استشاري صحة نفسية: ظاهرة البلوجرز المبتذلين وباء اجتماعي يهدد بإنهيار القيم
تاريخ النشر: 1st, September 2025 GMT
في ظل موجة متصاعدة من الحملات الأمنية ضد بعض الراقصات والبلوجرز الذين ينتجون مقاطع خادشة للحياء عبر منصات التواصل الاجتماعي، تتجدد التساؤلات حول التأثيرات النفسية والاجتماعية لهذه الظاهرة التي باتت تنتشر بين فئات مختلفة، وتلقى تفاعلًا واسعًا من الجمهور، خصوصًا المراهقين والأطفال.
ويرى خبراء علم النفس أن انتشار هذا المحتوى المبتذل لا يرتبط فقط بأسباب اقتصادية أو بحثًا عن الشهرة، بل يعكس أيضًا أمراضًا واضطرابات نفسية دفينة لدى صانعيه، إلى جانب تأثيرات مدمرة على المتابعين الذين قد ينجرفون خلف التقليد الأعمى، مما ينذر بمزيد من التفكك الأسري والانحراف السلوكي إذا لم تتم مواجهته بشكل حاسم.
وأكد الدكتور وليد هندي، استشاري الصحة النفسية في تصريحات خاصة لموقع صدى البلد، أن البغاء في عصر السوشيال ميديا أخذ شكلًا جديدًا كليًا، حيث تحولت المنصات الرقمية مثل “تيك توك” و”إنستجرام” إلى ساحات لعرض محتوى خادش مقابل “هدايا افتراضية”، بدلًا من النقود المباشرة أو أماكن الدعارة التقليدية.
وأوضح هندي أن أغلب البلوجرز الذين يقدمون محتوى مبتذل يتمتعون بسمات “سايكوباتية”، فهم أشخاص مضادون للمجتمع، يتلونون كالحرباء، يتاجرون بكل شيء من أجل المكسب، حتى الأطفال وذوي الإعاقة، لافتًا إلى أن ما يظهرونه على الشاشات مجرد “قناع مزيف” يخفي وراءه وجوهًا قبيحة.
انتشار الظاهرة نتاج أمراض نفسية وليست مجرد فقروأشار استشاري الصحة النفسية إلى أن الظاهرة لا ترتبط فقط بالفقر، بل بأزمات شخصية ونفسية عميقة مثل الحرمان العاطفي، تدني الثقة بالنفس، السطحية الفكرية، والرغبة في الشهرة السريعة والربح المادي دون موهبة أو جهد.
ولفت هندي إلى أن انتشار هذه المحتويات خلق أنماطًا مرضية جديدة مثل “متلازمة العقل غير السعيد” الناتجة عن التنقل السريع بين الفيديوهات، و”عفن السرير” الذي يعكس حالة الكسل الاجتماعي والانعزال بسبب الانغماس في متابعة البلوجرز.
المتلقيون أنفسهم وقعوا في فخ التقليدوأكد أن أخطر ما في الظاهرة هو انجراف المتابعين خلف هؤلاء البلوجرز حتى يصل الأمر إلى التقليد الكامل، وهو ما يشبه ما وصفه بـ”متلازمة بروتيوس”، حيث يتشكل الشخص نفسيًا على صورة من يتابعهم حتى يصبح نسخة مشوهة منهم.
وشدد هندي على أن هذه الظاهرة أصبحت “وباءً سرطانيًا” يهدد القيم والأعراف، مطالبًا بوقفة مجتمعية وحكومية جادة لوقف هذا “التلوث السمعي والبصري”، خاصة بعد أن كشفت دراسات حديثة أن 50% من الأطفال في مصر يطمحون لأن يصبحوا صناع محتوى لتحقيق شهرة وأموال سريعة، و80% من الأهالي يشجعونهم على ذلك.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: البلوجرز التيك توك القبض على البلوجرز التفكك الأسري
إقرأ أيضاً:
مسيّرات الرعب: كيف تحوّلت سماء أوروبا إلى ساحة حرب نفسية؟
أشعلت مشاهدات متكررة لطائرات مسيّرة مجهولة الهوية في أجواء أوروبا حالة من الذعر النفسي، وسط ما وصفه خبراء بـ"نوبة قلق جماعية" تعكس قلقًا متصاعدًا من أن الحرب باتت أقرب إلى العتبات الأوروبية، حتى في غياب أي أضرار مادية تُذكر حتى الآن.
ووفق تقرير نشرته صحيفة الغارديان البريطانية، فإن هذه الظاهرة تُثير مشاعر انعدام الأمان في صفوف السكان، الذين بدأوا يتساءلون عمّا إذا كانت أجواؤهم "المحمية تاريخيًا" لا تزال آمنة في ظل التصعيدات الجيوسياسية الأخيرة.
ورغم عدم صدور تأكيد رسمي بشأن الجهة المسؤولة عن إرسال هذه المسيّرات، إلا أن الشكوك الشعبية والإعلامية تتجه بشكل واسع نحو موسكو. ويرى كبير مراسلي الغارديان دانيال بوفي، وزميلته مراسلة الصحيفة في دول الشمال الأوروبي، ميراندا براينت، أن الغموض المحيط بالجهة الفاعلة يغذي القلق الجماعي في أنحاء القارة الأوروبية.
وقالت الأستاذة بيريل بونغ، مديرة مشروع "المسيّرات والثقافة" بجامعة كامبردج، إن الهدف من هذه التوغلات الجوية قد لا يكون تنفيذ هجوم مباشر، بل بثّ الخوف وعدم الاستقرار في المجتمعات الأوروبية.
وأضافت بونغ: "هذه التوغلات لا تبدو عدوانًا صريحًا، لكنها تخلق شعورًا بالعجز، وتجعل الناس يشعرون بأنهم مكشوفون تمامًا"، معتبرة أن هذا النوع من الاستفزازات النفسية هو جزء من استراتيجية "زعزعة الخصم دون إطلاق رصاصة واحدة"، كما هو الحال في أوكرانيا.
ويشير التقرير إلى أن الحوادث الأخيرة جلبت الهواجس العسكرية إلى قلب الحياة اليومية الأوروبية، التي كانت حتى وقت قريب بعيدة نسبيًا عن تأثيرات الحرب المباشرة. ومع ذلك، بات المواطن الأوروبي العادي يتساءل: هل نحن على أبواب مواجهة مفتوحة مع روسيا؟
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن