شباب العراق .. خزّان الدم المجهول في حرب موسكو وكييف
تاريخ النشر: 4th, September 2025 GMT
4 شتنبر، 2025
بغداد/المسلة: تمضي “رحلة السلاح” بوصفها إحدى أعقد الظواهر التي تكشف التداخل بين الاقتصاد العابر للحدود والسياسة المتشابكة بالحروب، حيث تُستدرج أعداد من الشباب العراقيين من بوابات السياحة والعمل الواهم، ليجدوا أنفسهم في خطوط النار ضمن حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل.
ويتصاعد المشهد مع إغراءات مالية مغرية ووعود بمساكن بسيطة، بينما يختفي الخط الفاصل بين العمل الشرعي والارتزاق العسكري، إذ تحولت شركات سياحية إلى قنوات عبور للتجنيد غير المباشر، لتتكامل مع شبكات تهريب وعقود وهمية تتلاعب بمصائر آلاف البشر الباحثين عن مستقبل آمن.
وتتزامن هذه الرحلة مع تحولات ميدانية كبيرة في الحرب الروسية الأوكرانية، حيث تمكنت موسكو خلال عام واحد فقط من بسط سيطرتها على أكثر من ستة آلاف كيلومتر مربع، وهو ما يضفي على استقطاب المرتزقة بعداً استراتيجياً يتجاوز حاجات الأفراد، ليرتبط مباشرة بمصالح الدول الكبرى ورهاناتها العسكرية.
ويعترف مسؤولون عراقيون بوجود المئات وربما الآلاف من الشباب الذين وقعوا في فخ العقود الرسمية مع الجيش الروسي أو الأوكراني، بينما يلوذ آخرون بالغابات والحدود الموحشة، عالقين بين المناخ القاسي وغياب أي حماية رسمية، في انعكاس لمشهد مركّب تتقاطع فيه خيبة الأمل بالبحث عن الخلاص.
ويكشف هذا الملف هشاشة المنظومة الاجتماعية والسياسية العراقية التي فشلت في استيعاب الطاقات الشابة، فوجدت الأخيرة نفسها بين خيارين أحلاهما مر: البطالة داخل العراق أو الارتماء في حضن صراعات دولية تستنزف الدماء مقابل حفنة من الدولارات.
ويحذر مراقبون من أن استمرار هذه الظاهرة يهدد بترسيخ صورة العراق كخزان بشري يُستنزف في حروب الآخرين، في الوقت الذي ينص فيه الدستور صراحة على منع مشاركة العراقيين كمرتزقة في أي صراع خارجي، لتظل الفجوة بين النصوص القانونية والواقع الميداني شاهداً على عجز الدولة عن فرض سلطتها.
وتتضاعف خطورة الظاهرة مع مؤشرات الإخفاق الدبلوماسي في واشنطن وألاسكا، وتصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التي أكدت العودة إلى الخيار العسكري، وهو ما يجعل أي رهان على نهاية قريبة للحرب مجرد وهم، فيما يبقى العراقيون الذين انجرفوا في هذه الدوامة وقوداً إضافياً لصراع لا ينتهي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
العراق وأمريكا يتباحثان بشأن الغاز التركمانستاني
7 أكتوبر، 2025
بغداد/المسلة: صرّحت وزارة الكهرباء العراقية، الثلاثاء، أنها لا تزال تواصل المباحثات مع الجانب الأمريكي بشأن استيراد الغاز التركمانستاني، مشيرة إلى أنها ستلجأ الى عدة بدائل في حال فشل المفاوضات مع واشنطن بهذا الصدد.
هذا وقررت الحكومة العراقية، تعليق العمل بعقد استيراد الغاز المبرم مع تركمانستان بسبب معارضته من قبل الولايات المتحدة الأمريكية لتضمنه بنداً يتيح لإيران الحصول على ربع الكمية الموردة عبر أراضيها، وفقا لما نشرته وكالة “رويترز” للأنباء في شهر أيلول/سبتمبر الماضي وذلك نقلا عن مسؤولين عراقيين.
وقال المتحدث باسم وزارة الكهرباء أحمد موسى، إن استيراد الغاز التركمانستاني محل بحث لاستحصال الموافقات من الجانب الامريكي لاقناعهم بأن استيراد الغاز هو لسد الحاجة المحلية ريثما يبدأ الإنتاج الوطني للغاز، وان ذلك لا يؤثر على العقوبات المفروضة على إيران باعتبار أن العقد يتعامل مع دولة تركمانستان.
وكان من المقرر أن تُصدّر تركمانستان الغاز إلى العراق عبر إيران، الواقعة بين البلدين، بموجب اتفاق مبادلة الغاز، و بموجب هذا الاتفاق، ستستلم إيران الغاز وتُزوّده للعراق، إلا أن هذا يُشكّل انتهاكًا للعقوبات الأمريكية على طهران، ويتطلب موافقة واشنطن، لكن الموافقة لم تأتِ قط، وكثّفت إدارة الرئيس الأمريكي ترامب حملتها للضغط الأقصى على طهران.
وذكرت رويترز، أن محاولة العراق لتخفيف نقص الكهرباء المزمن باستخدام الغاز من تركمانستان عبر إيران المجاورة فشلت، تحت ضغط من الولايات المتحدة مما ترك بغداد تبحث جاهدة عن بدائل للحفاظ على استمرار الكهرباء.
وأضاف موسى ان، البدائل لدينا كثيرة، منها ما يجري الآن العمل عليه من انشاء منصات لتحميل الغاز المسال في ام قصر وخور الزبير والموانى العراقية الاخرى، متوقعا أن تدخل هذه المنصات الخدمة قبل دخول ذروة الصيف المقبل، خاصة أن هناك تفاهمات مع الجانب القطري والعماني لشراء الغاز منهما لحين اكتمال إنتاج الغاز المحلي”.
وتابع المتحدث باسم الكهرباء العراقية القول ان الوزارة “وقعت مجموعة من العقود لإنتاج المحطات الدورة الحرارية التي تعمل على الوقود المحلي، فضلا على المحطات الدورة المركبة التي لا تحتاج الى وقود”.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts