أعلنت مؤسسات الأسرى، اليوم الأحد، 19 أكتوبر 2025، استشهاد المعتقل محمود طلال عبد الله (49 عاما) من مخيم جنين، في مستشفى "أساف هروفيه" الإسرائيلي.

وكان الاحتلال قد اعتقله في الأول من شباط/فبراير من العام الجاري، وبعد اعتقاله طرأ تدهور خطير على وضعه الصحي، ليتبيّن لاحقًا أنه مصاب بمرض السرطان، وقد نُقل من سجن "مجدو" ثم سجن "جلبوع" ثم إلى "عيادة سجن الرملة"، ورغم تأكيد الفحوص الطبية إصابته بالسرطان في مرحلة متقدمة، رفض الاحتلال الإفراج عنه وأبقى على اعتقاله، إلى أن استُشهد بعد يوم واحد من نقله إلى مستشفى أساف هروفيه.

وأكدت هيئة شؤون الأسرى والمحررين، ونادي الأسير، أن جريمة استشهاد عبد الله تُضاف إلى سلسلة الجرائم المركّبة التي تنفذها منظومة الاحتلال ضمن سياسة قتل الأسرى والمعتقلين، في إطار حرب الإبادة المستمرة ضدّ الشعب الفلسطيني.

واعتبرا هذه الجريمة امتدادًا مباشرًا لما رواه مئات الأسرى المحررين من إفادات وشهادات توثق جرائم التعذيب والانتهاكات الممنهجة، والتي تُعدّ من الجرائم ضدّ الإنسانية وجرائم الحرب، وتؤكد أن ما يجري داخل السجون هو جزء من حرب الإبادة الشاملة.

ومع استشهاد المعتقل محمود عبد الله، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة والمعتقلين منذ بدء حرب الإبادة إلى (79) شهيدًا، وهم فقط من تم التعرف على هوياتهم، في ظل استمرار جريمة الإخفاء القسري التي تطال عشرات المعتقلين. وتشهد هذه المرحلة من تاريخ الحركة الأسيرة أعلى معدلات دموية منذ عام 1967، إذ بلغ عدد شهداء الحركة الأسيرة الذين عُرفت هوياتهم حتى اليوم (316) شهيدًا، وفقًا للبيانات الموثقة لدى مؤسسات الأسرى، مما يرفع عدد الأسرى المحتجزة جثامينهم قبل وبعد الحرب (87) جثمان، منهم (76) بعد الحرب.

وشدّدت المؤسستان على أن تسارع وتيرة استشهاد الأسرى والمعتقلين بهذه الصورة غير المسبوقة يؤكد مجددًا أن منظومة السجون الإسرائيلية ماضية في تنفيذ سياسة القتل البطيء بحقّهم، إذ لم يعد يمرّ شهر دون أن يُسجَّل ارتقاء شهيد جديد من بين صفوفهم. ومع استمرار الجرائم اليومية داخل السجون، فإنّ أعداد الشهداء مرشحة للازدياد، في ظل احتجاز آلاف الأسرى في ظروف تفتقر إلى أدنى مقومات الحياة، وتعرّضهم الدائم لانتهاكات ممنهجة تشمل: التعذيب، التجويع، الاعتداءات الجسدية والجنسية، الإهمال الطبي، ونشر الأمراض المعدية وعلى رأسها الجرب (السكابيوس)، فضلًا عن سياسات السلب والحرمان غير المسبوقة في شدتها.

هذا عدا عن الإعدامات الميدانية التي طالت العشرات من المعتقلين، وقد كانت صور الجثامين الذين تم تسليمهم مؤخرا بعد وقف إطلاق النار، شواهد وأدلة دامغة على مستوى الإجرام الذي نفّذ بحق العشرات من الأسرى والمعتقلين ميدانياً.  

