صراحة نيوز- بقلم / د عديل الشرمان
لماذا تقف الجامعات مكتوفة الأيادي أمام هذه التحديات الناجمة عن العنف الذي ولّدته ثقافة مغلوطة عند الشباب بفعل تأثير التربية الخاطئة، وإهمال الأسرة والجهات ذات العلاقة لدورها في بناء جيل يتسلح بالأخلاق.
عندما نفكر بالحلول، فإن علينا أن نعزف على أوتار مؤلمة توجع أمثال هؤلاء الطلبة وتقضّ مضاجعهم دون الحاق الضرر بمستقبلهم، وأن يكون الضرب على أياديهم بقصد تأديبهم وليس تعذيبهم.
بعض الطلبة بحاجة إلى محاضرات وتطبيقات عملية وسلوكية لتصحيح الكثير من المفاهيم المغلوطة لديهم، والتفريق بين المحمود والمذموم من الأخلاق والسلوك، يشرف عليها أساتذة ومختصون على علم ودراية باتجاهات التأثير وتعديل السلوك.
وبما أننا وصلنا حد التخمة من التنظير في تشخيص مشاكلنا المجتمعية، فإننا نجد أنفسنا ملزمين بالبحث عن الحلول البراغماتية التي تحقق الردع، وتقديم المقترحات العملية للمساهمة في الحد من هذه المشكلة المتفاقمة.
لماذا لا يتم تجميع هؤلاء الطلبة ممن يثبت تورطهم بالعنف، أو حتى في مخالفات سلوكية وأخلاقية، وممن يأخذون من العنف أسلوبا لتحقيق غاياتهم والتعبير عن النقص لديهم، حيث يمكن تجميعهم في صفوف ضمن مواد جامعية يتم إضافتها إلى الساعات الدراسية، ومن خارج الخطة الدراسية على أن تكون مدفوعة الثمن، وبواقع ١٢ ساعة دراسية، ولا يمكن له التخرّج بدونها، وتحت عناوين على سبيل المثال:
• الأخلاق في عصر الإعلام الجديد والرقمنة
• التحديات الأخلاقية في بيئة العمل والدراسة
• مفاهيم الخطأ والصواب في السلوك
• كيفية بناء العلاقات الايجابية
• فن التعامل مع الآخرين
• دور الشباب في تعزيز القيم والأخلاق الفاضلة
وبهذا يكون الطالب من هذا النوع قد تحمل عبء فصل دراسي كامل وتحمّل نفقاته المالية، وأصبح هدفا مركزا لهذا النوع من المحاضرات دون غيره، واستفاد كثيرا من مضامينها بما ينعكس عليه ايجابيا في بيئة الدراسة والعمل وحتى في محيطه الأسري والاجتماعي، ومن غير الحاجة إلى فصله أو حرمانه من الدراسة لمدة فصل دراسي يزداد خلاله سلبية وانحرافا في سلوكه، بالإضافة إلى أن ذلك يعود بالنفع على الجامعات التي تعاني من الضوائق المالية.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
نوشن.. كيف تحولت من أداة ملاحظات إلى بيئة إنتاج متكاملة؟
في عالم أدوات الإنتاجية السريع الخطى، قلما استحوذت تطبيقات على ولاء المستخدمين كما فعل "نوشن" (Notion).
وما بدأ فكرة جريئة تطوّر إلى ظاهرة عالمية غيّرت طريقة تنظيم الأفراد والفرق والتعاون والإبداع، حيث استوحى التطبيق مفهومه من مكعبات "ليغو" (Lego).
وقدم نوشن للمستخدمين مكونات أساسية، مثل الصفحات والجداول والقوائم واللوحات، من أجل تجميع الأنظمة.
ونسير في هذا التقرير على خطى رحلة تطور نوشن من البداية المتواضعة إلى تحولها إلى شركة إنتاجية عملاقة بقيمة 10 مليارات دولار.
في السابق، كنت بحاجة إلى مهارات برمجية أساسية على الأقل من أجل إنشاء الأشياء في العالم الرقمي، ولكن لم يعد هذا هو الحال بفضل منتجات مثل نوشن، أحد أكبر التطبيقات الإنتاجية.
ويتمتع التطبيق بقاعدة جماهيرية واسعة حول العالم، سواءً من الأفراد أو الشركات الكبرى، ويتميز بسهولة الاستخدام والمرونة والبساطة.
ويمنحك نوشن مرونة العمل بطريقة تشبه طريقة اللعب بمكعبات "ليغو"، حيث تستطيع تجميع المكعبات بطرق مختلفة، مما يتيح إنشاء أدوات جديدة كليًا.
ولا يقتصر الأمر على تدوين الملاحظات فحسب، بل تستطيع استخدامه في معظم سيناريوهات إدارة المشاريع والإنتاجية الشخصية.
ويشمل ذلك تدوين الملاحظات، وإدارة المهام، والتخطيط، وإدارة المستندات، والتعاون الجماعي، وغيرها، مع إمكانية التخصيص حسب ذوقك وأسلوبك.
ولكن مثل العديد من الشركات الناشئة الأخرى، لم تكن المسيرة سلسة، إذ إن البرنامج الحالي بدأ كبرنامج مختلف تمامًا.
وقد تضمن تطوره على مدار 12 عامًا الماضية تقريبا قدرًا كبيرا من التجربة والخطأ، وإعادة بناء التطبيق من الصفر، والعديد من القرارات المهمة.
مكعبات "ليغو"بدأت المحاولات الأولى للسماح للمستخدمين غير التقنيين بإنشاء وتعديل البرمجيات عام 2003 عند إطلاق "ووردبريس" (WordPress).
إعلانولكن لم تكتسب هذه المحاولات زخمًا إلا بعد بضع سنوات، حيث سمحت شركات عديدة لغير المبرمجين بالبدء ببناء مواقع الويب، وإنشاء الأصول الرقمية، وأتمتة العمل دون الحاجة إلى كتابة سطر برمجي واحد.
واستحوذت فكرة بناء البرمجيات بطريقة تشبه طريقة تجميع مكعبات "ليغو" على خيال أجيال عديدة من المطورين بمن فيهم إيفان تشاو وسيمون لاست مؤسسا نوشن.
وكان تشاو، طالب العلوم المعرفية في جامعة كولومبيا البريطانية، مولعًا بالحوسبة والفلسفة والفنون الجميلة والتصوير الفوتوغرافي.
وفي دائرة أصدقائه، التي كانت في الغالب من المبدعين في مجال الفن الرقمي، كان الوحيد الذي يجيد البرمجة، فبدأ ببناء صفحات ويب لأصدقائه نظرًا لعدم إلمامهم بالبرمجة.
وبعد أن لاحظ تزايد الطلب على خدماته، راوده حلم بأن يطور أداة تسمح للأشخاص بالتعبير عن أنفسهم على الإنترنت بطريقة سهلة تشبه طريقة تجميع مكعبات "ليغو".
وعند هذه النقطة تبلورت فكرة نوشن، حيث بدأ تشاو العمل على النسخة الأولى من نوشن أثناء عمله اليومي في الشركة الناشئة للكتب الإلكترونية "إنكلينج" (Inkling).
وفي وقت لاحق، تعرف تشاو على لاست، طالب علوم الحاسوب في جامعة ماريلاند المهتم بإتاحة البرمجة للجميع والذي عمل سابقًا في "معهد علوم تلسكوب الفضاء" (Space Telescope Science Institute) وشركة "نيبولا" (Nebula).
وناقش الثنائي المشروع، وقررا بناء أداة تسمح بإنشاء مواقع إلكترونية من دون الحاجة إلى كتابة تعليمات برمجية.
وجمعا نحو مليوني دولار من المستثمرين، وعملا بلا كلل، ولكن كما هو الحال مع معظم الشركات الناشئة في ذلك الوقت، لم تسير الأمور على ما يرام.
في ذلك الوقت، كانت سوق أدوات الإنتاجية التعاونية تشهد منافسة شديدة، وكانت النسخة الأولية من نوشن تتعطل باستمرار وغير مستقرة مع انتشار الأخطاء البرمجية وفقدان الناس للمحتوى.
ومع قلة المال وقلة العملاء المحتملين، كان هناك خياران لا ثالث لهما، إما حل الشركة المكونة من أربعة أشخاص والبدء من جديد، وإما الاستمرار في العمل ببطء حتى ينفد المال.
واتخذ تشاو ولاست قرارًا بإيقاف النسخة الأولية والبدء من جديد وتسريح جميع الموظفين والانتقال من سان فرانسيسكو إلى كيوتو في اليابان، حيث كانت تكلفة المعيشة أقل.
وتولى تشاو إدارة الجانب الفني من العمل، واضطر في مرحلة ما إلى اقتراض 150 ألف دولار من والدته كتمويل طارئ.
