مروة الخايفية.. شغف يتراوح بين الهوكي والإبحار الشراعي !

كتبت - فاطمة العوفية

في ميدانين مختلفين يجمعهما الشغف وروح التحدي، شقت الرياضية مروة الخايفية طريقها لتصبح واحدة من الرياضيات العمانيات اللاتي مثلن سلطنة عمان في محافل عديدة محلية وخارجية، فهي لاعبة منتخب الهوكي، إلى جانب كونها لاعبة في المنتخب النسائي للإبحار الشراعي، جمعت بين الملاعب والأمواج العاتية وأثبتت أن الإرادة قادرة على كسر أي حواجز وحدود.

في هذا الحوار نقترب أكثر نحو محطاتها ونتعرف على رحلتها ورؤيتها لمستقبل الرياضة النسائية في سلطنة عمان.

بدأت الخايفية رحلتها الرياضية منذ أيام الدراسة، حيث شاركت في سباق مدرسي تم من خلاله اختيارها لتمثيل منتخب ألعاب القوى، لتبدأ مسيرتها في هذا المجال، وفيما بعد سنحت لها فرصة مختلفة تمامًا عندما كان هناك فريق يبحث عن لاعبات لتأسيس منتخب نسائي للإبحار الشراعي، وهناك وجدت نفسها وتعلّقت برياضة الإبحار الشراعي، لما اكتسبته منها من ثقة بالنفس، وتجاوز للمخاوف، واكتشاف لآفاق جديدة في حياتها.

ومع مرور الوقت علمت عن تأسيس منتخب نسائي للهوكي، لتستعيد حلم طفولتها بالوصول إلى كأس العالم في أية رياضة، وهكذا بدأت مشوارها في الهوكي الخماسي بعزيمة كبيرة لتكون ضمن اللاعبات المختارات. واجهت هي وزميلاتها العديد من التجارب والتحديات، وبذلت أقصى جهدها لتكون واحدة من 12 لاعبة فقط تم اختيارهن من بين 30 لاعبة للمشاركة في كأس العالم الذي أقيم في ولاية العامرات.

وحققت العديد من الإنجازات التي تعتز وتفخر بها خلال مسيرتها الرياضية، إلا أن أبرزها في رياضة الهوكي كان وصولها إلى كأس العالم والمشاركة فيها، إلى جانب مشاركتها في كأس آسيا خماسي وكأس آسيا للصالات خماسي. أما في رياضة الإبحار الشراعي، فقد شاركت في بطولات عديدة داخل سلطنة عمان وخارجها، كانت من أبرزها بطولة الطواف العربي التي حقق فيها الفريق المركز الثالث عام 2019، ثم المركز الثاني عام 2021. كما خاضت بطولات خارجية، من بينها بطولة في فرنسا، حيث توّج الفريق بالمركز الأول على مستوى الفرق النسائية. وترى الخايفية أن هذه الإنجازات إلى جانب كونها أرقاما أو مراكز فهي كذلك محطات وذكريات شكلت شخصيتها وزادت من إصرارها على المضي قدمًا.

تقول الخايفية: "من المواقف التي لا أنساها هي مشاركتي في سباق الطواف العربي، حيث انطلقنا من مسقط متجهين إلى صحار، وصادفتنا رياح قوية لم أشهد مثلها من قبل، كنا فريقًا نسائيًا كاملًا مكونًا من 8 لاعبات، انقلب نصف القارب، فعملنا جميعًا بيد واحدة وبروح تعاون عالية للسيطرة عليه، كان الموقف صعبًا لكنه علمني أن لا شيء مستحيل وأن المرأة بإصرارها وإرادتها قادرة على تجاوز التحديات".

وعن التحديات التي واجهتها، تقول: "أثناء معسكر الاستعداد لبطولة آسيا في تايلاند، ارتطمت الكرة بخدي ولم أشعر حينها سوى بألم بسيط لكن بعد الفحص في المستشفى تبين أن لدي ثلاثة كسور في عظمة الخد، كان ذلك قبل البطولة بعشرة أيام فقط، فأجريت العملية وعدت للمنزل، لكن شغفي باللعبة لم يسمح لي بالبقاء بعيدًا، عدت إلى المعسكر وصممت قناعًا للوجه لأتمكن من اللعب رغم المخاطرة، وبفضل من الله ثم عزيمتي، تم اختياري لتمثيل المنتخب وشاركت في بطولة كأس آسيا للصالات في تايلاند لرياضة الهوكي الخماسي".

وترى الخايفية أنها حققت طموحاتها على المستوى الشخصي، لكنها تطمح كمساعد مدرب لمنتخب الهوكي تحت 16 إلى إعداد جيل جديد من اللاعبين، ونقل خبراتها إليهم، ليواصلوا مسيرة التطوير ويحققوا إنجازات رياضية على المستويين المحلي والعالمي.

وأثناء الحديث عن مصادر إلهامها ودعمها، أشارت إلى أن قدوتها في المجال الرياضي هو زوجها، المدرب العام لمنتخب الهوكي محمد هوبيس.

تطور الرياضة النسائية

أكدت الخايفية أن الدعم للرياضيات العُمانيات يشهد تطورًا ملحوظًا من الناحية المؤسسية والمجتمعية لكن الطريق نحو التمكين الكامل يتطلب استمرارية في التمويل، التركيز على توسيع برامج اكتشاف المواهب عبر المدارس والجامعات، وإنشاء أكاديميات متخصصة توفر بيئة مناسبة للمرأة، وزيادة البطولات المحلية لصقل المهارات، إضافة إلى التعاون مع الأندية والاتحادات الدولية لنقل الخبرات، وتسويق قصص النجاح الرياضية العُمانية، وتنفيذ برامج توعية لتعزيز دعم المجتمع للفتيات في ممارسة الرياضة.

وختمت حديثها بتوجيه رسالة إلى الفتيات الراغبات في دخول عالم البحار أو الهوكي، بقولها: "آمني بنفسك، وثقي بقدرتك على المنافسة، فالبحر لا يميز بين من يبحر، والملعب لا يرى سوى الموهبة والإصرار. اجعلي شغفك دليلك، ولا تدعي التحديات توقفك، فكل موجة تتجاوزينها وكل مباراة تخوضينها تقربك من تحقيق حلمك فلا شيء مستحيل".

المصدر: لجريدة عمان