وحملت الهيئة والنادي سلطات الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهاد المعتقل محمود عبد الله، وجدّدتا دعوتهما إلى المنظومة الحقوقية الدولية لاتخاذ إجراءات فاعلة لمحاسبة قادة الاحتلال على جرائم الحرب المرتكبة بحقّ الأسرى والشعب الفلسطيني.

كما طالبا بفرض عقوبات دولية واضحة تعزل الاحتلال، وتعيد للمنظومة الحقوقية دورها الأساسي الذي أُنشئت من أجله، وتضع حدًا لحالة العجز المروّعة التي أصابتها خلال حرب الإبادة، وإنهاء حالة الحصانة الاستثنائية التي ما زالت تمنحها قوى دولية للاحتلال، وكأنه كيان فوق القانون والمساءلة والمحاسبة.

المصدر : وكالة وفا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين القسام تعلن العثور على جثة أسير: تصعيد الاحتلال سيعيق عمليات البحث أول رد من كتائب القسام على ما جرى اليوم في رفح صحة غزة تنشر إحصائية جديدة لعدد شهداء العدوان الأكثر قراءة الرئيس عباس يعزي أمير قطر بوفاة 3 من منتسبي الديوان الأميري مباحثات فلسطينية أوروبية بشأن ترتيبات ما بعد وقف إطلاق النار غرفة العمليات الحكومية: نواصل تنسيق الجهود الإغاثية وإعادة الخدمات بغزة تفاصيل لقاء حسين الشيخ مع "بلير" بشأن مسألة اليوم التالي في غزة عاجل

جميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025

المصدر: وكالة سوا الإخبارية

كلمات دلالية: حرب الإبادة عبد الله

إقرأ أيضاً:

الخوف من ابتسامة أسير فلسطيني!!

تَمنع سلطات الاحتلال الإسرائيلي على الأسرى المُحرَّرِين أدنى مظاهر الفرح، وتُعاقب أفراد عائلاتهم إنْ هم فعلوا، ولا تتأخر في تنفيذ ذلك لمجرد الشك في أن هذا الأسير سيفرح بخبر تحريره، أو تلك العائلة ستفرح بخبر كهذا… في ذات الوقت تطلق المقاومة سراح أسرى الاحتلال وتُشاركهم الفرحة بذلك، ويصل هؤلاء مبتهجين إلى أسرهم وأهاليهم!

في الصورة الأولى يتجلى موقف الظالم الخائف من ظلمه، غير القادر على تَحمُّل شعور المظلوم بأن الله تعالى مَنَّ عليه بالفرج، وفي الصورة الثانية يتجلى موقف المناضل لأجل قضيته الذي لا يعتبر الأسير عدوا مادام قد أعاد له حقوقه، وتوقف عن ظلمه وعن سلب أرضه، وضَغَط على حُكَّامه ليعترفوا له بحقوقه. والصورتان معا تعكسان طبيعة الصراع القائم في أرض فلسطين، من جهة محتَل لا يريد أن يرى في الأسير صاحب قضية، مُضحٍ بحياته من أجل وطنه، ومن جهة أخرى صاحب أرض لا يريد أن يرى نفسه خارج القيم الأصيلة التي تحكم سلوكه تجاه الأسرى وإن كانوا جنودا جاءوا ذات يوم ليقتلوه. والصورتان معا تعكسان مَن يتصرف كمحتل إرهابي خارج القانون ومَن يتصرف كمقاوم يمتلك حق الدفاع عن أرضه وحريته…

ولذلك تجد الإعلام الصهيوني يبني كل سرديته لتبرير تعذيب الأسرى الفلسطينيين وإهانتهم ومنع الشراب والطعام والدواء عنهم على أنهم “إرهابيون” قتلوا جنودا صهاينة “أبرياء”!!