وبعد ما يقرب من عام من العمل الدؤوب في اليابان، وصل الإصدار الأول من التطبيق الجديد بمظهر مميز باللون الأسود والأبيض.
وكان هذا الإصدار يتيح تدوين الملاحظات ومعالجة النصوص وإنشاء قوائم المهام، كما احتوى على أكثر من 30 نموذجًا للمستندات لأشياء، مثل خرائط طريق المنتجات.
وبعد فترة وجيزة من إطلاقه، حصل الإصدار الأول على أول تحديث فعلي له، وهو إمكانية التعليق على الكتل، حيث إن كل شيء تقريبًا في نوشن عبارة عن كتلة.
ويجري إنشاء الصور والنصوص وجداول البيانات وقوائم المهام باستخدام الكتل، وكل ما كان على المستخدمين فعله للتعليق على الكتلة هو النقر بزر الفأرة الأيمن عليها وإضافة الملاحظات.
إعلانواعتمادًا على مفهوم مكعبات "ليغو"، كان بإمكانك إضافة كتل وتعديلها وترتيبها كما تشاء، وهو أمر لم يشهده العالم من قبل.
وأدرك المؤسسان أن الميزة الأكثر رواجًا في التطبيق هي قواعد البيانات، لذا فإن الإصدار الثاني من نوشن ركز على قواعد البيانات العلائقية والتعاون والقوالب ولوحات "كانبان" (Kanban).
وعزز التطبيق وظائف قواعد بيانات بإطلاق ميزة التجميعات، وقدمها مع 14 نوعًا مختلفا من التجميعات.
وأتاحت هذه الميزة للمستخدمين ربط وإنشاء تجميعات للبيانات ذات الصلة المجمعة من قواعد بيانات علائقية متعددة من أجل إنشاء عروض مخصصة للبيانات الجدولية.
وحقق الإصدار الثاني نجاحًا يفوق التوقعات عند عرضه عبر "برودكت هانت" (Product Hunt)، حيث أعجب المستخدمون بمظهره البسيط وتجربته، الأمر الذي ساعده في اكتساب شعبية كبيرة.
وسرعان ما كسر نوشن حاجز المليون مستخدم، كما استخدمته العديد من الشركات الكبرى مثل "أمازون" (Amazon) و"بيكسار" (Pixar) و"أوبر" (Uber) و"تويوتا" (Toyota) و"نايكي" (Nike).
أحدثت جائحة كورونا تحولًا جذريا في أسلوب عمل الأفراد، مما زاد أهمية التعاون عن بعد، واستفاد نوشن من ذلك، إذ إن الجمع بين إدارة المهام وتدوين الملاحظات وتتبع المشاريع والتعاون الجماعي في أداة واحدة أتاح للفرق العاملة عن بعد تبسيط العمل.
وبفضل تعدد استخداماته، أصبح نوشن الخيار الأمثل للأفراد والفرق التي تحتاج إلى حل متكامل وقابل للتخصيص خلال هذه الفترة غير المسبوقة.
ومن أجل تعزيز وجودها في منظومة برمجيات مكان العمل، أصدرت الشركة واجهة برمجة التطبيقات "إيه بي آي" (API) للسماح للمطورين بربط نوشن بأنظمة الدفع وتطبيقات إدارة علاقات العملاء.
وخلال السنوات اللاحقة، تجاوز التطبيق حاجز 30 مليون مستخدم نشط، منهم أكثر من 4 ملايين أصبحوا عملاء يدفعون.
وشهدت الإيرادات نموًا ملحوظا بسبب النموذج المجاني والطلب المتزايد من عملاء المؤسسات، مما سمح للشركة بالوصول إلى مئات الملايين من الإيرادات السنوية.
ومع صعود الذكاء الاصطناعي، أصدرت نوشن نظامها للذكاء الاصطناعي، وهي الآن من رواد هذا المجال أيضًا.
ولم يتوقف النجاح عند هذا الحد، إذ وصلت الشركة إلى 100 مليون مستخدم مع قيمة سوقية قدرها 10 مليارات دولار، مما يعزز مكانتها كلاعب رئيسي في سوق الأدوات الإنتاجية.
ختامًا، فإن صعود نوشن من شركة ناشئة متواضعة إلى شركة إنتاجية عملاقة ليست مجرد قصة تصميم ذكي للمنتج أو توقيت مثالي، بل هو قصة إيمان بمنتج سمح للمستخدمين بالعمل بطرق لم يشهدها العالم من قبل وأصبح أداة أساسية للإنتاجية الشخصية وإدارة المشاريع والتعاون الجماعي.