نجم شهير ونبتة تضرب العقل.. ما لا تعرفه عن الغابون
تاريخ النشر: 31st, August 2023 GMT
فقد نفذ العسكر أمس الأربعاء انقلابا على الرئيس عمر بونغو، بعيد إعلان النتائج الرسمية للانتخابات الرئاسية التي أُجريت في 26 آب/أغسطس وكرست فوزه بولاية ثالثة. وفي ما يأتي أمور لافتة يجب معرفتها عن الغابون، الغنية بالنفط.
منذ 55 عاماً أولاً لا شك أن هذا الانقلاب لم يأتِ من عدم، فعائلة بونغو في الحكم منذ أكثر من 55 عامًا.
إذ لم يحكم البلاد منذ استقلالها عن فرنسا عام 1960 سوى ثلاثة رؤساء فقط. فقد قادها عمر بونغو أونجيمبا لأكثر من 41 عامًا، حتى انتخاب ابنه علي بعد وفاته عام 2009.
وكان عمر بونغو، الذي يحظى باحترام لوساطاته في أزمات إفريقية عديدة، العمود الفقري لما يسمّى بـ"إفريقيا الفرنسية" وهو نظام العلاقات السياسية والتجارية القائمة بين باريس ومستعمراتها السابقة في القارة السمراء. لكن فور وصوله إلى الحكم، نأى ابنه علي بنفسه ظاهريًا عن القوة الاستعمارية السابقة.
إلا أنّ تسعة من أبنائه الآخرين اتّهموا لاحقا في تحقيق يجريه القضاء الفرنسي منذ 2010 بشأن "مكاسب غير مشروعة"، وهي عقارات تمّ شراؤها في فرنسا بأموال عامة مختلسة من الغابون.
ففي يناير من عام 1980، حل أسطورة الريغي الشهير بوب مارلي ضيفاً على البلاد، وأدى فيها أول عرض له في إفريقيا.
أتى ذلك، بعدما كانت باسكالين، إحدى بنات عمر بونغو، تقيم علاقة بالنجم الجمايكي الشهير. فدعته ليؤدي عرضًا في الغابون بمناسبة عيد ميلاد والدها.
أما على صعيد كرة القدم، فيعتبر النجم العالمي، بيار إيميريك أوباميانغ، اللاعب الأكثر شهرةً في البلد.
ولعب المهاجم البالغ 34 عامًا الذي تعاقد مؤخرًا مع نادي الدوري الفرنسي مرسيليا لمدة ثلاث سنوات، لصالح ليل وموناكو وسانت إتيان وكذلك بوروسيا دورتموند الألماني وأرسنال الإنجليزي، بعد أن تدرّب مع ميلان الإيطالي.
نفط وخشب ومنغنيز لكن بعيدا عن عالم الشهرة، تعتبر الغابون إحدى الدول الإفريقية الأكثر ثراءً لناحية الناتج الإجمالي المحلي للفرد الواحد (8,820 دولارًا عام 2022)، بفضل النفط والخشب والمنغنيز، وعدد سكانه المنخفض (2,3 مليون نسمة).
كما أنه من أول منتجي الذهب الأسود في إفريقيا جنوب الصحراء. فعام 2020، شكّل النفط 38,5% من ناتجه المحلي الإجمالي و70,5% من مجموع صادراته، بحسب البنك الدولي.
إلا أنّ الاقتصاد الذي تعجز السلطات عن تنويعه بشكل كافٍ، لا يزال يعتمد إلى حدّ بعيد على المحروقات ويعيش فرد واحد من أصل كل ثلاثة تحت خط الفقر، بحسب أرقام أُعلنت أواخر عام 2022، وفق البنك الدولي.
ممتص للكربون إلى ذلك، يصنف هذا البلد بالممتص الكبير للكربون، وفق وصف البنك الدولي.
إذ تحتلّ الغابات 88% من مساحته البالغة 268 ألف كيلومتر مربع، كما أنه رائد في مبادرات صافي الانبعاثات الصفرية"، وذلك خصوصًا نتيجة الجهود المبذولة لتخفيض الانبعاثات والحفاظ على غابته الاستوائية الكبرى.
كما يتمتّع بنظام بيئي غني، وتُعد حدائقه الوطنية موطنًا للأنواع المستوطنة والثدييات الرمزية مثل فيل الغابات والغوريلا والشمبانزي والفهد والعديد من أنواع البنغول
وتسجّل البلاد واحدًا من أعلى معدلات التحضر في القارة، حيث يعيش أكثر من أربعة مواطنين من أصل كلّ خمسة في المدن. إذ تضمّ ليبرفيل وبورت جنتيل، العاصمة الاقتصادية، لوحدهما نحو 60% من السكان. نبتة ذات مؤثرات عقلية ومن ضمن غناه الطبيعي، تطفو إلى السطح نبتة الإيبوغا الشهيرة والتي تحتوي على مواد المؤثّرات العقلية.
