شبكة انباء العراق:
2025-05-17@09:47:04 GMT

ومتى شغل سعر الرغيف بال المتنفذين ؟

تاريخ النشر: 30th, August 2023 GMT

بقلم: جاسم الحلفي ..

قدم الزميل هشام علي ، مقدم برنامج لعبة الكراسي في فضائية الشرقية ، حلقة تناول فيها، من بين أمور أخرى ، مسألة ارتفاع سعر الخبز، مذكرا بالمقولة المعروفة المنسوبة للشهيد عبد الكريم قاسم: “زغّر الصورة وكبر الصمونة”. والتي اطلقها خلال احدى جولاته التفقدية لاحوال المواطنين وزيارته لفرن صمون، حيث وجد صاحب الفرن قد علق صورة كبيرة له (للزعيم)، بينما كانت الصمونة التي يبيعها صغيرة ، بما يخالف الاوزان التي حددتها الوزارة.

تجاهل ضيف البرنامج العبارة المأثورة هذه وكأنه لم يسمع بها، رغم شهرتها وكثرة ترديدها على ألسن لما تحمل من استهجان للاستغلال والانتهازية.

عموما لا يوجد وجه للمقارنة بين خصال الشهيد وسجاياه وبين من تولى الحكم من المتنفذين بعد ٢٠٠٥، فالاول عرف ببساطته وكثرة تجواله بين الناس وتفقد احوالهم، بينما المتنفذون لا يبرحون قصورهم المحروسة جيدا. الاول ناصر الفقراء ودافع عنهم، وبنى مدنا لهم بعد ان كانوا يسكنون العشوائيات، بينما في ظل حكم منظومة المحاصصة والفساد تصاعدت اعداد الفقراء واتسعت رقعة العشوائيات، رغم الوفرة المالية غير المسبوقة.

الزعيم عبد الكريم قاسم اعتمد المواطنة اساسا في الحكم، بينما ارست طغمة المتنفذين الطائفية السياسية منهجا وسلوكا، وعرف الزعيم بنزاهته فيما تموضع الفساد اليوم في كل مفاصل الدولة وغدا جائحة حقيقية.

واهتم الزعيم بسعر الصمونة وحجمها، وكان عارفا باسباب ذلك وما يقف وراءه من نوايا، مستبعدا الفرضيات البعيدة عن الأسباب الجوهرية، والتي يريد المتنفذون اليوم ابرازها هروبا الى امام ، وإنكارا لفرضية الضغط على معيشة الناس، مدعين مثلا ان ارتفاع أسعار الخبز هو لتحسين نوعيته، او لتحسين القدرة الشرائية للمواطنين .

ونحن مثل عامة الناس ندرك ان وراء ارتفاع أسعار قوت الفقراء المتمثل بالرغيف، ارتفاع أسعار الطحين، وضعف الرقابة، وشحة الدعم الحكومي وجشع المحتكرين، فكيف للمتنفذين اللاهثين وراء مصالحهم ان يدركوا ذلك .

وعند الاستماع الى الحلقة المذكورة من برنامج لعبة الكراسي تقفز الى الذهن حكاية ملكة فرنسا أيام زمان ماري انطوانيت، التي فاجأتها ثورة جياع فرنسا في 14 تموز 1789، واقتحامهم البطولي لقصر فرساي، فقالت عندما عرفت ان مطلبهم هو الخبز: ليأكلوا البسكويت اذا لم يتوفر الخبز!

وكي لا نذهب بعيدا في تاريخ فرنسا، نذكّر بقول احدهم قبل سنوات معدودات: “المية الف دينار اللي تاخذوها تكدرون تصرفون منها 30 الف، والـ 70 الف الباقية ضموها، والنستلة مو ضرورية”.

ان ارتفاع سعر رغيف الخبز وعدم الإفصاح عن أسبابه الحقيقية ، انما يعكس عدم اكتراث طغمة الحكم بمعيشة الناس. ولا يعني ذلك باي حال انتفاء تلك الاسباب، وسيبقى سؤال ارتفاع سعر الخبر محيّرا للمتنفذين، يوم يواجههم المحرومون والمظلومون، عاجلا ام اجلا، بثورة سلمية عنوانها الأساسي: العدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.
ان سؤال رغيف الخبز انما يعبر بوضوح شديد عن قضية كرامة ملايين العراقيين، المرميين تحت خط الفقر، والذين يكتوون بلهيب شمس الصيف الحارقة، الذي تضاعفه سقوف صفيح بيوتهم المتهاوية، التي تغرق في اوحال الشتاء القارس.

