أداة ذكاء اصطناعي تمنح العلماء فهماً أعمق لجهاز المناعة
تاريخ النشر: 10th, October 2025 GMT
طوّر علماء من جامعة طوكيو اليابانية، بالتعاون مع باحثين من جامعات أخرى، أداة ذكاء اصطناعي جديدة تتيح تحليلاً أسرع وأكثر دقة لخلايا الجهاز المناعي البشري، مع القدرة على اكتشاف أنماط خلوية وجينية جديدة لم تُرصد من قبل.
- اقرأ أيضاً: ضمادة بالذكاء الاصطناعي تسرّع التئام الجروح
منظومة معقدة
يُعد الجهاز المناعي عنصراً أساسياً للحياة، إذ يصعب تخيّل كائنات حية معقدة من دونه.
ورغم كفاءته العالية، فإنه ليس مثالياً؛ فالأمراض مثل متلازمة نقص المناعة المكتسبة "الإيدز" توضح محدوديته، كما أبرزت جائحة كورونا أهمية دراسة هذا النظام المعقد والقوي في آن واحد.
- طالع أيضاً: الذكاء الاصطناعي يساعد المصابين بالشلل على استعادة الحركة
تحليل أسرع وأكثر دقة
وفقاً لنتائج البحث المنشورة في مجلة Briefings in Bioinformatics، تعتمد الأداة، التي تحمل اسم "scHDeepInsight"، على خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحديد الخلايا المناعية من خلال تحليل الحمض النووي الريبي "RNA" للخلايا.
وتحوّل الأداة البيانات الجينية إلى صور ثنائية الأبعاد، ما يسمح للنظام بالتعرف على العلاقات المعقدة بين الجينات بصورة تتجاوز قدرة التحليل اليدوي أو الأدوات التقليدية.
وقال الباحث شانغرو جيا من جامعة طوكيو إن النموذج الجديد قادر على تصنيف نحو 10 آلاف خلية خلال دقائق، مقارنة بساعات أو أيام عند استخدام الطرق اليدوية، مشيراً إلى أن النظام يعكس البنية الهرمية الطبيعية للجهاز المناعي ويقدّم تصنيفات أكثر اتساقاً ودقة.
- تصفح أيضاً: الذكاء الاصطناعي يسلّح جهاز المناعة بـ"صواريخ" لمهاجمة الخلايا السرطانية
هيكل ذكي
يتميّز النظام بثلاث آليات رئيسة: التعلّم الهرمي الذي يحاكي "شجرة العائلة" الخاصة بالخلايا المناعية، والتمثيل الصوري الذي يحوّل البيانات إلى صور تساعد على كشف الروابط الدقيقة بين الجينات، والتحليل التفسيري الذي يحدّد الجينات الأكثر تأثيراً في سلوك الخلية.
وأوضح جيا أن الفريق واجه تحدياً في موازنة الأداء بين الأنواع الرئيسة والتفرعات الدقيقة، خاصة الأنواع النادرة، وتم تجاوز ذلك بتعديل عملية التدريب لزيادة دقة التمييز دون فقدان التفاصيل الصغيرة.
- انظر أيضاً: ابتكار أداة ذكاء اصطناعي لعلاج أحد أخطر أمراض العيون
أداة واعدة
يُعد النظام في مرحلته الحالية أداة بحثية وليس نظاماً تشخيصياً طبياً، إذ جرى تدريبه على خلايا سليمة فقط. ومع ذلك، يمكن استخدامه لمقارنة عينات المرضى بالخلايا السليمة لتحديد الانحرافات المرتبطة بالأمراض.
وأكد الباحثون أن هذه التقنية ستدعم الأبحاث في مجالات مثل مناعة السرطان والأمراض المناعية الذاتية، عبر توفير قاعدة بيانات دقيقة للخلايا المناعية السليمة يمكن اعتمادها كمرجع للمقارنة.
- اطلع أيضاً: نظارات بالذكاء الاصطناعي تمنح ضعاف السمع قدرات خارقة
تطبيقات أوسع
يعمل الفريق على تطوير الأداة لتشمل مجالات بيولوجية أوسع، بهدف اعتمادها مستقبلاً كأداة مساعدة في البحوث السريرية.
كما أظهرت التجارب أن النموذج قد يتمكن من رصد أنواع خلوية جديدة عند انخفاض الثقة في التصنيف الحالي، ما يفتح الباب أمام اكتشافات غير مسبوقة.
وأشار الباحث جيا إلى أن نماذج الذكاء الاصطناعي تعكس جودة البيانات التي تُدرَّب عليها، مؤكداً ضرورة التحقق التجريبي من النتائج لضمان الدقة والشفافية في الاستخدام العلمي.
أمجد الأمين (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: أدوات الذكاء الاصطناعي الجهاز المناعي أمراض المناعة المناعة الخلايا المناعية الذكاء الاصطناعي جهاز المناعة الذکاء الاصطناعی ذکاء اصطناعی
إقرأ أيضاً:
حكماء المسلمين في إندونيسيا ينظِّم ندوة وطنيَّة لمناقشة سبل تعزيز الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي
نظَّم مكتب مجلس حكماء المسلمين في إندونيسيا ندوة وطنية بعنوان «حين يلتقي العلماء بالخوارزميات»، وذلك بالتعاون مع جامعة سونان كاليجوغا الإسلامية الحكومية بيوجياكرتا، وذلك بمشاركة نخبة من العلماء وقادة الفكر، في مقدمتهم الدكتور محمد قُريش شهاب، عضو مجلس حكماء المسلمين؛ والدكتور أمين عبد الله، أستاذ الدراسات الإسلامية بجامعة سونان كاليجاغا، والدكتةر نورهايدي حسن، رئيس الجامعة، والدكتور محمد زين المجد، عضو المكتب التنفيذي للمجلس؛ والدكتور مرداني ريساتياوان، خبير الذكاء الاصطناعي من جامعة جاجاه مادا، وشَهِدَت الندوة حضور ما لا يقل عن 700 مشارك من الأكاديميين والباحثين وطلبة الدراسات العليا.
