اتحاد المستثمرين الأفروآسيوي: مصر مؤهلة لتصبح الواجهة العالمية الأكثر جذبًا للاستثمارات الاجنبية
تاريخ النشر: 10th, September 2025 GMT
ثمّن المهندس محمد ثروت، أمين عام الاتحاد العام للمستثمرين الأفروآسيوي، مشروع "مراسي البحر الأحمر"، مؤكدًا أن المشروع يُمثل نقلة نوعية في استراتيجية التنمية والتعاون الاقتصادي المشترك بين القارتين.
وأضاف "ثروت"، أن صفقة مراسي البحر الأحمر تُمثل رسالة مباشرة للمستثمرين الأجانب مفادها أن مصر مؤهلة لتصبح الأكثر جذبًا للاستثمارات الأجنبية المباشرة، حيث تُمثل ثاني أكبر الصفقات الاستثمارية بعد رأس الحكمة بقيمة 900 مليار جنيه، وتستهدف تحويل منطقة البحر الأحمر إلى وجهة سياحية عالمية المستوى.
وشدد على أن هذه الصفقة ليست مجرد بيع أو شراء أراضٍ، بل هي استثمار في مستقبل السياحة المصرية والتطوير العقاري، وتأكيد على قدرة الدولة على تعزيز مكانتها الاستثمارية، بعد أن أنفقت استثمارات ضخمة في قطاعات البنية التحتية والمشروعات القومية الكبرى التي بدأت تؤتي ثمارًا حقيقية، موضحًا أن تأثير المشروع سيمتد ليشمل قطاعات حيوية أخرى مثل المطارات "مطار الغردقة"، والموانئ "ميناء سفاجا"، والخدمات اللوجستية والزراعية، وهذا التكامل يضمن نموًا اقتصاديًا شاملًا وليس فقط محصورًا في قطاع السياحة والتطوير العقاري.
وأشار إلى أن نجاح مشروع "مراسي الساحل الشمالي" في جذب ملايين الزوار يضع "مراسي البحر الأحمر" تُعزز مكانة مصر السياحية على خريطة السياحة العالمية، ويجذب فئات جديدة من السياح الباحثين عن الفخامة والضيافة الراقية، مؤكدًا أن هذا المشروع يُعتبر خطوة نحو التنمية المستدامة لمنطقة البحر الأحمر، حيث لا يقتصر على بناء المنتجعات الفاخرة، بل يهدف إلى إقامة مجتمع متكامل يمزج بين الحياة الراقية والبيئة الطبيعية الساحرة، والتوقيت الزمني المُحدد 4 سنوات يعكس جدية الأطراف في الإنجاز.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: مراسي البحر الأحمر الاقتصادي صفقة مراسي البحر الأحمر مصر رأس الحكمة منطقة البحر الأحمر البحر الأحمر
إقرأ أيضاً:
من أيزنهاور إلى ترومان.. اليمن يُنهي زمن التفوق البحري الأمريكي
يمانيون |
لم يكن البحر الأحمر يومًا بعيدًا عن صراعات النفوذ بين القوى الكبرى، غير أن اليمن، الذي طالما كان يُنظر إليه كدولة مطلة بلا تأثير استراتيجي مباشر، قلب هذه المعادلة رأسًا على عقب.
فمع تصاعد موجة الإسناد العسكري للقضية الفلسطينية عقب طوفان الأقصى، انتقلت المعركة إلى الممرات البحرية، ليعيد اليمن تعريف موازين السيطرة والردع في المنطقة.
على مدى عقود، ظل البحر الأحمر تحت الهيمنة الأمريكية والغربية، من أيزنهاور إلى ترومان، وكانت حاملات الطائرات الأمريكية ترسم حدود النفوذ وتتحكم بخطوط الملاحة العالمية.
إلا أن التطورات التي شهدها عام 2024 شكلت نقطة تحول فارقة، إذ أثبت اليمن أنه لم يعد مجرد متفرج في معادلة البحر، بل أصبح قوة قادرة على كسر احتكار واشنطن للممرات الحيوية.
فقد نفذت القوات المسلحة اليمنية خلال شهري مايو ويونيو من العام ذاته ثلاث عمليات نوعية أربكت البحرية الأمريكية وأجبرتها على إعادة تموضع قواتها في البحر الأحمر.
حاملة الطائرات “إبراهام لينكولن” التي كانت تعتبر رمزًا للتفوق الأمريكي، اضطرت إلى الانسحاب في 12 نوفمبر 2024 بعد فشل محاولاتها في المناورة على مسافات آمنة.
أما حاملة “روزفلت” فظهرت كمراقبٍ مترددٍ في خوض المواجهة، في حين تحولت “ترومان” إلى محور العمليات اليمنية التي طالتها بأكثر من 22 استهدافًا دقيقًا خلال أقل من ستة أشهر، وهو رقم غير مسبوق في تاريخ البحرية الأمريكية.
وعندما حاولت “فينسون” التقدم لتخفيف الضغط عن الأسطول، تلقت ضربة وصفتها تقارير البنتاغون بأنها من “أكثر العمليات إيلامًا في سجل البحرية الأمريكية”.
هذه الهجمات أعادت تشكيل معادلة الردع في البحر الأحمر، حيث أصبح الوجود الأمريكي عبئًا استراتيجيًا أكثر من كونه عامل قوة، بعدما أثبتت الصواريخ والطائرات المسيّرة اليمنية أنها قادرة على تجاوز كل طبقات الدفاع البحري الأمريكي، من الرادارات إلى الأقمار الصناعية.
ومع تصاعد الضربات، وجدت واشنطن نفسها مضطرة لطلب وساطة عمانية لتجنب التصعيد، في وقتٍ خرج فيه ترامب بتصريحٍ لافتٍ اعترف فيه بعجز بلاده عن “كبح القدرات اليمنية”، واصفًا المقاتلين اليمنيين بـ “الأشد صلابة وشجاعة في مواجهة النيران”.
هذا الاعتراف لم يكن مجرد توصيفٍ لحالة آنية، بل إقرارٌ صريح بأن زمن الهيمنة الأمريكية المطلقة على البحار قد انتهى، وأن اليمن بات يملك من القدرات ما يؤهله لتغيير قواعد الاشتباك الإقليمي، ليس فقط دفاعًا عن حدوده وسيادته، بل نصرةً لفلسطين ومساندةً لجبهات المقاومة.
وهكذا، من حقبة أيزنهاور التي دشنت الوجود الأمريكي في البحر الأحمر، إلى زمن ترومان الذي شهد نهايته الرمزية على يد العمليات اليمنية، يمكن القول إن القرن الجديد يشهد ولادة قوة بحرية يمنية مستقلة، استطاعت أن تحوّل البحر من ممر خاضع إلى ساحة ردع مفتوحة باسم الأمة والمقاومة.
لقد ولّى زمن الغطرسة البحرية الأمريكية، وحضر اليمن بثباته وعملياته النوعية، ليؤكد أن السيادة تُصنع بالإرادة لا بالأساطيل، وأن الردع لا يقاس بعدد حاملات الطائرات بل بقدرة الشعوب على الصمود والابتكار والمواجهة.