أكدت كبيرة مستشاري مكتب المبعوث الأممي للشمولية والمرأة والأمن والسلام، زهراء لنقي، أن محافظة تعز تمثل نموذجًا محوريًا في مسار بناء السلام المحلي والشراكة المجتمعية في اليمن، مشددة على أهمية تضافر الجهود لرفع المعاناة عن سكان المدينة وفتح الطرق المغلقة التي تشكل شريانًا رئيسيًا للحياة والتنمية.

وقالت لنقي، خلال لقائها محافظ تعز نبيل شمسان، الإثنين، وعددًا من القيادات المحلية والنسوية: "إن الأمم المتحدة تولي اهتمامًا خاصًا بتعز نظرًا لما تمثله من رمزية وطنية في الصمود المدني، معتبرة أن ملف فتح الطرق يمثل أولوية إنسانية وتنموية لا تحتمل مزيدًا من التأجيل".

وأضافت أن مكتب المبعوث الأممي سيواصل دعم جهود الاستقرار والتنمية وتمكين المرأة في المحافظة، مؤكدة أن السلام الحقيقي يبدأ من الميدان الإنساني، من خلال تخفيف معاناة السكان وتحريك عجلة الحياة الاقتصادية والاجتماعية.

ويأتي هذا اللقاء في وقتٍ تتزايد فيه الدعوات المحلية والدولية إلى ضرورة رفع الحصار المفروض على مدينة تعز منذ تسع سنوات من قبل ميليشيا الحوثي، الذي تسبب في عزل المدينة عن محيطها وتحويل طرقها الحيوية إلى خطوط وعرة وخطرة.

وأكد محافظ تعز، نبيل شمسان، أن فتح الطرقات يُعدّ مطلبًا وطنيًا وإنسانيًا قبل أن يكون سياسيًا، مشيرًا إلى أن استمرار الحصار أدى إلى معاناة إنسانية غير مسبوقة، وارتفاع كبير في تكاليف المعيشة والنقل، وتعطيل آلاف الأنشطة الاقتصادية والتعليمية والاجتماعية.

وشدد المحافظ على أن السلطة المحلية تبذل جهودًا متواصلة مع الحكومة والمجتمع الدولي لإعادة فتح الطرق كخطوة أولى في بناء الثقة وتهيئة الأرضية لسلام مستدام، مؤكدًا أن رفع الحصار يمثل المدخل الحقيقي لأي تسوية سياسية شاملة.

وفي اللقاء الذي حضره وكلاء المحافظة وعدد من القيادات النسائية، استعرض المحافظ جهود السلطة المحلية في تمكين المرأة وإشراكها في صناعة القرار والمبادرات المجتمعية، مشيدًا بدورها الريادي في تعزيز الصمود المجتمعي والمشاركة في جهود السلام.

وأشار شمسان إلى حادثة استهداف مديرة صندوق النظافة والتحسين، افتهان المشهري، بوصفها جريمة تمسّ قيم المجتمع وتستدعي مواقف حازمة، مؤكدًا اتخاذ الإجراءات القانونية بحق المتورطين في الجريمة، والتزام السلطة المحلية بحماية الكفاءات النسوية.

ويرى مراقبون أن فتح طرق تعز ليس مجرد إجراء إنساني بل خطوة استراتيجية لإنعاش الاقتصاد المحلي واستعادة الروابط الاجتماعية بين تعز والمناطق المجاورة.

وأدّى إغلاق الطرق منذ سنوات إلى ارتفاع تكاليف النقل بأكثر من 300%، وتراجع النشاط التجاري، وإعاقة وصول الخدمات والسلع الأساسية. ويؤكد خبراء أن فتح الطرق سيعيد الحركة التجارية إلى طبيعتها ويخفض الأسعار ويحرك دورة الاقتصاد المحلية.

المصدر: نيوزيمن

كلمات دلالية: فتح الطرق جهود ا

إقرأ أيضاً:

الجامعة البريطانية تنظم جلسات نقاشية لطلاب نموذج محاكاة قمة المناخ

نظمت الجامعة البريطانية في مصر، برئاسة الدكتور محمد لطفي، جلستين نقاشيتين عن المناخ شارك فيهما نخبة من الخبراء الدوليين والأكاديميين، في إطار برنامج هذا العام الذي يركّز على العدالة المناخية وتمويل التنمية المستدامة.

