المشاجرات الجامعية .. نتيجة فشل في قولبة الشخصية
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
صراحة نيوز- بقلم / عوض ضيف الله الملاحمة
وطني الذي أكن له كل الحب ، وأراه عظيماً رغم ما يكتنف مسيرته من عثرات ، وعقبات ، ومحبطات ، و أحداث مُعيبة ، وهنّات تذهب بعظمته التي أتوهمها او استشعرها فيه .
أغضب ، وأشعر بالحرج عندما تحدث حوادث مسيئة ، تعكس ان بذور التخلف لا زالت تركن في بعض جنبات وطني الحبيب.
نلاحظ ان الجامعات الأردنية جميعها تسعى لتحقيق مرتبة متقدمة في أحد التصنيفات العالمية للجامعات . وأسفر هذا التسابق المحموم عن حصول بعض الجامعات الأردنية على تصنيف متقدم أثار تساؤلات حول مصداقيته ، وجديته ، وعدالته . وثارت تساؤلات عديدة حول إستحقاق تلك الجامعات لتلك المراتب.
قبل شهور حصلت الجامعة الأردنية على تصنيف متقدم ، حيث حصلت على المرتبة ( ٣٢٤ ) ، في قفزة هائلة أثارت شكوك أصحاب الإختصاص . وكانت النتيجة حصول لغط كبير ومثير وخطير ، خاصة ما جاء على لسان معالي وزير التربية والتعليم والتعليم العالي .
يا ليت ، لو ان الجامعات الأردنية عامة بدل ان ترهق كادرها ، وموازناتها ، وتضيع وقتها في الحصول على تقييم متقدم من جهات لا نعلم مستوى أدائها ونجهل مصداقيتها ، ان تركز على قولبة شخصيات طلبتها . ففي هذا خير عميم للجامعات خاصة وللوطن عامة .
يفترض ان يكون لكل جامعة إستراتيجية عليا تسعى لتحقيقها ، وتكون هي هدفها المعلن ، وغايتها التي تسعى لتحقيقها ، لتكون بذلك قد أدت الغاية والهدف من وجودها .
درست في جامعة بغداد خلال السنوات ( ١٩٧١ — ١٩٧٥ ) ، وأذكر أن إستراتيجية جامعة بغداد في ذلك الزمان كانت ، بما معناه :— ((نقولب شخصية الطالب ، ونزوده بمفاتيح العِلم )) . وهذا يعني باختصار : — ان جامعة بغداد تصقل شخصية الطالب ، ليكون بمستوى حمل درجتها العلمية ، وتهيئه ليكون شخصاً فاعلاً في مجتمعه ، ومؤثراً فيه ، وقدوة في سلوكه وتعاملاته وقيمه . كما يعني :— انه لا يمكن للجامعة ان تزودك بكل ما يتعلق بتخصصك ، لذلك هي تقدم لك مفاتيح العلم في تخصصك لتُبحِر فيه وتتميز .
منذ ثمانينات القرن الماضي ، حيث ما زال للأحزاب العقائدية وجوداً ، رغم تراجع وجودها عن عقود الخمسينات والستينات والسبعينات ، وهذا كان يُقلق الأردن الرسمي كثيراً . لذلك إقترح بعض السياسيين الأردنيين إتباع خطة تسطيح فكر الشباب ، وإلهائهم بتوافه وسفاسف الأمور ، حتى لا تجذبهم الأحزاب العقائدية التي كانوا يعتبرونها شراً مستطيراً ، وأمراً خطيراً على الوطن . وكان لهم ما أرادوا ونجحوا نجاحاً باهراً ، وبدأت إرهاصات ذلك النجاح بالتسعينات . حيث إنشغل الشباب في أمور تافهه . وبدأت المشاجرات العنيفة في الجامعات الأردنية ، وتبدى ان أسبابها : لماذا ( بتجح ) على إبنة عمي ، او حبيبتي ؟ ولماذا تشاجرت مع إبن عمي ؟ فيقوم كل طرف بتحشيد أقاربه ، وتبدأ المشاجرات.
المشاجرات الجامعية ، تعكس هشاشة النظام الجامعي ، والفراغ الفكري لدى الطلبة . كما يعكس فراغ المحتوى التخطيطي والإستراتيجي لدى القائمين على إدارة تلك الجامعات وكادرها التدريسي . هناك خِواء ، وإضمحلال ، ومحدودية تفكير ، وفراغ فكري ، وعدم إهتمام في التثقيف الشخصي . كما يبين عدم إهتمام الجامعات وكادرها التدريسي في قولبة شخصية الطالب في النشاطات غير المنهجية . لذلك يتخرج الطالب وهو يفتقر لأبسط الأمور في الفهم العام او الشعور العام او الفطرة السليمة ال ( Common Sense ) .
الطالب يفترض انه هو المُنتَجْ الجامعي الذي تسعى الجامعة الى تجويده . وتعمل الجامعة وانظمتها وكادرها ورئاستها لإخراج هذا المنتج للسوق بافضل وارقي المواصفات .
