بوابة الوفد:
2025-10-07@23:14:37 GMT

فقدان حاسة الشم قد ينذرك بالإصابة بمرض الزهايمر

تاريخ النشر: 5th, September 2025 GMT

ينهمك العلماء والأطباء في البحث عن طريقة للكشف المبكر عن مرض الزهايمر والعلامات التي تُنذر بهذا المرض، وذلك بسبب أن الكشف المبكر من شأنه أن يؤدي الى النجاح في إبطاء تطور المرض.

ووجد الباحثون سابقاً أدلة على المرض في كلام الشخص وتنفسه، وفي بكتيريا الأمعاء، فيما أظهرت أحدث الدراسات أن فقدان حاسة الشم يُمكن أن يكون مؤشراً مهماً ومبكراً على الإصابة بمرض الزهايمر.

 

وقال تقرير نشره موقع "ساينس أليرت" Science Alert العلمي المتخصص، واطلعت عليه "العربية.نت"، إن دراسة جديدة خلصت إلى أن ضعف حاسة الشم قد يكون أحد أقدم مؤشرات هذه الحالة، حيث يظهر حتى قبل ظهور الضعف الإدراكي.

 

 

وفي حين أن الأبحاث السابقة حددت ضعف حاسة الشم كمؤشر مبكر محتمل لمرض الزهايمر، فإن آلياته لا تزال غامضة.

 

وفي البحث الجديد، سعى العلماء إلى الكشف عن الأسس العصبية للمرض، من خلال تحليل فحوص التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) وعينات من أنسجة المخ من الفئران والبشر.

 

وتشير نتائجهم إلى أن الاستجابة المناعية للدماغ تلعب دوراً رئيسياً في فقدان حاسة الشم المرتبط بمرض الزهايمر، حيث يبدو أنها تُدمر الألياف العصبية التي يحتاجها الدماغ لإدراك الروائح.

 

ووجدت الدراسة أن خلايا مناعية متخصصة في الدماغ، تُعرف باسم الخلايا الدبقية الصغيرة، تقطع الاتصالات بين "البصلة الشمية" و"الموضع الأزرق".

و"البصلة الشمية" هي بنية في مقدمة الدماغ تستقبل وتحلل الإشارات من مستقبلات الرائحة في الأنف، ثم ترسل المعلومات إلى أجزاء أخرى من الدماغ للمعالجة.

 

أما "الموضع الأزرق" فيقع في جذع الدماغ، ولكنه يؤثر على البصلة الشمية ومناطق الدماغ الأخرى عبر ألياف عصبية طويلة، كما يوضح عالم الأعصاب لارس بيغر من المركز الألماني للأمراض العصبية التنكسية (DZNE) وجامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ (LMU).

 

ويقول بيغر: "ينظم الموضع الأزرق مجموعة متنوعة من الآليات الفسيولوجية. وتشمل هذه، على سبيل المثال، تدفق الدم الدماغي، ودورات النوم والاستيقاظ، والمعالجة الحسية. وينطبق هذا الأخير، على وجه الخصوص، على حاسة الشم أيضاً".

 

وفي المراحل المبكرة من مرض الزهايمر، تحدث تغيرات محورية على طول الألياف العصبية التي تربط الموضع الأزرق بالبصلة الشمية، وفقًا للدراسة الجديدة.

 

ويقول بيغر: "تشير هذه التغيرات إلى الخلايا الدبقية الصغيرة بأن الألياف المتأثرة معيبة أو زائدة عن الحاجة. ونتيجةً لذلك، تُحللها الخلايا الدبقية الصغيرة".

واتّبعت الدراسة الجديدة نهجاً متعدد الجوانب، حيث درست فئراناً حية وميتة تحمل سمات مرض الزهايمر، وأنسجة دماغية بعد الوفاة من مرضى الزهايمر من البشر، وفحوص دماغية بالتصوير المقطعي لأشخاص مصابين بمرض الزهايمر أو ضعف إدراكي خفيف.

 

ويقول عالم الأعصاب يواكيم هيرمس من (DZNE) و"جامعة لويولا ماريماونت": "نوقشت مشاكل حاسة الشم في مرض الزهايمر وتلف الأعصاب المرتبطة به لفترة من الوقت. ومع ذلك، لم تكن الأسباب واضحة".

 

وتشير النتائج الآن إلى آلية مناعية مسؤولة عن هذه الاختلالات، وتحديداً إلى أن هذه الأحداث تظهر بالفعل في المراحل المبكرة من مرض الزهايمر.

 

ولأن هذه المراحل الأولية بالغة الأهمية لعلاج الزهايمر، فإن تسليط الضوء على فقدان حاسة الشم قد يُقدم معلومات قيّمة لمساعدة المزيد من الأشخاص على اكتشاف المرض في مراحله المبكرة، بحسب ما يؤكد الأطباء.

