لن تكون اللوحات الضوئية الأكثر سطوعا، أو الشاشات المجسمة الأكثر وضوحا، هي أول ما يلفت انتباهك في معرض "جيتكس جلوبال 2025"، بل ستجد نفسك، وبشكل لا يمكن تجاهله، أمام تحفة بشرية هي الأكثر إبهارا على الإطلاق. إنه الاعتماد الكلي على الشباب الإماراتي، الذي أصبح القلب النابض للجناح، وعقله المفكر.

وقد تحول جناح "إي آند" من مكان لعرض التقنيات إلى منصة لاستعراض الطاقة البشرية التي تصنع المستقبل، حيث يقف جيل "إي آند" الجديد، بثقة بالغة ليشرحوا للعالم بلغات متعددة، تعقيدات الذكاء الاصطناعي، ويسبروا أغوار شبكات الاتصالات المتقدمة، ويتفاعلوا مع الزوار بذكاء عاطفي نادر.

يقول الرئيس التنفيذي لـ"إي آند الإمارات"، مسعود م. شريف محمود، إن "هذا التحول لم يأت بالصدفة؛ فهو تتويج لرؤية استراتيجية جريئة، تضع الثروة البشرية الشابة في أعلى سلم أولوياتها، إن مجموعة (إي آند) لا تستثمر في التكنولوجيا فقط بل تستثمر في الإنسان، مؤمنة بأن العقول الشابة الواعدة هي أقوى وأكثر التقنيات ذكاء".

وترى مجموعة "إي آند" أن الاستثمار في الشباب الإماراتي هو حجر الزاوية لبناء مستقبل رقمي مزدهر، وقد تجسد هذا الاقتناع بشكل واضح في مبادراتها الاستراتيجية لتمكين الكفاءات الوطنية، وفي جناحها اللافت بمعرض "جيتكس جلوبال 2025".

وإلى جانب توظيف الشباب تقوم المجموعة ببناء مسارات مهنية متكاملة لهم، وتوفر منصات بارزة لعرض إمكاناتهم وقيادة التحول التكنولوجي، مما يجعلهم في صميم مسيرتها التنموية.

منصة العروض العالمية

ويعد معرض "جيتكس جلوبال 2025" المنصة المثالية التي تبرز فيها "إي آند" ثمار استثمارها في الشباب الإماراتي، إذ يتحول الخريجون الموهوبون إلى مبتكرين يعرضون مستقبل التكنولوجيا من خلال أكثر من 90 تقنية وعرضا حيا في الجناح.

ويشهد الجناح عروضا حية لتقنيات ما بعد الجيل الخامس، بما في ذلك تقنيات الجيل الخامس المتقدمة (5.5G)، ونظرة أولى على التقنيات الممهِّدة للجيل السادس (6G)، كما تعرض "إي آند" أحدث ابتكاراتها في مجال السيارات الطائرة (eVTOL)، والمركبات ذاتية القيادة، والروبوتات البشرية.

وفي قطاع الرعاية الصحية الرقمية والتجارب الغامرة، يختبر الزوار رحلات حية للتطبيب عن بعد، مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وأنظمة الرعاية عن بعد، والأطراف الصناعية الذكية، بينما تقدم التقنيات الهولوغرافية والتفاعلية ترفيها ذكيا وتجارب ترفيهية مبتكرة ضمن منطقة "إي آند لايف".

كما يسلط الجناح الضوء على الشركات الناشئة التي حظيت بدعم من "إي آند كابيتال" في مجالات الذكاء الاصطناعي والروبوتات والتكنولوجيا المالية، مثل "ناوي" و"Applied AI" و"Emergency AI"، وهو وجه آخر من دعم الأفكار الشابة، التي تقف وراء انطلاق معظم الشركات الناشئة ذائعة الصيت والنجاح.

بناء جيل من القادة التقنيين

وتعمل "إي آند" على تمكين الشباب الإماراتي من خلال برامج منهجية مصممة لتزويدهم بالمهارات القيادية والتقنية المتقدمة، ومن أبرزها برنامج خريجي الذكاء الاصطناعي، الذي يدخل عامه الرابع باعتباره ركيزة أساسية في استراتيجية التوطين لدى "إي آند".

وكما يؤكد مسعود، فإن"برنامج خريجي الذكاء الاصطناعي ليس مجرد مبادرة، بل هو عهد نقطعه أمام أجيال المستقبل بصياغة مسارات مهنية متكاملة تواكب أحلام التحول الرقمي في دولتنا الحبيبة. نحن هنا لا نصنع فرصَ عملٍ فحسب؛ بل نرسم بمشاركة شبابنا لوحة مستقبل التكنولوجيا في دولتنا، إذ تتجاوز نسبة إسهامات المرأة حاجز الـ60 بالمئة في برامجنا، مؤكدة أن التنوع ليس شعارا نرفعه، بل هو هويتنا التي نعيشها".

