المسلة:
2025-11-22@14:10:06 GMT

شباب العراق .. خزّان الدم المجهول في حرب موسكو وكييف

تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT

شباب العراق .. خزّان الدم المجهول في حرب موسكو وكييف

4 شتنبر، 2025

بغداد/المسلة: تمضي “رحلة السلاح” بوصفها إحدى أعقد الظواهر التي تكشف التداخل بين الاقتصاد العابر للحدود والسياسة المتشابكة بالحروب، حيث تُستدرج أعداد من الشباب العراقيين من بوابات السياحة والعمل الواهم، ليجدوا أنفسهم في خطوط النار ضمن حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.

ويتصاعد المشهد مع إغراءات مالية مغرية ووعود بمساكن بسيطة، بينما يختفي الخط الفاصل بين العمل الشرعي والارتزاق العسكري، إذ تحولت شركات سياحية إلى قنوات عبور للتجنيد غير المباشر، لتتكامل مع شبكات تهريب وعقود وهمية تتلاعب بمصائر آلاف البشر الباحثين عن مستقبل آمن.

وتتزامن هذه الرحلة مع تحولات ميدانية كبيرة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تمكنت موسكو خلال عام واحد فقط من بسط سيطرتها على أكثر من ستة آلاف كيلومتر مربع، وهو ما يضفي على استقطاب المرتزقة بعداً استراتيجياً يتجاوز حاجات الأفراد، ليرتبط مباشرة بمصالح الدول الكبرى ورهاناتها العسكرية.

ويعترف مسؤولون عراقيون بوجود المئات وربما الآلاف من الشباب الذين وقعوا في فخ العقود الرسمية مع الجيش الروسي أو الأوكراني، بينما يلوذ آخرون بالغابات والحدود الموحشة، عالقين بين المناخ القاسي وغياب أي حماية رسمية، في انعكاس لمشهد مركّب تتقاطع فيه خيبة الأمل بالبحث عن الخلاص.

ويكشف هذا الملف هشاشة المنظومة الاجتماعية والسياسية العراقية التي فشلت في استيعاب الطاقات الشابة، فوجدت الأخيرة نفسها بين خيارين أحلاهما مر: البطالة داخل العراق أو الارتماء في حضن صراعات دولية تستنزف الدماء مقابل حفنة من الدولارات.

ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه الظاهرة يهدد بترسيخ صورة العراق كخزان بشري يُستنزف في حروب الآخرين، في الوقت الذي ينص فيه الدستور صراحة على منع مشاركة العراقيين كمرتزقة في أي صراع خارجي، لتظل الفجوة بين النصوص القانونية والواقع الميداني شاهداً على عجز الدولة عن فرض سلطتها.

وتتضاعف خطورة الظاهرة مع مؤشرات الإخفاق الدبلوماسي في واشنطن وألاسكا، وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أكدت العودة إلى الخيار العسكري، وهو ما يجعل أي رهان على نهاية قريبة للحرب مجرد وهم، فيما يبقى العراقيون الذين انجرفوا في هذه الدوامة وقوداً إضافياً لصراع لا ينتهي.

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

إقرأ أيضاً:

المخدرات في تونس تهدد جيلا كاملا.. المدمنون تضاعفوا 5 مرات

أفصحت وزارة العدل التونسية عن إحصائيات بشأن قضايا المخدرات في البلاد والتي تعكس ارتفاعا وصف بالخطير، مؤكدة أن الانقطاع المبكر عن التعليم والبطالة والتفكك الأسري هي الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة.

وقالت الوزارة، إن عدد السجناء بسبب هذه القضايا وصل إلى 10 آلاف، فيما بلغت قضايا الترويج والاستهلاك نحو 26 ألف قضية، وكشف باحثون تونسيون عن تضاعف عدد الشباب المدمنين على المخدرات خمس مرات خلال العقد الأخير، 


وأكد الباحث في علم الاجتماع خليفة القربي، أن ظاهرة الإدمان في صفوف الشباب التونسي باتت مفزعة وتستدعي تسريع الاستثمار في الوقاية أكثر من العلاجـ وأضاف لإذاعة موزاييك: "أرقام المعهد الوطني للإحصاء حول الإدمان أظهرت أن عدد الشباب المدمن تضاعف خمس مرات في الفترة الممتدة من 2013 حتى 2023، إذ ارتفعت نسبة الشباب المدمن من 1.3 بالمئة إلى 8.9بالمئة".


