25 عاماً من «الخرافات».. كيف كذّب الواقع نبوءات المستقبل في كرة القدم؟!
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
معتز الشامي (أبوظبي)
في مطلع الألفية الجديدة، سُئل رئيس الفيفا آنذاك جوزيف بلاتر عما سيحدث لكرة القدم خلال القرن المقبل، أجاب بحذر: «لا أستطيع التنبؤ بمئة عام، لكن يمكنني التطلع إلى 25 عاماً فقط». واليوم، بعد مرور ربع قرن، تُظهر الوقائع أن معظم ما تنبأ به العالم الكروي حينها لم يتحقق، بل جاءت الاتجاهات مغايرة تماماً لما تخيّله الخبراء والمسؤولون.
وهو ما رصدته صحيفة «ذا أتليتك» عبر 8 نبوءات في كرة القدم لم تتحقق حتى الآن، فبعد ربع قرن من التوقعات «الطموحة»، أثبتت كرة القدم أنها أكثر وفاءً لطبيعتها من خيال محلليها، فلا القارات الجديدة كسرت الهيمنة، ولا التقنية غيّرت روح اللعبة، لأن الكرة ببساطة، كما كانت دائماً، لعبة البشر لا المستقبل.
1️- احتكار لم ينكسر
ظنّ كثيرون أن توسيع كأس العالم إلى 32 منتخباً منذ 1998 سيمنح آسيا وأفريقيا وأميركا الشمالية فرصة كسر الهيمنة التقليدية، لكن الواقع بقي كما هو، ومازالت المنتخبات التسعة الكبرى (إنجلترا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، إسبانيا، هولندا، البرتغال، الأرجنتين، البرازيل) تتصدر قوائم الترشيحات كما في 2006، دون أي ثورة كروية جديدة من الخارج، وحتى الإنجاز الأفريقي التاريخي لم يأتِ إلا مع المغرب في نصف نهائي 2022، بمنتخب وُلد نصفه في أوروبا، فيما تراجعت قوى مثل نيجيريا والكاميرون وغانا عن الواجهة.
2- لندن بقيت في مكانها
توقّع كثيرون في تسعينيات القرن الماضي أن تغادر أندية لندن العاصمة المزدحمة إلى الضواحي أو تتشارك الملاعب لتقليل التكاليف، كما فعلت أندية تورينو وروما وميلانو. لكن العكس تماماً هو ما حدث، أرسنال، توتنهام، وستهام، برينتفورد، جميعها بنت ملاعب حديثة في نطاق المدينة دون أن تتخلى عن هويتها.
ورغم محاولات سابقة لجعل ملعب ويمبلي مشتركاً بين أرسنال وتوتنهام، بقيت الفكرة مجرد «ورق»، واليوم، 92 نادياً في الدوريات الإنجليزية الأربعة يمتلكون 92 ملعباً مختلفاً، في انتصار للهوية على الاقتصاد.
3- أسطورة «الاعتزال الدولي المبكر»
كان يُعتقد أن ارتفاع أجور اللاعبين سيدفعهم إلى الاعتزال الدولي مبكراً للحفاظ على مسيرتهم مع الأندية، كما فعل شيرر وبيركامب في 2000، لكن الجيل الحديث أثبت العكس، فنجوم مثل ميسي ورونالدو وزلاتان عادوا بعد الاعتزال، وواصلوا اللعب حتى الأربعين، مدفوعين بشغف القميص الوطني أكثر من المال.
4- وسط الملعب و«ميدان حرب»
في مطلع القرن، ظنّ المدربون أن كرة القدم ستصبح أكثر عنفاً في الوسط، وأن زمن «المايسترو» انتهى، لكن مدرسة جوارديولا، التي منحت العالم بوسكيتس وتشافي وإنييستا، غيّرت المفهوم كلياً، وأثبتت أن الذكاء والتمرير أهم من العضلات، وحتى اليوم، يستمر مودريتش وبيرلو مثالين خالدين على انتصار المهارة على القوة. أخبار ذات صلة
5- الحلم الأميركي الكبير لم يتحقق
كان الاعتقاد السائد أن الولايات المتحدة ستصبح قوة كبرى في كرة القدم بعد مونديال 1994 وإطلاق الدوري المحلي. لكن رغم طفرة 2002 ووصولهم إلى ربع النهائي، لم ينجحوا في تكوين جيل ذهبي حقيقي. لم يحصل أي لاعب أميركي حتى الآن على صوت في تصويت الكرة الذهبية، وحتى «فريدي آدو» الذي وصفوه بـ«ميسي أميركا» اختفى قبل أن يبلغ نضجه، واليوم يظل كريستيان بوليسيتش استثناء محدوداً، فيما تراجعت حتى صناعة حراس المرمى التي كانت تميزهم.
6- الملاعب المسقوفة لم تغزُ العالم
عندما افتُتح ملعب «أمستردام أرينا» عام 1996 بسطحه المتحرك، تخيل الجميع أن مستقبل الملاعب سيكون مغلقاً بالكامل. لكن بعد 25 عاماً، لا يوجد في إنجلترا ملعب واحد بسقف متحرك، باستثناء تغطية المدرجات فقط، وتكلفة هذه التقنية العالية أوقفت الحلم، باستثناء أمثلة قليلة في ألمانيا والسويد والدنمارك وروسيا.
7- البث المدفوع لم ينتصر
في عام 1999، كانت تجربة «البث المدفوع مسبقاً» تبدو مستقبل البث الرياضي في بريطانيا، خاصة بعد نجاحها في الملاكمة. لكن مقاومة الجماهير حالت دون تحولها إلى ثقافة عامة، وانتهت التجربة في 2007، وانهارت محاولات إحيائها في موسم الجائحة 2020 بعد سخط واسع، واليوم لا يزال نظام الاشتراك الشهري التقليدي هو المسيطر، رغم كل التطور التكنولوجي.
8- غزو المدربين الأكاديميين
في مطلع الألفية، اعتُقد أن المستقبل للمدربين غير اللاعبين، على خطى فينجر ومورينيو وبينيتيز، لكن الواقع عاكس التوقعات، فالغالبية العظمى من كبار المدربين الحاليين كانوا نجوماً في الملاعب، جوارديولا، أنشيلوتي، زيدان، سيموني، ديشامب، لويس إنريكي، وحتى الجيل الجديد بقي على النهج ذاته (تشافي، ألونسو، أرتيتا)، بينما النتيجة مقولة أريجو ساكي القديمة «لست بحاجة أن تكون حصاناً لتصبح فارساً» بقيت جميلة أدبياً، لكنها لم تصمد عملياً.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: بلاتر جوارديولا كأس العالم کرة القدم
إقرأ أيضاً:
ناقد رياضي: عمر مرموش عاد والجميع يشعر بالخوف
أعلن الناقد الرياضي عمرو الدردير عودة عمر مرموش إلى تدريبات مانشيستر سيتي بعد تعافيه من الإصابة.
وكتب الدرديري من خلال حسابه الشخصي قيس بوك :" البريمرليغ غير مستعد؛ أوروبا غير مستعدة عمر مرموووووووووووووش عاد والجميع يشعر بالخوف ! ".
وفي سياق آخر أعلن نادي مانشستر سيتي عن خبر سار لمحبي نجم الفريق، عمر مرموش، الذي غاب عن الملاعب بسبب إصابة تعرض لها في مباراة منتخب مصر أمام بوركينا فاسو.
منذ ذلك الحين، شهدت جماهير السيتي غياب مرموش عن سبع مباريات، بما في ذلك المباراة المثيرة ضد مانشستر يونايتد وتعادل فريقه مع آرسنال.