برزت مصر كقوة عقلانية تقود التغيير والسلام والاستقرار من قلب العاصفة فى منطقةٍ اعتادت على صوت المدافع ووهج النيران، وعلى مدار عامين من الحرب الضارية في قطاع غزة كأطول وأقسى وأشرس صراع عسكري شهدته المنطقة، كانت الدماء تُسفك والأمل يتلاشى، حتى جاء القرار المصري الحاسم بقيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي ليوقف أطول حرب شهدتها المنطقة في العصر الحديث، فالنصر لم يكن هذه المرة عسكريًا بل دبلوماسيًا وإنسانيًا، صنعته مؤسسات الدولة المصرية وعلى رأسها جهاز المخابرات العامة، في ملحمة سياسية وأمنية أعادت تعريف مفهوم القوة في الشرق الأوسط، حيث أثبتت مصر أن ضبط النفس ليس ضعفاً بل استراتيجية، وأن الحكمة في إدارة الأزمات أقوى من ألف طلقة.

وجاءت زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى شرم الشيخ لتؤكد الدور التاريخي للرئيس السيسي في إنهاء الحرب على غزة، وكان حديثه عن مصر لم يكن مجرد مجاملة دبلوماسية، بل اعتراف عالمي بدور الرئيس السيسي المحوري في استعادة الاستقرار للمنطقة.

وداخلياً، انعكس قرار وقف الحرب على شعبية الرئيس السيسي التي وصلت عنان السماء، وأعاد للأذهان انتصارات أكتوبر المجيدة عام 1973، فمصر اليوم في شهر أكتوبر لا تحيي ذكرى النصر فقط، بل تصنع نصراً جديداً يضاف إلى سجلها الحافل، ويؤكد أن قواتها المسلحة هي صمام أمان ليس لمصر وحدها، بل للمنطقة العربية بأكملها.

كما سيظل القرار التاريخي بوقف الحرب علي الشعب الفلسطيني الذي سطرته ونفذته رجال جهاز المخابرات العامة المصرية، محفورًا في ذاكرة الأمة، وتحية مستحقة للشعب المصري الذي اصطف خلف قيادته، مؤمنًا بأن مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.

فما فعله الرئيس السيسي لم يكن إنجازا ًسياسياً فقط، بل إنسانياً بامتياز، لقد حقن دماء أهل غزة بعد عامين من الإبادة والتجويع والعنف، ونال بذلك «جائزة نوبل الإنسانية».

وفي شهر أكتوبر الذي نحتفل به، الذي يحمل رمزية النصر، يحقق الرئيس السيسي إنجازاً جديداً، جامعا في شخصيته صفات الزعماء الكبار: حكمة عبد الناصر، ذكاء السادات، ورؤية مبارك، لكنه يختلف عنهم بامتلاكه بُعد النظر وقدرته على الحفاظ على أمن واستقرار مصر والمنطقة.

حيث شهد هذا الشهر منفرداً 7 إنجازات مصرية كبرى، وهى:

1- إحياء روح انتصارات أكتوبر

2 - نجاح وقف إطلاق النار في غزة، رفض التهجير بكل حزم

3 - تصنيف عالمي اقتصادي جديد لمصر

4 - فيضان النيل وبداية موسم زراعي واعد

5 - تأهل منتخب مصر لكأس العالم

6 - نهضة لوجستية وزراعية وعمرانية غير مسبوقة

7 - فوز الدكتور خالد العناني بمنصب اليونسكو

ومصر اليوم ليست فقط دولة باقية، بل أمة تتجدد وتنهض، شبكة طرق عملاقة في 10 سنوات، أكثر من 4.5 مليون فدان زراعي لسد الفجوة الغذائية، مدن ذكية، ومحطات معالجة مياه ثلاثية كلها شواهد على أن مصر تسير بخطى ثابتة نحو المستقبل.

ويبقي أن ما حدث في غزة لم يكن مجرد وقف لإطلاق النار، بل إعلان عن عودة مصر كلاعب إقليمي لا يستهان به، يمتلك أدوات التأثير والتهدئة، ويعيد رسم خرائط الاستقرار في المنطقة، والرئيس السيسي لم يحقن دماء الفلسطينيين فقط، بل أعاد للأمة العربية جزءًا من كرامتها المفقودة، وأثبت أن القيادة ليست في رفع الشعارات، بل في اتخاذ قرارات تنقذ الأرواح وتصنع المستقبل، وبينما يحتفل المصريون بإنجازات أكتوبر المجيدة، تتأكد الحقيقة الراسخة: مصر باقية، تتجدد، وتكتب التاريخ بحروف من حكمة وقوة ووعي استراتيجي لا يُقهر.

الكاتب عضو مجلس الشيوخ

نقلا عن أخبار اليوم

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: السيسي الشرق الأوسط عادل زيدان نجاح وقف إطلاق النار في غزة الرئیس السیسی لم یکن

إقرأ أيضاً:

مؤتمر رقمي حول التعليم متعدد اللغات في المنطقة

أعلن برنامج TeachingEnglish التابع للمجلس الثقافي البريطاني، عن مؤتمر الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الإلكتروني 2025، وهو فعالية إقليمية مجانية تقام على مدار يومين لمعلمي اللغة الإنجليزية ومدربي المعلمين في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. 

يعقد المؤتمر عبر الانترنت يومي الجمعة 24 والسبت 25 أكتوبر 2025 تحت شعار «تدريس اللغة الإنجليزية في شرق أوسط وشمال أفريقيا متعددة اللغات»، ويهدف إلى إلهام المعلمين للاستفادة من التنوع اللغوي والثقافي للمتعلمين كمصدر لتعزيز فاعلية تدريس اللغة الإنجليزية.
يجمع المؤتمر العام الحالي نخبة من المدربين الخبراء، الممارسين في الفصول الدراسية والمتخصصين في التعليم من مختلف أنحاء المنطقة لمشاركة الأبحاث، التجارب الميدانية والممارسات المبتكرة التي تعكس واقع التدريس في البيئات متعددة اللغات.

 كما يستكشف المشاركون كيف يمكن للغات الأم والثقافات المحلية أن تثري فصول اللغة الإنجليزية، تعزز ثقة المتعلمين وتسهم في بناء بيئات تعليمية شاملة.

وعلى مدار يومين من الجلسات التفاعلية والنقاشات المباشرة، سيتناول المشاركون موضوعات متنوعة تشمل الاستخدام الاستراتيجي للغة الأولى للمتعلمين، وممارسات التغذية الراجعة الشاملة، واستراتيجيات النطق للأطفال الصغار، وطرقا إبداعية لدمج السرد القصصي والتقاليد الشفوية في تعلم اللغة.

 كما ستبث جميع الندوات مباشرة عبر Zoom وفيسبوك ويوتيوب، مع توفير شهادات حضور وتسجيلات الجلسات مجانا لجميع المشاركين.

ويعكس هذا المؤتمر التزام المجلس الثقافي البريطاني بتعزيز فرص التنمية المهنية للمعلمين، إذ يواصل مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإلكتروني 2025 مهمة المجلس في ربط المعلمين، تعزيز التعليم الشامل والاحتفاء بقوة التعاون عبر الحدود.

قالت دعاء زكريا، المدير الاقليمى لبرامج تدريب مدرسين اللغه الانجليزيه بالشرق الأوسط: "يعد هذا المؤتمر احتفاء بإبداع ومثابرة المعلمين في جميع أنحاء المنطقة من خلال إدراك قيمة التعدد اللغوي والثقافة المحلية في فصول اللغة الإنجليزية فنحن نمكن المعلمين من بناء متعلمين شاملين، واثقين،متصلين بالعالم ، كما أن مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإلكتروني 2025 ليس مجرد فعالية للتنمية المهنية بل هو مساحة للإلهام المتبادل وصياغة مستقبل تعليم اللغة الإنجليزية في المنطقة".

وبالاستفادة من نجاح الفعاليات الإقليمية السابقة لبرنامج TeachingEnglish، فإن مؤتمر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا الإلكتروني 2025 مفتوح لجميع معلمي اللغة الإنجليزية ومدربيهم في المنطقة، ولكل المهتمين بتعليم اللغات والتنمية المهنية. المشاركة مجانية بالكامل ولا تتطلب أي رسوم تسجيل.

كما يمكن للمعلمين الانضمام إلى الجلسات المباشرة عبر الموقع الرسمي لبرنامج TeachingEnglish أو متابعة المؤتمر عبر منصات التواصل الاجتماعي للمشاركة في النقاشات والتأملات اللحظية.

مقالات مشابهة

  • ويتكوف يصل الشرق الأوسط لمتابعة تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة
  • الأحد.. ويتكوف يصل الشرق الأوسط لمتابعة تنفيذ اتفاق إنهاء الحرب في غزة
  • مدحت الكمار: مصر تقود مرحلة حاسمة لترسيخ السلام في الشرق الأوسط
  • اليوم العظيم في الشرق الأوسط لم يأتِ بعد
  • الرئيس الإيطالي: الأمل يتجدد في الشرق الأوسط والمسار لا يخلو من التحديات
  • قمة شرم الشيخ.. صفحة جديدة للسلام في الشرق الأوسط بقيادة مصر
  • عون اطلع من الحوت على أوضاع شركة الميدل ايست
  • مؤتمر رقمي حول التعليم متعدد اللغات في المنطقة
  • ترامب الثاني في الشرق الأوسط