فهي شجيرة مستوطنة في الغابات الاستوائية في وسط إفريقيا. منذ 50 عاماً تجاوزت هذه النبتة استخدامها التقليدي بسبب الخصائص الطبية للإيبوغين أحد مكوّناتها النشطة، التي تتمتّع بخصائص مضادة للإدمان وتُستخدم في الغابون على شكل مسحوق لحاء يُستخرج من جذوعها، في احتفالات "بويتي"، وهي طقوس تقليدية. لكن منذ حوالي خمسين عامًا، تجاوزت النبتة استخدامها التقليدي بسبب الخصائص الطبية للإيبوغين، أحد مكوّناتها النشطة، التي تتمتّع بخصائص مضادة للإدمان. رغم أن الإيبوغين تُعتبر مادة مخدّرة في الولايات المتحدة ودول أوروبية عدة مثل فرنسا.
لذا فإن معظم كميّات الإيبوغين المستخدمة في العيادات التي ظهرت في كافة أنحاء العالم (كوستاريكا والمكسيك ونيوزيلاندا وهولندا وغيرها...)، لمعالجة المدمنين على المخدرات أو مساعدة ضحايا اضطراب ما بعد الصدمة، تأتي من التصدير غير القانوني.
وخشية نفاد هذه النبتة نتيجة الحصاد غير القانوني، اعتمدت الغابون إطارًا جديدًا لبيعها. إذا أمام كل تلك الموارد، يتساءل الكثير من المراقبين، لماذا عدد الفقراء في البلاد مرتفع
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: عمر بونغو
إقرأ أيضاً:
أغلى مكان للموت في العالم.. الضريبة التي دفعت الأثرياء للهروب السريع!
#سواليف
في #تحول_دراماتيكي، تواجه حكومة حزب العمال البريطاني #أزمة_متصاعدة بعد #موجة_نزوح #غير_مسبوقة #للأثرياء من البلاد، على خلفية تغييرات ضريبية جذرية قلبت صورة المملكة المتحدة من “جنة ضريبية” إلى واحدة من أكثر الدول تكلفة للأثرياء.
فقد كشفت تقارير حديثة أن أكثر من 10,800 مليونير غادروا بريطانيا في عام 2024، وسط توقعات بارتفاع العدد إلى 16,500 خلال 2025، ما يجعلها الدولة الأولى عالميًا في خسارة أصحاب الثروات، باستثناء الصين، وفقاً لما ذكرته شبكة “CNBC”، واطلعت عليه “العربية Business”.
لخص الوزير البارز في حكومتي توني بلير وغوردون براون العماليتين، بيتر ماندلسون، والذي يشغل حالياً منصب سفير المملكة المتحدة لدى الولايات المتحدة، نهج المملكة المتحدة في هذه الفترة على أفضل وجه. ففي عام 1998، قال لمجموعة من قادة الأعمال في وادي السيليكون: “نحن متساهلون للغاية بشأن ثراء الناس الفاحش طالما أنهم يدفعون ضرائبهم”.
مقالات ذات صلةومع ذلك، يتغير هذا الوضع الآن مع فرار الأثرياء من نظام ضريبي عقابي جديد، مع عواقب وخيمة محتملة على البلاد.
ضريبة الموت.. القشة التي قصمت ظهر “لندنغـراد”
قدّر وكيل العقارات الفاخر أستون تشيس أنه في وقت الغزو الروسي لأوكرانيا، كان حوالي 150 ألف روسي يعيشون في “لندن غراد” ويمتلكون عقارات سكنية بقيمة 1.1 مليار جنيه إسترليني (1.5 مليار دولار). لكن خروج الأولغاريشية الروسية لم يكن مؤثراً بصورة كبيرة ولم يحزن عليهم الكثير.
لكن الشرارة الفعلية انطلقت حين ألغت الحكومة البريطانية وضع “غير المقيم ضريبيًا” (non-dom)، الذي كان يسمح للأثرياء بتجنب دفع الضرائب على أصولهم الخارجية. لكن ما زاد الطين بلة هو قرار وزيرة المالية الجديدة، رايتشل ريفز، بإلغاء الإعفاءات على الصناديق الخارجية، ما يعني أن ثروات هؤلاء أصبحت عرضة لضريبة الميراث بنسبة 40%.
وكانت النتيجة نزوح جماعي لأسماء بارزة مثل ناصف ساويرس، أغنى رجل في مصر، وريتشارد جنود نائب رئيس “غولدمان ساكس”، وجون فريدريكسن قطب الشحن النرويجي. حتى لاكشمي ميتال، عملاق صناعة الصلب، يُقال إنه يدرس مغادرة البلاد.
ضربة مزدوجة للاقتصاد البريطاني
التداعيات لا تقتصر على الضرائب المفقودة فقط، بل تمتد إلى آلاف الوظائف في قطاعات مثل العقارات الفاخرة، الضيافة، الخدمات القانونية، والسلع الفاخرة. كما أن العديد من المؤسسات الخيرية والثقافية تعتمد على تبرعات هؤلاء الأثرياء.
