تسير سلطنة عُمان بخطى واثقة نحو توطين الاقتصاد المعرفي واعتماد أحدث التقنيات التي تعزز التنافسية وترفع من كفاءة العمليات وترفد السوق العُماني بالمشروعات الواعدة ذات الأثر المباشر على النمو الاقتصادي، ولأن سوق أشباه الموصلات يعد من المجالات الاستثمارية القادمة بقوة، لم تدخر عُمان جهدها في الاستفادة من هذا الجانب من خلال الشراكات العالمية والاتفاقيات المُبرمة مع بيوت الخبرة ومتابعة التجارب الناجحة لنقلها في السوق.

توجّهت مجموعة "إذكاء" نحو توقيع اتفاقية استثمارية جديدة مع شركة "موفاندي" الأمريكية، ضمن جهودها لبناء منظومة وطنية متكاملة في قطاع أشباه الموصلات والاتصالات الحديثة.

وقراءةً لهذا الاستثمار وأبعاده المستقبلية، أجرت "عُمان" حوارا مع المهندس سعيد بن عبدالله المنذري، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إذكاء"، الذي تحدث عن رؤية المجموعة في هذا القطاع الحيوي، وأثر الشراكات الدولية في تمكين الكفاءات العُمانية، وتعزيز موقع السلطنة كمركز إقليمي لتقنيات التصميم والابتكار.

- ما مدى مساهمة هذا الاستثمار في دعم نمو قطاع أشباه الموصلات في سلطنة عُمان؟

استراتيجيتنا في دخول سوق أشباه الموصلات جاءت من خلال الاستثمار في التصميم وليس التصنيع، اخترنا هذا المسار لأن التصميم يخلق وظائف نوعية ذات جودة عالية من حيث الدخل والخبرة العملية المكتسبة، كما أن التصميم يخدم جميع المصانع والتقنيات العاملة في هذا القطاع الحيوي، ومن خلال الاستثمارين الأول والثاني في هذا المجال، استطعنا أن نُوجد بيئة جاذبة لكبرى الشركات الأمريكية لتأسيس مراكز بحوثها في سلطنة عُمان.

ويعود ذلك لسببين رئيسيين: أولًا، قدرة الشباب العُماني على دخول هذا السوق بكفاءة عالية، خصوصًا خريجي تخصصات الهندسة الكهربائية والإلكترونيات وهندسة الحاسب الآلي، وثانيًا، الدعم الحكومي الكبير لمثل هذه المشاريع، سواء عبر الاستثمارات الجريئة في القطاع، أو من خلال الحوافز التنافسية كدعم الأجور وبرامج التدريب المتخصصة.

هذه العوامل مجتمعة جعلت من سلطنة عُمان مركزًا إقليميًا لتصميم أشباه الموصلات، وهو مركز فريد من نوعه في المنطقة. فلا توجد دولة أخرى تمتلك هذا العدد من مصممي أشباه الموصلات كما هو الحال في سلطنة عمان اليوم، والعدد في تزايد مستمر مع دخول شركات جديدة مستقبلًا.

- ما أبرز المجالات والمشاريع التي تركز عليها هذه الاتفاقية في المرحلة المقبلة؟

تركز الاتفاقية في مرحلتها القادمة على إنشاء مركز لتنمية تقنية تصميم أشباه الموصلات في سلطنة عمان، إلى جانب توظيف عدد أكبر من المصممين المتخصصين في هذا المجال، كما تهدف إلى زيادة عدد الملكيات الفكرية الخاصة بتصميم أشباه الموصلات، بما يسهم في إيجاد منظومة متكاملة تتناغم مع استثمارات المجموعة السابقة في هذا القطاع، وتدعم الابتكار المحلي وتعزز تنافسية سلطنة عُمان في الأسواق الإقليمية والعالمية.

- ما انعكاس هذه الشراكة على تمكين الكفاءات الوطنية في هذا القطاع؟

تمكين الكفاءات الوطنية هو الركيزة الأساسية لهذه الشراكة، فهدفنا الأول من هذا الاستثمار هو زيادة عدد المهندسين العُمانيين المتخصصين في هذا المجال النادر، وتزويدهم بالمهارات والخبرات التي تمكّنهم من المنافسة في السوق العالمي، ونحن نؤمن بأن رأس المال البشري هو المحرك الحقيقي للتنمية، ولذلك نحرص على أن تكون جميع استثماراتنا ذات أثر مباشر في تطوير قدرات الشباب العُماني.

- ما مدى مساهمة قطاع أشباه الموصلات في الناتج المحلي، وما أهمية مثل هذه الاتفاقيات في تعزيز موقع السلطنة كمركز إقليمي للتقنيات المتقدمة؟

الناتج المحلي يرتفع كلما زادت عُمان من تصدير التقنيات والمنتجات إلى الخارج. ومعظم سوق أشباه الموصلات هو سوق خارجي، لذا فإن تصميم المنتجات داخل سلطنة عُمان وتصديرها دوليًا يساهم بشكل مباشر في زيادة الناتج المحلي، وذلك من خلال الجهود والخدمات التي يقدمها الكادر العُماني المؤهل. من هنا يمكن القول إن التأثير مباشر وكبير، وسيتضاعف في المرحلة القادمة كلما توسعنا في تأهيل الكفاءات الوطنية ودخولها أسواق التقنية العالمية.

