من المساجد إلى المدارس.. الحوثيون يستغلون الضربات الإسرائيلية لمضاعفة الجبايات
تاريخ النشر: 30th, August 2025 GMT
في الوقت الذي يتابع فيه اليمنيون بقلق الضربات الإسرائيلية الأخيرة التي استهدفت صنعاء، حوّلت ميليشيا الحوثي هذه التطورات إلى فرصة جديدة لمراكمة الأموال عبر مضاعفة جباياتها، تحت شعار "مواجهة العدوان الإسرائيلي ودعم القوة الصاروخية والمسيرات". وتوسّعت حملات التحصيل القسري لتشمل المرافق الحكومية و المدارس والجامعات وصولًا إلى المحال التجارية والمواطنين في منازلهم.
مصادر محلية في صنعاء قالت أن الجماعة صعدت من حملات الجباية وفرض المبالغ المالية المجحفة بحجة نصرتها ومساندتها في حربها ضد إسرائيلي. وسبقت تحركاتها بحملة دعائية مكثفة، انطلقت من على منابر المساجد بخطب جاهزة عمّمتها وزارة الأوقاف والإرشاد الخاضعة لسيطرتها. الخطب ركزت على ما وصفته بـ"الجهاد بالنفس والمال"، وحثّت المصلين على تقديم "الغالي والنفيس"، فيما نصبت صناديق تبرعات عند أبواب المساجد لجمع أموال وصفتها المصادر بـ"الطائلة".
ولم تتوقف التعبئة عند حدود الوعظ، إذ لجأ خطباء الجماعة إلى التهديد المباشر، حيث وصفوا من يتقاعس عن التبرع أو يحجم عن حضور الفعاليات الطائفية بـ"الخائن والخذول" لدماء المقاتلين، في محاولة لفرض تفاعل قسري تحت ستار الدين والسياسة.
المدارس لم تسلم من هذه الحملات، إذ تحوّلت الطوابير الصباحية إلى ساحات تعبئة أيديولوجية، ألقى فيها مشرفون حوثيون محاضرات دينية متطرفة ركّزت على شعارات "الصمود والاستبسال" ومواجهة "الاحتلال الإسرائيلي واليهود". تربويون في مديرية معين بصنعاء كشفوا أن إدارات المدارس المعيّنة من الحوثيين فتحت صناديق تبرعات في الفصول الدراسية نفسها، حيث يجوب المشرفون الصفوف لإجبار الطلاب على التبرع من مصروفهم اليومي البسيط، في مشهد وصفه التربويون بأنه "ابتزاز لقوت الأطفال وأبسط احتياجاتهم".
ولم تقتصر الجبايات على الأفراد، إذ امتدت يد الحوثيين إلى التجار وأصحاب المحلات في صنعاء. مصادر في الغرفة التجارية والصناعية أوضحت أن الجماعة طالبت التجار بفرض "مساهمات مالية إجبارية" لصالح فعالياتها وشعاراتها، محذرة من أن من يمتنع سيتعرض للمساءلة والمضايقات.
ويرى مراقبون أن هذه الحملات تكشف عن استخدام الحوثيين للضربات الإسرائيلية كذريعة لتبرير ابتزاز مالي واسع، متخذين من الدين وسيلة للضغط على المواطنين من مختلف الفئات، من المصلين في المساجد إلى الأطفال في المدارس، وصولاً إلى رجال الأعمال. وبحسب المصادر، فإن الهدف الحقيقي للجماعة ليس مواجهة "العدوان الخارجي" كما تزعم، بل ملء خزائنها وتمويل فعالياتها الطائفية وحروبها الداخلية.
المصدر: نيوزيمن
إقرأ أيضاً:
قطر الخيرية تبني 256 مسجدا في بنغلاديش خلال عام
قالت جمعية قطر الخيرية إنها "تمكنت من بناء 256 مسجدا مجهزا بالكامل في مختلف أنحاء بنغلاديش خلال الفترة من يوليو/تموز 2024 إلى يوليو/تموز 2025، مما وفر بيئة آمنة وكريمة أعادت لأكثر من 51 ألف مصل في المناطق الريفية وشبه الحضرية شعورهم بالسكينة والطمأنينة، ومكّنتهم من أداء شعائرهم في أجواء إيمانية".
وأضاف بيان للجمعية أنه تم استبدال مساجد متينة ومجهزة تجهيزا جيدا بأماكن الصلاة المؤقتة والهشة، حيث يضم كل مسجد مناطق للوضوء وسجادا للصلاة وإضاءة ومراوح ومكبرات الصوت، مما يوفر بيئة مناسبة لأداء الصلاة والتعليم والأنشطة الاجتماعية.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2"الإغاثة الإسلامية" تكشف تطور إستراتيجية العمل الإنساني في سورياlist 2 of 2أسطول "الضمير" يواصل إبحاره نحو غزة رغم التهديدات باعتراضهend of listويأتي بناء هذه المساجد استجابة لحاجة ملحّة في المناطق المستهدفة، حيث كان كثير من المصلين يؤدون صلواتهم في مبانٍ من الصفيح أو الطين، تفتقر إلى مقومات الأمان والراحة، فخلال موسم الأمطار، كانت المياه تغمر الأرضيات، بينما كان غياب التهوية والمراوح في الصيف يجعل أداء الصلاة الجماعية أمرا بالغ الصعوبة.
وقال محمد بابُل خان، رئيس لجنة أحد المساجد في منطقة باريزال "كان هذا المسجد مجرد كوخ متهالك من الصفيح، بلا كهرباء أو أرضية مناسبة. عندما كانت السماء تمطر، تتسرب المياه من كل الجهات، وكان الناس يفرشون الأغطية البلاستيكية للصلاة، مما أدى إلى توقف كثيرين عن المجيء إلى المسجد؛ لأنه لم يكن آمنا أو مريحا. الآن، بفضل جهود قطر الخيرية، أصبح لدينا مسجد متكامل يلبي احتياجاتنا".
ونوه بأن هذه المساجد الجديدة تحولت بسرعة إلى مراكز نابضة بالحياة الروحية والاجتماعية، فإلى جانب الصلوات اليومية، أصبحت تستضيف دروس القرآن، وأنشطة شبابية، واجتماعات مجتمعية.
جدير بالذكر بأن قطر الخيرية شيدت على مدى السنوات الخمس الماضية، أكثر من 600 مسجد في مختلف أنحاء بنغلاديش، موفرة بيئة آمنة وكريمة لأداء الشعائر الدينية لأكثر من 150 ألف مصل.
إعلان