أما الحرم الجامعي وقدسيته ، فقد هُشِّم ، وإستُبيح ، بل يكاد لم يعد موجوداً ، واعتقد ان غالبية الطلبة لم يسمعوا به.
سأذكر لكم بعض الأحداث التي تدلل على قدسية الحرم الجامعي في جامعة بغداد في السبعينات من القرن الماضي ، وقد سبق لي ان ذكرتها ، لكن لتعميم الفائدة سأذكرها ثانية ، وبإختصار شديد جداً :— كان السيد / خير الله طلفاح ، محافظاً لمدينة بغداد . وكان رجلاً صلفاً ، ومتديناً متشدداً ، وهو خال نائب الرئيس آنذاك الشهيد الحي / صدام حسين . ووصلته معلومة ان طلبة الجامعات لا يراعون حرمة شهر رمضان المبارك في الحرم الجامعي . فأمر بتصيد الطلبة عند خروجهم من الحرم الجامعي اذا كان يأكل او يشرب شيئاً وهو يغادر الحرم الجامعي ، فيقبض عليه ويودع في السجن حتى يوم العيد ليتم الإفراج عنه .
كما ان الرئيس المهيب / احمد حسن البكر ، كان يواظب على زيارة كليات جامعة بغداد المتباعدة . حيث كان لا يُعلِم أحداً بزيارته ، ويرافقه مرافقه الشخصي فقط ، وكان يطلب من المرافق إرتداء الزي المدني ، لأنه لا يسمح لمن يرتدي زياً عسكرياً بدخول الحرم الجامعي . وكان يطلب من مرافقه الالتزام بتعليمات الحرس الجامعي بتسليم مسدسه للحرس الجامعي قبل الدخول ، تصوروا !؟
المشاجرة التي حدثت في الجامعة الأردنية يوم أمس ، واسفرت عن إصابة ( ٧ ) طلاب ، والقاء الأجهزة الأمنية على ( ٤٢ ) طالباً ، حدث مخجل ، ومعيب ليس للجامعة فقط ، بل لكافة الجامعات ، وللوطن ومواطنيه.
ويسرني ان أُقدم شكري الجزيل لأجهزتنا الأمنية انها لم تقتحم الحرم الجامعي ، بل إحترمته ، ولم تدخله ، رغم العنف الشديد الذي نتج عن المشاجرة ، وانتظرت الطلبة المتشاجرين عند البوابات والقت القبض عليهم . هذا تصرف حضاري يستحق الإشادة والإحترام .
أتمنى على كل مواطن أردني يتسلم أية مسؤولية في وطننا ان يتقي الله في هذا الوطن الذي كان عزيزاً وإنحدر بسبب سوء ونمطية أداء غالييتهم . والله ان الأردن يستحق منا جميعاً ، ومن كبار مسؤوليه تحديداً ان نعمل جاهدين للإرتقاء به ، لا الإنحدار به ، وان نتقي الله فيه ، وان نحرص ان يكون شامخاً عزيزاً ونعيد اليه ألقه ، وسمعته التي كانت عطراً ومِسكاً ، حيث كنا مثلاً يرتجى ، وقدوة تحتذى .
بغض النظر عن كل ما يتم عمله لتلميع الجامعات الأردنية ، فإنها فاشلة فشلاً ذريعاً ، وغير قادرة على قولبة منتجها — وهم الطلاب — ما دامت غير قادرة على صقل شخصيات طلبتها ، وتجويد منتجها ، والإرتقاء بهم حضارياً
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام الجامعات الأردنیة الحرم الجامعی جامعة بغداد
إقرأ أيضاً:
بركاتك يا شيخ العرب.. سيدة تلد فجأة داخل الساحة الأحمدية والإسعاف ينقلها لطوارىء طنطا الجامعي
شهدت الساحة الأحمدية بمحيط مسجد السيد البدوى بطنطا منذ قليل واقفة ولادة سيدة في العقد الثالث من عمرها عقب ظهور أعراض الطلق إثر حملها في الشهر التاسع أثناء زيارة مسجد شيخ العرب تزامنا مع مولده خلال الأيام الجارية.
وتعود أحداث الواقعة حينما تلقت غرفة عمليات طوارىء وإسعاف الغربية بورود بلاغ من أمام مسجد السيد البدوى يفيد
بوصول بلاغ لسيدة لديها اعراض ولادة.
كما تم توجيه سيارة الإسعاف وعلى الفور تم التعامل والنقل الأمن ومتابعة العلامات الحيوية من المسعف البطل محمد عبدالهادى وقيادة آمنة من سائق الإسعاف محمد شعبان.
وافادت مصادر طبية انه أثناء النقل والتوجه إلى مستشفي جامعة طنطا قام طاقم الإسعاف بعمل بطولة واستقبال طفلة إلى الحياة وتصل آمنة إلى جامعة طنطا ليستقبلها وتستكمل الخدمة الطبية مع أطباء وتمريض جامعة طنطا.