غزة تحت التهديد.. هل يمكن للمدينة أن تغرق في البحر المتوسط؟
تاريخ النشر: 17th, October 2025 GMT
نشرت صحيفة "معاريف" العبرية، مقالا، لمراسلها العسكري، أفي أشكنازي، جاء فيه أنّه: "بعد عودة الأسرى والجرحى، من المقرّر أن تبدأ المرحلة الثانية من المفاوضات".
وقال أشكنازي، عبر المقال، إنّه: "من المتوقع أن تتناول تشكيل غزة في اليوم التالي، إلى جانب الترتيبات الأمنية، وإدخال نظام حكم جديد، ورسم حدود السيطرة الإسرائيلية على أجزاء من القطاع، وغيرها، هناك أيضا قضية بالغة الأهمية: إعادة إعمار قطاع غزة".
وأضاف: "يُقدَّر حجم الضرر الذي لحق بالمباني في غزة بأنه هائل: فقد دُمِّرت عشرات الآلاف من المباني والمنازل، وعشرات الآلاف الأخرى في حالة دمار جزئي، وكثير منها لا يمكن إعادته للاستخدام والسكن. في الوقت نفسه، يكاد حجم تدمير البنية التحتية أن يكون كاملا، ويشمل ذلك شبكات الطرق والأرصفة التي دُمِّرت، بالإضافة إلى أضرار شبه كاملة في شبكات المياه والكهرباء والصرف الصحي".
وأبرز: "إلى جانب الأضرار الجسيمة، التي يُقدَّر أن إصلاحها سيستغرق سنوات عديدة، ثمّة مشكلة دراماتيكية أخرى تتطلب تفكيرا مُعقَّدًا للغاية من قِبَل المُخطِّطين. عشية حرب غزة، قبل أكثر من عامين، أعدَّ فرع استخبارات جيش الدفاع الإسرائيلي، تقريرا خاصا حول الاحتباس الحراري وتغير المناخ وتأثيرهما على حوض الشرق الأوسط".
واسترسل: "ما علاقة تغير المناخ تحديدا بالشؤون العسكرية، وما علاقته بتدخل شعبة الاستخبارات في هذه القضية؟ تشير جميع التوقعات والدراسات، حتى عام 2023، إلى أنه بحلول نهاية هذا القرن، سترتفع درجات الحرارة في المنطقة بمعدل ست درجات مئوية سنويا. وهذا يعني ارتفاعًا ملحوظا في درجة حرارة البحر الأبيض المتوسط، وارتفاعا في مستوى سطح البحر لا يقل عن نصف متر".
ومضى بالقول إنّ: "هذا يعني: إغراق مدينة غزة وتحويلها إلى ما يشبه "فينيسيا الحوض الشرقي" للبحر الأبيض المتوسط. لهذه القضية تداعياتٌ بعيدة المدى، أولها النقصُ المُباشر في مياه الشرب العذبة في غزة، نتيجةً لتسرب مياه البحر المالحة إلى طبقة المياه الجوفية الساحلية".
وأشار التقرير نفسه، إلى أنّ: "عملية تسرّب المياه المالحة إلى طبقة المياه الجوفية الساحلية في غزة قد بدأت بالفعل في بعض المناطق بسبب الإفراط في ضخ المياه. فيما تقع إحدى أكبر خزانات المياه العذبة في غزة في منطقة المواصي، وهي أدنى نقطة في القطاع".
ومضى بالقول: "سيؤدي ارتفاع منسوب مياه البحر إلى غمر منطقة المواصي فورا، وهي أيضا أكبر منطقة زراعية في غزة، وتُنتج معظم الإنتاج المحلي من الخضراوات والفواكه. ومن المتوقع أيضًا انهيار شبكات الصرف الصحي في غزة بسبب ارتفاع منسوب مياه البحر، وفقًا للسيناريوهات".
وأكّد: "في إسرائيل، تم الإعراب عن مخاوف من أن أزمة المناخ قد تؤدي إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان غزة فورا نحو إسرائيل ومصر، بل وربما تُسبب واحدة من أخطر الأزمات الصحية والبيئية".
إلى ذلك، نقلت الصحيفة عن الخبير في المناخ من معهد حولون للتكنولوجيا، عوديد بوختر، قوله: "يجب أن تأخذ إعادة تأهيل قطاع غزة في الاعتبار أزمة المناخ وارتفاع منسوب مياه البحر الأبيض المتوسط". متابعة أنّه: "حتى المؤسسة الدفاعية تُدرك ضرورة طرح هذه القضية فورا خلال المرحلة الثانية من المحادثات".
وأضاف: "رغم أن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يحلم بـ"ريفييرا أمريكية" في غزة، وتصريح وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، بأن هذه منطقة عقارية تُعتبر بمثابة "منجم ثروات"، سيُطلب من المخططين، في إطار أعمال إعادة الإعمار، إجراء عمليات هندسية مُعقدة لمنع غرق أحياء غزة في أعماق البحر".
"في السنوات الأخيرة، التي اتسمت بأمطار غزيرة وعواصف عاتية، سُجِّلت أمواجٌ يصل ارتفاعها إلى عشرة أمتار في البحر الأبيض المتوسط، مما ألحق أضرارًا بميناء تل أبيب، بل وأجبر السلطات المحلية في أشدود وريشون لتسيون وتل أبيب على بناء سدود واقية من التلال الرملية على طول السواحل لمنع الفيضانات" بحسب بوختر.
وتابع: "لم تنجح جميع السدود العالية في منع تأثير أمواج البحر"، فيما يضيف الباحثون أيضًا أن حقيقة تسجيل موسمين صيفيين حارين بشكل خاص في العامين الماضيين، حيث تم تحطيم الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، تعمل على تسريع ارتفاع درجة حرارة البحر وقد تقصر التوقعات.