 

ويقول هيرمس: "قد تُمهد نتائجنا الطريق للكشف المبكر عن المرضى المعرضين لخطر الإصابة بمرض الزهايمر، مما يُمكّنهم من الخضوع لاختبارات شاملة لتأكيد التشخيص قبل ظهور المشاكل الإدراكية".

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الزهايمر بكتيريا الأمعاء حاسة الشم فقدان حاسة الشم فقدان حاسة الشم بمرض الزهایمر مرض الزهایمر

إقرأ أيضاً:

الليثيوم ودوره الغامض في الدماغ.. هل يمكن أن يقي من ألزهايمر؟

رغم النتائج المشجعة، ما زال الطريق طويلاً قبل اعتماد الليثيوم كوسيلة وقائية لدى البشر. اعلان

لطالما استُخدم الليثيوم كعلاج أساسي لاضطراب ثنائي القطب، لكن أبحاثاً متزايدة تشير إلى أن نقص هذا العنصر قد يكون عاملاً في الإصابة بمرض ألزهايمر.

ورغم أن الآليات الدقيقة لعمل الليثيوم ما زالت غير مفهومة بالكامل، فإن ما هو واضح أنه يترك تأثيراً فريداً في الدماغ، وربما يصبح أحد العناصر الأساسية التي يحتاجها الجسد - وبالأخص الدماغ - للحفاظ على وظائفه.

"المعيار الذهبي"

نعرف أن عناصر مثل الكربون والأكسجين والهيدروجين والفوسفور أساسية للحياة، فيما تؤدي عناصر أخرى مثل الحديد والكالسيوم والبوتاسيوم والصوديوم أدواراً داعمة مهمة. أما الليثيوم، فقد بدا طويلاً وكأنه ينتمي إلى فئة ثالثة من العناصر - مثل التيتانيوم أو الراديوم - لا مكان لها في الجسم البشري.

لكن منذ اكتشافه عام 1817، بدأ الليثيوم يُجرَّب لعلاج حالات مختلفة، من "التوتر العصبي" إلى الاكتئاب. بل إن إحدى الوصفات المبكرة لمشروب "7 أب" كانت تحتوي على الليثيوم، ما يفسر أحد أصول الاسم. إلا أن الجرعات كانت عالية وسامة، ومع الوقت أُزيل العنصر من تركيب المشروب.

وفي عام 1949، نجح الطبيب الأسترالي جون كيد في استخدام الليثيوم لعلاج مرضى الاضطراب ثنائي القطب، قبل أن توافق الولايات المتحدة على اعتماده عام 1970. ومنذ ذلك الحين، أصبح "المعيار الذهبي" لعلاجات استقرار المزاج، رغم أن العلماء لم يتمكنوا من تفسير آلية عمله بشكل كامل. وكما يقول الطبيب النفسي توماش هاجيك من جامعة دالهوزي في كندا: "الأدوية قد تنجح قبل أن نفهم كيف تعمل".

Related العلماء يحذّرون: معايير فيتامين B12 الحالية قد تكون غير كافية لحماية الدماغالإنفلونزا الموسمية تثير القلق في أميركا..تسجيل عشرات حالات الخلل الدماغي الحاد بين الأطفال المصابيندراسة تكشف: قلة النوم تسرّع شيخوخة الدماغ وتؤثر على وظائفه الإدراكية دلائل على حماية الدماغ

الجرعات العلاجية من الليثيوم عادة ما تكون مرتفعة وتُعطى في صورة كربونات الليثيوم، مع متابعة دقيقة لتأثيرها على الكلى والغدة الدرقية. لكن المؤشرات الأولى على أن له خصائص واقية للأعصاب جاءت من ملاحظة مرضى الاضطراب ثنائي القطب. هؤلاء أكثر عرضة بثلاثة أضعاف للتدهور المعرفي مع التقدم في العمر. غير أن دراسة سويسرية عام 2007 وجدت أن المرضى الذين عولجوا بالليثيوم سجلوا معدلات إصابة بالخرف وألزهايمر مساوية لعامة السكان، على عكس من لم يتلقوا العلاج.

وفي 2012، أظهرت فحوص دماغية أجراها هاجيك أن مرضى عولجوا بالليثيوم احتفظوا بأحجام طبيعية في منطقة الحُصين (الهيبوكامبوس) المسؤولة عن الذاكرة، رغم تاريخ طويل من المرض. وحتى الكميات الضئيلة من الليثيوم الموجودة طبيعياً في مياه الشرب ارتبطت بانخفاض معدلات الانتحار والتراجع المعرفي في بعض المجتمعات.

