ماذا يحدث لجسمك عند تناول الشوكولاتة الداكنة بانتظام؟
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
تعد الشوكولاتة الداكنة من أكثر الأطعمة التي تحظى بإجماع علمي حول فوائدها الصحية، فهي ليست مجرد حلوى تُرضي الرغبة في السكر، بل مصدر غني بمضادات الأكسدة والمركبات الحيوية التي تساهم في تحسين صحة القلب والأمعاء والجسم بشكل عام، وفقًا لما أورده موقع «هيلث» المتخصص في الشؤون الطبية.
ومع ذلك، فإن الإفراط في تناولها قد يحمل بعض المخاطر، ما يجعل الاعتدال هو المفتاح للحصول على فوائدها دون أضرار.
تمثل الشوكولاتة الداكنة مصدرًا مهمًا للفلافونويدات، وهي مركبات مضادة للأكسدة ذات تأثير قوي في حماية الخلايا من التلف الناتج عن الإجهاد التأكسدي، وهي عملية تُعد من أبرز أسباب أمراض القلب وبعض أنواع السرطان والشيخوخة المبكرة.
وتشير الأبحاث إلى أن منتجات الكاكاو تحتوي على أعلى تركيز من الفلافونويدات بين جميع الأطعمة تقريبًا، حيث تفوق الشوكولاتة الداكنة شوكولاتة الحليب بخمسة أضعاف من حيث المحتوى المضاد للأكسدة.
كما تعمل هذه المركبات على تقليل الالتهابات المزمنة في الجسم، ما يجعل تناولها المنتظم وسيلة طبيعية لتعزيز المناعة وحماية الأنسجة الحيوية.
تقوي القلب وتقلل خطر الجلطاتتشير الدراسات الحديثة إلى أن تناول الشوكولاتة الداكنة بانتظام يمكن أن يسهم في تحسين صحة القلب من خلال خفض ضغط الدم ومستويات الكوليسترول الضار في الدم، إضافة إلى تحسين تدفق الدم ووظائف الأوعية الدموية.
وأكد الباحثون أن الأشخاص الذين يتناولون كميات معتدلة من الشوكولاتة الداكنة تقل لديهم معدلات الإصابة بأمراض القلب التاجية، والنوبات القلبية، والسكتات الدماغية.
ويرجع ذلك إلى احتوائها على مركبات تحفّز إنتاج أكسيد النيتريك في الجسم، وهو عنصر يساعد في توسيع الأوعية الدموية وتحسين مرونتها.
مصدر غني بالمعادن الحيويةتُعد الشوكولاتة الداكنة مخزنًا للعديد من العناصر المعدنية الأساسية التي يحتاجها الجسم لأداء وظائفه الحيوية، فهي تحتوي على النحاس الذي يشارك في إنتاج الطاقة، والحديد الضروري لتكوين الهيموغلوبين الذي يحمل الأكسجين داخل الجسم.
كما توفر المغنيسيوم الذي يساعد على تنظيم ضغط الدم وسكر الدم وانقباض العضلات، إضافة إلى المنغنيز الذي يدعم الجهاز المناعي ويشارك في عمليات الأيض.
وبذلك، فإن تناول قطعة صغيرة من الشوكولاتة الداكنة يوميًا يمكن أن يعوض الجسم عن بعض النقص في هذه المعادن الحيوية.
تعزيز صحة الأمعاء وتحسين المزاجأثبتت الأبحاث أن الشوكولاتة الداكنة تحتوي على مركبات تعرف باسم "البريبايوتكس"، وهي مواد تغذي البكتيريا النافعة في الأمعاء، مما يحسن من توازن الجهاز الهضمي ويعزز كفاءة الامتصاص الغذائي.
كما تشير بعض الدراسات إلى أن دعم صحة الأمعاء يؤثر إيجابًا على الصحة النفسية، إذ يرتبط وجود بكتيريا نافعة في الجهاز الهضمي بتحسين المزاج وتقليل التوتر والقلق.
ووجد الباحثون أن تناول الشوكولاتة الداكنة قد يسهم في إفراز هرمونات السعادة مثل السيروتونين والدوبامين، ما يجعلها خيارًا طبيعيًا لتحسين الحالة المزاجية دون الحاجة إلى منشطات صناعية.
السعرات الحرارية والمخاطر المحتملةعلى الرغم من فوائدها العديدة، إلا أن الشوكولاتة الداكنة تُعد غنية بالسعرات الحرارية والدهون والسكر المضاف في بعض منتجاتها التجارية.
