قالت النائبة ميرفت الكسان، عضو لجنة الخطة والموازنة بمجلس النواب: أن الدولة تتوجه منذ فترة نحو الصناعات من أجل الإنتاج والتصدير وتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن يكون لدينا منتج محلي بدلا من الاستيراد من الخارج، ما يوفر العملة الصعبة.

وأضافت “الكسان”، في تصريحات خاصة لـ"صدى البلد"،  "إننا نسعى إلى أن نصبح دولة منتجة ومصدرة، بحيث يصل حجم صادراتنا إلى الخارج إلى قيمة 150 مليار دولار، طبقا لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهذه بنية أساسية تضعها الحكومة”.

وكان قد التقى الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، ليو جين تشي، رئيس شركة "إيليت سولار ـ  "Elite Solar الصينية المُصنعة لمكونات محطات الطاقة الشمسية والرياح، وعددٍ من مسئولي الشركة، وذلك بحضور وليد جمال الدين، رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.

وفي مستهل الاجتماع، أشار الدكتور مصطفى مدبولي إلى مُجريات زيارته الأخيرة إلى الصين، والنتائج الإيجابية التي أثمرت عنها، لافتاً في هذا الإطار إلى اللقاء الذي جمعه بالرئيس الصيني "تشي جين بينج"، الذي أكد دعمه للتعاون المشترك، ووجه الشركات الصينية العاملة في مجال الطاقة بتوفير احتياجات مصر في هذا القطاع ذي الأولوية للدولة المصرية.

وأكد رئيس الوزراء اهتمام الحكومة المصرية بتوطين صناعة مكونات محطات الطاقة الشمسية في مصر، مع إمكانية قيام الحكومة بالتعاقد بصورة مُسبقة على شراء الطاقة المُنتجة من تلك المحطات، لافتاً إلى سعي الحكومة لزيادة الطاقة المُنتجة من الطاقة الجديدة والمُتجددة إلى 42% من مزيج الطاقة بحلول عام 2030، لكون مصر في حاجة إلى 5 ـ 6 جيجا سنوياً، وأنه يتطلع للتعاون مع الشركة، والإطلاع على خطتها لتطوير التعاون في هذا الاتجاه.   

بدوره، أعرب ليو جين تشي، رئيس شركة "إيليت سولار" الصينية، عن تقديره لاستقبال رئيس الوزراء لوفد الشركة، وقدم عرضاً حول نشاط الشركة منذ تأسيسها عام 2005، وخطتها لنقل عدد من خطوط الإنتاج إلى مصر، موضحاً أنها ستقوم بنقل الأجزاء الخاصة بصناعة الخلايا الشمسية إلى مصر تدريجيًا، وذلك في إطار حرص الشركة على توسيع استثماراتها في السوق المصرية، ومضيفاً أن الشركة تتطلع لبدء الإنتاج في مصانعها بمصر بحلول شهر ديسمبر المُقبل.

من جانبه، أوضح وليد جمال الدين، أن الحكومة المصرية تتطلع لمعرفة خطة الشركة في مجال توليد الطاقة، بحيث تتمكن وزارة الكهرباء والطاقة المتجددة من شراء الطاقة المُنتجة، بالإضافة إلى إمكانية إتاحتها للبيع للقطاع الخاص من قبل الشركة.

واستعرض رئيس الهيئة العامة للمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، أيضاً، أوجه التعاون المقترحة بين الجانبين، والتي تتضمن توفير خلايا الطاقة الشمسية للحكومة المصرية، بهدف دعم تنفيذ وإقامة المشروعات الخاصة بإنتاج الطاقة الشمسية.

كما ناقش الاجتماع، سُبل دعم الحكومة لنشاط الشركة واستثماراتها في مصر، حتى يتسنى لها التوسع في الإنتاج لتلبية احتياجات السوق المحلية وزيادة القدرة على التصدير للخارج.

وفي ختام الاجتماع، طلب رئيس الوزراء من مسئولي شركة "إيليت سولار" الصينية، إعداد مقترح لتوفير وإنتاج الطاقة وتوطين التكنولوجيا الخاصة بها، بالإضافة إلى رؤية الشركة للتعاون مع الحكومة في هذا المجال.

طباعة شارك الاكتفاء الذاتي منتج محلي الاستيراد العملة الصعبة الحكومة

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الاكتفاء الذاتي منتج محلي الاستيراد العملة الصعبة الحكومة الطاقة الشمسیة الطاقة الم فی هذا

إقرأ أيضاً:

الصناعة في سوريا تواصل التعافي وسط تحديات اقتصادية

دمشق- شهدت الصناعة السورية مؤخرا نشاطا متزايدا مع الإعلان عن عودة 1150 خط إنتاج للعمل، وافتتاح خطوط إنتاج جديدة في عدة مجالات صناعية، في خطوة يرى خبراء أن من شأنها زيادة القدرة الإنتاجية وتوسيع نطاق التشغيل الصناعي في مرحلة التعافي الاقتصادي للبلاد.

وأكد رئيس غرفة صناعة دمشق أيمن المولوي أن استقبال خطوط إنتاج جديدة يحمل مؤشرات إيجابية مهمة، وتأثيرا كبيرا على زيادة الإنتاج في المستقبل، والمساهمة في تأمين فرص العمل.

ونقلت جريدة الوطن المحلية، عن المولوي قوله إن المنتج السوري مرغوب في كثير من الدول حول العالم، معتبرا عودة خطوط الإنتاج إلى العمل خطوة تحمل تأثيرا مباشرا على الإنتاج وتشغيل المزيد من العمالة، وتدعم الجهود الرامية إلى استعادة المنتج السوري مكانته في الأسواق الخارجية وخاصة في أوروبا والدول العربية.

وبالرغم من هذه المؤشرات الإيجابية، لا يزال القطاع الصناعي يواجه عددا من التحديات كارتفاع تكاليف الطاقة والمواد الأولية، وتقلبات سعر الصرف، وغيرها من الصعوبات التي تحد من سرعة التعافي وتثير تساؤلات حول قدرة التوسع الحالي على تحقيق فرق ملموس في السوق المحلية ونمو مستدام في الإنتاج.

مصنع مروج الشام للمواد الغذائية في سوريا (موقع الشركة)تحديات الإنتاج

يقول وائل كيوان المدير التنفيذي لشركة سنابل الشام، المختصة في استيراد وتصدير الغذائيات الجافة، إن شركته دشنت خط إنتاج جديد مؤخرا في محاولة "لمواكبة أذواق المستهلك وتوسيع حضورها في السوق المحلية".

ويشير كيوان، في حديث مع الجزيرة نت إلى أن إطلاق هذا الخط لم يكن بالأمر السهل، إذ واجهت الشركة عقبات عديدة تتعلق بارتفاع كلف الكهرباء والمحروقات، وشح المياه، وعدم استقرار أسعار الصرف، وهي عقبات يرى وائل أنها "تجعل من أي تعافي في القطاع الصناعي محدودا ما لم يتم الإسراع في معالجتها".

إعلان

ويلفت وائل إلى أن عودة 1150 خط إنتاج للعمل مجددا هي خطوة يمكن أن تنعكس إيجابا على السوق إذا اقترنت بوجود بيئة داعمة للصناعة، كتوفير الطاقة بأسعار منافسة، واستقرار سعر الصرف، وسلاسة توريد المواد الأولية للصناعيين.

ويرى كيوان أن السوق السورية واسعة وواعدة وقادرة على استيعاب زيادة الإنتاج، بالرغم من وجود مشاكل تتعلق بدخول البضائع المستوردة وإضعاف تنافسية المنتج المحلي.

فرص جديدة

يوضح كيوان أن التوسع الإنتاجي ينعكس مباشرة على التوظيف وفرص العمل، ﻷن تشغيل خطوط إنتاج جديدة يحتاج إلى كوادر تشغيل متنوعة، مؤكدا أن شركته تعتبر تأمين فرص العمل وتدريب الكوادر المحلية ورفع خبراتها أمرا أساسيا وجزءا من رسالتها.

وتساهم زيادة الإنتاج نظريا في تخفيض الأسعار، لكن غياب الدعم عن الصناعيين يفتح الباب أمام كساد البضائع وخسائر المصانع، ما يهدد استمرار العملية الإنتاجية، وفق كيوان.

وتشير تقديرات مختلفة إلى أن القطاع الصناعي السوري تكبد خسائر واسعة خلال سنوات حرب (2011-2024)، وتراجع عدد المنشآت الصناعية من حوالي 130 ألف منشأة قبل عام 2011 إلى ما يقارب 70 ألف منشأة فقط، فيما أكدت تقارير دولية أن 70% من الصناعات السورية تعرضت للتدمير أو التوقف خلال هذه السنوات.

عقبات إضافية

غير أن التحديات التي تواجه الصناعيين لا تقتصر على كلف الإنتاج وصعوبة المنافسة في السوق المحلية، إنما تمتد إلى قطاع الصادرات السورية الذي يعاني كذلك من عقبات وتحديات جمة.

يقول الخبير في الشؤون الصناعية صهيب الرومي إن قطاع التصدير في سوريا ينحصر بشكل أساسي بالمنتجات الغذائية والزراعية، وبعض أصناف المنتجات النسيجية التي باتت تصل اليوم إلى الأسواق الأوروبية.

ويضيف الرومي في حديث للجزيرة نت أن الفترة الماضية شهدت أيضا تصدير شحنة نفطية ضخمة من 600 ألف برميل، إضافة إلى تصدير مادة الفوسفات إلى مصر.

ويرى الخبير أن القطاع الصناعي يواجه تحديات جدية من ناحية حركة التصدير، تبدأ بارتفاع تكاليف الشحن والتأمين، وتمر بالرسوم الجمركية المرتفعة التي تتطلب مراجعة عاجلة، ولا تنتهي عند تقلبات سعر الصرف التي تربك الصناعي في تحديد الكلفة الفعلية لمنتجاته.

يضاف إلى ذلك العقوبات الغربية التي لم ترفع بصورة كاملة، والتي تشكل عقبة أساسية أمام انسياب الصادرات لما تسببه من صعوبات في المعاملات المصرفية وتحويل الأموال.

ويلفت الرومي إلى التحديات الإضافية المتعلقة بتهالك البنية التحتية الصناعية، والاعتماد على خطوط الإنتاج القديمة تقنيا، وارتفاع أسعار المحروقات والكهرباء، وهي تحديات "تجعل المنتج السوري أقل قدرة على المنافسة في الأسواق الخارجية، لارتفاع كلف إنتاجه مقارنة بالبضائع الأخرى"، على حد قوله.

أما عن الدعم الحكومي فيؤكد الرومي أنه مقتصر في الوقت الراهن على الجوانب التنظيمية كإقامة المعارض، وحث الصناعيين على الإنتاج والتصدير من دون أن يترافق مع تدخل مالي مباشر لتخفيف الأعباء، ما يجعل التعافي محدودا لغاية اللحظة.

كانت الصادرات السورية تراجعت خلال العقد الماضي بصورة حادة، إذ انخفضت قيمتها بما يقارب 89% لتهبط إلى أقل من مليار دولار، بعد أن سجلت نحو 8.8 مليارات دولار في عام 2010.

توصيات للتعافي

يرى الخبير الاقتصادي إبراهيم قوشجي أن زيادة عدد خطوط الإنتاج يجب أن يكون جزء من إستراتيجية أوسع تتضمن ضبط السيولة النقدية، وإعادة الثقة بالعملة المحلية، وتحرير السوق بشكل تدريجي، ﻹحداث تغيير فعلي في السوق.

إعلان

ويشير قوشجي، في حديثه للجزيرة نت إلى أن إطلاق خطوط إنتاج جديدة خطوة مهمة لتخفيف حدة التضخم وتحقيق استقرار نسبي في أسعار السلع "شرط وجود بيئة أكثر تحررا تسمح بتفاعل العرض والطلب بعيدا عن القيود".

ويقول قوشجي إن الصناعات الغذائية والنسيجية هما الأكثر قدرة على قيادة التعافي في المرحلة الحالية، ﻷنهما على ارتباط مباشر بالقطاع الزراعي، إلى جانب وجود خبرات محلية في كلا المجالين، مؤكدا أن دعم هذه الصناعات يسهم في خلق فرص عمل واسعة سواء في الأرياف أو المدن.

ويحذر من أن أي حديث عن استثمارات صناعية جديدة يبقى مرهونا بتوفير الاستقرار السياسي والاقتصادي والأمني، خاصة وأن غياب الاستقرار يضعف ثقة المستثمر ويزيد من تكاليف التشغيل والتأمين ويعرقل حركة التجارة.

ويدعو الخبير إلى ضرورة خفض الضرائب على الإنتاج المحلي، وإصلاح الجهاز المصرفي، وتخفيض الفوائد على القروض المخصصة للإنتاج الصناعي، وتوفير الطاقة بأسعار مدروسة، وتسهيل إجراءات الترخيص والتصدير، مؤكدا أن هذه السياسات ضرورية وهي عامل أساسي في ترسيخ أي تعاف اقتصادي مقبل.

مقالات مشابهة

  • بهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي في القارة.. وزير الزراعة يفتتح فعاليات منتدى الأرز الإفريقي
  • بنك ABC يعزز جهوده البيئية بزيارة محمية غابات دبين لمتابعة الطاقة الشمسية
  • مناقشات في "الشورى" حول مقترحات تعزيز الأمن الغذائي وتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • النسخة الثانية لمهرجان خيرات اليمن انعكاس للتوجهات الرسمية والشعبية نحو تشجيع الإنتاج المحلي وتحقيق الاكتفاء الذاتي
  • القائم بأعمال رئيس الوزراء يزور المعرض الثاني للطاقة الشمسية والري الحديث
  • متحدث الحكومة: الدولة المصرية ملتزمة بسداد كل التزاماتها الخارجية
  • الصناعة في سوريا تواصل التعافي وسط تحديات اقتصادية
  • الوزراء: اتجاه متزايد للاعتماد على الطاقة الشمسية عالمياً
  • «معلومات الوزراء»: اتجاه متزايد للاعتماد على الطاقة الشمسية عالميًا
  • معارك رئيس الحكومة وهيبة الدولة