صحيفة تكشف: خطة لتقسيم غزة إلى منطقتين بين إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 23rd, October 2025 GMT
ختمت "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن مطالبة إدارة ترامب حماس بنزع السلاح من دون تقديم ضمانات ملموسة لأي عملية سلام قد تفضي إلى حالة من الجمود السياسي يصعب تجاوزها.
ذكرت صحيفة "وول ستريت جورنال" أن الولايات المتحدة وإسرائيل تبحثان خطة تقضي بتقسيم قطاع غزة إلى منطقتين منفصلتين: الأولى تحت السيطرة الإسرائيلية والثانية تحت سيطرة حركة حماس.
وجاء الكشف عن هذه الأفكار خلال مؤتمر صحافي في إسرائيل، شارك فيه نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس وصهر الرئيس ومستشاره جاريد كوشنر. وقد وصلا إلى إسرائيل للضغط على الجانبين من أجل الالتزام بوقف إطلاق النار القائم.
قال فانس: "هناك منطقتان في غزة: واحدة آمنة نسبيًا، والأخرى شديدة الخطورة"، مضيفًا أن الهدف هو "توسيع رقعة المنطقة الآمنة من الناحية الجغرافية".
أما كوشنر فقال: "تجري الآن مناقشات بشأن المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وبمجرد تأمينها يمكن البدء بعملية بناء "غزة جديدة" بهدف منح الفلسطينيين في القطاع مكانًا يلجؤون إليه، وفرص عمل، ومكانًا للعيش".
مخاوف عربيةبحسب التقرير، أثارت هذه الخطة قلقًا لدى وسطاء عرب شاركوا في محادثات السلام، إذ قالوا إن الولايات المتحدة وإسرائيل طرحا الفكرة خلال المفاوضات. وأكدت الحكومات العربية معارضتها الصريحة لفكرة تقسيم غزة، محذّرة من أن هذه الخطوة قد تفتح الباب أمام تكريس وجود دائم لإسرائيل داخل القطاع. كما أوضح الوسطاء أن الدول العربية لن تكون مستعدة لنشر قوات أمنية في غزة وفق هذه الصيغة.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول رفيع في الإدارة الأميركية قوله إن هذه الأفكار ما زالت "في مراحلها الأولية"، على أن يتم تقديم مزيد من التفاصيل في الأيام المقبلة.
Related ترامب مهددا "بتأديب" حماس : حلفاء بالشرق الأوسط مستعدون لإرسال قوات لغزة إذا انتهكت الهدنةالأردن تنضم إلى مركز دولي بقيادة أمريكية لمراقبة اتفاق غزة وتسهيل وصول المساعدات محكمة العدل الدولية تلزم إسرائيل بالسماح للأونروا بالعمل في غزة.. وتل أبيب ترفض القرار حدود السيطرة الإسرائيليةاتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه إدارة ترامب رسم خطًا أصفر على الخريطة يحدد المنطقة التي يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي، وهي منطقة عازلة تمتد على طول حدود القطاع، تحيط بالمناطق التي لا تزال تحت سيطرة حماس. ومن المفترض أن تنكمش هذه المنطقة تدريجيًا عند تحقيق مراحل ميدانية محددة.
جوهر الخطة والخلاف حول إدارة غزةتشير "وول ستريت جورنال" إلى أن جوهر هذه الخطة يتمحور حول كيفية نزع سلاح حماس وتشكيل سلطة بديلة يمكنها إدارة القطاع وخلق بيئة آمنة لتدفق استثمارات بمليارات الدولارات لإعادة الإعمار.
وتنص خطة ترامب للسلام على تشكيل هيئة تكنوقراط لإدارة غزة، إلى جانب نشر قوة دولية لتوفير الأمن، لكن التفاصيل لا تزال غير واضحة. وترى حكومات عربية أن السلطة الفلسطينية يجب أن تتولى إدارة القطاع، بينما يرفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منحها أي دور في هذه العملية.
وتشير الصحيفة إلى أن كوشنر هو المهندس الأساسي لخطة "إعادة الإعمار المقسّمة"، وقد وضعها إلى جانب المبعوث الخاص ستيف ويتكوف. وجرى عرض الخطة على ترامب وفانس، وحصلا على دعمهما.