نعم، ليس سعر رغيف الخبز ما يشغل بال المتنفذين، انما هو التشبث بمقود السلطة واستمرار تربعهم على كراسيها. كما ان الخبز وسعره ليسا وحدهما ما يجهله المتنفذون او يغضون الطرف عنه . فهناك مثلهما قضايا أخرى مهمة لها علاقة بمصير البلد ومستقبله وسيادته وحرمة أراضيه، وليس مستغربا ان يزعم احدهم ان حدودنا مؤمّنة وسالمة !

المصدر: شبكة انباء العراق

كلمات دلالية: احتجاجات الانتخابات البرلمانية الجيش الروسي الصدر الكرملين اوكرانيا ايران تشرين تشكيل الحكومة رئيس الوزراء المكلف روسيا غضب الشارع مصطفى الكاظمي مظاهرات وقفات

إقرأ أيضاً:

NYT: ترامب يرفع العقوبات عن سوريا بينما يفرض عقوبات على معارضيه في الداخل

نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، تقريرا، للصحفيين، لوك برودووتر،  وجوناثان سوان، وفيفيان نيريم، قالوا فيه إنّ: "الرئيس ترامب يأمر بإجراء تحقيقات مع خصومه السياسيين، ويلجأ إلى طرق مبتكرة لاستخدام سلطته التنفيذية لتدمير حياة حتّى بعض منتقديه المعتدلين بالداخل".

وبحسب التقرير الذي ترجمته "عربي21" فإنّ: "ترامب، خارجيا، وجّه رسالة مختلفة، بالقول: دعونا ننسى الماضي؛ حتّى لو كان ذلك الماضي يتضمن محاولة اغتياله أو التعاون مع تنظيم القاعدة".

وتابع: "في سلسلة من الخطب والتصريحات العفوية خلال أول رحلة خارجية رئيسية له في ولايته الثانية، أخبر ترامب جمهوره في الشرق الأوسط أنّه مستعد لطي صفحة الماضي، من أجل السلام وتحقيق الأرباح".

وأضاف ترامب، خلال خطاب ألقاه يوم الثلاثاء الماضي، في منتدى الاستثمار السعودي الأمريكي بالرياض: "لم أؤمن قط بوجود أعداء دائمين، أنا أختلف عما يعتقده الكثيرون".

وأبرز التقرير: "كان تصريحه عن الأعداء الدائمين مرتبطا بتواصله مع إيران، التي تُتهم حكومتها بالتخطيط لاغتياله بعد مغادرته منصبه، بينما تنفي إيران ذلك" مضيفا: "أعلن أنه سيرفع العقوبات الأمريكية عن سوريا، مانحا بذلك شريان حياة اقتصاديا لبلد مزقته عقود من القمع والحرب الأهلية والفقر الذي تفاقم بسبب العزلة الدولية".

"قال ترامب عن سوريا: كانت العقوبات وحشية وتشلّ الحياة، وكانت لها وظيفة مهمة، بل مهمة حقا، في ذلك الوقت. لكن الآن، حان وقت تألقهم" بحسب التقرير، مردفا: "في صباح اليوم التالي، التقى  ترامب في الرياض بالرئيس السوري الجديد، أحمد الشرع. وأعجب  ترامب، المعروف بتقييمه للناس بناء على مظهرهم، بالشرع".


واسترسل: "كان تقييم  ترامب عندما سأله أحد المراسلين عن رأيه في  الشرع: شاب ورجل جذاب، رجل قوي، ماضٍ قوي، ماضٍ قوي للغاية، مقاتل"، مضيفا: "تعهّد برفع العقوبات عن سوريا بناء على حثّ ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، والرئيس التركي، رجب طيب أردوغان".

