مقاطع قديمة توظفها إسرائيل في حملة ضد حماس بغزة
تاريخ النشر: 20th, October 2025 GMT
أطلقت حسابات إسرائيلية -وبعضها رسمي- حملة رقمية واسعة على منصات التواصل تهدف إلى تصوير الإجراءات التي تتخذها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) في غزة ضد الخارجين عن القانون والعملاء واللصوص على أنها عمليات قمع وعنف ضد المدنيين.
وركزت هذه الحسابات على مشاهد رافقت بعض عمليات الملاحقات الأمنية، متجاهلة السياق الذي جرت فيه وأنها حملة أعلنتها الحركة لـ"ملاحقة الخارجين على القانون" بعد أشهر من الفوضى الأمنية التي رافقت الحرب على غزة.
وبدأت الحملة بمقطع فيديو نشرته وزارة الخارجية الإسرائيلية عبر منصة "إكس"، يُظهر ملثمين يضربون شابا ويطلقون النار عليه في أحد شوارع غزة. وأرفقت الوزارة الفيديو بتعليق قالت فيه "مشاهد صعبة: كما حذّرت الإدارة الأميركية، تمارس حماس وحشية ضد المدنيين الفلسطينيين. يجب تطبيق وقف إطلاق النار بالكامل. يجب رحيل حماس. يجب نزع سلاح غزة".
لكن بعد التحقق من المقطع ظهر أنه ليس حديثا كما زعم، إذ يعود إلى أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، حين انتشر توثيقا لعملية نفذتها وحدة "سهم" -وهي قوة خاصة تابعة للأجهزة الأمنية في غزة- لمحاسبة شاب متهم بابتزاز فتيات خلال الحرب.
كما تداولت حسابات إسرائيلية مقاطع أخرى تُظهر مسلحين يضربون ويطلقون النار على مجموعة من الشبان، وقدمتها على أنها مشاهد جديدة توثق ما سمّته "عودة حماس إلى القمع بعد وقف إطلاق النار".
ومن بين تلك الحسابات حساب "غزة وود" (GAZAWOOD) الذي كتب "لقد عادت حماس"، بينما نشر آخر تغريدة تقول "حماس تواصل تعذيب سكان غزة. صمت الأمم المتحدة. صمت الإعلام الدولي".
Hamas is back pic.twitter.com/daO5ZtSiMi
— GAZAWOOD – the PALLYWOOD saga (@GAZAWOOD1) October 18, 2025
????BREAKING: Hamas continues to TORTURE Gazans.
Silence from the United Nations.
Silence from the international media.
Silence from Cenk Uygur.
Silence from Candace Owens.
If you can't blame Israel, they won't say a fucking thing.pic.twitter.com/2LalVr14kP
— Vivid.???????? (@VividProwess) October 19, 2025
إعلانوانضمت وزارة الخارجية الإسرائيلية مجددا إلى الموجة بنشر المقطع ذاته مع تعليق قالت فيه: "حماس الدولة الإرهابية التي تسيطر على غزة ترتكب انتهاكات وحشية ضد الفلسطينيين في سعيها لاستعادة سيطرتها. ينبغي على الصحافة المسؤولة تسليط الضوء على هذا الأمر. ندعو جميع وسائل الإعلام إلى توفير تغطية مناسبة لهذا التهديد للأمن الإقليمي. يجب تطبيق وقف إطلاق النار. يجب رحيل حماس. يجب نزع سلاح غزة".
غير أن البحث العكسي الذي أجريناه كشف أن هذا المقطع قديم أيضا، إذ يعود إلى يونيو/حزيران الماضي، أي قبل بدء وقف إطلاق النار الأخير. ونُشر المقطع وقتها على قناة "وحدة سهم" عبر تلغرام مع توضيح أنه يوثق عملية أمنية ضد عصابات وجواسيس يتبعون للعميل ياسر أبو شباب خلال فترة الهدنة السابقة.
خطاب موجهكما ضجّت الحسابات الإسرائيلية خلال الأيام الماضية بمقاطع مصورة جديدة خرجت من غزة، تُظهر عناصر من وحدة سهم وهم يحاسبون عددا من العملاء واللصوص وتجار المخدرات الذين كُشفوا خلال الحرب. وقدّمت تلك الحسابات المشاهد على أنها دليل على عودة حركة حماس للانتقام من سكان غزة وفرض سيطرتها بالقوة، متجاهلة طبيعة العمليات الموثقة وكونها جزءًا من حملة أمنية داخلية ضد الخارجين عن القانون.
وتعمّد حساب "غزة وود" إعادة نشر مقطع فيديو يُظهر مواطنا من غزة خلال ملاحقته من قِبل عناصر أمنية بتهمة ترويج المخدرات، بحسب ما أوضحت وحدة “سهم” في منشورها الأصلي، لكن الحساب الإسرائيلي قدم المقطع بصورة مختلفة، إذ كتب في تعليقه: "اختطفت حماس مواطنا من غزة ظهر في مقطع فيديو يشكر ترامب، وظهر وهو يُكسَر ساقيه. في الثانية 47 يمكنكم مشاهدة المقطع وهو يشكر ترامب".
كما أعادت الصحفية الإسرائيلية الأميركية إميلي شريدر نشر المقطع ذاته عبر حسابها على منصة "إكس"، وعلّقت بالقول: "حماس تكسر ساقي مدني في غزة لظهوره في فيديو قال فيه: شكرا ترامب"
Hamas breaks the legs of a civilian in Gaza for appearing in a video in which he said: "Thank you Trump"
pic.twitter.com/p8P971nBu2
— Emily Schrader – אמילי שריידר امیلی شریدر (@emilykschrader) October 19, 2025
لكن مراجعة المصدر الأصلي أظهرت أن الفيديو نُشر في 18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري عبر حساب "وحدة سهم" على تطبيق تلغرام، مرفقا باسم الشخص وتهمته المعلنة وهي ترويج المخدرات، وهو ما يؤكد أن الواقعة جنائية الطابع وليست كما صُورت في الخطاب الإسرائيلي.
وتزامن هذا الزخم في تداول المقاطع والصور ضد حماس مع بيان صادر عن وزارة الخارجية الأميركية تحدث عن "تقارير موثوقة" تشير إلى خرق وشيك لوقف إطلاق النار من قبل الحركة في غزة. وقال البيان إن أي هجوم محتمل من هذا النوع سيشكّل "انتهاكا مباشرا وخطيرا لاتفاق وقف إطلاق النار، وسيقوّض التقدم الذي تحقق بفضل جهود الوساطة".
The United States has informed the guarantor nations of the Gaza peace agreement of credible reports indicating an imminent ceasefire violation by Hamas against the people of Gaza.
This planned attack against Palestinian civilians would constitute a direct and grave violation…
— Department of State (@StateDept) October 18, 2025
إعلانوفي المقابل، رفضت حركة حماس ما ورد في البيان الأميركي، ووصفت الادعاءات الأميركية بأنها باطلة وتتماهى مع الدعاية الإسرائيلية المضللة.
وقالت الحركة في بيان صحفي: "ترفض حركة حماس الادعاءات الواردة في بيان وزارة الخارجية الأميركية، وتنفي جملة وتفصيلا المزاعم الموجهة بحقها عن هجوم وشيك، أو انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار. إن هذه الادعاءات الباطلة تتساوق بشكل كامل مع الدعاية الإسرائيلية المضللة، وتوفر غطاء لاستمرار الاحتلال في جرائمه وعدوانه المنظَّم ضد شعبنا".
