من جلالة الملك ميشع المؤابي إلى سمو ولي العهد الحسين بن عبدالله: نعم هكذا يكون الرد
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
صراحة نيوز- كتب أ.د. محمد الفرجات
عندما نقرأ في صفحات التاريخ، ونستحضر نقش الملك ميشع المؤابي على الحجر البازلتي الأسود في ذيبان، ندرك أن إرادة الشعوب التي تواجه الأطماع الخارجية لا تذوب ولا تضعف، بل تتجدد في كل جيل لتُعبِّر عن ذات الرسالة: الأرض كرامة، والسيادة حق، والدفاع عنها واجب مقدس.
اليوم، يقف سمو ولي العهد الأمير الحسين بن عبدالله، متحدثًا بوعي وإصرار عن عودة خدمة العلم، في توقيت بالغ الدقة، تزامنًا مع تصاعد لهجة التطرف الصهيوني وتكرار رئيس حكومة الاحتلال نتنياهو لخطاب “إسرائيل الكبرى”.
لماذا خدمة العلم اليوم؟
إن قرار إعادة خدمة العلم ليس مجرد برنامج تدريبي عسكري؛ بل هو مشروع وطني – تنموي – قيمي – أمني، له أبعاد عميقة:
1. الرد على الأطماع الصهيونية:
في الوقت الذي يحاول فيه نتنياهو وأمثاله إعادة صياغة وهم “إسرائيل الكبرى”، يبرز الأردن من خلال قرار خدمة العلم بخطاب عملي: نحن هنا، شبابنا جاهزون، ووطننا عصيّ على الاختراق. هذا الرد ليس بالكلمات، بل بالتحصين الميداني للشباب عقيدةً وانتماءً وقدرةً.
2. صقل شخصية الشباب الأردني:
خدمة العلم تعيد للأجيال الجديدة قيم الانضباط، والجدية، والعمل الجماعي، وتربطهم بالمسؤولية الوطنية. فهي تصنع شبابًا قادرًا على الجمع بين مهارات العصر والوعي التاريخي، بين قوة الذراع ونضج العقل، وهو ما يحتاجه الأردن ليكون حاضرًا في معادلات الإقليم.
3. تعزيز الأمن الوطني والقومي:
إن بناء جيلٍ واعٍ منضبطٍ ومدرَّب هو الحصن الحقيقي في وجه كل تهديدات الخارج. فالقوة البشرية المعبأة بالإيمان والوعي الوطني هي خط الدفاع الأول والأخير، وعماد الاستقرار الأردني الذي كان وسيبقى صمام أمان للمنطقة بأسرها.
4. دفع عجلة التنمية:
ليست خدمة العلم انقطاعًا عن التنمية، بل هي رافعة لها. فهي تتيح للشباب فرصة تعلم مهارات مهنية وتقنية إلى جانب التدريب العسكري، ما يجعلهم أكثر قدرة على دخول سوق العمل والإسهام في الاقتصاد الوطني. التنمية لا تنفصل عن الأمن، والأمن لا يترسخ إلا بشباب مؤمن ومنتج.
الرسالة التي وصلت للعالم:
لقد كان حديث سمو ولي العهد اليوم بمثابة رسالة مزدوجة:
إلى الداخل: ثقة بالدولة الأردنية ومؤسساتها، وإيمان بأن الشباب هم رأس المال الحقيقي.
إلى الخارج: الأردن ليس هشًا، بل هو متماسك، وشعبه وجيشه وقيادته على قلب رجل واحد، وكل من يتوهم أن هذا الوطن ضعيف سيصطدم بصلابة جيل جديد مستعد للتضحية.
من نقش ميشع إلى خطاب الحسين
الزمن تغيّر، لكن المعادلة لم تتغير. ما كان يقوله ميشع المؤابي في مواجهة الغزاة، يقوله اليوم الحسين بن عبدالله في مواجهة مشاريع التوسع الصهيوني: الأرض عصية، والشباب ليسوا غافلين، والسيادة ليست موضع مساومة.
