جهينة البلوشية: الموسيقى تبني الشخصية والانضباط والتركيز مفتاح النجاح
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
بدأت علاقتها بالكمان بسن مبكرة لنشأتها في بيئة أسرية موسيقية أتاحت لها التعرف على الآلات المختلفة، فاختارت الكمان مع التدريب لساعات يومية مكنها من اكتساب مهارات الانضباط، والصبر، والإصرار، مرت خلالها عبر محطات العزف أمام الجمهور.
في دار الأوبرا السلطانية عام 2015 بمناسبة يوم المرأة العمانية، شاركت كعازفة في الأوركسترا السلطانية العمانية، ثم فرضت الظروف الصحية عليها فترة انقطاع دامت أربع سنوات، وهو ما أثر على مستواها، فانتقلت من العمل الأوركسترالي إلى العزف المستقل الذي منحها حرية اختيار المقطوعات مع المزيد من التحديات.
جهينة البلوشية عازفة على آلة الكمان تمثل مرآة للتحديات والفرص التي تواجهها النساء في سلطنة عمان في سعيهن للتعبير الفني، لتبرز حضور المرأة في الساحة الثقافية العمانية بالمجالات الإبداعية والموسيقى، ومساهمتها في دائرة الإنتاج والإبداع.
•متى بدأت العزف على آلة الكمان؟ ومن شجعك على هذا الطريق؟
بدأت العزف على آلة الكمان في سن العاشرة، فأنا أنتمي لعائلة موسيقية، والدي وأعمامي جميعهم يعزفون على آلات مختلفة. أما أكثر من شجعني على دخول هذا المجال فكان عمي، حيث كان حريصا على أن أستمر وأركز في عزفي، وهو ما منحني دافعا كبيرا للاستمرار.
•لماذا اخترت الكمان بالذات دون غيره من الآلات؟
جربت العزف على أكثر من آلة، لكن وجدت أن الكمان الأنسب لأصابعي، كما أن والدي شجعني عليها لأنها كانت مناسبة لحجمي في ذلك العمر. ورغم الصعوبات في البداية، إلا أن التدريب المستمر بمعدل 3–4 ساعات يوميا ومع دعم أساتذتي الأجانب ساعدني على تجاوز المرحلة الصعبة والتقدم بسرعة.
•كيف كان شعورك أول مرة عزفت أمام جمهور؟
كان شعورًا مختلطًا بين الحماس والخوف والتوتر. لكن بعد انتهاء العرض غمرني شعور بالفخر والإنجاز، فقد تمكنت من تحقيق ما لم أتوقعه. ومن أبرز الحفلات التي لا أنساها كانت في دار الأوبرا السلطانية عام 2015، بمناسبة يوم المرأة، حيث قدمت معزوفة كلاسيكية غربية إلى جانب عازفة البيانو جوخة الناعبية.
•ما الذي أضافته لك هذه التجربة على الصعيدين الفني والإنساني؟
العزف على الكمان علمني الانضباط، والصبر، والإصرار. فنيا اكتسبت خبرة أعمق في التعامل مع الأعمال الموسيقية المعقدة، وإنسانيا تعلمت قيمة الالتزام والعمل الجاد، وهو ما انعكس على حياتي اليومية خارج الموسيقى أيضا.
•مررت بظرف صحي أبعدك عن العزف لأربع سنوات، كيف واجهت هذه المرحلة؟ وهل أثر هذا الانقطاع على عزفك أو على علاقتك بالموسيقى؟
•كانت من أصعب المراحل في حياتي؛ لأنني قللت من التدريب واقتصرت على عزف مقطوعات بسيطة وخفيفة بعد أن كنت معتادة على أعمال سريعة وصعبة. هذا الانقطاع أثر على مستواي وفقدت جزءا من مهارتي، وكان من الصعب العودة لما كنت عليه. لكن رغم ذلك، لم تنقطع علاقتي بالموسيقى، بل استمرت بشكل مختلف وأكثر هدوء.
•ما الدرس الأهم الذي خرجت به من هذه التجربة؟
تعلمت أن الانضباط والتركيز هما مفتاح النجاح في أي مجال، ليس في الموسيقى فقط بل في الحياة كلها.
•كيف ترين تجربتك الحالية كفنانة تعملين بالتعاقد مع مؤسسات وجهات مختلفة؟ وهل هناك حرية أكبر في العزف؟
تجربتي الحالية كعازفة مستقلة تمنحني حرية أكبر في اختياراتي، سواء في نوعية المقطوعات أو في أسلوب تقديمها. أشعر أن لدي مساحة أوسع للتجربة والتجديد، وفي نفس الوقت مسؤولية أكبر لأني أمثل نفسي فقط. هذا يعطيني دافع إني أكون أكثر اجتهادا وابتكارا في كل عمل أقدمه.
• ما التحديات التي تواجهينها كعازفة مستقلة في عمان؟
أبرز التحديات هي محدودية الفرص، وقلة المنصات التي تدعم الموسيقى الكلاسيكية بشكل مستمر. كذلك، غياب الوعي الكامل لدى البعض بأهمية هذا النوع من الفن يجعل من الصعب الوصول إلى جمهور أوسع.
• كيف ترين جمهور الموسيقى الكلاسيكية في عُمان؟ وهل هناك إقبال حقيقي؟
بمرور السنوات أصبح هناك تقبل أكبر للموسيقى الكلاسيكية مقارنة بالماضي. صحيح أن الجمهور لا يزال محدودا نسبيا، لكن هناك شريحة تنمو تدريجيا وتقدر هذا الفن.
•كيف تصفين علاقتك بالكمان اليوم؟
الكمان بالنسبة لي ليس مجرد آلة، بل هو صديق عمر ورفيق دائم. هو وسيلتي للتعبير عن مشاعري، ونافذتي التي أتنفس من خلالها.
•من هو العازف أو الموسيقي العالمي الذي يلهمك؟
أستلهم كثيرا من أعمال العازفة العالمية Anne-Sophie Mutter، فهي بالنسبة لي نموذج للإبداع والالتزام الفني، إضافة إلى قدرتها على إيصال أعمق المشاعر من خلال عزفها.
•إذا لم تكوني عازفة، ماذا كنت تتمنين أن تكوني؟
ربما كنت سأدخل مجالا فنيا آخر له علاقة بالإبداع والتعبير، كالرسم أو التصميم. الفن عموما هو عالمي، وأجد نفسي فيه أكثر من أي مجال آخر.
•ماذا تقولين للشباب العماني الذي يرغب في دخول مجال الموسيقى والعزف؟
أنصحهم بالصبر والمثابرة، وألا يستسلموا أمام الصعوبات الأولى. الموسيقى تحتاج انضباطا وتدريبا يوميا، لكنها في المقابل تعطي الكثير وتفتح آفاقا واسعة للإنسان على المستوى الفني والإنساني.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: العزف على
إقرأ أيضاً:
محمد مفتاح: الشهيد اللواء الغماري ونهجه الجهادي سيظل مصدرا للفخر والاعتزاز
وأكد أن الشهيد الغماري ونهجه الجهادي سيظل مصدرا للفخر والاعتزاز والإكبار لشعبنا وأمتنا وملهما للأجيال الحرة السائرين في طريق الجهاد والعزة والشموخ.
وأشار إلى أن استشهاد المجاهد الغماري لن يزيد شعبنا إلا قوة وإصرارا على نصرة مظلومية الأشقاء في غزة ومناصرة القضية الفلسطينية وجميع قضايا الأمة المصيرية.
وأشاد القائم بأعمال رئيس الوزراء بالدور الكبير الذي اضطلع به الشهيد الغماري طيلة السنوات الماضية في مسار المواجهة العسكرية مع تحالف العدوان الأمريكي السعودي وعلى مدى عامين في إطار معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" مجسدا الروح الإيمانية الصادقة وقوة الانتماء لوطنه وأمته وقضاياها المصيرية.