أفصحت وزارة العدل التونسية عن إحصائيات بشأن قضايا المخدرات في البلاد والتي تعكس ارتفاعا وصف بالخطير، مؤكدة أن الانقطاع المبكر عن التعليم والبطالة والتفكك الأسري هي الأسباب الرئيسة لهذه الظاهرة.

وقالت الوزارة، إن عدد السجناء بسبب هذه القضايا وصل إلى 10 آلاف، فيما بلغت قضايا الترويج والاستهلاك نحو 26 ألف قضية، وكشف باحثون تونسيون عن تضاعف عدد الشباب المدمنين على المخدرات خمس مرات خلال العقد الأخير، 


وأكد الباحث في علم الاجتماع خليفة القربي، أن ظاهرة الإدمان في صفوف الشباب التونسي باتت مفزعة وتستدعي تسريع الاستثمار في الوقاية أكثر من العلاجـ وأضاف لإذاعة موزاييك: "أرقام المعهد الوطني للإحصاء حول الإدمان أظهرت أن عدد الشباب المدمن تضاعف خمس مرات في الفترة الممتدة من 2013 حتى 2023، إذ ارتفعت نسبة الشباب المدمن من 1.

3 بالمئة إلى 8.9بالمئة".


وتابع القربي: "تؤكد الدراسات أن ظاهرة الإدمان متفشية لدى الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18سنة، ليبلغ متوسط عمر المدمنين 17 سنة وثلاثة أشهر، 30 بالمئة منهم إناث، و40 بالمئة منهم تلاميذ".

من جهته، اعتبر عضو المكتب الوطني للمنظمة التونسية للتربية والأسرة هشام الحاجي، أن "المقاربة الأمنية، رغم دورها في الحد من تجارة المخدرات، لكنها غير كافية للحد من ظاهرة الإدمان لدى الشباب"، وأضاف قائلا: "الانقطاع المبكر عن التعليم والبطالة والتفكك الأسري من أبرز عوامل تفشي ظاهرة إدمان المخدرات في صفوف الشباب"، داعيا إلى توفر إحاطة مجتمعية للحد من الظاهرة وذلك بالإدماج المهني والتدريب والتشجيع على ممارسة الرياضة.

وفي وقت سابق، قال الباحث في علم الاجتماع معاذ بن نصير في تصريح لموزايبك، إن نسبة المدمنين في تونس بلغت سنة 2025 حوالي 9.2 بالمئة من الشباب،  أغلبهم من الفئة العمرية بين 13 و18 عاماً، وتشير إحصائيات سنة 2024 وفق بن نصير، إلى أنّ نحو 656 ألف مراهق تونسي جربوا المخدرات على الأقل مرة في حياتهم، بينهم 65 ألف مدمن فعلي، كما أبرز بن نصير أنّ 41 بالمئة من هذه الفئة جربوا المخدرات بدافع التجربة والفضول، في حين أنّ 52 بالمئة دخلوا في الإدمان بتأثير مباشر من أصدقاء السوء أو منطق الانتماء إلى مجموعة الرفاق.

ويربط الباحث بين الإقبال المتزايد على المخدرات وبين الوضع الاجتماعي والاقتصادي الصعب. فالمخدرات، خصوصاً الأنواع الرخيصة مثل "الحبوب المهلوسة"، تمنح نشوة مؤقتة وسهلة المنال مقارنة بمخدرات باهظة مثل الكوكايين أو الهيروين، وأشار إلى أنّ هشاشة المنظومة التربوية، وضعف الرقابة الأسرية، وضغط البطالة والتهميش كلها عوامل تغذي هذه الظاهرة.


ولا تقتصر تداعيات الظاهرة على صحة المدمنين فقط، بل تمتد إلى ارتفاع نسب الجريمة المرتبطة بالعنف والسرقة وتفكك النسيج الأسري نتيجة الإدمان وما يسببه من أزمات إضافة إلى إرهاق المنظومة الصحية في مواجهة حالات الإدمان المزمنة.

وفي أيلول/ سبتمبر الماضي، بدأت السلطات التونسية سلسلة تحقيقات لتفكيك شبكة ضخمة تقف خلف تهريب شحنة مخدرات يبلغ وزنها حوالي نصف طن في ميناء رادس كانت مخبأة في حاوية تتضمن أجهزة كهربائية منزلية، وهي أكبر شحنة مخدرات في تاريخ البلاد.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي من هنا وهناك المرأة والأسرة حول العالم حول العالم الشباب التونسي تعاطي المخدرات شباب تونس مخدرات تونس حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم حول العالم سياسة سياسة من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك من هنا وهناك سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة بالمئة من

إقرأ أيضاً:

«السجل المونديالي».. إيطاليا ليست الأسوأ بين أبطال العالم!

