خُلق الأنبياء ورفعة للإنسان.. تعلمه من رسول الله
تاريخ النشر: 17th, August 2025 GMT
أكد الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن التواضع هو خُلق جليل يقابل الكبر والغرور، ويعني إظهار البساطة والاعتدال في التعامل مع الناس، مع إنصاف النفس وعدم ادعاء ما ليس لها أو إذلالها بما لا يليق.
التواضع في القرآن الكريمأوضح جمعة أن القرآن الكريم عرض صورة واضحة للتواضع في موعظة لقمان لابنه، حيث قال تعالى:
﴿يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلَا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ، وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِيرِ﴾ [لقمان: 17-19].
وأشار جمعة إلى أن النبي ﷺ كان المثل الأعلى في التواضع، فقد كان يبدأ الناس بالسلام، ويستمع إلى الكبير والصغير، ولا يسحب يده من المصافحة حتى يسحبها الآخر.
وكان يضع الصدقة بيده في يد المحتاج، ويجلس حيث ينتهي به المجلس، ولا يتكبر عن قضاء حاجته بنفسه، بل يذهب إلى السوق ويحمل متاعه ويقول: «أنا أولى بحمله». كما كان يشارك أهل بيته أعمالهم، فيخصف نعله ويرقع ثوبه بيده.
احترام العمل.. أساس التواضعبيّن جمعة أن من أهم أركان التواضع احترام العمل، مستشهدًا بحديث النبي ﷺ: «ما بعث الله نبيا إلا رعى الغنم»، موضحًا أن هذا الحديث يرسخ لقيمة احترام العمل الشريف وعدم الترفع عنه، إذ مارس النبي ﷺ الرعي والتجارة، وغرس في أصحابه قيمة الكسب الحلال والعمل الجاد.
التواضع في البيت والحياة اليوميةأورد جمعة أحاديث السيدة عائشة رضي الله عنها التي روت أن النبي ﷺ كان يشارك في أعمال البيت، فيخصف نعله ويخيط ثوبه ويحلب شاته ويخدم نفسه، ليضرب أروع الأمثلة في التواضع الأسري.
التحذير من الكبر ومصيرهوختم جمعة بالتأكيد على أن التواضع ضد الكبر، وقد نهى النبي ﷺ عن التكبر، محذرًا من عاقبة المتكبرين بقوله: «لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر»، موضحًا أن الكبر لا يعني حسن المظهر، بل هو رد الحق واحتقار الناس، بينما يحب الله الجمال ويحب أن يرى أثر نعمته على عباده دون تعالٍ أو استعلاء.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: جمعة التواضع النبي القران الكريم علي جمعة الدكتور علي جمعة مفتي الجمهورية السابق النبی ﷺ
إقرأ أيضاً:
هل الصلاة لمن أخطأ في اتجاه القبلة باطلة؟.. الأزهر يجيب
يجهل بعض المصلين بماذا يتصرف إذا عرف أن صلاته لم تكن في اتجاه القبلة، ويتساءل البعض حكم الصلاة لمن أخطأ في اتجاه القبلة؟ فهل يجب إعادة الصلاة أم لا ؟ وفي السطور التالية نتعرف على حكم صلاة من أخطأ في اتجاه القبلة.
ما حكم الصلاة لمن أخطأ في اتجاه القبلة؟قالت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابعة لـ الأزهر إن الصلاة تكون صحيحة إذا اجتهد المسلم في تحري اتجاه القبلة، وبذل وسعه للوصول إليها، ثم تبين أنه صلى في غير اتجاهها؛ استنادًا إلى قوله تعالى: ﴿لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا﴾، وقوله سبحانه: ﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾.
وأوضحت لجنة الفتوى بمجمع البحوث الإسلامية التابعة لـ الأزهر أن من كان في بلد يمكنه أن يسأل أهله عن اتجاه القبلة، أو يستدل عليها بمحاريب المساجد وما في حكمها، ثم صلى إلى غيرها بحجة الاجتهاد، فإن صلاته لا تصح، ويجب عليه إعادتها، لأن هذا الموضع ليس مجالًا للاجتهاد مع توافر علامات تدل على القبلة.
كيفية قضاء الصلوات الفائتة.. طرق سهلة لتعويض ما فاتك
وزير الأوقاف ومحافظ الوادي الجديد يشهدان صلاة الجمعة بمسجد التعمير بشمال سيناء |صور
وزير الأوقاف يعقد جلسة ذكر بعد صلاة الجمعة بشمال سيناء.. فيديو
الصلاة على النبي يوم الجمعة.. صيغة شريفة تكفي همك وتغفر ذنبك
وأضافت لجنة الفتوى أن من يتعمد الصلاة إلى غير القبلة فصلاته باطلة بلا خلاف، ويأثم بذلك لاستهانته بأعظم أركان الدين، وتلاعبه بالعبادة.
من جانبها، أكدت دار الإفتاء المصرية، أنه يجب شرعًا على المسلم الذي أراد الصلاة ولم يعرف جهة القبلة أن يسأل عنها أو يجتهد في تحريها.
وأوضحت دار الإفتاء، في فتوى منشورة على موقعها الإلكتروني، أن من اجتهد أو سأل ثم أخطأ وتبين له الخطأ بعد الصلاة فصلاته صحيحة ولا إعادة عليه.
دار الإفتاء: من جهل اتجاه القبلة يجب عليه السؤال أو الاجتهاد قبل الصلاةوأضافت دار الإفتاء أنه إذا صلى المسلم دون سؤال أو اجتهاد، ثم تبين له أنه أخطأ في اتجاه القبلة، فإن صلاته غير صحيحة ويلزمه الإعادة، أما إذا اتضح له بعد الصلاة أنه كان على صواب في اتجاهه للقبلة، فإنه يعد مقصرًا لتركه واجب الاجتهاد، ويلزمه القضاء على ما ذهب إليه جمهور الفقهاء من المالكية والشافعية والحنابلة.
وأشارت دار الإفتاء إلى أنه لا حرج على من قلّد من يقول بصحة الصلاة في هذه الحالة، إلا أنه يجب عليه تحري القبلة في الصلوات القادمة بالسؤال أو الاجتهاد، خروجًا من خلاف الفقهاء واحتياطًا للصلاة المفروضة التي هي عماد الدين وركنه الأعظم.