ولا يفهم هذا الإعلام ذلك الجواب الثابت عن هذا الاتهام، والذي يكاد يكون واحدا لدى جميع الأسرى المحرَّرِين عند سؤالهم “هل أنت نادم على ما فعلت؟” بالقول: أننا في حرب مع عدو نُقتَل ونَقتل، نُؤسَر ونأسَر، ولكل حرب من الحروب ضحاياها وأسراها، وإنْ تَم إطلاق سراحنا اليوم فليس مِنّة من الاحتلال إنما هو نتيجة تضحيات جسام قدّمها إخوة لنا على أرض المعركة، ومن ثَمَّ فإن الموقف لا يستقيم معه طرح الندم من عدمه في حالنا…

وحتى لا تتجلى هذه الصور المعبِّرة بعمق عن الفرق الشاسع بين طبيعة المحتَل وطبيعة المقاوم من أجل الحرية والدفاع عن أرضه وكرامته، يخفي المحتَل باستمرار صور أسراه الذين حرَّرتهم المقاومة بعد مفاوضات عسيرة، ويمنع عنهم التصريح والظهور عبر وسائل الإعلام وتقديم شهادتهم، لأنها تُبيِّن أسلوب معاملة الأسرى وفق قيم الإسلام والحضارة الإنسانية والقانون الدولي، وتفضح أسلوب معاملة الأسرى الفلسطينيين وفق أحكام الصهيونية والاستبداد ومنطق القوة الظالم.
الخوف من ابتسامة الأسير الفلسطيني! إنها تُعبِّر عن صمود الأمل ضد اليأس
وجاءت حالة جثامين الأسرى الأموات من الطرفين تأكيدا لهذه الحقيقة! غالبية جثامين الأسرى الفلسطينيين كانت بها آثار تعذيب وحرق وشنق حتى الموت بما يدل على همجية المحتل ورفضه المستمر احترام القوانين  والأعراف الدولية، أما جثامين أسرى الاحتلال فمحفوظة بكرامة بالصورة التي تركتها عليها قنابله وصواريخه. لم يثبت أن قتلت المقاومة أسيرا وهو تحت الأسر، في حين قَتَل الاحتلال عشرات الأسرى من خلال التعذيب والإهمال الطبي والقتل المتعمد…

وعليه تجد ذلك الخوف من ابتسامة الأسير الفلسطيني! إنها تُعبِّر عن صمود الأمل ضد اليأس، وتمحو في ثوانٍ معدودات سنوات من الأسر والقهر والحرمان، وكأنها تقول أن فلسطين ستبتسم ذات يوم كما ابتسمنا…

وهذا ما لا يطيقه المحتَل الذي ظن أنه كسر إرادة المقاومة، وحسم المعركة إلى الأبد، وأقنع العالم بأن مَن يأسرهم هم إرهابيون لا مقاومون من أجل الحرية والاستقلال… ولعلها من النتائج الجوهرية لمعركة طوفان الأقصى، أنْ كذّبت كل هذه الادعاءات، وجعلت كل العالم يعترف بعكس ما يُروِّج له المحتَل، ويهتف بصوت واحد أن في فلسطين مقاومة وليس إرهابا، مُردّدا في مسيراته العبارة التي أصبحت شعارا عالميا: “فلسطين حرة”..

وهكذا انتصرت ابتسامة الأسير الفلسطيني على كل جبروت آلة القتل الصهيونية…

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • استشهاد أسير فلسطيني بمستشفى إسرائيلي
  • "حماس": استشهاد أسير من جنين في سجون الاحتلال جريمة
  • استشهاد أسير فلسطيني في سجون الاحتلال جراء الإهمال الطبي
  • استشهاد أسير فلسطيني في مستشفى إسرائيلي.. ما القصة ؟
  • استشهاد أسير من مخيم جنين في سجون الاحتلال
  • الخوف من ابتسامة أسير فلسطيني!!
  • الاحتلال الإسرائيلي يسلّم جثامين 15 أسيرًا فلسطينيًا من قطاع غزة
  • أسير فلسطيني محرر يروي أهوال التعذيب في سجون الاحتلال
  • أسير فلسطيني يفجع باستشهاد زوجته وأطفاله الأربعة بعد تحريره من سجون الاحتلال.. فيديو