الصلاة الوسطى.. الدليل على قوة إيمانك وتعظيم شعائر الله
تاريخ النشر: 8th, September 2025 GMT
صلاة الوسطى، من المشهور أنها صلاة العصر في الفروض الإسلامية الخمس في ديننا الحنيف، وقد أولتها الشريعة الإسلامية مكانة خاصة لما لها من أثرٍ عظيم في حفظ الدين وربط المسلم بربّه في وقتٍ تنشغل فيه النفوس بمشاغل الحياة اليومية، وقد جاء النصّ النبوي الصريح في بيان خطورة التفريط فيها، حيث قال النبي ﷺ:«من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله» (رواه البخاري).
وقت صلاة العصر وأهميتها في اليوم
بحسب ما ورد في كتب الفقه وتفسير العلماء، يبدأ وقت صلاة العصر عند بلوغ ظل الشيء مثله بعد الزوال (أي بعد منتصف النهار) ويمتد حتى غروب الشمس، غير أن الأفضل للمسلم أن يؤديها في أول وقتها قبل اصفرار الشمس، اقتداءً بفعل النبي ﷺ وأصحابه.
وقد وصف القرآن الكريم صلاة العصر بأنها من «الصلاة الوسطى» التي أمر الله تعالى بالمحافظة عليها، فقال:﴿حَافِظُوا عَلَى الصَّلَوَاتِ وَالصَّلَاةِ الْوُسْطَى وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ﴾ [البقرة: 238].
ويرى جمهور المفسرين أن المقصود بـ«الصلاة الوسطى» هو صلاة العصر، لِما لها من منزلة عظيمة في حفظ الإنسان لدينه، حيث تأتي في منتصف اليوم بين صلاتي الظهر والمغرب، وقت الانشغال بالعمل والتجارة، فيُبتلى المسلم فيها على صدق إيمانه.
فضائلها وأثرها على حياة المسلم
تشير دار الإفتاء المصرية في فتاواها إلى أن المحافظة على صلاة العصر تُعدّ علامة على قوة الإيمان، ودليلًا على تعظيم شعائر الله، لما ورد في الحديث:«مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ» (متفق عليه)، والمقصود بالبردين: الفجر والعصر.
كما جاء في حديث آخر: «من فاتته صلاة العصر فكأنما وُتِرَ أهلُهُ ومالُه» (رواه البخاري ومسلم). أي أن من فرّط في هذه الصلاة فكأنه خسر كل ما يملك، دلالة على عِظم مكانتها وخطورة إضاعتها.
إضافة إلى الثواب الأخروي، فإن لصلاة العصر أثرًا نفسيًا وروحيًا في حياة المسلم؛ فهي تجدد العهد مع الله في وقت التعب والانشغال، وتبعث في القلب سكينة وطمأنينة، كما تساعد على التوازن بين متطلبات الدنيا والآخرة.
دعوة للالتزام بالمحافظة على الصلاة الوسطى
مع انشغال الناس اليوم بوتيرة الحياة السريعة وضغوط العمل، تؤكد الهيئات الدينية وعلى رأسها الأزهر الشريف ودار الإفتاء المصرية على أهمية أن تكون صلاة العصر خطًا أحمر في حياة المسلم. فهي ليست مجرّد فريضة عابرة، بل مقياس حقيقي لمدى صدق العبد في طاعته، ووسيلة لحماية الإنسان من الانغماس في الدنيا على حساب آخرته.
وتدعو المؤسسات الدينية كافة المسلمين إلى تنظيم أوقاتهم اليومية بحيث يُعطى وقت الصلاة حقه، وتخصيص بضع دقائق من منتصف اليوم لأداء هذه الفريضة العظيمة، لما تحمله من معانٍ روحية وأبعاد تربوية تعين المسلم على الاستمرار في عمله بطمأنينة ورضا.
تبقى صلاة العصر عنوانًا لليقظة القلبية في خضم الحياة اليومية، فهي تذكير للمؤمن أن قلبه مرتبط بخالقه في كل وقت، لا يلهيه عمل ولا يشتته انشغال. وقد ربط النبي ﷺ بينها وبين قبول الأعمال ودخول الجنة، مما يوضح قيمتها الكبرى.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: صلاة العصر الصلاة الصلاة الوسطى صلاة العصر صلاة الوسطى الوسطي الصلاة الوسطى صلاة الوسطى صلاة العصر
إقرأ أيضاً:
هل يجوز الصلاة بأهل بيتي جالسا؟ .. أمين الفتوى يجيب
أوضح الشيخ أحمد ممدوح، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن العلماء اختلفوا في حكم الصلاة خلف إمام يصلي جالسًا، مبينًا أن مذهب الشافعية أجاز ذلك في حال كان جلوس الإمام لعذر، وهو الرأي الذي تعمل به دار الإفتاء المصرية.
وأكد أن المأمومين يجب أن يصلوا قيامًا لأن القيام فرض لا يسقط إلا بالعجز، موضحًا أن إمامة الجالس جائزة، لكن من الأفضل إذا وُجد شخص يستطيع القيام أن يتولى الإمامة خروجًا من الخلاف.
وفي مسألة أخرى، تلقى الشيخ أحمد ممدوح سؤالًا من طفل صغير عبر بث مباشر لدار الإفتاء، قال فيه: "أنا عايز أصلي بأبويا وأمي وأنا حافظ كذا سورة من القرآن وبابا مش موافق، أعمل إيه؟"، فأجاب ممدوح موضحًا أن الإسلام يقر مفهوم "الصبي المميز"، وهو الطفل الذي لم يبلغ بعد لكنه قادر على الوضوء وإدارة شؤونه ومعرفة أركان الصلاة، فإذا صحت صلاته لنفسه صحت لغيره.
وأشار إلى أنه يجوز للأب أن يُقدّم ابنه الصغير للإمامة حتى يعتاد الصلاة ويحبها، بشرط أن يكون قادرًا على أدائها على وجهها الصحيح، أما إن لم يكن متمكنًا من الصلاة، فيجوز أن يقف والداه خلفه دون الاقتداء به، من باب التدريب والتشجيع.
أما عن حكم إمامة المرأة لزوجها في الصلاة، فقد أوضح الشيخ علي فخر، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال بث مباشر عبر صفحة الدار على فيسبوك، أن ذلك غير جائز سواء في صلاة الفرض أو النفل. وقال إن صلاة الرجل خلف المرأة لا تصح بإجماع العلماء، حتى وإن كانت المرأة أحفظ لكتاب الله أو كان الزوج كبير السن.
وأضاف فخر أن الإمام النووي ذكر في كتابه المجموع أن الأئمة اتفقوا على عدم جواز صلاة الرجل أو الصبي خلف امرأة، سواء في الفرائض أو النوافل، وهذا هو مذهب جمهور العلماء من السلف والخلف، ومنهم الأئمة مالك وأبو حنيفة وسفيان وأحمد وداود.
واختتم أمين الفتوى تصريحه بالتأكيد على أن المرأة التي ترغب في الخير يمكنها أن تعلم زوجها القرآن وتفقّهه في الدين، لكن لا تؤمه في الصلاة، لأن الإمامة في الإسلام موكولة للرجال دون النساء.