ويضيف: "أتوجه بدعوة خاصة لكل عقل طموح، وكل روح تواقة للمساهمة في صناعة الغد: انضموا إلينا، لنكتب -معا- فصلا جديدا من فصول قصة نجاح (إي آند)... فصلا تكونون أنتم أبطاله الحقيقيين".

برنامج متنوع

وتمتد جلسات هذا البرنامج إلى 12 شهرا، ويهدف إلى تزويد الخريجين الإماراتيين بالمهارات الرقمية والتقنية والقيادية اللازمة لقيادة اقتصاد المستقبل، ومنذ إطلاقه نجح في توظيف وتدريب أكثر من 284 خريجا، ووفر أكثر من 100 وظيفة جديدة للخريجين الإماراتيين في دورته لعام 2025.

وتعطي البرامج أيضا مجالات متعددة مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والأمن السيبراني، وتطوير المنتجات، واستراتيجيات الأعمال، ويتميز بتوفير تجربة عملية وتفاعلية من خلال مشروعات واقعية في مختلف إدارات المجموعة، إلى جانب خطط التطوير الشخصي، والتدريب على مهارات القيادة والذكاء العاطفي، والإرشاد المهني.

وتركيز "إي آند" على تمكين الشباب في استراتيجية دولة الإمارات، من أجل خلق بيئة داعمة ومحفزة للشباب الإماراتي.

وفي عام 2024، وقعت "إي آند" مذكرة تفاهم مع المؤسسة الاتحادية للشباب لدعم الأجندة الوطنية للشباب 2031، وتهدف هذه الشراكة إلى بناء كفاءات شبابية تمتلك مهارات مهنية إبداعية تمكنهم من مواكبة التغيرات المتسارعة.

وتتوافق أيضا مبادرات "إي آند" مع إطار الاستراتيجية الوطنية طويلة الأمد لدولة الإمارات، التي تهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط، وتعزيز النمو في القطاعات المعرفية عالية القيمة.

وقد جرى تطوير برنامج خريجي الذكاء الاصطناعي بالتعاون مع منصات تدريب رائدة عالميا، مثل مايكروسوفت وهارفارد بيزنس ريفيو ولينكد إن وسوق أبو ظبي العالمي، مما يضمن تبني أفضل الممارسات العالمية.

المصدر: سكاي نيوز عربية

كلمات دلالية: ملفات ملفات ملفات إي آند الذكاء الاصطناعي الشباب الإماراتي مستقبل رقمي مستقبل التكنولوجيا الرعاية الصحية الرقمية صناعة الغد التعلم الآلي الإمارات معرض جيتكس دبي ذكاء اصطناعي إي آند إي آند الذكاء الاصطناعي الشباب الإماراتي مستقبل رقمي مستقبل التكنولوجيا الرعاية الصحية الرقمية صناعة الغد التعلم الآلي الإمارات تكنولوجيا الشباب الإماراتی الذکاء الاصطناعی إی آند

إقرأ أيضاً:

الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية

طوّر باحثون نظامًا يعتمد على الذكاء الاصطناعي التوليدي والروبوتات، لتحويل الكلام إلى أشياء واقعية مثل الأثاث.

باستخدام نظام تحويل الكلام إلى واقع، يُمكن لذراع روبوتية مُثبتة على طاولة استقبال طلبات صوتية من شخص، مثل "أريد كرسيًا بسيطًا"، ثم بناء هذه الأشياء من مكونات معيارية.
حتى الآن، استخدم الباحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا هذا النظام لإنشاء كراسي، ورفوف، وطاولة صغيرة، وحتى قطع ديكورية مثل تمثال كلب.

يقول ألكسندر هتيت كياو، طالب دراسات عليا في المعهد وزميل أكاديمية مورنينغسايد للتصميم "نربط معالجة اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي". ويضيف "هذه مجالات بحثية تتطور بسرعة لم يسبق أن جُمعت بطريقة تتيح صنع أشياء مادية بمجرد توجيه صوتي بسيط".

بدأت الفكرة عندما التحق كياو، طالب دراسات عليا في أقسام الهندسة المعمارية والهندسة الكهربائية وعلوم الحاسوب، بدورة بعنوان "كيفية صنع أي شيء تقريبًا".
في تلك الدورة، بنى كياو نظام تحويل الكلام إلى واقع. واصل العمل على المشروع في مركز تابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بالتعاون مع طالبي دراسات عليا.