حركة حـــماس: نرفض الادعاءات الواردة في بيان وزارة الخارجية الأمريكية، وتنفي جملةً وتفصيلاً المزاعم الموجّهة بحقّها حول “هجوم وشيك” أو “انتهاك لاتفاق وقف إطلاق النار”. إنّ هذه الادعاءات الباطلة تتساوق بشكل كامل مع الدعاية الإسرائيلية المضلِّلة، وتوفّر غطاءً لاستمرار الاحتلال في…
— شبكة قدس الإخبارية (@qudsn) October 19, 2025
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات حملات التضليل وقف إطلاق النار وزارة الخارجیة فی غزة
إقرأ أيضاً:
الاتحاد الأوروبي يدرس تقديم المساعدة في ملف نزع سلاح حماس بغزة
يعتزم وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دراسة آليات المساعدة وتقديم التمويل والخبرات في ملف نزع سلاح حركة حماس بقطاع غزة، وذلك ضمن خطة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لوقف إطلاق النار في القطاع، والتي تضمنت عقد صفقة لتبادل الأسرى.
ويناقش الاتحاد الأوروبي في اجتماع يعقده يوم الاثنين المقبل في لوكسمبورغ، الدور الذي يمكن أن يساهم فيه التكتل بهذه العملية. ووفق وثيقة أعدها مكتب مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، يتعين على الدول الأعضاء "تقييم واستكشاف سبل تمويل وتوفير الخبرة اللازمة لنزع السلاح" في غزة.
وتناقش الدول الـ27 الدور الذي يمكن أن تلعبه، بعد التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل بوساطة مصرية وقطرية وتركية وأمريكية.
وتشمل المرحلة الأولى من الاتفاق وقف إطلاق النار وتبادل أسرى وانسحاب القوات الإسرائيلية من مناطق من القطاع، وجرى فعلا الإفراج عن جميع الأسرى الإسرائيليين الأحياء الذين كانوا محتجزين في قطاع غزة منذ السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023، لكن لم يكتمل تسليم جثث الأسرى. وانسحب جيش الاحتلال من مناطق محدودة، بينما يقوم بخروقات لاتفاق وقف إطلاق النار الساري منذ الجمعة.
ووفق خطة ترامب بشأن غزة المكونة من 20 نقطة، تشمل المراحل التالية نزع سلاح حماس ومنح العفو لقادتها الذين يسلّمون أسلحتهم، ومواصلة الانسحاب الإسرائيلي، وإرساء حكم لغزة بعد الحرب لا دور لحماس فيه.
وتحدد الوثيقة التي ستُطرح على طاولة الاجتماع، مجالات العمل المحتملة الأخرى بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي الذي يعتبر المانح الدولي الرئيسي لغزة.
ووفق نص الوثيقة، فإن "الأولوية هي ضمان تسليم فوري للمساعدات على نطاق واسع في غزة وفي مختلف أنحاء القطاع، وفقا للقانون الإنساني الدولي".
وكان الاتحاد الأوروبي قد أعلن استعداده لإعادة نشر بعثة مراقبة عند معبر رفح الحدودي بين قطاع غزة ومصر عند فتحه، فضلا عن إمكانية المساعدة في تدريب قوة شرطة مستقبلية في غزة.
ووفق دبلوماسيين في بروكسل، يتعين على الاتحاد الأوروبي أن يلعب دورا في تمويل إعادة الإعمار في القطاع، باعتباره داعما ماليا دوليا رئيسيا للفلسطينيين، إلى جانب دول الخليج المدعوة إلى أخذ زمام المبادرة.
من جانب آخر، يناقش الوزراء الاثنين إمكانية التخلي عن اقتراحات فرض عقوبات على إسرائيل، بعد الاتفاق الذي تم التوصل إليه. وبينما تدفع تل أبيب باتجاه التخلي عن هذه الإجراءات، يشدّد عدد من دول الاتحاد على ضرورة إبقائها على الطاولة للحفاظ على الضغط على تل أبيب، لأسباب منها تدهور الوضع في الضفة الغربية المحتلة.