صحيفة الاتحاد:
2025-12-10@19:05:05 GMT

مالي.. مقاربة جديدة في مكافحة الإرهاب

تاريخ النشر: 21st, October 2025 GMT

أحمد شعبان (باماكو، القاهرة)

تشهد مالي مرحلة جديدة في مقاربة جهودها لمكافحة الإرهاب، ترتكز على الجمع بين تعزيز السيادة الوطنية والانفتاح البراغماتي على المبادرات الإقليمية. 
فبعد الانسحاب من منظمة «إيكواس»، سعت باماكو إلى تحويل التحديات السياسية إلى فرص لتعزيز موقعها داخل «تحالف دول الساحل» عبر استثمار مبادرة أكرا للحوار، التي أطلقتها غانا مع بوركينا فاسو.

 
هذه المبادرة لم تُعد مجرد خطوة لتخفيف التوترات الحدودية أو تنسيق أمني تقليدي، بل مثلت فضاءً استراتيجياً أوسع مكّن مالي من توسيع دائرة تحالفاتها وتوظيفها في خدمة معركة ممتدة ضد الإرهاب والعنف العابر للحدود. 
ومن خلال التركيز على الأمن المشترك، وبناء ممرات لوجستية واقتصادية بديلة، تسعى مالي بقيادة الجنرال آسمي غويتا إلى تحويل التعاون الإقليمي إلى أداة فعّالة تحصّن فضاء الساحل، وتدعم قدرته على مواجهة التهديدات المتصاعدة.
وقال نائب رئيس المجلس المصري للشؤون الأفريقية، السفير صلاح حليمة، إن انسحاب القوات الفرنسية والأميركية من منطقة الساحل خلّف فراغاً أمنياً واضحاً، وهو ما تستغله الجماعات الإرهابية لتوسيع أنشطتها المسلحة، وزيادة عملياتها في مالي والدول المجاورة.
وأضاف حليمة، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن الانسحاب الفرنسي والأميركي تزامن مع انشغال المجتمع الدولي بملفات إقليمية وعالمية أخرى، مثل الحرب الروسية الأوكرانية، وتصاعد الأزمات في الشرق الأوسط، وهو ما أدى إلى تراجع الأولوية الأمنية لمنطقة الساحل الأفريقي في الأجندة الدولية.
وشدّد الدبلوماسي المصري على أن تعليق التعاون الفرنسي مع مالي فتح الباب أمام تمدد التنظيمات الإرهابية، داعياً إلى تأسيس تحالف دولي جديد لدعم دول الساحل عسكرياً، ومواجهة هذه التحديات بالتنسيق مع الحكومات المحلية.
من جانبه، قال الباحث المتخصص في شؤون الجماعات الإرهابية، منير أديب، إن التنظيمات المتطرفة في دول الساحل الأفريقي، خاصة في مالي، أصبحت أكثر تطوراً وخطورة. 
وأضاف أديب، في تصريح لـ«الاتحاد»، أن التنظيمات الإرهابية طوّرت استراتيجيتها بشكل لافت، حيث أصبحت تتبنى تكتيكات عسكرية متقدمة. 
وأشار إلى أن الجماعات المتطرفة لم تعد مجرد تنظيمات مسلحة، بل تحوّلت إلى كيانات اقتصادية قوية، إذ باتت تسيطر على المناجم والمعابر الحدودية، وتفرض الجباية على الحركة التجارية، وتستخدم عائداتها في تمويل العمليات المسلحة، مما يزيد من صعوبة مواجهتها.
ولفت أديب إلى أن ما يجري في مالي لا يهددها فقط، بل يمتد أثره إلى الدول المجاورة في غرب أفريقيا، مؤكداً أن الحدود المفتوحة تسمح بحرية تنقل العناصر الإرهابية، وتنقل السلاح والمعدات، مما يوسّع رقعة الخطر، داعياً إلى تحرك دولي عاجل لتفكيك هذه التنظيمات.
وأكد أن الجيوش الوطنية في دول الساحل الأفريقي الثلاث لا تملك القدرة الكافية لمواجهة هذه التحديات منفردة، مشدداً على أن هناك حاجة ملحة لتعاون إقليمي ودولي واسع النطاق، يأخذ في الاعتبار الأبعاد الأمنية والاقتصادية والسياسية للأزمة.

