي والاجتماعي، وجذورها في ثقافة الصحة العامة؛ لذا فإن برنامج المدن الصحية هو ابتكار طرق لتطبيق مبادئ واستراتيجيات الصحة للجميع من خلال العمل المحلي في المدن، ووضعها ضمن أجندة الأعمال الحكومية، وعلى الرغم من أن التنمية الحضرية لمختلف الأنشطة كالإسكان والصناعة والبنية الأساسية يمكن أن تسبب مخاطر للصحة إذا كانت تفتقر إلى الضمانات الصحية والبيئية، إلا أنها توفر فرصًا صحية.
بناء شراكات
وفي سياق الحديث عن تعزيز مفهوم (مدينة خصب الصحية)، أشارت خولة الشحية إلى أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أطلقت مبادرة المدن الصحية لتعزيز هذا المفهوم، مؤكدة أن التنمية الصحية لا تُبنى فقط في المستشفيات، بل في الأحياء والمدارس وأماكن العمل والمواصلات العامة، وبذلك أصبحت المدن الصحية نموذجًا تنمويًا متكاملًا يجمع بين الصحة والتخطيط العمراني والعدالة الاجتماعية، ومن خلال تشكيل إدارة مدينة خصب الصحية، تعمل على رفع الوعي المجتمعي والصحي، وبمشاركة أصحاب القرار والقطاعات الشريكة في النجاح سواء كانت حكومية أو أهلية أو خاصة، لإعداد الخطة الصحية البديلة لتوليد الوعي بالمشاكل الصحية والبيئية وتعبئة الموارد من أجل التعامل مع المشاكل، وبناء الشراكات مع مؤسسات المجتمع المدني.
وتضيف خولة بنت زايد الشحية: إنه في كل برنامج توجد التحديات، كتوليد الرؤية على المستوى المحلي من أجل قضايا الصحة، واستراتيجية الصحة للجميع، لإيجاد عمل مبتكر من أجل الصحة والتفاعل بين الناس، بالإضافة إلى إيجاد بيئة صحية وأنماط حياة صحية، وتسهيل العمل التنظيمي والمؤسسي الذي يشجع على التعاون بين مختلف الإدارات والقطاعات، وتعزيز مشاركة المجتمع.
تنمية مستدامة
وبشأن مساهمة برنامج المدن الصحية في خطة التنمية المستدامة، تقول رئيسة قسم التثقيف الصحي والمبادرات المجتمعية الصحية: إن برنامج المدن الصحية يسهم مع خطة التنمية المستدامة لعام 2030م على ربط المجالات الاجتماعية والاقتصادية والبيئية بالصحة، وفي تحقيق أهداف التنمية المستدامة بما في ذلك الهدف رقم (11) من أهداف التنمية المستدامة (جعل المدن والمستوطنات البشرية شاملة للجميع وآمنة وقوية ومستدامة)، ويشكل برنامج منظمة الصحة العالمية للمدن الصحية التزامًا قويًا بالابتكارات والتعاون بين القطاعات لمعالجة المحددات الاجتماعية للصحة وإدراج الصحة في جميع السياسات (Health in All Policies)، وفي الوقت الحالي، تشكل آلاف المدن في جميع أنحاء العالم جزءًا من شبكة المدن الصحية في جميع أقاليم منظمة الصحة العالمية.
الجدير بالذكر أن المدن الصحية لها أهمية كبيرة على مستوى الأفراد والمجتمعات بشكل عام، لأنها تسعى إلى تحسين جودة المدن الصحية، وتعد من المبادرات الحيوية التي تهدف إلى تحسين جودة حياة السكان من خلال توفير بيئة صحية ومستدامة وداعمة للصحة الجسدية والنفسية.