الرابط مع ألزهايمر

مصادفةً، كان مختبر بروس يانكر في كلية الطب بجامعة هارفرد يستخدم الليثيوم في أبحاث عن مرض ألزهايمر، عبر تفعيل مسار إشارات عصبية يُعرف باسم "wnt". ولاحظ الباحثون أن الجرعات العالية من الليثيوم في النماذج الحيوانية تعكس معظم الأعراض المرضية. هذا قادهم إلى التساؤل: هل الليثيوم نفسه جزء من الآلية المسببة للمرض؟

عند فحص أدمغة متوفين، وُجدت مستويات أساسية من الليثيوم في الأنسجة الطبيعية، لكنها كانت أقل بكثير لدى من عانوا من ضعف إدراكي أو ألزهايمر. كما تبيّن أن الليثيوم يرتبط ببروتين "أميلويد بيتا" المكوّن للويحات الدماغية الشهيرة في المرض، وكأن هذه التراكمات تمتص مخزون الدماغ من الليثيوم.

تجارب على الفئران التي حُرمت من الليثيوم بنسبة 90% أظهرت زيادة كبيرة في اللويحات وتشابكات بروتين "تاو"، إضافة إلى تراجع في الذاكرة. لكن عند إعادة الليثيوم بجرعات منخفضة (ليثيوم أوروتات)، توقفت التراكمات واستعادت الفئران قدراتها المعرفية.

آلية محتملة

الليثيوم، بصفته ذرة صغيرة ونشطة كيميائياً، يؤثر في مسارات معقدة. أحد التفسيرات يكمن في دوره بتثبيط إنزيم "GSK-3β" الذي يساهم في تشابكات بروتين "تاو" المميزة لألزهايمر. كما أن تعطيله يفعّل عملية "الالتهام الذاتي" (autophagy) التي تسمح للخلايا بالتخلص من مخلفاتها. عند تفعيل هذه العملية مجدداً في الفئران، اختفت ترسبات البروتينات وتحسنت الوظائف المعرفية.

الخطوة المقبلة: التجارب السريرية

رغم النتائج الواعدة، ما زال الطريق طويلاً قبل اعتماد الليثيوم وقائياً للبشر. في تشيلي، يعمل الطبيب النفسي باول فورينغير على تجربة سريرية لإعطاء جرعات منخفضة (50 ملغ) لكبار السن المصابين باضطرابات مزاجية عالية الخطورة، على مدى خمس سنوات، لمعرفة ما إذا كان يمكن منع التدهور المعرفي. إلا أن التمويل يظل عقبة، إذ لا يمثل الليثيوم دواءً احتكارياً مربحاً للشركات الكبرى، بل مادة طبيعية زهيدة الثمن.

يانكر من جانبه يخطط لدراسات إضافية باستخدام "ليثيوم أوروتات". ويشير إلى أن ما يقوم به الليثيوم في الدماغ قد يكون متعدد الأوجه، من التأثير على بروتينات "أميلويد" و"تاو"، إلى دوره المباشر في كهربية الدماغ. ويضيف: "ربما استغلّت الطبيعة هذه الخصائص قبل أن نستخدمها نحن في بطارياتنا".

بين الأمل والحذر

يبقى كثير من الأسئلة دون إجابة. لكن الأطباء يرون أن الجدوى العملية قد تسبق الفهم الكامل. يقول فورينغير: "لن أنتظر الصورة الكاملة كي أبدأ العلاج. إذا كنا نعطي هذا للمرضى ونرى تحسناً، فلنستمر".

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

مقالات مشابهة

  • خلع ضرس العقل يعزز حاسة التذوق.. دراسة تكشف تأثيرًا غير متوقع
  • مشروبات تزيد من خطر الإصابة بمرض شائع بالكبد بنسبة 60 %
  • علبة واحدة فقط.. هذا ما تفعله المشروبات الغازية في كبدك
  • حافظ على ذاكرتك.. طرق طبيعية لتقويتها وتنشيطها يوميًا
  • 15 وفاة و200 إصابة في موريتانيا بمرض الدفتيريا.. ما هو؟
  • 6 نصائح لتنشيط الذاكرة.. عادات يوصي بها علماء الأعصاب لتقوية التركيز
  • يعلن عبدالله عبدالقوي المخلافي عن فقدان سجل وكالة
  • يعلن عادل أحمد ناصر رزام عن فقدان شهادة ملكية أسهم يمن موبايل
  • يعلن عبدالحافظ محمد فرحان عن فقدان سجل تجاري
  • الليثيوم ودوره الغامض في الدماغ.. هل يمكن أن يقي من ألزهايمر؟