جوجل تدرس تعديل نتائج البحث لتجنب غرامات الاتحاد الأوروبي الضخمة
تاريخ النشر: 18th, October 2025 GMT
تدرس جوجل إجراء تغييرات جوهرية في طريقة عرض نتائج البحث على منصتها لتفادي غرامات قد تصل إلى مليارات الدولارات من الاتحاد الأوروبي، بعد اتهامها بانتهاك قانون الأسواق الرقمية (DMA).
ووفقًا لتقارير وكالة "رويترز"، فإن جوجل تعمل حاليًا على إعادة هيكلة آلية ظهور نتائج البحث لتتماشى مع متطلبات المفوضية الأوروبية، التي اتهمت الشركة في مارس 2025 باستغلال هيمنتها في محرك البحث ومتجر "جوجل بلاي" لتفضيل خدماتها الخاصة على حساب المنافسين من الجهات الخارجية.
وكانت أبرز الاعتراضات التي وجهتها الجهات التنظيمية تتمثل في أن جوجل تُعطي أولوية لمنتجاتها مثل Google Flights وGoogle Hotels على حساب خدمات البحث العمودية الأخرى مثل Expedia وHotels.com، وهو ما اعتبرته بروكسل ممارسة احتكارية تُضر بالمنافسة وتحد من حرية الاختيار أمام المستخدمين.
ولتجنب فرض عقوبات قاسية، قالت جوجل في اقتراح رسمي اطلعت عليه "رويترز" إنها ستبدأ في منح خدمات البحث العمودية الأخرى مساحة متساوية في النتائج، عبر إنشاء ما يُعرف بـ"مربعات الخدمة المتخصصة" (VSS).
ووفقًا للمقترح، فإن كل خدمة بحث عمودية ستحصل على مربع عرض خاص داخل صفحة نتائج البحث يحتوي على نتائجها المستقلة، بينما ستستمر خدمات جوجل في الظهور بالتنسيق ذاته دون تمييز. وأوضحت الشركة أن "الفائز بمربع VSS سيُحدد بناءً على معايير موضوعية وغير تمييزية"، مع الإشارة إلى أن نتائج الرحلات الجوية وتأجير السيارات ستظل معروضة أيضًا، إما فوق أو أسفل المربعات الجديدة وفقًا لمدى صلة البحث بطلب المستخدم.
وبينما لم تُعلّق جوجل رسميًا على تفاصيل هذه الخطط بعد، طلب موقع "Engadget" من الشركة تأكيد ما ورد في التقرير، وسط توقعات بأن تعلن الشركة عن تفاصيل التغيير خلال الفترة المقبلة، قبل انتهاء المهلة التي حددها الاتحاد الأوروبي لتصحيح الممارسات المخالفة.
ويُعد قانون الأسواق الرقمية الأوروبي (DMA) أحد أبرز القوانين التي تستهدف الحد من سيطرة عمالقة التكنولوجيا، إذ يفرض على الشركات الكبرى مثل جوجل وآبل وميتا فتح أنظمتها أمام المنافسين ومنع ممارسات الاحتكار. ويُلزم القانون الشركات بتوفير خيارات عادلة للمطورين والمستخدمين، مع السماح لهم باستخدام خدمات بديلة دون قيود.
وتأتي خطوة جوجل هذه في وقت تواجه فيه ضغوطًا مشابهة لتلك التي تعرضت لها شركة آبل، بعد أن أجبرتها المفوضية الأوروبية على فتح نظامها أمام متاجر تطبيقات خارجية ومنح المستخدمين حرية أكبر في اختيار مزودي الخدمات الرقمية.
ويرى محللون أن استجابة جوجل لمطالب الاتحاد الأوروبي تُظهر تحولًا استراتيجيًا في سياسات الشركة التي طالما دافعت عن نموذجها المغلق القائم على دمج خدماتها داخل منظومة واحدة. إلا أن التهديد بفرض غرامات ضخمة – قد تصل إلى 10% من الإيرادات العالمية السنوية – جعل الشركة تعيد التفكير في نموذجها التجاري لضمان الامتثال للقوانين الجديدة.
