مصطفى عبد العظيم (دبي)
أكد المنتدى الاقتصادي العالمي أن دولة الإمارات تُعتبر من الدول الرائدة عالمياً الأكثر استعداداً لوظائف المستقبل، مع استمرار الدولة في تعزيز استثماراتها في التعليم والتدريب المهني، مما يعزّز مكانتها مركزاً عالمياً للتوظيف والابتكار.
وقال سام غريلينج، رئيس قسم العمل والأجور وخلق الوظائف لدى المنتدى الاقتصادي العالمي، في تصريحات لـ «الاتحاد» على هامش أعمال الاجتماعات السنوية لمجالس المستقبل العالمية في دبي، إنه وفقاً لتقارير المنتدى، تُظهر دولة الإمارات استعداداً متقدماً لمواكبة التحولات في سوق العمل ووظائف المستقبل، خاصةً في القطاعات الأساسية مثل الذكاء الاصطناعي، والطاقة المتجددة، والتكنولوجيا الرقمية.


وأشار إلى أن التكنولوجيا تأتي على رأس أولويات أصحاب العمل في الإمارات، حيث يتوقع 9 من كل 10 منهم اعتماد الذكاء الاصطناعي في أعمالهم، ويعتقد ثلثهم أن الروبوتات ستلعب دوراً محورياً في تسريع وتيرة التحول المؤسسي، وهي نسب تتجاوز المتوسط العالمي
وأوضح غريلينج أنه بحسب تقرير التنافسية العالمية لعام 2024، صنّف المنتدى الاقتصادي العالمي الإمارات ضمن الدول الرائدة في الاستقرار الاقتصادي، وفي اعتماد تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، وكذلك في مرونة سوق العمل، مشيراً إلى تركيز الدولة على تدريب القوى العاملة وتطوير مهاراتها في مجالات الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والتقنيات الرقمية، وهو ما يتماشى مع متطلبات الوظائف الجديدة. 

جذب المواهب 

وأضاف رئيس قسم العمل والأجور وخلق الوظائف لدى المنتدى الاقتصادي العالمي، أن دولة الإمارات تُعد من الدول ذات الكفاءات العالمية القادرة على جذب وتطوير المواهب التي تدعم القطاعات المستقبلية.
وخلص تقرير حديث للمنتدى الاقتصادي العالمي بعنوان «وظائف الغد: التكنولوجيا ومستقبل أكبر القوى العاملة في العالم»، إلى أن أربع تقنيات ناشئة، وهي الذكاء الاصطناعي، والروبوتات، وأنظمة الطاقة المتقدمة، وشبكات الاستشعار، مهيأة لإعادة تشكيل أسواق العمل العالمية، وخلْق فرص جديدة لتعزيز الإنتاجية وتحويل الوظائف في الزراعة، والتصنيع، والرعاية الصحية، وغيرها من القطاعات الحيوية، ومع ذلك، فإن إطلاق ذلك الإمكان الإنتاجي وإدارة المخاطر المرتبطة به سيتطلب تحركات منسقة تشمل تعبئة رأس المال الاستثماري، وتسريع انتشار التكنولوجيا عالمياً، وضمان الوصول الشامل.
ويُعنى التقرير الذي طوّره مجلس المستقبل العالمي للوظائف والتكنولوجيا الرائدة التابع للمنتدى الاقتصادي العالمي بدراسة سبع مجموعات وظيفية من المرجّح أن يكون للتحوّل التكنولوجي التأثير الأكبر عليها، تمثّل هذه المجموعات مجتمعة حوالي 80% من القوى العاملة العالمية مثل الزراعة، والتصنيع، والبناء، وتجارة الجملة والتجزئة، والنقل واللوجستيات، والأعمال والإدارة، والرعاية الصحية.

تحولات تكنولوجية 

أخبار ذات صلة «غرفة دبي العالمية» تفتتح أول مكتب تمثيلي لها بشرق أوروبا في بولندا سرقة "قطع لا تقدر بثمن" من أشهر متحف في باريس

وفيما يتعلق برؤية المنتدى الاقتصادي العالمي استعدادات سوق العمل في دولة الإمارات لوظائف المستقبل في المجالات الأساسية التي ذكرها التقرير، قال غريلينج: «تُشكّل القوى العاملة في قطاع البناء، وخاصة العمال ذوي الياقات الزرقاء، النسبة الأكبر من إجمالي القوى العاملة في دولة الإمارات، إلى جانب العاملين في قطاعات تجارة الجملة والتجزئة، والأعمال والإدارة. تمثل هذه القطاعات مجتمعة الجزء الأكبر من سوق العمل في الدولة، ومن المتوقع أن تشهد جميعها تحولات تكنولوجية عميقة في المستقبل القريب».

