الأسرار الفلكية وراء تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني في معبد أبوسمبل
تاريخ النشر: 19th, October 2025 GMT
تتجه أنظار العالم كل عام نحو جنوب مصر، لمتابعة واحدة من أندر الظواهر الفلكية على وجه الأرض، وهي تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل قدس الأقداس بمعبده العظيم في أبوسمبل، في مشهد أسطوري يجسّد عبقرية المصريين القدماء في الفلك والهندسة المعمارية.
. معجزة فلكية تتحدي الزمن في أبو سيمبل
تحدث الظاهرة مرتين سنويًا، في 22 فبراير و22 أكتوبر، حيث تخترق أشعة الشمس ممر المعبد بدقة مذهلة لتضيء وجه الملك رمسيس الثاني، وتمتد لتشمل تماثيل الإلهين رع حور آختي وآمون رع، بينما يظل تمثال الإله بتاح، إله الظلام، غارقًا في العتمة، في مشهد هندسي يحبس الأنفاس ويبرهن على مدى دقة التخطيط الفرعوني.
وترتبط الظاهرتان بمناسبتين رمزيتين؛ الأولى توافق ذكرى ميلاد الملك رمسيس الثاني، أما الثانية فترمز إلى تتويجه على العرش، إلى جانب ارتباطها بدورة الحياة الزراعية عند المصريين القدماء، إذ تمثل بداية موسمي الزراعة والحصاد، ما يعكس عمق العلاقة بين العلم والدين والطبيعة في الحضارة المصرية.
ويعود السبب العلمي وراء هذه الظاهرة إلى براعة المصريين القدماء في دراسة حركة الشمس وميل محور الأرض، إذ صُمم المعبد بزوايا هندسية دقيقة تتيح لأشعة الشمس النفاذ إلى قلب المعبد لمسافة 60 مترًا، لتتعامد على وجه الملك لمدة 20 دقيقة فقط مرتين في العام، في تجسيد بديع لوحدة الفن والعلم والإيمان في آنٍ واحد.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني تعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني تعامد الشمس وجه رمسيس الثاني تعامد الشمس على وجه رمسیس الثانی مهرجان الجونة
إقرأ أيضاً:
مفاجأة.. الشمس تتعامد على وجه رمسيس بالمتحف الكبير في التوقيت القديم (خاص)
تُعد ظاهرة تعامد الشمس على وجه الملك رمسيس الثاني داخل معبده في أبوسمبل واحدة من أعظم الظواهر الفلكية والهندسية في التاريخ، إذ تجذب أنظار العالم مرتين سنويًا في مشهد يخلّد عبقرية المصريين القدماء في علم الفلك والهندسة المعمارية.
رغم أن الظاهرة تُرصد حاليًا في يوم 22 أكتوبر من كل عام، كشف الدكتور مجدي شاكر كبير الأثريين السابق بوزارة السياحة والآثار، خلال تصريحات خاصة لـ "بوابة الوفد" الإلكترونية أن الظاهرة في الأصل كانت تحدث يوم 21 أكتوبر، أي أنها تأخرت يومًا واحدًا منذ ستينيات القرن الماضي، بعد عملية نقل معبد أبوسمبل الشهيرة ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة.
وأوضح خلال تلك العملية التي جرت تم تفكيك المعبد العملاق إلى أكثر من ألف قطعة صخرية ضخمة، ونقله إلى موقع جديد يعلو موقعه الأصلي بنحو 65 مترًا، ويبتعد عنه أفقيًا حوالي 200 متر، لحمايته من مياه بحيرة ناصر التي تشكلت بعد بناء السد العالي.
وبسبب هذا النقل الدقيق والمعقد، تغيّر ميل محور المعبد بمقدار طفيف جدًا، وهو ما أدى إلى اختلاف زاوية دخول أشعة الشمس إلى قدس الأقداس، فصار تعامدها يحدث في 22 أكتوبر بدلًا من 21 أكتوبر، وهو فارق فلكي دقيق لكنه واضح في الظاهرة السنوية.
ويُعتبر هذا التغيير دليلًا على مدى الإعجاز الهندسي الذي حققه المصري القديم، إذ ظلت الظاهرة تحدث بنفس الدقة تقريبًا رغم نقل المعبد بالكامل من مكانه الأصلي، وهو إنجاز لم يتكرر في أي حضارة أخرى.
وتتكرر الظاهرة مرتين كل عام، في 22 فبراير و22 أكتوبر، لتظل شاهدة على عبقرية تصميم الفراعنة، وعلى احترام المصريين المعاصرين لتراث أجدادهم في الحفاظ على هذه المعجزة الفلكية الفريدة.