وتابع القربي: "تؤكد الدراسات أن ظاهرة الإدمان متفشية لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18سنة، ليبلغ متوسط عمر المدمنين 17 سنة وثلاثة أشهر، 30 بالمئة منهم إناث، و40 بالمئة منهم تلاميذ".

من جهته، اعتبر عضو المكتب الوطني للمنظمة التونسية للتربية والأسرة هشام الحاجي، أن "المقاربة الأمنية، رغم دورها في الحد من تجارة المخدرات، لكنها غير كافية للحد من ظاهرة الإدمان لدى الشباب"، وأضاف قائلا: "الانقطاع المبكر عن التعليم والبطالة والتفكك الأسري من أبرز عوامل تفشي ظاهرة إدمان المخدرات في صفوف الشباب"، داعيا إلى توفر إحاطة مجتمعية للحد من الظاهرة وذلك بالإدماج المهني والتدريب والتشجيع على ممارسة الرياضة.

وفي وقت سابق، قال الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير في تصريح لموزايبك، إن نسبة المدمنين في تونس بلغت سنة 2025 حوالي 9.2 بالمئة من الشباب،  أغلبهم من الفئة العمرية بين 13 و18 عاماً، وتشير إحصائيات سنة 2024 وفق بن نصير، إلى أنّ نحو 656 ألف مراهق تونسي جربوا المخدرات على الأقل مرة في حياتهم، بينهم 65 ألف مدمن فعلي، كما أبرز بن نصير أنّ 41 بالمئة من هذه الفئة جربوا المخدرات بدافع التجربة والفضول، في حين أنّ 52 بالمئة دخلوا في الإدمان بتأثير مباشر من أصدقاء السوء أو منطق الانتماء إلى مجموعة الرفاق.

ويربط الباحث بين الإقبال المتزايد على المخدرات وبين الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب. فالمخدرات، خصوصاً الأنواع الرخيصة مثل "الحبوب المهلوسة"، تمنح نشوة مؤقتة وسهلة المنال مقارنة بمخدرات باهظة مثل الكوكايين أو الهيروين، وأشار إلى أنّ هشاشة المنظومة التربوية، وضعف الرقابة الأسرية، وضغط البطالة والتهميش كلها عوامل تغذي هذه الظاهرة.


ولا تقتصر تداعيات الظاهرة على صحة المدمنين فقط، بل تمتد إلى ارتفاع نسب الجريمة المرتبطة بالعنف والسرقة وتفكك النسيج الأسري نتيجة الإدمان وما يسببه من أزمات إضافة إلى إرهاق المنظومة الصحية في مواجهة حالات الإدمان المزمنة.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، بدأت السلطات التونسية سلسلة تحقيقات لتفكيك شبكة ضخمة تقف خلف تهريب شحنة مخدرات يبلغ وزنها حوالي نصف طن في ميناء رادس كانت مخبأة في حاوية تتضمن أجهزة كهربائية منزلية، وهي أكبر شحنة مخدرات في تاريخ البلاد.

مقالات مشابهة

  • خطة ترامب لإنهاء الحرب الروسية–الأوكرانية وتداعياتها بين موسكو وكييف
  • الدوامة القطبية تزحف عبر القارات نحو العراق
  • جينجر تشابمان: ترامب يمارس أقصى الضغوط لإجبار موسكو وكييف على اتفاق سلام
  • نصائح طبية:العقاقير الطبية التي تضر بالكلى وكيفية تجنبها
  • أمطار محدودة.. وانتعاش مؤقت واتفاق أنقرة–بغداد بلا نتائج
  • العراق يبني حصناً خرسانياً عملاقاً على حدود سوريا
  • موسكو تترقب وكييف تلتزم الصمت.. واشنطن تعرض خطة لإنهاء الحرب الروسية-الأوكرانية
  • العليمي يتسلم أوراق اعتماد السفير الروسي ويثمن مواقف موسكو تجاه اليمن
  • العراق بانتظار بوليفيا أو سيروليام لحسم بطاقة المونديال
  • المخدرات في تونس تهدد جيلا كاملا.. المدمنون تضاعفوا 5 مرات