خلال سنوات المواجهة ضد العدوان على اليمن، سواء كان داخليًا أو خارجيًا، سجل الغماري إنجازات ميدانية وتكتيكية غير مسبوقة، جعلت منه ركنًا لا يمكن تجاوزه في كل ساحة.

فقد بدأت مسيرة الشهيد اللواء الغماري منذ الحرب العدوانية على صعدة، مرورا بمراحل الحرب السعودية على اليمن، ووصولًا إلى التصدي للتدخل أمريكي وبريطاني مباشر، وكذلك التصدي للعدوان الصهيوني على اليمن.

كان الغماري فارسًا من فرسان اليمن، قادرًا على مواجهة التحديات في مختلف التضاريس: الجبال، الهضاب، السواحل، والصحاري، مظهرًا قدرة كبيرة على التخطيط وإدارة المعارك بكفاءة عالية.

لم يقتصر دور الغماري على قيادة العمليات العسكرية فحسب، بل امتد إلى تطوير وسائل المواجهة العسكرية برا وبحرا وجوا، وتعزيز الإنتاج المحلي لتلبية احتياجات الجيش في ظل الحصار، تحت قيادته أصبح الجيش اليمني قوة وطنية قوية، قادرة على حماية الأرض والشعب رغم أصعب الظروف.

تميز اللواء الغماري بالوعي القرآني والمعرفة العسكرية المتراكمة، وهو ما أهله لقيادة عمليات معقدة في عمق أراضي العدو، حيث ألحق هزائم مؤثرة بالقوى المعتدية، بما في ذلك البحرية الأمريكية، دفاعًا عن اليمن وعن شعوب الأمة العربية والإسلامية.

لقد أظهر الغماري قدرة على تطبيق معادلة الردع التي أجبرت المعتدين على احترام حدود اليمن وسيادته، وكان له دور بارز في صياغة استراتيجية المواجهة الحديثة التي لا تعتمد على القوة فقط، بل على التخطيط الذكي والوعي التكتيكي.

استشهاد اللواء الغماري لم يكن نهاية مسيرته، بل استمراره في الإرث العسكري والوطنية من خلال الأجيال القادمة.

لقد غرس في الجيش والشعب روح الإيمان والصمود، ووضع نموذجًا للقائد الذي يجمع بين الوطنية والشجاعة والالتزام الديني.

إن مسيرته تمثل منهجية ثابتة لا تنتهي باستشهاد القائد، بل تنتقل للأجيال لتكمل الطريق، قافلة الرجال الشجعان الذين يواصلون دربه بروح إيمانية وجهادية.

اللواء الشهيد محمد عبد الكريم الغماري ترك إرثًا لا يموت: قائد عرف كيف يحمي وطنه ويصنع الانتصارات في أصعب الظروف، رجلٌ جعل الجيش اليمني قوة حقيقية، وألهم الأجيال بمثال الشجاعة والصمود والإيمان، ذكراه باقية، وبصمته مستمرة في كل معركة وفي كل خطوة للدفاع عن الوطن.

المسيرة

المصدر: ٢٦ سبتمبر نت

كلمات دلالية: اللواء الغماری

إقرأ أيضاً:

حميميم وطرطوس.. البصمة العسكرية الروسية في سوريا

وافتتحت موسكو قاعدة طرطوس البحرية عام 1971، ووقّعت اتفاقية عام 2017 تمنحها حق البقاء 49 عاما قابلة للتمديد تلقائيا.

وتضم سوريا 105 موقعا عسكريا روسيا، أبرزها قاعدة حميميم الجوية بمساحة 3 ملايين متر مربع، تحوي 35 طائرة حربية ومنظومة صواريخ إس-400.

كما تمثل طرطوس منطقة الانتشار الروسية الوحيدة بالمتوسط لمراقبة نشاط الناتو، بينما تستضيف القامشلي خبراء روس ومحطات تنصت.

تقرير: وليد العطار

 

Published On 16/10/202516/10/2025|آخر تحديث: 00:04 (توقيت مكة)آخر تحديث: 00:04 (توقيت مكة)انقر هنا للمشاركة على وسائل التواصل الاجتماعيshare2

شارِكْ

facebooktwitterwhatsappcopylink

حفظ

مقالات مشابهة

  • اللواء المداني: استشهاد الغماري يزيد اليمن قوة وصلابة في مواجهة الأعداء
  • وزير الدفاع: الشهيد الغماري قام بمسؤولياته الجهادية على أكمل وجه
  • رابطة علماء اليمن: الشهيد الغماري جسّد الثقافة القرآنية وأذلّ حاملات طائرات العدوان
  • السامعي: الشهيد الغماري أفنى حياته مدافعًا عن اليمن المستقل ومناصرة قضايا الأمة
  • الحزب القومي: الشهيد الغماري جسّد في مواقفه وحدة الجبهة لمواجهة قوى العدوان والاستكبار
  • الفصائل الفلسطينية تنعى اللواء الغماري: دماء اليمن وفلسطين تمتزج في معركة المصير الواحد
  • رابطة علماء اليمن تعزي في استشهاد اللواء الغماري ورفاقه
  • رابطة علماء اليمن تعزي في استشهاد اللواء محمد الغماري ورفاقه العظماء
  • حميميم وطرطوس.. البصمة العسكرية الروسية في سوريا