أخبار ذات صلة العراق يحتفظ بكتيبة مستشارين أميركيين جامعة محمد بن زايد للعلوم الإنسانية تبحث مع سفيرة مالي سبل تعزيز التعاون

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: مالي أفريقيا القاعدة مكافحة الإرهاب الإرهاب داعش دول الساحل

إقرأ أيضاً:

بوركينا فاسو تفرج عن 11 ضابطا نيجيريا بعد احتجاز طائرتهم

أكدت السلطات في بوركينا فاسو، الثلاثاء، إطلاق سراح 11 ضابطا من الجيش النيجيري كانوا قد احتجزوا عقب هبوط طائرة نقل عسكرية بشكل غير مصرح به في مدينة بوبو ديولاسو غربي البلاد، في حادثة أثارت توترا إقليميا بين دول الساحل ونيجيريا.

وكان الضباط على متن طائرة تابعة لسلاح الجو النيجيري من طراز سي-130، قالت أبوجا إنها اضطرت إلى الهبوط بسبب "خلل فني طارئ" أثناء توجهها إلى البرتغال.

غير أن السلطات البوركينية أوضحت أن الطائرة دخلت المجال الجوي للبلاد دون إذن مسبق، ما دفع الأجهزة الأمنية إلى التدخل والتحقيق مع الطاقم.

وحسب مصادر أمنية، فقد خضع الضباط للاستجواب قبل أن يُسمح لهم بالمغادرة والعودة إلى بلادهم.

واعتبر وزير الإدارة الإقليمية في بوركينا فاسو إميل زيربو أن الطائرة "انتهكت الإجراءات الوطنية" بدخولها الأجواء دون تصريح.

وفي بيان مشترك، قالت حكومات بوركينا فاسو ومالي والنيجر، المجتمعة في إطار تحالف دول الساحل، إن التحقيقات أثبتت "انتهاكا لسيادة أجواء دول التحالف"، ووصفت الحادثة بأنها "عمل غير ودي".

وأضاف البيان أن قوات التحالف وُضعت في حالة تأهب قصوى مع أوامر بـ"تحييد أي طائرة" تخترق الأجواء دون إذن.

خريطة بوركينا فاسو (الجزيرة)خلفية سياسية وأمنية

يأتي الحادث في سياق توتر متصاعد بين نيجيريا ودول الساحل الثلاث التي انسحبت من مجموعة إيكواس مطلع العام الجاري، متهمة المنظمة بـ"التدخل السياسي" وفشلها في مواجهة التحديات الأمنية.

ومنذ ذلك الحين، عززت هذه الدول تعاونها في إطار تحالف دول الساحل، وابتعدت عن الشركاء الغربيين، خاصة فرنسا، في مقابل توسيع علاقاتها مع روسيا.

وفي تطور متصل، أعلنت السلطات في النيجر فرض قيود جديدة على دخول البضائع القادمة من نيجيريا، إذ باتت جميع الشحنات ملزمة بالتفريغ والتفتيش عند نقاط الدخول قبل السماح بعبورها، في خطوة قالت إنها تأتي "لأسباب أمنية" وسط تصاعد الشكوك بشأن الأنشطة العسكرية النيجيرية في المنطقة.

إعلان

مقالات مشابهة

  • تأجيل محاكمة 44 متهما في خلية اللجان المالية للإخوان الإرهابية
  • بوركينا فاسو تفرج عن 11 ضابطا نيجيريا بعد احتجاز طائرتهم
  • نظر محاكمة 25 متهما بخلية أكتوبر الإرهابية خلال ساعات
  • تحذيرات من تفاقم الأزمات الإنسانية والأمنية في مالي
  • أحمد رفعت: الإخوان الإرهابية روجت الشائعات.. ولا يشرفني دفاعها عني.. فيديو
  • عمرو أديب: مصر لن تسمح بتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة لها
  • العرادة: خطر مليشيات الحوثي الإرهابية لم يعد مقتصراً على اليمن
  • صراع الدم والهيمنة بين "داعش" و"القاعدة" في إفريقيا
  • قسد تسلح 4000 مُقاتل مُدرّبين أمريكياً تحت غطاء مكافحة الإرهاب
  • ما بعد حضرموت ؟!!