ومن المتوقع أن تُحدث التغييرات المقترحة تأثيرًا واسعًا على تجربة المستخدم داخل محرك البحث، إذ ستُصبح النتائج أكثر تنوعًا من حيث المصادر، مما يمنح المستخدمين فرصًا أكبر للاختيار بين الخدمات المنافسة. لكن في المقابل، يرى بعض الخبراء أن الخطوة قد تُعقّد تجربة البحث وتؤثر على بساطة الواجهة التي تميز جوجل منذ تأسيسها.
وتؤكد مصادر أوروبية أن المفوضية ستُراجع بدقة تفاصيل خطة جوجل للتأكد من توافقها مع بنود قانون الأسواق الرقمية قبل منحها الموافقة النهائية. أما في حال فشل الشركة في تنفيذ التغييرات المطلوبة، فقد تواجه غرامات مالية غير مسبوقة وربما قيودًا جديدة على أنشطتها داخل القارة الأوروبية.
وبينما تحاول جوجل التكيف مع البيئة التنظيمية الجديدة، يبدو واضحًا أن عصر الهيمنة المطلقة لمحركات البحث ومنصات التطبيقات يقترب من نهايته، مع سعي الاتحاد الأوروبي لإرساء قواعد أكثر عدالة في سوق التكنولوجيا العالمي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الاتحاد الأوروبی نتائج البحث
إقرأ أيضاً:
«الرياضات البحرية» يعزز التواصل مع المنظومة بالمنصة الرقمية الجديدة
أبوظبي (الاتحاد)
أخبار ذات صلةأعلن اتحاد الإمارات للرياضات البحرية عن الإطلاق الرسمي لمنصته الإلكترونية الجديدة، في خطوة تعكس رؤيته الريادية والتزامه بالتحول الرقمي في قطاع الرياضة، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مسيرة تطوير منظومة العمل البحري والرياضي في الدولة.
ويهدف الاتحاد من خلال هذه المنصة إلى تعزيز التواصل مع الرياضيين والأندية والجماهير، وتوفير تجربة تفاعلية تجمع بين الحداثة والتقنية والهوية الوطنية للرياضات البحرية الإماراتية.
وتأتي هذه المبادرة ضمن استراتيجية الاتحاد الرامية إلى بناء بيئة رقمية متكاملة تواكب الرؤية الإماراتية، وتدعم توجهات الدولة في التحول الذكي والابتكار في العمل المؤسسي، وتضم المنصة باقة من الخدمات الذكية والمحتوى التفاعلي تشمل، بثاً مباشراً وتحديثات فورية عن البطولات والنتائج الرسمية.
إضافة إلي مكتبة وسائط متعددة تحتوي على صور ومقاطع فيديو من أبرز الفعاليات المحلية والعالمية، وخدمات تسجيل إلكتروني وتواصل مباشر مع الاتحاد والأندية، وملفات تعريفية للأبطال الإماراتيين وسجل رقمي يوثّق إنجازاتهم .
أرشيف شامل يوثّق تاريخ البطولات البحرية في الدولة منذ تأسيس الاتحاد .
ومن جانبه، قال أحمد علي الشرياني الأمين العام لاتحاد الإمارات للرياضات البحرية: "إطلاق المنصة الرقمية الجديدة يُمثل نقلة نوعية في طريقة تواصلنا مع مجتمع الرياضات البحرية داخل الدولة وخارجها. نعمل على جعلها منصة موثوقة تُقدّم المعلومة بشفافية، وتُسهم في بناء جيل رقمي من الرياضيين والإداريين، بما يتماشى مع رؤية قيادتنا الرشيدة في التحول الذكي وتطوير العمل المؤسسي".
وأضاف الشرياني: "نحن لا نرى هذه المنصة كأداة تواصل فحسب، بل كجسر حضاري يربط بين تاريخنا البحري العريق وطموحاتنا المستقبلية. المرحلة القادمة ستشهد مبادرات رقمية متقدمة، تُسهم في تمكين المواهب الشابة وتوسيع قاعدة المشاركين في الرياضات البحرية بمختلف إمارات الدولة .
وأكد الاتحاد أن هذه الخطوة تأتي ضمن خطة شاملة لتطوير منظومة الحوكمة الرقمية وتفعيل الخدمات الذكية، بما يضمن تعزيز الشفافية والمصداقية وتكافؤ الفرص بين الأندية واللاعبين، وتسهيل وصول المعلومات الرسمية للجمهور والإعلاميين بسرعة ودقة.