- كيف ترى مجموعة إذكاء فرص التعاون المستقبلية مع الشركات العالمية في قطاع التقنية؟

بدأنا هذه المسيرة منذ فترة، ففي السنوات الثلاث الأولى ركزنا على تنمية السوق المحلي ودعم الشركات الناشئة، لكن في العامين الماضيين نجحنا في استقطاب كبرى الشركات العالمية إلى سلطنة عُمان. حتى الآن تم التوقيع مع ثلاث شركات أمريكية كبرى في مجال أشباه الموصلات من وادي السيليكون، كما جلبنا شركة عالمية في مجال خدمات التوصيل واستحوذنا على شركة "أوتاكسي". وهناك حاليًا نقاشات متقدمة مع شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء وبناء مراكز البيانات الضخمة. بالتالي، أصبح التعاون الدولي أولوية استراتيجية لنا في المرحلة المقبلة، بعد أن ركزنا خلال البدايات على دعم الشركات المحلية والناشئة.

وأكد المهندس سعيد المنذري أن مجموعة "إذكاء" ماضية في توسيع استثماراتها في مجالات التقنية المتقدمة، بما يسهم في بناء اقتصاد رقمي مستدام، ويُعزز مكانة سلطنة عُمان كمحور إقليمي للابتكار في مجالات الاتصالات وأشباه الموصلات.

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: سوق أشباه الموصلات فی هذا القطاع فی سلطنة ع الع مانی من خلال

إقرأ أيضاً:

هل يساهم الحظر في خفض سعر السكر؟ الشعبة تكشف مفاجأة

أصدرت وزارة الاستثمار والتجارة الخارجية قراراً بمدّ حظر تصدير السكر لمدة 6 أشهر إضافية، بهدف تحقيق استقرار ملحوظ في أسعار السكر بالسوق المحلية، وذلك قبيل موسم استهلاكي مرتفع يشمل أشهر رجب وشعبان ورمضان.

أحمد المنوفي: القرار صائب ويعكس عقلية اقتصادية متقدمة

قال أحمد المنوفي، مستشار الغرفة التجارية، إن قرار مدّ الحظر يمنع المضاربات التي تؤدي لارتفاع غير مبرر في الأسعار، ويضمن وفرة المنتج بأسعار مناسبة للمواطن والمُنتج على حد سواء.

تراجع كبير في أسعار السكر.. والشعبة تكشف مفاجأة بعد مدّ الحظرعلامات تؤكد إصابتك بالسكر.. جمال شعبان يكشف المؤشرات الأوليةانخفاض ملحوظ في أسعار السكر خلال أسبوعين فقط

شهدت السوق انخفاضاً حاداً في أسعار السكر، حيث تراجع سعر طن السكر السائب من 31-32 ألف جنيه إلى 24 ألف جنيه خلال 15 يوماً، وهو ما يعكس فعالية القرار في كبح جماح الأسعار.

مخزون استراتيجي يكفي لاستهلاك عام كامل

كشف المنوفي وجود فائض كبير من السكر في مصر يكفي الاستهلاك المحلي لمدة عام كامل، ما يعزز قدرة الدولة على التحكم في السوق الداخلية وتوجيه السياسات لصالح المواطنين.

استعدادات مبكرة لشهر رمضان وأسعار عادلة للمستهلك

مع اقتراب شهر رمضان، يضمن قرار مدّ الحظر توفير السكر بأسعار عادلة خلال موسم تزداد فيه معدلات الاستهلاك، ما يطمئن المستهلكين على توفر السلعة الأساسية.

قرار مدروس لحماية الأمن الغذائي وتعزيز ثقة الأسواق

يمثل تمديد حظر تصدير السكر جزءاً من السياسات الاستباقية لحماية الأمن الغذائي المصري، ويؤكد جدية الدولة في تحقيق استقرار الأسواق ومنع الفوضى السعرية، مما يصب في مصلحة المواطن المصري أولاً وأخيراً.

طباعة شارك وزارة الاستثمار والتجارة حظر تصدير السكر الغرفة التجارية

مقالات مشابهة

  • النقل والاتصالات بالتعاون مع كلية الشرق الأوسط تدشنان مركز حداثة لصناعة الأمن السيبراني
  • وزارة الطاقة تبحث مسودة تحديث استراتيجية قطاع الطاقة
  • وزير الخارجية: منتدى أسوان يشهد توقيع مذكرات تفاهم لتأسيس شراكات جديدة
  • هل يساهم الحظر في خفض سعر السكر؟ الشعبة تكشف مفاجأة
  • الشاهد: استئناف مبادرة تمويل الصناعة الميسرة خطوة استراتيجية لدعم الاقتصاد الوطني
  • مخرجات واعدة في دوري الفتيات لكرة القدم
  • إيفيتش: عودة رحيمي وشاذلي تعزز قوة العين
  • «صندوق خليفة» يبرم 3 شراكات لتعزيز الابتكار والأمن الرقمي خلال «جيتكس»
  • الصين تفتح تحقيقًا مع كوالكوم بسبب صفقة استحواذ إسرائيلية مشبوهة