هيمنت قضية الخلاف بشأن جثث الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة على كبرى الصحف العالمية، فضلا عن مساعي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتجنب تشكيل لجنة تحقيق رسمية في هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن الخلاف على جثث الأسرى بين إسرائيل وحركة حماس يشكل اختبارا حقيقيا لوقف إطلاق النار في غزة، إذ تقول إسرائيل إن حماس تحتجز الجثث وتنتهك الاتفاق المبرم.

لكن حماس واثنين من كبار المستشارين الأميركيين يقولون -وفق الصحيفة- إن العدد القليل من الجثث التي أعيدت يعكس حقيقة الوضع المعقد على الأرض، وهو ما توقعه أحد الوسطاء عند توقيع الاتفاق.

ونقلت الصحيفة عن مستشار أميركي قوله إنه "عليكم أن تدركوا تعقيد الأوضاع على الأرض. لقد دمر قطاع غزة بأكمله، وتحت كل هذه الأنقاض هناك كثير من الجثث".

وأشار مقال في صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية إلى أن المنطقة تشهد تحولات كبيرة في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني بقيادة الرئيس الأميركي دونالد ترامب.

ووفق المقال، فإن ترامب أجبر نتنياهو على قبول خطته لإنهاء الحرب في غزة، واصفا تلك اللحظة بأنها "ميزت هيمنة واشنطن ووجهت رسالة واضحة مفادها أن تل أبيب لم تعد قادرة على إملاء ما تريده كما كانت تفعل في السابق".

وخلص المقال إلى أن مسعى ترامب لفرض السلام يمثل الفرصة الحقيقية الأخيرة لحل أحد أكثر صراعات المنطقة صعوبة.

بدوره، رأى مقال في صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن نتنياهو يسعى بعد وقف إطلاق النار في غزة إلى تجنب تشكيل لجنة تحقيق مستقلة في إخفاقات هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول، خشية أن يتم تحميله مسؤولية تلك الأحداث.

وحسب المقال، فإن "الأمل الوحيد أمام عائلات الضحايا هو تحرك المحكمة العليا بسرعة لإلزام نتنياهو بالموافقة على التحقيق، فالأسابيع المقبلة ستكون اختبارا حاسما لقوة القضاء الإسرائيلي".

إعلان

وقال عوفر كسيف، النائب المعارض في الكنيست الإسرائيلي، في مقال بصحيفة غارديان البريطانية إن إسرائيل تستغل انشغال العالم بغزة وتسمح للمستوطنين في الضفة الغربية بمواصلة اعتداءاتهم على الفلسطينيين وأراضيهم دون أي مساءلة.

ويرى كسيف أن إنهاء إرهاب المستوطنين ليس سوى أداة بيد حكومة نتنياهو لمواصلة الضم الفعلي للضفة الغربية المحتلة.

ووفق هذا النائب، فإن هذه الفترة تمثل بداية موسم الحصاد الزراعي وهي أكثر من مجرد حدث اقتصادي حيوي، بل هي لحظة اجتماعية ووطنية مهمة تظهر صمود الفلسطينيين في ظل الاحتلال، لذا تتصاعد هجمات المستوطنين على المزارعين الفلسطينيين وأراضيهم.

وفي قطاع غزة، حذرت صحيفة إندبندنت البريطانية من أزمة إنسانية طويلة بسبب انهيار شبكة توزيع المياه والصرف الصحي وتضرر نحو 80% من الأراضي الزراعية جراء الحرب.

وذكرت الصحيفة -التي استندت إلى تقرير بيئي- أن آلاف النازحين الفلسطينيين يعودون إلى منازلهم أملا في بدء صفحة جديدة، لكنهم سيضطرون للتعامل مع تداعيات عامين من القصف يفرضها الواقع البيئي.

ونقلت عن خبراء قولهم إن أزمة بيئية لن يكون من السهل تجاوزها في غزة، مما يتطلب اتخاذ تدابير عاجلة وفعالة.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: غوث حريات دراسات فی غزة

إقرأ أيضاً:

4 أسباب وراء تعذّر تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة.. نخبرك ما نعرفه

تمارس حكومة الاحتلال ضغوطا كبيرة على حركة حماس، بشأن إعادة ما تبقى من جثث للأسرى الإسرائيليين المحتجزين في غزة، لكن الحركة أكدت التزامها باتفاق وقف إطلاق النار وحرصها على تطبيقه وتسليم كافة جثامين الإسرائيليين المتبقية، موضحة أن العملية قد تستغرق بعض الوقت.
تاليا ترصد ترصد "عربي21" ابرز المعيقات أمام انتشال وتسليم جثث الإسرائيليين.

الدمار الهائل وضعف الإمكانيات
يمثل الدمار الهائل والكميات الكبيرة من الأنقاض عائقا أساسيا يحول دون إمكانية انتشال جثث الأسرى الإسرائيليين في قطاع غزة، خصوصا مع شح الإمكانيات ومنع الاحتلال إدخال المعدات الثقيلة اللازمة لإزالة الركام من أماكن تواجد بعض الجثث.