الجامعة البريطانية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يطلقان برنامج محاكاة قمة المناخ COP30

جاء ذلك على هامش فعاليات برنامج محاكاة قمة المناخ COP30 Simulation الذي تُقيمه بالتعاون مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). 
جاءت الجلسة الأولى ضمن فعاليات مرصد تحالف الديون وتمويل المناخ (Debt Alliance & Climate Finance Lab)، والذي تم تدشينه هذا العام بهدف تركيز جهود طلاب البرنامج – وهم يمثلون 47 دولة و91 حول العالم بالإضافة إلى 22 جامعة مصرية -  على مناقشة التحديات العالمية المتعلقة بالتمويل المناخي وأزمات الديون، وإبراز الترابط الوثيق بين الاستدامة الاقتصادية والعمل المناخي الدولي.

وترأس الجلسة الدكتور محمود محيي الدين، المبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة التنمية المستدامة 2030، والرئيس المشارك لفريق الخبراء رفيع المستوى المكلَّف من الأمين العام للأمم المتحدة بتقديم حلول للتعامل مع أزمة الديون، والرئيس الشرفي لبرنامج محاكاة قمة المناخ.

وأدارت الجلسة الدكتورة سارة الخشن، مديرة إدارة التطوير الإستراتيجي ورئيس برنامج محاكاة قمة المناخ بالجامعة البريطانية في مصر، حيث تناولت النقاشات محاور إصلاح هيكل الحوكمة المالية الدولية، وسبل إدماج البنود المناخية في أطر الديون، إلى جانب توسيع نطاق أدوات التمويل المبتكر لتحقيق العدالة المناخية والتنمية المستدامة.

وأشاد الدكتور محمود محيي الدين بجهود المشاركين في محاكاة المفاوضات الدولية، مؤكداً أن المناقشات عكست قدراً كبيراً من البحث والاطلاع من جانبهم، ومثمِّناً قدرة الطلاب على ممارسة ديناميكيات التفاوض. ودعا إلى ربط نموذج المحاكاة فى المستقبل بالمقترحات والمبادرات المطروحة فى مجالات تمويل التنمية وتمويل المناخ  وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالأمم المتحدة والمؤسسات الدولية. كما شدّد على أن قضايا السلام والعدالة المناخية والتنمية المستدامة تتكامل من حيث المنطلقات والأهداف.

وترأّس الدكتور إبراهيم سلامة، عميد كلية القانون ومدير مركز أبحاث وتدريب حقوق الإنسان بالجامعة البريطانية في مصر، جلسة مرصد "الانتقال العادل (Just Transition Lab)"، والتي ناقشت قضايا تغيّر المناخ من منظور الأمن الإنساني، وربطت مفاهيم العدالة والإنصاف بقضايا التجارة، وحوكمة الموارد، والتنوّع البيولوجي، والتوتّرات الجيوسياسية.

وشهدت الجلسة محاكاة تفاعلية تناولت مختلف العوامل المؤثرة في مسار الانتقال العادل، بما في ذلك الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والنزاعات، والأمن المناخي، مؤكدة أن الانتقال العادل لا يُقصد به التغيير في حد ذاته، بل خلق بيئة أكثر استدامة وعدلاً وصحة للإنسان والمجتمعات. وقدّم الطلاب خلال الجلسة مجموعة من الحلول والتوصيات لعرضها على لجنة المناخ، حيث أشاد الدكتور سلامة بما قدّموه من رؤى مبتكرة وتحليلات واقعية، وتبادل معهم النقاش حول السبل العملية لترجمة هذه الأفكار إلى سياسات قابلة للتطبيق.

ويأتي تنظيم برنامج محاكاة قمة المناخ في إطار التزام الجامعة البريطانية في مصر بتعزيز دور التعليم في تحقيق أهداف التنمية المستدامة (SDGs)، وترسيخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية رائدة في تمكين الشباب وإعدادهم ليكونوا قادة المستقبل في قضايا المناخ والتنمية، بما يسهم في بناء مستقبل أكثر عدلاً واستدامة وإنسانية.

مقالات مشابهة

  • الجامعة البريطانية تنظم جلسات نقاشية لطلاب نموذج محاكاة قمة المناخ
  • الأمم المتحدة: نرحب بأي جهود للرقابة على الأسلحة النووية
  • خطة ترامب.. رغبة أوروبية في المشاركة بـ "السلطة الانتقالية" لغزة
  • محافظ تعز يبحث مع كبير مستشاري غروندبرغ ملف الحصار وفتح الطرقات وتمكين المرأة
  • الحكم المحلي تبحث مع الأمم المتحدة تعزيز التنمية المحلية
  • السيسي بذكرى حرب أكتوبر: سلام مصر مع إسرائيل نموذج يحتذى به
  • في ذكرى أكتوبر..السيسي: تجربة مصر مع إسرائيل نموذج للسلام العادل والمصالحة
  • السيسي يحيي الجيش المصري ويشيد بدور ترامب ويتحدث عن نموذج السلام مع إسرائيل
  • الرئيس السيسي: من روح أكتوبر نستمد العزيمة لبناء مصر الحديثة القوية