في خضم تصاعد التوترات في الشرق الأوسط، كشف تسريب صحفي نشرته صحيفة “واشنطن بوست” عن خطة أمريكية مزعومة تحمل اسم "الصندوق العظيم"، والتي تقترح إعادة تشكيل قطاع غزة بشكل جذري تحت مسمى "إعادة الإعمار والتنمية الاقتصادية".

الخطة التي وصفت بأنها جزء من رؤية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، تثير جدلا واسعا، وسط اتهامات بأنها تستهدف التطهير العرقي والتهجير القسري للفلسطينيين تحت غطاء إعادة الإعمار.

فلسطين وتركيا تؤكدان أولوية وقف العدوان وإدخال المساعدات إلى غزة95 شهيدا في غزة منذ فجر اليوم جراء الهجمات الإسرائيلية

جوهر الخطة: "ريفيرا غزة"

بحسب التسريبات، تتخيل الخطة تحويل غزة إلى منطقة شاطئية مزدهرة تشبه "الريفييرا"، تضم ثماني مدن كبرى عالية التقنية، يمر من خلالها مجرى مائي صناعي، وتستخدم الذكاء الاصطناعي في بنيتها التحتية. يتم تصوير المشروع كـ"مدينة ساحلية صاخبة"، تستقطب استثمارات عالمية بقيمة قد تصل إلى 100 مليار دولار.

لكن خلف هذا التصور الوردي، تكشف التفاصيل عن اقتراح بنقل مؤقت – أو دائم – لأكثر من مليوني فلسطيني من سكان غزة. تنص الخطة على تشجيع الفلسطينيين على "الانتقال الطوعي" إلى دول أخرى أو إلى "مناطق آمنة ومحظورة" داخل القطاع خلال فترة إعادة الإعمار.

"الصندوق العظيم": من يدفع؟ ولمن؟

لا تعتمد الخطة على تمويل حكومي أمريكي، بل يفترض أن يتم تمويلها من خلال استثمارات خاصة، وتديرها مؤسسة تدعى "مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي كيان مدعوم من الولايات المتحدة وإسرائيل، وبتخطيط مالي من مجموعة بوسطن الاستشارية.

ويمنح هذا "الصندوق العظيم" رموزًا رقمية لأصحاب الأراضي، تستخدم كضمانات لإعادة تطوير ممتلكاتهم أو تمويل بداية جديدة لهم في مكان آخر.

إسرائيل تستدعي جنود الاحتياط لمرحلة جديدة من قـ.تل أبرياء غزة

كما تتضمن الخطة إنشاء مجمع صناعي باسم "إيلون ماسك" على أنقاض منطقة إيريز الصناعية، التي كانت سابقا مكانا لاستغلال العمالة الفلسطينية الرخيصة، قبل أن تدمرها إسرائيل.

مخطط للترحيل الجماعي

أثارت الخطة ردود فعل غاضبة من منظمات حقوقية وخبراء دوليين. فيليب غرانت، المدير التنفيذي لمنظمة "ترايل إنترناشونال" السويسرية، وصف الخطة بأنها "مخطط للترحيل الجماعي يسوق على أنه مشروع تنموي".

وأضاف:"النتيجة؟ حالة نموذجية لجرائم دولية: نقل قسري للسكان، هندسة ديموغرافية، وعقاب جماعي على نطاق واسع".

وصف آخرون الخطة بأنها "محاولة مجنونة" لتوفير غطاء شرعي لتطهير عرقي ضد الفلسطينيين، يتم فيه تحويل المعاناة الإنسانية إلى مشروع استثماري، وستخدم التكنولوجيا كأداة للهيمنة السياسية.

الغموض الأمريكي

حتى الآن، لم يرد أي تأكيد رسمي من البيت الأبيض أو وزارة الخارجية الأمريكية بشأن تبني هذه الخطة. ورفض الطرفان التعليق على التسريبات، مما يبقي الباب مفتوحا أمام التكهنات.

لكن بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، فإن الخطة تعكس طموحا سابقا لدونالد ترامب بـ"تطهير" غزة من سكانها وإعادة تطويرها وفق تصورات اقتصادية تخدم مصالح إسرائيلية وغربية.