ورغم أن الحكومة كانت تأمل بجني 2.7 مليار جنيه إسترليني سنويًا من هذه التعديلات، إلا أن دراسات مثل تلك الصادرة عن “أوكسفورد إيكونوميكس” تحذر من أن السياسة قد تنقلب على الحكومة وتكلفها خسائر صافية.
بدأت الأمور تتغير على نطاق أوسع خلال الفترة التي سبقت الانتخابات العامة العام الماضي، عندما سعى جيريمي هانت، وزير الخزانة آنذاك، إلى التفوق على منافسيه من حزب العمال في ميزانيته لشهر مارس 2024.
عيب في النظام الضريبي يعود إلى عام 1799
أعلن أنه اعتباراً من أبريل 2025، ستلغي المملكة المتحدة ما يسمى بوضع “غير المقيمين” – وهو عيب في النظام الضريبي يعود تاريخه إلى عام 1799، والذي سمح للأثرياء المقيمين في بريطانيا ولكنهم لا يعتبرونها موطنهم الدائم، أو “موطنهم”، بدفع ضريبة المملكة المتحدة فقط على الدخل المكتسب في البلاد أو المحول إليها.
كانت هذه سياسةً رائدةً لحزب العمال، وقد استغلّ الحزب نجاحه من كون أكشاتا مورتي، المولودة في الهند، زوجة رئيس الوزراء السابق ريشي سوناك، واحدةً من حوالي 74 ألف شخص تمتّعوا بوضعية غير المقيمين في السنة المالية 2022-2023 (وهي آخر سنة ضريبية تتوفر عنها أرقام).
ولكن عندما فاز حزب العمال في الانتخابات، في يوليو من العام الماضي، قررت المستشارة المعينة حديثاً، راشيل ريفز، أنها بحاجة إلى الحفاظ على قيادة الحزب في هذه القضية. لذلك ألغت الإعفاء على الصناديق الاستئمانية الخارجية – مما قد يُعرّض كامل الثروة العالمية لهؤلاء الأفراد لضريبة الـ 40%.
بين عشية وضحاها، حوّلت المملكة المتحدة من واحدة من أكثر الوجهات جاذبيةً لأثرياء العالم إلى واحدة من أغلى الأماكن للموت في العالم.
انخفاض المعاملات المتعلقة بمنازل الأثرياء
تُقدر شركة لونريس، التي تتتبع نشاط أسواق العقارات الرئيسية في لندن، أن عدد المعاملات المتعلقة بمنازل الأثرياء انخفض بنسبة 36% في مايو من هذا العام مقارنةً بالشهر نفسه من العام الماضي. في الوقت نفسه، تُشير بيانات سجل الشركات إلى أن أكثر من 4,400 مدير قد غادروا المملكة المتحدة في العام الماضي، مع تسارع وتيرة المغادرة في الأشهر الأخيرة.
بينما أشارت دراسةٌ نشرتها شركة الاستشارات “أكسفورد إيكونوميكس” في سبتمبر/أيلول من العام الماضي، استناداً إلى استطلاعٍ شمل غير المقيمين ومستشاريهم، إلى أن 63% منهم سيغادرون خلال عامين من تطبيق الإجراء. وبغض النظر عن الاستطلاعات، تتوقع “أكسفورد إيكونوميكس” مغادرة ما يصل إلى 32% من غير المقيمين، وفي ظل هذا السيناريو، ومع دفع غير المقيمين 8.9 مليار جنيه إسترليني كضرائب في الفترة 2022-2023، ستبدأ هذه السياسة في تكبد الخزانة العامة تكاليف باهظة.
أدركت الحكومة، متأخرةً، أنها تواجه مشكلة. للأسف، ربما فات الأوان لجذب غير المقيمين الذين غادروا البلاد بالفعل، إلى جانب آخرين غادروا البلاد بسبب فرض ضريبة القيمة المضافة على الرسوم المدرسية، والتغييرات في إعفاءات الممتلكات الزراعية والتجارية، التي عرّضت العقارات والشركات التي كانت معفاة سابقاً لضريبة الميراث لأول مرة.
هل تتراجع حكومة العمال؟
رغم الشعبية التي تحظى بها سياسات “العدالة الضريبية” بين ناخبي حزب العمال، إلا أن الضغوط تتزايد على الحكومة لإعادة النظر في بعض الإجراءات، خصوصًا مع اقتراب العام الدراسي الجديد، حيث يخطط كثير من الأثرياء للرحيل قبل سبتمبر.
لكن التحدي الأكبر أمام ريفز هو التراجع دون أن يبدو وكأنه تراجع، في وقت تتزايد فيه الأصوات المحذرة من أن “العدالة الضريبية” قد تتحول إلى كارثة اقتصادية صامتة.