إن عودة خدمة العلم اليوم هي رد حضاري وعملي وسياسي، لا يُترجم بالبنادق فقط، بل بإعداد شباب قادر على حماية الأرض، وصون الهوية، وبناء المستقبل.
وهكذا يكون الرد…
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن عرض المزيد الوفيات عرض المزيد أقلام عرض المزيد مال وأعمال عرض المزيد عربي ودولي عرض المزيد منوعات عرض المزيد الشباب والرياضة عرض المزيد تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام خدمة العلم ولی العهد
إقرأ أيضاً:
الصفدي: مجلس النواب يدعم بكل الطاقات والأدوات إعلان ولي العهد بإعادة تفعيل برنامج خدمة العلم
صراحة نيوز-قال رئيس مجلس النواب أحمد الصفدي إن جيشنا وأجهزتنا الأمنية يتقدمها القائد الأعلى للقوات المسلحة جلالة الملك عبد الله الثاني المفدى، كانت وستبقى محط فخر واعتزاز أبناء الشعب الأردني، مشيراً إلى أن إعلان سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني، ولي العهد المعظم، إعادة تفعيل برنامج خدمة العلم قريباً، يلقى في نفوس أعضاء مجلس النواب وأبناء الشعب الأردني الثقة والاعتزاز والفخر.
وأضاف الصفدي في بيان صادر عن مجلس النواب اليوم الأحد أن إعلان سمو ولي العهد، يعكس الرؤية التي طالما آمن بها جلالة الملك عبد الله الثاني بأبناء وطنه، انطلاقاً من الحرص في تعزيز الهوية الوطنية وترسيخ قيم الانتماء والولاء والانضباط لدى وشباب الوطن الذين طالما أكدوا أنهم على أتم الجاهزية للدفاع عن الوطن وأمنه ومكتسباته.
وأكد مجلس النواب دعمه الكامل لهذا الإعلان بكل الطاقات وبكل الأدوات، فهو إعلان يشكل محطة مهمة في رسم معالم شخصية الشباب الأردني، القادر على التفاعل مع التحديات في ظل بيئة إقليمية ودولية متغيرة، مثمناً هذه المبادرة التي تشكل مشروعا وطنيا متكاملا، يعزز ثقافة العمل والانضباط، ويفتح أمام الشباب أبوابًا جديدة.
وأكد الصفدي أن جيشنا وأجهزتنا الأمنية يبرهنون دوماً القدرة العالية على مواجهة التحديات الأمنية والإقليمية، وأسهموا في الحفاظ على استقرار الأردن وسط محيط مضطرب، ويقف الشعب الأردني بكل فخر خلف أبنائه في القوات المسلحة الذين يقدمون أرواحهم فداء للوطن، ويضربون أروع الأمثلة في الانضباط، الشجاعة، والولاء للقيادة الحكيمة.
وشدد مجلس النواب أن الشباب الأردني هم الثروة الحقيقية والركيزة الأساسية لمستقبل الأردن والأساس المتين في الدفاع عن الوطن، مؤكداً أن الجيش والأجهزة الأمنية درع الوطن وسياجه المنيع، ستبقى مشاعل المجد ومعنى الفخر على طول السنين، حيث سطروا أروع البطولات في الدفاع عن أرض الوطن وحماية حدوده وسيادته.
وختم الصفدي بالقول إن انخراط الشباب الأردني في خدمة العلم خطوة أساسية نحو بناء جيل واعٍ ومسؤول يتحلى بالانضباط والانتماء للوطن، ويسهم في إعداد شباب قادر على تحمل المسؤولية، وخدمة العلم ليست مجرد واجب، بل شرف لكل شاب أردني يسعى للمساهمة في أمن وطنه واستقراره.