المآلات المحتملة

تكشف هذه الخطة عن تحول مقلق في الطريقة التي يتم التعامل بها مع الصراع الفلسطيني الإسرائيلي. فبدلاً من التركيز على حلول عادلة ودائمة تحترم حقوق الإنسان، يتم طرح مشاريع تجمل عمليات الإجلاء القسري تحت شعارات اقتصادية براقة.

الخطة لا تنطوي فقط على إزالة سكان غزة مؤقتا، بل تعيد رسم الخريطة الديموغرافية والجغرافية للمنطقة، وتفتح الباب أمام مشاريع استيطانية واقتصادية واسعة النطاق تستثني الفلسطينيين من دور فعال فيها.

طباعة شارك الشرق الأوسط خطة أمريكية الصندوق العظيم قطاع غزة ريفيرا غزة إيلون ماسك مخطط للترحيل الجماعي

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الشرق الأوسط خطة أمريكية قطاع غزة ريفيرا غزة إيلون ماسك

إقرأ أيضاً:

ترامب يستعين بنموذج خطة غزة لإنهاء حرب أوكرانيا

تخطط إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لإنهاء الحرب في أوكرانيا قبل نهاية العام، مستعينة بالخبرة التي راكمتها خلال وساطتها بين حركة حماس وإسرائيل لوقف إطلاق النار، وذلك في محاولة لإخماد نيران الحرب المستعرة منذ فبراير 2022، بحسب ما نقلته شبكة "سي إن إن" الأميركية عن مصادر مطلعة.

 

ونقلت الشبكة عن مصدرين مطلعين، أن مساعي استئناف المفاوضات عادت إلى الواجهة، وأصبحت أولوية لدى ترامب خلال الأسابيع الأخيرة، بعد وقت قصير من مساهمة واشنطن في التوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار بين حماس وإسرائيل في قطاع غزة.

وأكد ترامب أنه يريد تسريع الجدول الزمني لإنهاء الحرب في أوكرانيا، آملا إنهاء هذا الصراع، الذي قال سابقا إنه سينتهي بسهولة، وفقا لمصدر.

وأكد المصدران، أن بعض المسؤولين في إدارة الرئيس الـ47 للولايات المتحدة، قالوا إن البيت الأبيض يريد اتفاقا بين موسكو وكييف قبل نهاية العام، استنادا إلى نفس النمودج الذي ساهم في إيقاف إطلاق النار في غزة.

وصيغت خطة إنهاء الحرب في أوكرانيا، كما هو الحال في مقترح وقف إطلاق النار في غزة، في شكل قائمة نقاط تتضمن التزامات من الطرفين للوصول إلى نهاية دائمة للصراع.

وتشمل كلتا الخطتين وقفا لإطلاق النار، وتمويلا دوليا للإعمار، وهيئة بقيادة ترامب للإشراف على تنفيذ جميع التزامات الخطة.

وأحبطت نيران الحرب المشتعلة منذ أربع سنوات الرئيس الذي يتفاخر بمهاراته في عقد الصفقات، ويرى أنه لم يحصل على التقدير الكافي الذي يستحقه نظير "نجاحاته الدبلوماسية" الأخيرة.

ولذلك أعاد كبار المسؤولين في الإدارة تصويب تركيزهم نحو الحرب في أوكرانيا، وبدأت واشنطن في دراسة إمكانية إشراك وسطاء خارجيين لعبوا دورا محوريا في مفاوضات غزة، مثل قطر وتركيا، للعب أدوار دبلوماسية ولكن "خلف الكواليس".

وبحسب المصادر، كان التشابه بين خطتي غزة وخطة أوكرانيا "طاغيا" في المسودة التي ظهرت الخميس.

وتنص خطة غزة على إنشاء مجلس سلام يقوده ترامب، كما تنص مسودة خطة أوكرانيا على أن تنفيذ السلام في البلاد سيكون بإشراف وضمان من مجلس سلام سيرأسه ترامب، وفقا لمسودة اطلعت عليهما "سي إن إن" وأكد مسؤول أمريكي صحتها.