إلى ذلك، أكد التقرير أنّه: "من بين الأفكار التي يتم صياغتها واختبارها استغلال مشكلة أخرى، لا تقل صعوبة، والتي قد تقدم بالفعل حلا إبداعيا لإعادة إعمار القطاع وتلبية متطلبات الأمن الإسرائيلي. يقول بوختر: في غزة، حجم الدمار هائل، ولا سبيل لنقل أنقاض المنازل خارج القطاع".
وبيّن إمكانية نقل الأنقاض إلى البحر قبالة سواحل غزة، وإنشاء خط ساحلي جديد، يُنقل غربًا ويُبنى فوق مستوى سطح البحر المتوقع ارتفاعه في السنوات القادمة. ويضيف أن توسيع غزة غربًا سيُمكّن من تعويض المساحة التي يُتوقع أن تُصادرها دولة الاحتلال الإسرائيلي لأغراض أمنية في المنطقة المحيطة بشرق القطاع وفي منطقة فيلادلفيا. كما سيمنع هذا التوسيع غزة من الغرق تحت مستوى سطح البحر.
وفقًا للمقترح، الذي لم يقتصر على الأكاديميين، يُمكن إنشاء البنية التحتية للصرف الصحي، وخزانات المياه، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي، بحيث يُمكن استمرار العمل في غزة حتى في حال ارتفاع منسوب مياه البحر. ويذكر بوختر أنّ: "خطوة مماثلة قد اتُخذت بالفعل في السنوات الأخيرة في بيروت، عاصمة لبنان: فبعد الحرب الأهلية، جُفِّفت مساحة كبيرة من البحر قبالة ساحل المدينة من أنقاض المباني التي انهارت خلال الحرب".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة سياسة عربية مقابلات حقوق وحريات سياسة دولية سياسة عربية غزة قطاع غزة سواحل غزة لبنان لبنان غزة قطاع غزة بحر غزة سواحل غزة المزيد في سياسة سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة عربية سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة ارتفاع منسوب میاه البحر الأبیض المتوسط البحر ا غزة فی فی غزة
إقرأ أيضاً:
تعليم الفيوم يستضيف مسابقة "ثمانية أيام لسينما دول حوض البحر المتوسط"
تستضيف مديرية التربية والتعليم بالفيوم مسابقة بعنوان: "ثمانية أيام لسينما دول حوض البحر المتوسط"، بهدف تعليم وتدريب الطلاب بالمدارس الثانوية على مبادئ فن النقد السينمائي وعرض أفلام "مهرجان سينما دول حوض البحر المتوسط"، بالإضافة إلي التصويت لأفضل فيلم تسجيلي.
تقام المسابقة تحت رعاية محمد عبداللطيف وزير التربية والتعليم والتعليم الفني ، والدكتور أحمد الأنصارى محافظ الفيوم. وإشراف ومتابعة الدكتور خالد خلف قبيصي وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، و رشا يوسف وكيل المديرية، و عمر عبدالحميد الجندي موجة عام اللغة الفرنسية بالمديرية. وبحضور فاليري جربو Valérie Gerbeult رئيس مهرجان الفيلم الوثائقي ل مرسيليا Marseille في مصر ، والدكتورة مروة الصحن ، مدير مركز الأنشطة الفرنكوفونية بمكتبة الأسكندرية، وهمت الشيخ - مسئول الميزانية بمركز الأنشطة الفرنكوفونية، و ضحى جمال مسئول العلاقات بمركز الانشطة الفرنكوفونية، و نانسي عزت منسق الأنشطة ومعلم خبير لغة فرنسية بمدرسة الفيوم الثانوية للبنات.
فنون النقد السينمائيتم تنظيم المسابقة بمركز مصادر التعلم بمديرية التربية و التعليم بالفيوم، بحضور فاليري جيربو، رئيسة مهرجان مارسيليا للفيلم التسجيلي بمصر.
جدير بالذكر، أن مركز الأنشطة الفرنكفونية بمكتبة الاسكندرية وللسنة الثامنة ينظم ورشة عمل ومسابقة بعنوان: "ثمانية أيام لسينما دول حوض البحر المتوسط"، بهدف تعليم الطلبة الفرنكفون بالمدارس الثانوية مبادئ فن النقد السينمائي وعرض أفلام "مهرجان سينما دول حوض البحر المتوسط"، بالإضافة إلي التصويت لأفضل فيلم تسجيلي.
وللحصول على جائزة أحسن فيلم أثناء مهرجان مرسيليا بفرنسا، وبعد مشاهدة الأفلام تقوم لجنة التحكيم باختيار أفضل نقد باللغة الفرنسية من الطلاب الفرنكفون وبتقديم جائزة للفائزين، والجائزة عبارة عن دعوة لحضور فعاليات مهرجان سينمائي على المستوي المحلي أو الدولي.
قدم الدكتور خالد خلف قبيصي، وكيل وزارة التربية والتعليم بالفيوم، رسالة ترحيب بالحضور، مشيدًا بالتنظيم المميز للمسابقة، والمشاركة الفعالة والمتميزة من قبل الطلاب، خاصة في مجال اللغة الفرنسية، حيث عكست الأعمال المقدمة روح الإبداع والتميز.
كما أثنى وكيل الوزارة على الجهود الكبيرة المبذولة من توجيه عام اللغة الفرنسية بالمديرية، مشيرًا إلى أن مثل هذه الفعاليات تساهم في تنمية المهارات اللغوية والثقافية لدى الطلاب، وتعزز من ثقتهم بأنفسهم، وحبهم لتعلم اللغات الأجنبية.