نقلة نوعية 
وأوضح غريلينج أن دولة الإمارات تشهد بالفعل نقلة نوعية في الاقتصاد بفضل تبني التكنولوجيا الحديثة، وهو ما يتجلى بوضوح في مبادرات المدن الذكية. على سبيل المثال، يتم تحويل العمليات التقليدية مثل تشغيل المركبات إلى أنظمة التحكم الخلفي في المعدات ذاتية القيادة وشبه الذاتية، مدعومة بتقنيات الطائرات من دون طيار، مؤكداً أن التكنولوجيا تأتي على رأس أولويات أصحاب العمل في الإمارات، حيث يتوقع 9 من كل 10 منهم اعتماد الذكاء الاصطناعي في أعمالهم، ويعتقد ثلثهم أن الروبوتات ستلعب دوراً محورياً في تسريع وتيرة التحول المؤسسي، وهي نسب تتجاوز المتوسط العالمي.

مستقبل الوظائف 

وقال غريلينج إن «القرارات التي تُتخذ الآن وفي السنوات القليلة القادمة ستحدد مسار تطوير التكنولوجيا، ولا بد من فهم أي التقنيات ستكون أكثر تحوّلاً وكيف ستغيّر سبع مجموعات وظيفية، تشكّل حوالي 80% من عُمال العالم، كي نتمكن من توقّع تأثيرها والسعي نحو إيجاد حلول إيجابية».
وأوضح أنه وفي حين ركّز الجدل العالمي على الوظائف المكتبية، يبرز التقرير كيف أن التقنيات الناشئة تدفع التغيير في العالم الواقعي أيضاً خارج نطاق هذه الوظائف. فمثلاً التكنولوجيا القائمة على الدرونز تتيح بالفعل التوصيل الفعّال في المناطق الحضرية في الإمارات العربية المتحدة، ونقل الإمدادات الحيوية، كالمعدات الطبية مثلاً إلى المناطق الريفية في غانا. كما أن أنظمة الطاقة المتجددة على الأسطح في عدة دول أفريقية تساهم في تثبيت ساعات عمل العمال الميدانيين، فتحول دون تسريحهم من العمل أثناء انقطاع التيار، وتخلق طلباً على المتخصصين في أنظمة الطاقة.
ويعرض التقرير كيف تقلّل المعدات الإنشائية شبه الأوتوماتيكية العبء الجسدي على العمال وتحسّن السلامة، وكيف يمكن للروبوتات المدمجة بمعالجة بيانات الذكاء الاصطناعي إعادة تصميم مسار رعاية المرضى والقوى العاملة في قطاع الصحة؟

 

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: المنتدى الاقتصادی العالمی الذکاء الاصطناعی القوى العاملة فی دولة الإمارات سوق العمل من الدول العمل فی

إقرأ أيضاً:

محافظ أسوان يشارك بالجلسة الافتتاحية لمنتدى السلام والتنمية المُستدامين في نسخته الخامسة |شاهد

افتتح الدكتور بدر عبد العاطى وزير الخارجية والهجرة وشئون المصريين بالخارج فعاليات النسخة الخامسة من منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامين .

وشارك اللواء دكتور إسماعيل كمال محافظ أسوان فى الجلسة الإفتتاحة ، وسط حضور لنخبة متميزة من قادة ومسئولين رفيعى المستوى من مختلف الدول والمنظمات الإقليمية والدولية ، فى مقدمتهم رئيس وزراء جمهورية الصومال الفيدرالية حمزة عبدى برى ، ووزراء خارجية أنجولا والصومال ومالى وتشاد والسودان واليمن وبوركينا فاسو ، بالإضافة إلى وزير داخلية روندا ، وكذا فليبو غراندى رئيس المفوض السامى للأمم المتحدة لشئون اللاجئين ، وسلمى ماليكا نائب رئيس المفوضية الأفريقية ، والدكتور إبراهيم محلب رئيس وزراء مصر الأسبق ، فضلاً عن الدكتور عمرو موسى رئيس جامعة الدول العربية السابق ، وجراح القلب العالمى السير مجدى يعقوب ، علاوة على عدد من سفراء الدول الصديقة والشقيقة .