يبدأ نظام تحويل الكلام إلى واقع بميزة التعرف على الكلام التي تُعالج طلب المستخدم باستخدام نموذج لغوي كبير، يليه الذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد الذي يُنشئ تمثيلًا شبكيًا رقميًا للجسم، وخوارزمية تُحلل هذه الشبكة ثلاثية الأبعاد إلى مكونات تجميع.

بعد ذلك، تُعدّل المعالجة الهندسية التجميع المُولّد بواسطة الذكاء الاصطناعي، ويتبع ذلك إنشاء تسلسل تجميع مُجدٍ وتخطيط مسار آلي للذراع الروبوتية لتجميع الأجسام المادية بناءً على توجيهات المستخدم.

من خلال الاستفادة من اللغة الطبيعية، يُسهّل النظام عملية التصميم والتصنيع للأشخاص الذين لا يمتلكون خبرة في النمذجة ثلاثية الأبعاد أو برمجة الروبوتات. وعلى عكس الطباعة ثلاثية الأبعاد، التي قد تستغرق ساعات أو أيامًا، يُبنى هذا النظام في دقائق.

أخبار ذات صلة "أمازون" تطرح خصائص جديدة لتسهيل إنشاء نماذج اللغة الكبيرة للذكاء الاصطناعي ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي

يقول كياو "يُمثّل هذا المشروع واجهة بين البشر والذكاء الاصطناعي والروبوتات للتعاون في إنتاج أشياء من حولنا. تخيل أنك تقول: أريد كرسيًا. وفي غضون خمس دقائق، يظهر أمامك كرسي حقيقي".

يخطط الفريق فورًا لتحسين قدرة الأثاث على تحمل الوزن من خلال تغيير طريقة ربط المكعبات من المغناطيس إلى وصلات أكثر متانة.

تقول ميانا سميث، التي شاركت في المشروع "طورنا أيضًا خطوط أنابيب لتحويل هياكل فوكسل إلى تسلسلات تجميع عملية للروبوتات المتنقلة الصغيرة الموزعة، مما قد يساعد في تطبيق هذا العمل على هياكل بأي حجم".

الغرض من استخدام المكونات المعيارية هو تقليل الهدر الناتج عن صنع الأشياء المادية عن طريق تفكيكها ثم إعادة تجميعها إلى شيء مختلف، على سبيل المثال تحويل أريكة إلى سرير عندما لا تعود بحاجة إليها.

بما أن كياو يتمتع أيضًا بخبرة في استخدام تقنية التعرف على الإيماءات والواقع المعزز للتفاعل مع الروبوتات في عملية التصنيع، فإنه يعمل حاليًا على دمج كل من التحكم الصوتي والإيمائي في نظام تحويل الكلام إلى واقع.

يقول كياو "أريد أن أزيد من فرص الناس في صنع الأشياء المادية بطريقة سريعة وميسرة ومستدامة. أعمل نحو مستقبل يكون فيه جوهر المادة تحت سيطرتك تمامًا، حيث يمكن توليد الواقع عند الطلب".

قدّم الفريق بحثه بعنوان "تحويل الكلام إلى واقع: إنتاج عند الطلب باستخدام اللغة الطبيعية، والذكاء الاصطناعي التوليدي ثلاثي الأبعاد، والتجميع الروبوتي المنفصل" في ندوة جمعية آلات الحوسبة حول التصنيع الحاسوبي  التي عُقدت في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في نوفمبر الماضي.
مصطفى أوفى (أبوظبي)

مقالات مشابهة

  • لقاء في جامعة الحكمة عن تطور مفهوم القيادة مع الذكاء الاصطناعي
  • الذكاء الاصطناعي يحوّل أوامر صوتية إلى أشياء واقعية
  • إقامة برنامج بكالوريا تكنولوجية في الضيافة بمدارس تكنولوجيا تطبيقية
  • جامعة أسيوط تطلق برنامج «استخدام الذكاء الاصطناعي» لطلاب نظم معلومات السياسات العامة
  • الذكاء الاصطناعي ولبنان: سباق بين دولة متعثّرة وطاقات تبحث عن مستقبلها
  • ملخص صور جوجل يعرض ذكريات 2025 عبر الذكاء الاصطناعي
  • لتقوية الذاكرة وزيادة الذكاء.. أبرز الأطعمة التي تدعم الدماغ
  • الذكاء الاصطناعي يتصدر القائمة.. جوجل تعلن أفضل إضافات كروم لعام 2025
  • «بالانتير» و«إنفيديا» و«سنتر بوينت» يطورون منصة لتسريع بناء مراكز الذكاء الاصطناعي
  • العمل التطوعي .. عطاء إنساني يصنع الأثر ويبني مجتمعًا متماسكًا