يشهد ملف المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة حالة من الغموض والتعقيد، وسط محاولات مستمرة من الوسطاء الدوليين لضمان استقرار الوضع على الأرض وإعادة الإعمار، بعد عامين من الحرب التي شهدها القطاع وأسفرت عن دمار واسع وخسائر بشرية ومادية. 

ويأتي هذا في ظل استمرار تبادل الاتهامات بين حماس وإسرائيل بشأن الانتهاكات، خاصة فيما يتعلق بتأخر إعادة جثث الرهائن وتباطؤ دخول المساعدات الإنسانية، إضافة إلى حوادث قتل متفرقة لفلسطينيين خلال الغارات الإسرائيلية.

المرحلة الثانية من اتفاق السلام

وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد سلمت جميع الرهائن الأحياء وما أمكنها الوصول إليه من جثث، في حين أكد الجيش الإسرائيلي أن إطلاق النار على مركبة فلسطينية شمال غزة جاء بعد رصد تهديد مباشر لقواته، ما أثار اتهامات بانتهاك وقف إطلاق النار من كلا الطرفين. 

وفي المقابل، تبذل منظمات الإغاثة جهودًا مضاعفة لتوسيع دخول المساعدات إلى القطاع، حيث لم يتم فتح معبر رفح بشكل كامل بعد، رغم الاتفاق على السماح بحركة المدنيين والمساعدات الإنسانية.

أما المرحلة الثانية من الاتفاق، فتتمثل في مفاوضات حاسمة جرت في القاهرة الأسبوع الماضي، وتركزت على نزع سلاح غزة، وإدارة القطاع من خلال هيئة فلسطينية تكنوقراطية، وإنشاء قوة دولية لتثبيت الاستقرار. 

ورغم إرسال حماس كبير مفاوضيها إلى القاهرة، إلا أن موقفها لا يزال غامضًا بشأن نقل السلطة ونزع السلاح، في حين تستعد بعض الدول للمشاركة في قوة الاستقرار الدولية بعد حصولها على تفويض من مجلس الأمن.

ومن جانبه، شدد رئيس هيئة الاستعلامات المصرية ضياء رشوان على أن حماس جزء من الواقع السياسي الفلسطيني ولا يمكن تجاهله، داعيًا الحركة للانضمام إلى منظمة التحرير الفلسطينية وتجميد سلاحها خلال هدنة تمتد عشر سنوات كحل وسط لتحقيق استقرار مؤقت. 

وأكد رشوان أن الجهود الدبلوماسية المصرية مستمرة لتسهيل المرحلة الثانية من الاتفاق، مع تحذيره من محاولات إسرائيلية لتعطيل الانسحاب الكامل من غزة ونقل الإدارة إلى السلطة الفلسطينية، مؤكدًا ضرورة المساواة في التعامل مع رفات الضحايا الفلسطينيين والإسرائيليين لتعزيز القيم الإنسانية.

طباعة شارك غزة وقف إطلاق النار المرحلة الثانية

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: غزة وقف إطلاق النار المرحلة الثانية المرحلة الثانیة من إطلاق النار

إقرأ أيضاً:

غزة.. صمود وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات المرحلة الحاسمة ومصير معبر فح

(CNN)-- يبدو أن حماس وإسرائيل تعتقدان في الوقت الحالي، أن وقف إطلاق النار في غزة صامد، وإن كان ذلك ليس بدون التعرض لضغوط ناجمة عن فشل حماس في إعادة جميع جثث الرهائن، وبطء دخول المساعدات إلى القطاع في البداية، واستمرار حوادث قتل الفلسطينيين، وإن كانت متفرقة، في الغارات الإسرائيلية.

ويأتي ذلك بعد التعرف على جثمان الرهينة العاشر العائد إلى إسرائيل من غزة بموجب اتفاق وقف إطلاق النار الأخير، مع حماس. وقال متحدث باسم الكيبوتس في بيان: "يعلن كيبوتس نير عوز عودة إلياهو (تشرشل) مارغليت، لدفنه"، مشيرًا إلى أن مارغليت قُتل في الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول قبل عامين، ونُقل جثمانه لاحقًا إلى غزة.

وكانت كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، قد طلبت المساعدة سابقًا، وقالت، الأربعاء الماضي، إن هناك حاجة إلى "جهود كبيرة ومعدات خاصة" لاستعادة جثث الرهائن المتبقين.

