تحت غطاء الإغاثة.. الوجه الخفي للمنظمات الإنسانية في اليمن
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
يمانيون/تقرير
تتوالى نجاحات الأجهزة الأمنية اليمنية في إحباط المخططات التآمرية التي تستهدف زعزعة الأمن وإثارة الفوضى وإذكاء النزاعات الداخلية، خدمة لأجندات استعمارية لقوى الهيمنة العالمية، على خلفية الموقف اليمني المشرف في دعم القضية الفلسطينية والمقاومة في غزة.
وفي ظل عجز العدو الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني عن تحقيق أي انتصار يُذكر على مختلف الجبهات، لجأ إلى تحريك أدواته وخلاياه التجسسية داخل اليمن، لتوفير معلومات وإحداثيات وتنفيذ عمليات إجرامية، من بينها ضلوعها بجريمة استهداف رئيس حكومة التغيير والبناء أحمد غالب الرهوي وعدد من الوزراء، بعد رصد اجتماعهم وإبلاغ العدو الإسرائيلي لاقتراف جريمته النكراء.
هذا ما كشفه قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي في خطابه الخميس، حيث أوضح أن العدو الإسرائيلي وشريكه الأمريكي فعّلا خلايا تجسسية لتوفير المعلومات وتنفيذ عمليات إجرامية لصالح الأعداء، بهدف إحداث فوضى داخلية تخدم مخططات واشنطن وتل أبيب.
وقال السيد القائد: “كل المسارات التخريبية التي تستهدف أمن الشعب فشلت فشلاً ذريعاً، مقارنة بما قدمه الأعداء من إمكانات هائلة ومغرية، وما أعدّوه من خلايا مدرّبة زُودت بوسائل حساسة وخطيرة”.
ولأول مرة، كشف قائد الثورة عن تورط بعض المنظمات الدولية العاملة في المجال الإنساني باليمن وضلوعها في تحريك تلك الخلايا التجسسية، مستغلة غطاء العمل الإنساني لخدمة العدوين الأمريكي والإسرائيلي، وعلى رأس تلك المنظمات برنامج الأغذية العالمي WFP)) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف).
وقال السيد القائد: “حصلنا على معلومات قاطعة حول الدور التجسسي العدواني الإجرامي للخلايا التي تم اعتقالها من المنتسبين إلى المنظمات الإنسانية، وأبرزها برنامج الغذاء العالمي واليونيسف، حيث جعلت هذه الخلايا من انتمائها الإنساني غطاء لنشاطها العدواني الخطير، ومن أبرز الجرائم التي ارتكبتها تلك الخلايا دورها في الاستهداف الإسرائيلي لاجتماع الحكومة”.
وأضاف: “كان لتلك الخلايا دور أساسي في جريمة استهداف الحكومة برصد الاجتماع وإبلاغ العدو الإسرائيلي، ومواكبة العملية لحظة بلحظة، كما تبين أن إحدى الخلايا تابعة لبرنامج الغذاء العالمي، يرأسها مسؤول الأمن والسلامة في فرع البرنامج باليمن، ونحن على ثقة تامة من صحة ما توصلنا إليه، ولدينا أدلة قاطعة تثبت تورطهم في هذه الأنشطة العدوانية”.
الاستهداف المتكرر للشعب اليمني من قبل خلايا التجسس التابعة للمنظمات الدولية، تترافق مع حملات إعلامية معادية تهدف إلى إثارة البلبلة وخلق حالة من الفوضى في الداخل اليمني، وقد سعت تلك الوسائل، الممولة من قوى العدوان، إلى تصوير الإجراءات الأمنية اليمنية على أنها استهداف غير مبرر للمنظمات العاملة في البلاد، في محاولة لتشويه صورة الدولة وتقويض ثقة المواطنين بأجهزتها، غير أن هذه الحملات فشلت فشلاً ذريعاً في تحقيق مآربها أمام وعي الشعب اليمني وإدراكه لحقيقة الدور المشبوه لتلك المنظمات.
وأوضح السيد القائد أن الخلايا التجسسية التي يحركها الأمريكي والإسرائيلي في اليمن تشبه في طبيعتها مصائد الموت التي يستخدمها الأمريكي في قطاع غزة، وإن اختلفت في الشكل والمظهر، وقال: “نحن حريصون على ما فيه الخير لشعبنا وخدمته، لكن المسألة لا تختلف كثيراً عن مصائد الموت التي لعب بها الأمريكي في قطاع غزة، سوى في الشكل، إذ وجد الأمريكي والإسرائيلي في المنظمات الإنسانية غطاء يحمي تلك الخلايا من الملاحقة، ويسهل تحركاتها عبر ما زودت به من أجهزة رصد واستهداف وتقنيات لاختراق الاتصالات”.
