عملة أمريكية جديدة تحمل صورة ستيف جوبز
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
أعلنت دار سك العملة الأمريكية عن تصميم عملة معدنية جديدة تحمل صورة ستيف جوبز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي السابق لشركة آبل، ضمن سلسلة عملات "الابتكار الأمريكي" التي تُصدرها منذ عام 2018 لتكريم الشخصيات والأفكار التي غيّرت مجرى التاريخ العلمي والتقني في البلاد.
العملة الجديدة، التي ستصدر رسميًا عام 2026، تُظهر جوبز في لحظة تأمل عميقة، جالسًا متربعًا وسط مشهد طبيعي بديع في كاليفورنيا، بين التلال المتموجة وأشجار البلوط.
وقد اختير هذا المشهد تحديدًا ليعكس العلاقة الوثيقة بين البيئة التي نشأ فيها جوبز وبين فلسفته التي جعلت التكنولوجيا تبدو "بديهية وعضوية كالطبيعة نفسها"، وفق ما ورد في البيان الرسمي لدار سك العملة الأمريكية.
يرمز تصميم العملة إلى رحلة جوبز من البساطة إلى العبقرية، حيث انطلق من جراج صغير في كاليفورنيا ليؤسس واحدة من أكثر الشركات تأثيرًا في العالم، فبينما تميل معظم العملات التذكارية إلى عرض صور الشخصيات في هيئة رسمية أو احتفالية، جاء تصميم عملة جوبز مختلفًا؛ إذ اختار المصممون أن يُظهروه شابًا في لحظة هدوء وتأمل، بعيدًا عن أضواء الشهرة، تأكيدًا على أن الإلهام يولد من الانسجام مع الطبيعة والخيال.
تُعد هذه الخطوة جزءًا من مشروع ضخم تُنفّذه دار سك العملة الأمريكية، لتخليد الابتكارات التي ساهمت في تشكيل الولايات المتحدة الحديثة، فمنذ عام 2018، أطلقت السلسلة عملات معدنية تحمل رموزًا لأهم الاختراعات والمخترعين في البلاد، من الكهرباء والإنترنت إلى الزراعة والطيران، في إطار برنامج وطني يُبرز مساهمات الولايات والأقاليم الأمريكية في بناء المستقبل.
وبجانب عملة ستيف جوبز التي تُمثل ولاية كاليفورنيا، كشفت دار سك العملة عن مجموعة من التصاميم الأخرى لعام 2026، من بينها عملة تحمل صورة الدكتور نورمان بورلاوج من ولاية أيوا، وهو أحد أبرز العلماء الذين قادوا "الثورة الخضراء" عبر تطوير محاصيل زراعية أكثر إنتاجًا وقدرة على التكيف مع التغيرات المناخية، ما ساهم في إنقاذ ملايين البشر من المجاعات.
أما ولاية ويسكونسن فاختارت تكريم الابتكار في مجال الحوسبة، من خلال عملة تُظهر منظرًا جويًا للحاسوب العملاق كراي-1 (Cray-1)، الذي كان من أعظم إنجازات السبعينيات في مجال الحوسبة عالية الأداء.
في حين اختارت مينيسوتا الاحتفاء بابتكار التبريد المتنقل، من خلال عملة تُظهر شاحنة من أربعينيات القرن الماضي مزودة بوحدة تبريد مثبتة في مقدمتها، وهو اختراع غيّر صناعة النقل وساهم في تطوير سلاسل الإمداد الحديثة.
تتعاون دار سك العملة الأمريكية في كل إصدار مع حكّام الولايات ومسؤولين محليين ومؤرخين لتحديد التصميمات التي تُجسّد روح الابتكار في كل منطقة، ويهدف المشروع إلى تعزيز الوعي بتاريخ الابتكار الأمريكي من خلال رموز ملموسة تمثل الإرث الصناعي والتقني والثقافي للبلاد.
ستيف جوبز.. إرث يتجاوز التكنولوجيايمثل تكريم جوبز في هذه السلسلة أكثر من مجرد اعتراف بإنجازاته التكنولوجية؛ فهو تجسيد لفكرة أن الابتكار يبدأ من الرؤية الإنسانية قبل التقنية، فقد أحدث جوبز ثورة في عالم التكنولوجيا الاستهلاكية بإطلاق منتجات مثل iPhone وMacBook وiPod، التي أعادت تعريف طريقة تفاعل البشر مع التكنولوجيا.
وبينما يرى البعض أن تخليد صورته على عملة معدنية هو تكريم متأخر، إلا أن التوقيت يبدو مناسبًا تمامًا مع مرور أكثر من عقد على رحيله عام 2011، في وقت تستمر فيه بصماته واضحة في منتجات آبل وفي طريقة تصميم التكنولوجيا الحديثة حول العالم.
من خلال وضع صورة ستيف جوبز على عملة معدنية، تُعيد دار سك العملة الأمريكية تعريف معنى "الابتكار" من جديد، ليس فقط كاختراع تقني، بل كرحلة فكرية وإنسانية تُلهم الأجيال القادمة. فالعملة لا تُمثل مجرد تقدير لشخص، بل هي احتفاء بفلسفة كاملة غيّرت علاقتنا بالتكنولوجيا، لتصبح أكثر إنسانية، وأكثر بساطة، وأكثر إبداعًا.