وفي هذا الصدد اتهمت "حماس" الاحتلال بتأخير تسليم بعض الجثث من خلال تأخير وصول المعدات اللازمة من الخارج بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، مشيرة في بيان لها الخميس، أن بعض هذه الجثامين دُفن في أنفاق دمّرها الاحتلال، وأخرى ما زالت تحت أنقاض الأبنية التي قصفها وهدمها.
وأشارت إلى أن "جيش الاحتلال النازي الذي قتل هؤلاء الأسرى هو ذاته الذي تسبب في دفنهم تحت الركام، مبينة أن جثامين الأسرى الإسرائيليين التي تمكّنت المقاومة من الوصول إليها جرى تسليمها مباشرة، فيما يتطلب استخراج باقي الجثامين معدات وأجهزة لرفع الأنقاض، وهي غير متوفرة حاليًا بسبب منع الاحتلال دخولها". 


أسرى لدي فصائل مختلفة
بينما تضطلع حركة حماس بجهود انتشال وإعادة جثث الإسرائيليين، فإن يدها لا تقع على جميع من أسرتهم المقاومة خلال عملية طوفان الأقصى، إذ تحتفظ فصائل أخرى بعدد من الجثث، بينها حركة الجهاد الإسلامي التي أسرت النصيب الأكبر من الإسرائيليين بعد "كتائب القسام".

وفي مقابلة سابقة للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة أفاد بأن "الحركة لديها أكثر من 30 أسيرا من العدو"، لكن هذا العدد تناقص بالتأكيد بعد تنفيذ المقاومة في غزة ثلاث صفقات لتبادل الأسرى خلال الحرب.

أسرى في مناطق سيطرة قوات الاحتلال
تسيطر قوات الاحتلال فعليا على مساحة تزيد عن 50 في المئة من مساحة قطاع غزة، بموجب اتفاق وقف إطلاق النار، ووسط هذه المعطيات رجح مصدر ميداني في حديث لـ"عربي21" أن بعض الجثث التي تعود لأسرى إسرائيليين متواجدة فعليا في نطاق سيطرة الاحتلال، وعليه فإنه من الصعوبة بمكان أن تقوم المقاومة بالعمل في تلك المناطق في هذه المرحلة.

وأعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الجمعة، أن جيش الاحتلال بدأ بوضع علامات توضيحية على ما يعرف بـ"الخط الأصفر"، الذي انسحب إليه بموجب المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار بغزة.
وقال كاتس بتدوينة على منصة "إكس": "بموجب تعليماتي، بدأ الجيش الإسرائيلي بوضع علامات على الخط الأصفر والذي يغطي أكثر من 50 بالمئة من قطاع غزة".


أسرى فقدوا مع آسريهم وانقطعت أخبارهم
مع اشتداد حدة القصف على قطاع غزة خلال الشهور الماضية، أعلنت كتائب القسام غير مرة فقدانها الاتصال بمجموعات من "وحدة الظل" التي كانت تشرف على احتجاز الجنود الإسرائيليين في غزة، وفي هذا السياق رجح مصدر قريب من المقاومة تحدث لـ"عربي21" أن تكون وحدات تابعة للقسام قد قضت مع بعض الأسرى الإسرائيليين تحت وطأة القصف المدمر على غزة.

وشدد المصدر على أن مواقع هذه الوحدات، سواء من "القسام"، أو من فصائل أخرى قد فُقدت بالفعل ولم تعد إحداثياتها معروفة، بسبب انقطاع الاتصال بها على الأرض، مؤكدا أن تحديد مواقعها في هذه الظروف صعب للغاية على اعتبار أن الوحدات المكلفة بحماية الأسرى لديها تفويض بالتحرك وتغيير الأماكن في حالات محددة دون الإبلاغ المسبق، بسبب صعوبة الظروف الميدانية.

كم جثة سلمت المقاومة؟
وفي 10 من الشهر الجاري، بدأ سريان مرحلة أولى من اتفاق بين حركة حماس ودولة الاحتلال لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى، تستند إلى خطة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف الحرب بغزة.

وتنفيذا للاتفاق، أطلقت حماس، الأسرى الإسرائيليين الأحياء العشرين، وسلمت جثامين 10 من بين 28 غالبيتهم إسرائيليون.

في المقابل، أطلقت دولة الاحتلال 250 أسيرا فلسطينيا محكومين بالسجن المؤبد، و1718 آخرين اعتقلتهم من قطاع غزة بعد 8 تشرين الأول/ أكتوبر 2023، ولا يزال في سجونها أكثر من 10 آلاف فلسطيني.

مقالات مشابهة

  • ويتكوف يتوجه إلى المنطقة وواشنطن تطالب إسرائيل باحترام اتفاق غزة
  • 4 أسباب وراء تعذّر تسليم جثث الأسرى الإسرائيليين في غزة.. نخبرك ما نعرفه
  • 4 تحديات وعقبات تواجه الوصول إلى جثث الأسرى الإسرائيليين بغزة
  • لا ملامح واضحة ولا هوية.. هكذا سلمت إسرائيل جثامين الأسرى الفلسطينيين
  • إعلام الأسرى الفلسطينيين: شواهد جديدة تؤكد جرائم العدو الإسرائيلي بحق الأسرى والشهداء
  • صحيفة فرنسية: المرحلة الأولى من خطة ترامب لغزة تترك إسرائيل في وضع نادر
  • ترامب ملوّحا باستئناف الحرب.. إسرائيل تنتظر كلمة مني
  • إحباط داخل إسرائيل.. حكومة نتنياهو لا تملك السيطرة على تنفيذ اتفاق غزة
  • عائلات الأسرى الإسرائيليين: جيشنا قتل جنديا في أسر "حماس"