وأضاف: “تم تزويد خلايا المنظمات بأجهزة وإمكانات تجسسية تُستخدم عادة في أجهزة الاستخبارات العالمية، ولدينا أدلة دامغة على ذلك، وكل اللوم يُوجه إلى الأمم المتحدة وتلك المنظمات التي بدلاً من أن تتخذ موقفاً من الاختراق الأمريكي والإسرائيلي لصفوفها، آثرت الصمت والتواطؤ”.
ما تقوم به بعض المنظمات الدولية العاملة في اليمن في المجال الإنساني من أنشطة استخباراتية وأدوار مشبوهة لصالح واشنطن وتل أبيب، يستدعي وقفة جادة لإيقاف هذا العبث، وإعادة النظر في الاتفاقيات الموقعة معها، وإلزامها بالعمل وفق المعايير والقواعد الحاكمة والدستور اليمني النافذ.
وفي ضوء ما تكشف من حقائق وتورط مباشر لمنتسبي بعض تلك المنظمات في أعمال تمسّ أمن وسيادة البلاد، أضحى من الضروري اتخاذ إجراءات حازمة تضع حداً لتجاوزاتها، وفي مقدمتها إنهاء مهام ممثليها ومغادرتهم صنعاء، إذ لم تعد مساعداتهم تخدم الشعب اليمني بقدر ما باتت أداة للتجسس والتغلغل العدواني تحت ستار العمل الإنساني.
المصدر: يمانيون
كلمات دلالية: الأمریکی والإسرائیلی تلک المنظمات تلک الخلایا
إقرأ أيضاً:
عشرات المنظمات: اليمن يعيش ثالث أكبر أزمة غذاء بالعالم
قالت أكثر من 30 منظمة دولية ومحلية عاملة في اليمن، اليوم الخميس، إن اليمن يشهد ثالث أكبر أزمة غذاء في العالم، إذ يواجه نصف السكان الجوع ويعاني نصف الأطفال دون سن الخامسة من سوء تغذية مزمن.
وأوضحت المنظمات، في بيان مشترك، أن "اليمن يشهد أزمة إنسانية غير مسبوقة"، مشيرة إلى أن أسرة من كل 3 أسر تواجه مستويات متوسطة إلى حادة من انعدام الأمن الغذائي.
ودعت المنظمات، ومن بينها "أنقذوا الأطفال" و"كير" و"أوكسفام" و"المجلس الدانماركي للاجئين"، إلى تحرك دولي عاجل لمواجهة أزمة الجوع المتفاقمة في اليمن، وحثت المانحين على تكثيف جهودهم مع إحياء اليوم العالمي للغذاء.
وأشار البيان إلى أن محافظتي الحديدة وتعز تواجهان مستويات حرجة من سوء التغذية، مع توقعات بارتفاع نسب سوء التغذية الحاد بين 15 و30% بحلول عام 2026، مما ينذر بتقويض التقدم الذي تحقق خلال السنوات الماضية في هذا الجانب.
وأضاف أن الوضع يتدهور بوتيرة متسارعة، متوقعا أن يعاني أكثر من 18 مليون شخص من مستويات متأزمة من الجوع مطلع العام المقبل، بينهم نحو 41 ألفا معرضون لخطر المجاعة.
ولفت البيان إلى أن كثيرا من الأسر اليمنية باتت مضطرة إلى اتخاذ خيارات قاسية للبقاء على قيد الحياة، إذ يتخلى الآباء عن وجباتهم لأطفالهم، أو يبيعون أراضيهم ومواشيهم ومقتنياتهم البسيطة لتأمين الغذاء.
وأشار إلى أن استمرار الصراع والانهيار الاقتصادي وندرة المياه والتقلبات المناخية كلها عوامل تدفع اليمن نحو شبح المجاعة مجددا، في ظل القيود المفروضة على العمل الإنساني شمال البلاد، والتي شملت تقييد حركة النساء العاملات في المجال الإنساني ومنعهن من السفر من دون مرافقين ذكور، مما يحد من قدرة السكان على الحصول على المساعدات.
وشددت المنظمات على ضرورة معالجة الأسباب الجذرية لانعدام الأمن الغذائي من خلال إنهاء النزاع ودعم عملية السلام، وتعزيز جهود التعافي الاقتصادي، وتمكين الزراعة وسبل العيش القادرة على التكيف مع التغير المناخي.
ويواجه اليمن منذ نحو عقد حربا مدمرة بين القوات الحكومية وجماعة الحوثي، خلّفت واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم، وسط نقص حاد في تمويل برامج الإغاثة الدولية.
إعلان