بهذا الإصدار، تؤكد الولايات المتحدة أن روادها في مجالات التقنية والعلوم ما زالوا يشكّلون جزءًا أصيلًا من هويتها الثقافية، وأن إرث ستيف جوبز سيظل حاضرًا في كل ما يرمز إلى الإبداع الأمريكي.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: ستيف جوبز آبل كاليفورنيا ستیف جوبز من خلال
إقرأ أيضاً:
صحيفة أمريكية: حضرموت ساحة معركة جديدة بين السعودية والإمارات
مشيرةً إلى أن السعودية تخلت عن قوات حزب الإصلاح وسلمت الهضبة النفطية للفصائل الإماراتية ضمن صفقة، ما عزز سيطرة الانتقالي على غالبية مناطق الهضبة النفطية.
وقالت الصحيفة في تقريرها - الذي ترجمه موقع "26 سبتمبرنت " إن ما يجري اليوم في محافظة حضرموت ليس صراعًا محليًا عابرًا أو خلافًا قبليًا، بل هو امتداد مباشر للصراع السعودي–الإماراتي على الأرض والموارد اليمنية. وأن التحركات العسكرية والأمنية للفصائل والميليشيات المرتبطة بالتحالف تهدف إلى فرض السيطرة على الثروات النفطية والبحرية، وتحويل المحافظة إلى قاعدة نفوذ تتيح للرياض وأبوظبي تعزيز سيطرتهما في الجنوب والشرق.
وذكرت الصحيفة أن الاشتباكات حول حقول النفط تصاعدت في هضبة حضرموت خلال الساعات الأخيرة، مع محاولة المجلس الانتقالي الجنوبي وقبائل يافع والضالع السيطرة على مواقع استراتيجية، أبرزها شركة هوك التابعة لشركة توتال النفطية في حضرموت.
وأضافت الصحيفة أن محافظة حضرموت تكتسب أهمية استراتيجية قصوى لكونها أكبر محافظات اليمن، وتضم أكبر مخزون نفطي في البلاد، إضافة إلى ميناء بحري حيوي، ما يجعلها ساحة تنافس مباشرة بين "الحليفين اللدودين" السعودية والإمارات. تقسم حضرموت جغرافيًا إلى شمال "الوادي والصحراء" وجنوب "الساحل"، وهو تقسيم انعكس على التوزع العسكري للقوى.
ورأت الصحيفة أن ما يحدث في حضرموت اليوم لم يبدأ محليًا فقط، بل هو امتداد لصراع إقليمي أكبر على النفوذ بين السعودية والإمارات، يصل تأثيره من السودان إلى شرقي اليمن على بعد نحو 2.500 كيلومتر تقريبًا. السعودية، في إطار ضغطها على واشنطن لاحتواء دور الإمارات في الحرب السودانية، طالبت الولايات المتحدة بإدراج قوات الدعم السريع المدعومة إماراتيًا على قائمة الإرهاب، فيما جاء الرد الإماراتي عبر تحريك قوات الانتقالي باتجاه حضرموت، المحافظة ذات الثقل الأكبر للسعودية.
ولفتت إلى أن تحركات الإمارات في المحافظة قد تكون ردًا على تدخل السعودية في ملف السودان، فيما يُطرح احتمال وجود تنسيق سعودي لتسليم المحافظة لقوات "درع الوطن"، إذ لا يمكن للانتقالي التحرك دون ضوء أخضر من الرياض. كما أن السعودية استغلت الفرصة لإضعاف الإخوان وإسقاط آخر معاقلهم في الجنوب، المتمثلة بالمنطقة العسكرية الأولى في سيئون، ودفعهم نحو مأرب، ما يمهد لتنفيذ أي مشروع تقسيمي محتمل في المستقبل.
وأكدت أن تطور الأحداث يتزامن مع تصاعد قدرة الردع اليمني، ويأتي ضمن محاولات السعودية والإمارات فرض أمر واقع قبل أي تغييرات إقليمية، في إطار مشروع أمريكي-إسرائيلي يسعى إلى تفكيك اليمن والسيطرة على الممرات الحيوية والموارد.. لذا أن التصعيد في حضرموت يزيد من تعقيد أي مسار سياسي للسلام، ويفتح المجال أمام تفاقم النزاعات الداخلية، بينما الردع اليمني المستمر من صنعاء يؤكد أن الإرادة الوطنية لن تتراجع أمام العدوان.
وختمت الصحيفة حديثها بالقول: كسبت الإمارات من الجولة الحالية توسيع سيطرة ميليشياتها على مناطق استراتيجية جديدة، فيما استلغت السعودية الأحداث لإضعاف نفوذ الإخوان وترتيب حسابات حلفائها مثل "درع الوطن". كل ذلك في لعبة تصفية مصالح تُدار بمنطق الرقص على رؤوس الثعابين، ويظل الخاسر الأكبر هم أصحاب الأرض.