مجلس حكماء المسلمين يحتفي بالمرأة ضمن فعاليات معرض العراق الدولي للكتاب 2025 "الأمَّة بين وحدة المقاصد وأدب الاختلاف".. ندوة بجناح حكماء المسلمين بمعرض العراق الدولي للكتابوفي كلمته الافتتاحية، أكَّد الدكتور مخلص محمد حنفي، مدير مكتب المجلس في إندونيسيا، أنَّ التطورات المتسارعة في مجال الذكاء الاصطناعي تفرض أسئلة جوهريَّة حول مستقبل الخطاب الديني وأشكال المرجعية، مؤكدًا أنَّ «الآلة قد تُحسن محاكاة المعرفة، لكنَّها لا تستطيع إنتاج الحكمة»، مشيرًا إلى أنَّ أهمية الندوة تكمُنُ في البحث عن السبل التي تضمن حضورًا رشيدًا للدين في عصر تتنامى فيه سلطة الخوارزميَّات، وأنَّ المجلس ينظر إلى الذكاء الاصطناعي باعتباره ملفًا قيميًّا وأخلاقيًّا، لا تقنيًا فحسب؛ وأنَّ التحدي الأكبر هو حماية الكرامة الإنسانية وضمان بقاء التقنية في إطار الضوابط الأخلاقية.
وطرح الدكتور محمد قريش شهاب قراءةً منهجيَّةً للعلاقة بين الفقه الإسلامي والذكاء الاصطناعي، مؤكدًا أنَّ التعامل مع الظواهر المستجدة ينبغي أن يجمع بين «النظر الجديد» و«القيم الموروثة الراسخة»، وأنَّ قبول المعلومة -أيًّا كان مصدرها- يجب أن يخضع لمعايير العدالة والضبط كما استقر في علم الحديث، منوِّهًا بأهمية الذكاء الروحي والذكاء الأخلاقي في ترشيد اتخاذ القرار، مع التَّذكير بأن الفتاوى في التراث تتغير بتغيُّر أحوال السائلين وظروفهم، وهو ما لا تستطيع الخوارزميات إدراكه.
من جانبه، أكَّد الدكتور محمد زين المجد أنَّ الذكاء الاصطناعي لا يشكل تهديدًا لجوهر الدين ولا لوظيفة الإنسان كخليفة، لكنَّه قد يربك منظومات السلطة الدينية. وأشار إلى أنَّ القلق من «تفوق الخوارزميات» يجب أن يُجابَه بالوعيِ بأن الإنسان يملك ما لا تملكه الآلة: الحكمة، والبصيرة، والروح. كما ذكَّر بأنَّ التاريخ الإسلامي شهد مرارًا صدمات حضارية عميقة، ومع ذلك ظلَّ العلماء قادرين على الحفاظ على ثوابتهم دون الانغلاق أمام المعارف الجديدة.
وسلط الدكتور أمين عبد الله الضَّوء على التحولات الكبرى في أنماط استهلاك المعرفة الدينية؛ حيث بات الذكاء الاصطناعي والفضاء الرقمي يصنعان «تجزئة في السلطات الدينيَّة» ويعيدان تشكيل الجمهور، محذِّرًا من تراجع القراءة الجادَّة لدى الشباب، ومن تصاعد ظاهرة «تسليع الدين» في المنصات الرقمية، داعيًا المؤسسات الأكاديمية الدينية إلى تطوير مناهجها وإستراتيجياتها لمواجهة هذا الواقع.
واستعرض رئيس جامعة سونان كاليجاغا، الدكتور نورهايدي حسن، آثار الإعلام الرقمي على البنية الدينية، مشيرًا إلى أن تشتت السلطات الدينيَّة قد يُفهم أحيانًا كمساحة لدمقرطة المعرفة، لافتًا إلى أنَّ التحدي الحقيقي أمام العلماء يكمن في فَهْمِ الجمهور الجديد الذي يبحث عن «إسلام جاهز للاستخدام» وليس منظومات معرفية مطولة، مؤكدًا ضرورة إلمام العلماء بـ«لغة الخوارزميات» ومبادئها: الارتباط بالجمهور، التخصيص، الحضور الرقمي، وملاءمة المحتوى.
وقدَّم الدكتور مرداني ريساتياوان رؤية نقدية لتعريف الذكاء الاصطناعي، مشددًا على ضرورة النظر إليه كأداة صنعها الإنسان بكل ما تحمله من محدوديَّات. وأوضح أن قوة الذكاء الاصطناعي تكمن في قدرته على «توليد بصيرة» من بيانات ضخمة يزوِّده بها المستخدمون عبر المنصات الرقمية، مشيرًا إلى عدد من المبادرات العالمية لرقمنة التراث التفسيري للأديان، مؤكدًا أهمية مشاركة الجامعات الدينية في هذه الجهود من خلال الرقمنة، والتحكيم، والتوجيه القيمي للبيانات المستخدمة.
وتأتي هذه الندوة في إطار جهود مجلس حكماء المسلمين لتأكيد أهمية الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي، وضمان توجيه هذه التقنيات الحديثة لخدمة الإنسان وتعزيز قيم الحوار والتعايش والسلام، بما ينسجم مع رسالة المجلس في ترسيخ الحكمة وبناء الوعي في المجتمعات.