وفى كلمته رحّب الدكتور إسماعيل كمال بالحضورعلى أرض أسوان عاصمة الشباب والاقتصاد والثقافة الإفريقية فى هذا الحدث القارى الهام، والذى يتمثل فى النسخة الخامسة من المنتدى، ويعقد هذا العام تحت عنوان: “عالم فى تغير.. وقارة فى حراك : مسيرة تقدم إفريقيا فى ظل التحولات العالمية”، لافتاً إلى أن ذلك يعكس المكانة المتميزة لأسوان كجسر يربط مصر بعمقها الإفريقى ، ومنصة حوار إفريقية رائدة تنطلق من ضفاف النيل الخالد الذى يجسد وحدة المصير بين شعوب القارة.

الجلسة الافتتاحيةجامعة أسوان تحتضن جلسة تدريبية لتعزيز كفاءة الباحثينأسعار الخضراوات والفاكهة في أسوان اليوم الأحد 19-10-2025

وأكد إسماعيل كمال على أنه من قلب أسوان تتجدّد رسالة مصر فى دعم السلام والتنمية الشاملة والمستدامة تأكيداً لتوجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، والذى قام بتدشين النسخة الأولى فى ديسمبر عام 2019 مما جعل من منتدى أسوان منبراً إفريقياً فاعلاً يعزز التعاون ، ويدعم الحلول المختلفة للقضايا الإفريقية.

وأشار إلى أن السلام الحقيقى لا نصل إليه إلا بالتنمية ، وأن التنمية لا تترسخ إلا فى بيئة يسودها الإستقرار والتكامل ، وهو ما يجسده هذا المنتدى الذى يجمع تحت مظلته القادة وصناع القرار والمنظمات الإقليمية والدولية والمجتمع المدنى لتوحيد الرؤى ، وتعزيز العمل المشترك فى مواجهة التحديات السياسية والإقتصادية والتنموية التى تشهدها القارة .

وأضاف محافظ أسوان بأن زهرة الجنوب بتاريخها العريق وحاضرها الواعد ستظل دائماً رمزاً للأخوة الإفريقية ، وملتقى للسلام ، ومنارة للتنمية المستدامة تنبعث منها روح التعاون والأمل نحو مستقبل أكثر إشراقاً لقارتنا السمراء  .

متمنياً أن تثمر أعمال المنتدى عن توصيات بناءة ورؤى عملية تساهم فى تعزيز السلام والتنمية فى إفريقيا ، وتدعم مسيرتها نحو المكانة التى تستحقها بين دول العالم ، هذا وقد شهدت فعاليات الجلسة الإفتتاحية عرض كلمة مسجلة للرئيس عبد الفتاح السيسى ، وأيضاً لأنطونيو غوتيرش الأمين  العام للأمم المتحدة .

طباعة شارك أسوان محافظة اسوان اخبار محافظة اسوان

مقالات مشابهة

  • الرئيس السيسي في منتدى أسوان: إفريقيا قادرة على استعادة مصداقية النظام العالمي
  • محافظ أسوان يشارك بالجلسة الافتتاحية لمنتدى السلام والتنمية المُستدامين في نسخته الخامسة |شاهد
  • الدول الأكثر فقرا على مستوى العالم (إنفوغراف)
  • «جنينة»: لتر بنزين 95 و92 أقرب ما يكون من السعر العالمي الحر بينما السولار هو الأكثر دعمًا
  • 3.5 مليار فقير حول العالم.. وهذه الدول الأكثر معاناة من الفقر
  • 3.5 مليارات ونصف فقير حول العالم.. وهذه الدول الأكثر معاناة من الفقر
  • الشارقة ترسم ملامح اقتصاد المستقبل عبر منتدى الشارقة للاستثمار ومؤتمر الاستثمار العالمي 2025
  • براتب 35 ألف جنية.. وظائف خالية بدولة الامارات قدم الآن
  • لطيفة بنت محمد تلتقي الأعضاء الإماراتيين في مجالس المستقبل العالمية