عمرو عبيد (القاهرة)
تخشى إيطاليا من عدم التأهل إلى كأس العالم، للمرة الثالثة على التوالي، بعد تحوّلها إلى «المُلحق» الأوروبي، نتيجة لاحتلالها المركز الثاني في المجموعة التاسعة، بفارق 6 نقاط خلف النرويج، وجاءت الهزيمة «الثقيلة» 1-4، على يد هالاند ورفاقه في ملعب «سان سيرو»، لتزيد تشاؤم «الطليان»، في ظل استمرار تدهور وضع «الآزوري» عالمياً في السنوات الأخيرة.
ورغم احتمال غياب منتخب إيطاليا عن «المونديال»، إلا أنه لا يملك السجل الأسوأ بين أبطال العالم السابقين في هذا الصدد، إذ غاب بعضهم عن عدد أكبر من النُسخ المونديالية بصورة عامة، ويُذكر أن «الأزوري» خاض 18 بطولة من أصل 22 حتى الآن في تاريخ كأس العالم، بعدما غاب عن المشاركة في النُسخة التاريخية الأولى عام 1930، لصعوبات السفر في ذلك العصر القديم، ثم أخفق للمرة الأولى في تجاوز تصفيات 1958، وهو ما تكرر بعد 60 عاماً قبل مونديال 2018، وكذلك 2022.
ولا يسبق إيطاليا في عدد مرات المُشاركة بكأس العالم، بين الأبطال التاريخيين، سوى البرازيل وألمانيا والأرجنتين، حيث لم يغب «السليساو» أبداً عن «المونديال»، بينما لم يُشارك «الماكينات» في بطولة 1930 أيضاً، ثم مُنع من اللعب في 1950 عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، أما «الألبيسيليستي»، فقد انسحب من اللعب في 3 نُسخ مُتتالية، أعوام 1938، 1950 و1954، لأسباب متنوعة، وكانت المرة الوحيدة التي أخفق خلالها «راقصو التانجو» في التأهل، ببطولة 1970، بإجمالي 4 مرات من الغياب.
قد يتساوى المنتخب الإيطالي مع نظيره الأرجنتيني، فقط، حال اللحاق به والتأهل إلى مونديال 2026، أو تكون الخامسة في تاريخ «الأزوري»، التي حتى لو تحققت، فلن تحمل «السجل الأسوأ» بين أبطال كأس العالم التاريخيين، لأن منتخبات فرنسا وإسبانيا وإنجلترا، غابت كل منها عن 6 نُسخ مونديالية.
وكان «الديوك» الذي خاض أول 3 بطولات لكأس العالم في التاريخ، افتتح سلسلة الغياب عام 1950 بطريقة غريبة، بعد فشله في التأهل ثم دعوته من قبل «فيفا»، وعقب قبوله الدعوة قام بالانسحاب بعد إجراء قُرعة البطولة، ثم أخفق في تجاوز التصفيات 5 مرات، بداية من 1962، مروراً بثُنائيتي 1970 و1974، ثم 1990 و1994.
أما «لا روخا»، فقد غاب عن النُسخة الأولى عام 1930، ثم تم رفض مُشاركته في 1938 بسبب الحرب الأهلية الإسبانية، وبعدها فشل في التأهل عبر تصفيات 1954 و1958، ثم 1970 و1974، ولم يكن «الأسود الثلاثة» يعمل تحت مظلة الاتحاد الدولي «فيفا» قديماً، فلم يلعب البطولات الأولى، 1930، 1934 و1938، على التوالي، ثم فشل في التأهل إلى بطولتي 1974 و1978، وأتت آخر مرات غيابه في نُسخة 1994.
ويملك منتخب أوروجواي، البطل «التاريخي» الأول، أسوأ سجل بين «عمالقة المونديال»، حيث غاب صاحب اللقبين عن 8 نُسخ، بداية من رفضه المشُاركة في البطولتين التاليتين لتتويجه الأول، 1934 و1938، رداً على الغياب الأوروبي وقت استضافته بطولة 1930، ثم اعتراضاً على قرارات «فيفا» المتحيزة لـ«القارة العجوز»، حسب رؤيته آنذاك، وبعدها أخفق 6 مرات في تجاوز التصفيات، عبر أعوام 1958، 1978، 1982، 1994، 1998، وأخيراً 2006.

أخبار ذات صلة التاريخ يدعو ألمانيا للتفاؤل بالتأهل المتأخر إلى «المونديال» أنشيلوتي: البرازيل على الطريق الصحيح قبل كأس العالم

مقالات مشابهة

  • جامعة ذمار تنظم مؤتمرًا علميًا لمواجهة تحديات الإدمان
  • استعراض المستجدات الخدمية وجهود الرعاية الاجتماعية بالظاهرة
  • «السجل المونديالي».. إيطاليا ليست الأسوأ بين أبطال العالم!
  • وفد زراعي جزائري يزور الظاهرة
  • الثورات العربية هل هي ثورات حقيقية؟.. مشاتل التغيير (45)
  • هل يجب غسل الشعر كاملا عند غسل المرأة من الجنابة؟.. أمين الإفتاء يوضح خطأ شائعا
  • مدير صندوق مكافحة الإدمان يشهد ختام دوري رياضي للمتعافين من تعاطي المخدرات
  • الوزراء يستعرض جهود الدولة المتواصلة في مكافحة الإدمان
  • البصرة.. أزمة أجور مراقبي الانتخابات تتصاعد والمفوضية تلوح بإجراءات لـإنهاء الظاهرة