ومضى التقرير بالقول: "أوضح لهم أنه سيكون أقل تدخلا في شؤونهم وأكثر استعدادا للتغاضي عن انتهاكاتهم لحقوق الإنسان، لمواطنيهم، باعتبارها تصرفات قادة أقوياء وأذكياء"، متابعا: "لكن عندما يتعلق الأمر بالشؤون الداخلية، فإن  ترامب أقل تساهلا، حيث إنّ قائمة أعدائه في الداخل طويلة".

وبيّن: "لقد لاحق المعارضين السياسيين السابقين، وأعضاء إدارته الأولى الذين يراهم غير موالين، وشركات المحاماة التي وظّفت أشخاصا حققوا معه سابقا، والجامعات التي أدانها، والمؤسسات الإخبارية التي لا يحب تغطيتها، ومؤلف مقال رأي وكتاب نقديين، والمدير السابق لوكالة الأمن السيبراني وأمن البنية التحتية، كريس كريبس".

وتابع: "كما استهدف مسؤولين سابقين في إدارة بايدن. فقد ألغى تصاريحهم الأمنية، وأشار إلى أنه يريد من وزارة العدل التابعة له النظر في إمكانية إبطال العفو الاستباقي الذي منحه الرئيس بايدن، لحماية عائلته من الملاحقة القضائية المحتملة، من قبل إدارة ترامب"، بينما لم يُدلِ البيت الأبيض بأي تعليق لهذا المقال.

وأبرز التقرير نفسه الذي ترجمته "عربي21": "سيختتم  ترامب يومه الأخير في الخليج، يوم الجمعة، بعد أن تم تكريمه في أبو ظبي يوم الخميس ومنحه أعلى وسام مدني في البلاد"، مشيرا إلى أنّه: "أثناء وجوده في الخارج، برز جانب ترامب الأكثر تسامحا. فقد نحى جانبا منذ فترة طويلة خلافاته مع قطر، التي وصفها في ولايته الأولى بأنها: ممول للإرهاب على مستوى عالٍ جدا".

واسترسل: "يوم الأربعاء، وصف الأمير، الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، بالصديق القديم، وشكر قطر علنا على الطائرة الفاخرة بقيمة 400 مليون دولار لتحل محل طائرة الرئاسة الأمريكية. قطر، شأنها شأن الدول الخليجية الأخرى التي زارها ترامب هذا الأسبوع، تربطها علاقات تجارية مع عائلة ترامب".


وأضاف: "بنهجه تجاه إيران، فاجأ  ترامب بعض مستشاريه بسهولة تجاهله لما أصبح عداء شخصيا عميقا. في العام الماضي، وجّهت هيئة محلفين اتحادية كبرى في واشنطن، اتهامات، لثلاثة أعضاء في وحدة تجسس إلكتروني مرتبطة بالحرس الثوري الإيراني، بشن هجمات واسعة النطاق، استهدفت سياسيين ومسؤولين وصحفيين أدت إلى اختراق حملة ترامب. نفت إيران هذه الادعاءات".

وتابع: "في العام الماضي، اتهمت وزارة العدل، إيرانيا بتورطه المزعوم في مخطط قتل مأجور ضد  ترامب"، موضحا: "في أواخر الحملة الانتخابية، تكهن المستشارون غالبا في أحاديث خاصة، بأن إيران ستندم على أفعالها إذا فاز  ترامب في الانتخابات. وأشاروا إلى كيف لم يتردد  ترامب في ولايته الأولى في إصدار أمر بقتل القائد الإيراني القوي، اللواء قاسم سليماني".

وأورد: "لكن منذ توليه منصبه للمرة الثانية، أبدى ترامب تردّدا في الدخول في صراع مع إيران. إذ قاوم حتى الآن الجهود المكثفة التي بذلها رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، للانضمام لحملة قصف لتدمير المواقع النووية الإيرانية".

"أكد  ترامب رغبته في التوصل إلى اتفاق، وفوّض مبعوثه الخاص ستيف ويتكوف، بالتفاوض مع الإيرانيين، لقطع طريقهم نحو امتلاك قنبلة نووية. ورغم أنه أوضح أنه لا يستبعد اللجوء للقوة العسكرية في حال فشل المفاوضات، إلا أن مستشاريه يقولون إنه يريد بذل كل ما في وسعه لتجنب الحرب مع إيران، والتي يعتقد أنها ستكون كارثية على الولايات المتحدة" بحسب التقرير ذاته.

وأضاف: "قال ترامب في منتدى الأعمال بالرياض، يوم الثلاثاء: أنا مستعد لإنهاء صراعات الماضي وإقامة شراكات جديدة من أجل عالم أفضل وأكثر استقرارا، حتى لو كانت خلافاتنا عميقة للغاية، وهو أمر واضح في حالة إيران"، مردفا: "في الواقع، بعض أقرب أصدقاء الولايات المتحدة الأمريكية هم دول خضنا حروبا ضدها قبل أجيال، وهم الآن أصدقاؤنا وحلفاؤنا".

واسترسل: "مساء الأربعاء، وقف ترامب على طاولة الطعام الرئيسية في قاعة طعام فاخرة بقصر لوسيل بالدوحة، وناشد أمير قطر، الحليف المقرب للحكومة الإيرانية، مساعدته في إيجاد حل سلمي للأزمة النووية".

قال ترامب للأمير الذي كان بجانبه، وفقا للتقرير نفسه: "آمل أن تتمكن من مساعدتي في الوضع الإيراني، لأنه وضع محفوف بالمخاطر، ونريد أن نفعل الصواب. نريد أن نفعل شيئا من شأنه أن ينقذ ربما ملايين الأرواح، لأن مثل هذه الأمور إذا بدأت، فإنها تخرج عن نطاق السيطرة".

وبيّن: "أصدر ترامب وكبار مسؤوليه، أحيانا، تصريحات متباينة، حول ما يطلبونه من إيران لتوقيع اتفاق. ليس من الواضح مدى قرب الجانبين من الاتفاق على التفاصيل الدقيقة، لكن  ترامب جادّ بشأن الجهد الدبلوماسي لدرجة أنه أثار قلق صقور إيران، في كل من الولايات المتحدة وإسرائيل". 


وأضاف: "يوم الخميس، نشر  ترامب على مواقع التواصل الاجتماعي، مقالا، من قناة إن بي سي نيوز، أفاد بأن مسؤولا إيرانيا رفيع المستوى أعرب عن انفتاح طهران على إبرام اتفاق. وزعم أن فريقه: قريب جدا، من التوصل إلى اتفاق".

وقال: "لقد وافقت إيران نوعا ما على الشروط: لن يُنتجوا، كما أسميه، بطريقة ودية، غبارا نوويا. لن نُنتج أي غبار نووي في إيران"، فيما تابع التقرير: "إحدى الأفكار التي ناقشها المسؤولون الإيرانيون هي إمكانية إنشاء مشروع تخصيب نووي مشترك كبديل لمطلب واشنطن بتفكيك برنامجها النووي".

واختتم التقرير بالقول: "لكن إلى جانب حديثه المُهدئ عن عدم وجود أعداء دائمين، وعن السلام العالمي والثروات للجميع، ألمح ترامب أيضا إلى حدود كرمه. فعلى متن طائرة الرئاسة الأمريكية من الرياض إلى الدوحة، وجّه الرئيس رسالة مُنذرة بالسوء إلى طهران".

وقال ترامب: "نأمل أن يتخذوا القرار الصحيح، لأن شيئا ما سيحدث بطريقة أو بأخرى. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. لذا، إما أن نتعامل معه بطريقة ودية أو بطريقة غير ودية، وهذا لن يكون جميلا".

مقالات مشابهة

  • ارتفاع يطرأ على أسعار الذهب في بغداد واربيل
  • NYT: ترامب يرفع العقوبات عن سوريا بينما يفرض عقوبات على معارضيه في الداخل
  • ارتفاع أسعار الذهب محلياً اليوم الجمعة
  • ارتفاع أسعار النفط
  • ارتفاع أسعار الذهب محليا بالتسعيرة الثانية
  • ارتفاع أسعار الذهب في المعاملات الفورية
  • ارتفاع خام البصرة رغم تراجع أسعار النفط عالمياً
  • ارتفاع أسعار الذهب
  • ارتفاع أسعار الدولار في بغداد وأربيل مع الإغلاق
  • فتاوى وأحكام..هل الزلازل غضب من الله..هل يجوز توزيع لحم على الفقراء بدلًا من نحر أضحية..هل الصلاة على النبي تغفر جميع الذنوب