لذلك ينصح الأطباء بالاكتفاء بتناول كميات معتدلة منها، لأن الإفراط في استهلاكها قد يؤدي إلى زيادة الوزن وارتفاع مستويات السكر في الدم.
كما تحتوي على نسب متفاوتة من الكافيين والثيوبرومين، وهما منشطان طبيعيان يمكن أن يسببا اضطرابات في النوم أو القلق لدى الأشخاص الحساسين للكافيين.
تحذيرات خاصة للحواملأشارت بعض الدراسات إلى أن الإفراط في تناول منتجات الكاكاو خلال المراحل المتأخرة من الحمل قد يؤدي إلى تضييق أحد الأوعية الدموية الهامة في الجنين، والمعروف باسم "القناة الشريانية"، مما قد يؤثر على تدفق الدم داخل الجسم الجنيني.
لذلك يُنصح الحوامل بالاكتفاء بكميات صغيرة من الشوكولاتة الداكنة وتجنب الإفراط تمامًا.
التوازن هو السرينصح خبراء التغذية بتناول قطعة من الشوكولاتة الداكنة بنسبة كاكاو لا تقل عن 70٪، من مرتين إلى ثلاث مرات أسبوعيًا، للحصول على أقصى فائدة ممكنة دون الإضرار بالنظام الغذائي.
فالاعتدال في تناولها يسمح بالاستفادة من مضادات الأكسدة والمعادن، مع تجنب السعرات الزائدة.
إن تناول الشوكولاتة الداكنة بانتظام يمد الجسم بجرعة صحية من مضادات الأكسدة والمعادن التي تحافظ على صحة القلب والأمعاء والمزاج، إلا أن الاعتدال في الكمية يظل مفتاح الاستفادة منها دون التعرض لمضاعفات السمنة أو اضطرابات النوم.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشوكولاتة الداكنة فوائد الشوكولاتة الداكنة الشوكولاتة من الشوکولاتة الداکنة صحة القلب تحتوی على إلى أن
إقرأ أيضاً:
عادة ليلية بسيطة تقلل خطر ارتفاع ضغط الدم أثناء النوم
حذر خبراء القلب من أن بعض العادات الليلية البسيطة قد تؤثر بشكل مباشر على ضغط الدم أثناء النوم، مؤكدين أن إطفاء الأضواء تمامًا قبل النوم ليس مجرد مسألة راحة، بل له تأثير فعّال في تقليل التوتر وخفض ضغط الدم بشكل طبيعي.
وأظهرت دراسة حديثة أن الضوء الخافت أو الشاشات المضيئة قبل النوم قد ترفع معدل ضربات القلب وتزيد إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، مما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم حتى أثناء الراحة الليلية.
وأوضح الباحثون أن النوم في الظلام الكامل يساعد الجسم على إفراز الميلاتونين بشكل منتظم، وهو هرمون ينظم دورة النوم والاستيقاظ، ويقلل من الالتهابات ويعزز صحة القلب والأوعية الدموية.
كما أن الظلام التام يساهم في تحسين جودة النوم العميق، الذي بدوره يخفض معدل ضربات القلب ويوازن ضغط الدم، ما يقلل من مخاطر النوبات القلبية والسكتات الدماغية على المدى الطويل.
ويشير الخبراء إلى أن عادة إطفاء الأضواء بالكامل يجب أن تكون مصحوبة بالابتعاد عن الأجهزة الإلكترونية قبل النوم لمدة 30 إلى 60 دقيقة، مثل الهواتف والتلفاز والكمبيوتر، لأن الضوء الأزرق الذي تصدره هذه الأجهزة يعطل إفراز الميلاتونين ويزيد من التوتر العصبي.
كما يُنصح بضبط درجة حرارة الغرفة لتكون معتدلة، حيث أن الحرارة المرتفعة أو المنخفضة تؤثر على جودة النوم وقدرة الجسم على الاسترخاء.
ويضيف الأطباء أن هذه العادة الليلية البسيطة فعّالة خصوصًا للأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم الخفيف أو الذين لديهم استعداد وراثي للمشاكل القلبية، حيث يمكن أن تساعدهم على تقليل الاعتماد على الأدوية في بعض الحالات تحت إشراف طبي.
باختصار، الاهتمام بعادات النوم الليلية الصغيرة مثل إطفاء الأضواء بالكامل يمكن أن يكون خطوة بسيطة لكنها فعّالة للحفاظ على صحة القلب وضغط الدم، مع تعزيز جودة النوم وحماية الجسم من مضاعفات ارتفاع ضغط الدم على المدى الطويل.