وأكدت كتائب عز الدين القسام في البيان أنها "التزمت بما تم الاتفاق عليه، وسلّمت جميع الرهائن الأحياء الذين كانوا بحوزتها، وما أمكنها الوصول إليه من جثث".

وقال المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة، محمود بصل، لشبكة CNN، إن عائلة فلسطينية كانت عائدة إلى منزلها شمال غزة قُتلت برصاص الجيش الإسرائيلي، الجمعة، بعد أن عبرت مركبتهم الخط الذي يحدد سيطرة إسرائيل بموجب اتفاق وقف إطلاق النار.

وأضاف محمود بصل أن المركبة كانت تقل 11 مدنيًا، بينهم سبعة أطفال وامرأتان.

وقال الجيش الإسرائيلي لشبكة CNN إن قواته "أطلقت طلقات تحذيرية" بعد "رصد مركبة مشبوهة تعبر الخط الأصفر" - في إشارة إلى خط الانسحاب الإسرائيلي الأوّلي. وقال الجيش إن "المركبة استمرت في الاقتراب من القوات بطريقة شكلت تهديدًا وشيكًا لهم".

واتهمت حماس إسرائيل بانتهاك وقف إطلاق النار عبر عمليات القتل تلك، لكن لم يتم اتخاذ أي إجراء انتقامي حتى السبت.

كما سمحت إسرائيل بدخول المزيد من المساعدات في الأيام الأخيرة، لكن منظمات الإغاثة تدعو إلى فتح المزيد من المعابر لتحسين عمليات التسليم.

وقال برنامج الغذاء العالمي، الجمعة، إنه لم يتمكن من إدخال ما يكفي من الغذاء إلى غزة بسبب الظروف "الصعبة للغاية"، بما في ذلك تنقل السكان، وحالة الطرق المزرية، وعدم فتح سوى معبرين حدوديين.

ولم يتم فتح معبر رفح الحدودي بعد، وهو بوابة رئيسية تربط غزة بمصر.

وكان من المقرر فتح المعبر أمام حركة المدنيين في كلا الاتجاهين كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار، لكن منسق أعمال الحكومة الإسرائيلية في المناطق (COGAT) قال، الخميس، إن تاريخ الافتتاح "سيتم الإعلان عنه في مرحلة لاحقة".

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي الأسبوع الماضي إنه قد يُفتح، الأحد.

المرحلة الثانية

بدأت مفاوضات المراحل الحاسمة التالية من اتفاق وقف إطلاق النار في مصر، الأسبوع الماضي، بحسب ما أفاد مصدر إسرائيلي ومسؤول إقليمي لشبكة CNN. وركزت المحادثات على نزع سلاح غزة، وحكم القطاع، وتشكيل قوة دولية للمساعدة في تأمين غزة بعد عامين من الحرب.

وتنص الخطة المكونة من 20 نقطة والتي قدمتها إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب لإنهاء الحرب في غزة على أن يتم حكم من مجموعة تكنوقراطية فلسطينية غير سياسية، وهيئة إشرافية تُسمى "مجلس السلام" - برئاسة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وبحسب الخطة، سيتم إنشاء قوة دولية لتثبيت الاستقرار (ISF) مؤلفة من قوات من عدة بلدان لتأمين القطاع.

ولكن رغم أن حماس أرسلت كبير مفاوضيها إلى القاهرة لمناقشة اللجنة الفلسطينية المقرر أن تدير غزة، إلا أن موقف الحركة لا يزال يشوبه الغموض بشأن نزع سلاحها ونقل السلطة.

ولا تزال البلدان التي تستعد للانضمام إلى قوة الاستقرار الدولية تتفاوض بشأن هيكلها، حيث يطلب بعضها تفويضًا من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قبل الانضمام.

مقالات مشابهة

  • حماس: وفد من الحركة وصل القاهرة لمتابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • الاحتلال يُفخخ "اتفاق غزة" بأزمة الجثامين
  • تحذير أمريكي غير مباشر لـ «حماس» من الهجوم على المليشيات المُتعاونة مع الاحتلال
  • نتنياهو: انتهاء الحرب سيكون بعد المرحلة الثانية ونزع سلاح حماس
  • غزة.. صمود وقف إطلاق النار وبدء مفاوضات المرحلة الحاسمة ومصير معبر فح
  • وزير الخارجيـة: ننظر للأمام نحو المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • محللون: صراع الإرادات السياسية يهدد المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • حماس تدعو الوسطاء الدوليين إلى متابعة تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
  • «رفات المحتجزين» تهدد المرحلة الثانية في اتفاق غزة