وتتضمن المسودة أيضا عناصر طلبت بها روسيا وسبق لأوكرانيا أن رفضتها مثل:
التنازل عن مناطق لا تسيطر عليها روسيا حاليا، وتقليص عدد قوات الجيش الأوكراني، والتزام أوكرانيا في دستورها بأنها لن تنضم إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو".

وذكرت تقارير صحفية، هذا الأسبوع، أن مبعوث ترامب ستيف ويتكوف كان يعمل مع روسيا على الخطة.

وبحسب مصادر، كان ويتكوف يعمل منذ أشهر بشكل مباشر مع كيريل ديميتريف، المبعوث الروسي الخاص، ورئيس الصندوق السيادي الروسي.

وأثار عمل ويتكوف ودميتريف قلقا أوروبيا، خاصة أنهم لم يطلعوا على تفاصيل الخطة، ما فاقم مخاوفهم بشأن مستقبل أوكرانيا التي طالما أكدوا أنها يجب أن تكون جزءا من أي مفاوضات سلام، وفقا لستة مصادر.

وهنا تدخل وزير الخارجية الأميركي، ماركو روبيو، لتخفيف التوتر، ونشر تغريدة قال فيها إن إنهاء الحرب يتطلب "تبادلا واسعا للأفكار الجدية والواقعية"، مضيفا أن الإدارة ما زالت تطور "قائمة من الأفكار المحتملة" دون الحديث عن طرح مقترح نهائي.

واعتبر دبلوماسي من بروكسل أن تغريدة روبيو إشارة إلى أن الخطة "ليست نهائية".

ومن جهتها قالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت إن ويتكوف وروبيو كانا يعملان على الخطة "بهدوء منذ أشهر"، مؤكدة أنها "لا تزال قيد التطوير" دون تقديم تفاصيل أخرى.

وأقرت ليفيت أن إدارة ترامب ستستفيد من التجربة التي راكمتها في اتفاق غزة، مضيفة أن ويتكوف وروبيو يتواصلان مع كلا الطرفين بالتساوي.

أما موسكو، فلم تعلن تأييدها للخطة بعد، ونفى الكرملين، هذا الأسبوع، وجود أي عمل مشترك بينه وبين واشنطن.

وقال المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف إنه "لا توجد مشاورات، لكن هناك اتصالات، وليس هناك عملية يمكن وصفها بأنها مشاورات".

لكن الرئاسة الأوكرانية أعلنت أنها تلقت مسودة الخطة من الجانب الأميركي لدرستها.

ومن جهة أخرى، أكد مسؤولون من إدارة ترامب أن الخطة المتداولة ليست هي النسخة النهائية، مؤكدين أن "وجود بعض النقاط الروسية لا يعني أنها ستتضمن في الاتفاق النهائي".

ولكن الشبكة طرحت تساؤلات حول الشخصية التي ستكلفها إدارة ترامب بالتواصل مع الأوكرانيين، فالمبعوث الخاص، كيث كيلوغ، قال مؤخرا إنه يخطط لمغادرة منصبه بداية العام المقبل، ما قد يترك فراغا يجب ملؤه.

مقالات مشابهة

  • ترامب يستعين بنموذج خطة غزة لإنهاء حرب أوكرانيا
  • صلصات توحي بأنها إيطالية تُثير غضب روما.. ما علاقة البرلمان الأوروبي؟
  • وزير الجيش الأمريكي إلى كييف بأوامر من ترامب.. هل تحسم الخطة الجديدة حرب أوكرانيا؟
  • وسائل إعلام: خطة ترامب الجديدة بشأن أوكرانيا تتوافق مع مقترحات بوتين
  • تفاصيل زيارة استثنائية تزلزل واشنطن و عرض جوي فوق العاصمة وصفقات بمئات المليارات… وترامب: بداية فصل لن
  • ترامب: أشكر "صديقي" الرجل العظيم ولي العهد السعودي
  • تفاصيل الخطة التنفيذية للإغاثة والتعافي المبكر لقطاع الحكم المحلي في غزة
  • مستوحاة من خطة غزة.. واشنطن تعد خطة لإنهاء حرب أوكرانيا
  • القضاء يرفض إعادة تقسيم الدوائر الانتخابية في تكساس
  • ترامب يستقبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في البيت الأبيض