عقبات ميدانية وأمنيةبحسب التقرير، ما زالت هناك أسئلة عديدة لم تُحسم، بينها كيفية إدارة الخدمات اليومية في المناطق التي قد تسيطر عليها إسرائيل، ومدى استعداد الفلسطينيين للانتقال إليها. كما تُناقش آليات لمنع عناصر حماس من دخول الجانب الإسرائيلي، من ضمنها برنامج تدقيق أمني تقوده السلطات الإسرائيلية.
ويشير الوسطاء إلى أن الولايات المتحدة قد تستخدم هذه الخطة لكسب الوقت ريثما تُحسم ترتيبات مرحلة ما بعد الحرب.
وفي الوقت نفسه، لم تلتزم حماس بنزع سلاحها، بل شددت قبضتها الأمنية على المناطق الواقعة خارج السيطرة الإسرائيلية.
دعم داخل إسرائيل وتحذيرات فلسطينيةوفق التقرير، لاقت الفكرة دعمًا من بعض المحللين الإسرائيليين الذين يرون فيها وسيلة لإضعاف حماس تدريجيًا. وقال أوفر غوترمان، الباحث البارز في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب، إن الخطة "قابلة للتنفيذ ومثالية"، مشيرًا إلى أنها قد تتيح توسيع السيطرة الإسرائيلية وتعزيز منطقة عازلة قرب الحدود التي تعرضت لهجوم حماس في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023.
أما أمير عفيفي، وهو مسؤول عسكري سابق، فقال إن هذه المبادرة مستوحاة من خطط إسرائيلية سابقة لإنشاء "جزر خالية من حماس" داخل القطاع. وأوضح أن الهدف ليس تقسيم غزة بشكل دائم، بل الضغط على حماس لنزع سلاحها، متوقعًا أن توسع إسرائيل سيطرتها إذا لم تتراجع الحركة.
وفي المقابل، حذّرت تهاني مصطفى، الباحثة في المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية، من أن أي خطة لتقسيم غزة ستواجه معارضة فلسطينية شديدة. وقالت إن الفلسطينيين يخشون تكرار سيناريو الضفة الغربية، حيث تفرض إسرائيل سيطرة أمنية شاملة وتفكك المناطق الفلسطينية. وأضافت: "غزة تمثل آخر بقعة جغرافية متواصلة يمكن أن تشكل نواة دولة فلسطينية، وأي خطة لتقسيمها قد تحقق ما كان الفلسطينيون يخشونه منذ البداية".
وختمت "وول ستريت جورنال" تقريرها بالإشارة إلى أن مطالبة إدارة ترامب حماس بنزع السلاح من دون تقديم ضمانات ملموسة لأي عملية سلام قد تفضي إلى حالة من الجمود السياسي يصعب تجاوزها.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: دونالد ترامب إسرائيل الصحة سرقة قطاع غزة دراسة دونالد ترامب إسرائيل الصحة سرقة قطاع غزة دراسة حركة حماس دونالد ترامب غزة إسرائيل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني دونالد ترامب إسرائيل الصحة سرقة قطاع غزة دراسة الحرب في أوكرانيا روسيا الأمم المتحدة الاتحاد الأوروبي فرنسا فلاديمير بوتين السیطرة الإسرائیلیة وول ستریت جورنال إلى أن
إقرأ أيضاً:
ترامب وحماس مجددا.. تهديدات بـ القضاء على الحركة وشن هجوم جديد
بات حديث الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن حركة حماس شبه يومي حيث هدّد الاثنين بـ"القضاء" على الحركة إذا لم تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار مع الاحتلال، متوعدا بأنه قد يأمر بشن هجوم جديد في المنطقة.
وقال ترامب الاثنين، "إذا اضطررنا لذلك، فسيتم القضاء عليهم، وهم يعلمون ذلك"، محذرا من أنه إذا استمر العنف في غزة، "فسنتدخل ونعالج الوضع، وسيحدث ذلك بسرعة كبيرة وبعنف شديد" وفق مزاعمه.
وأضاف ترامب أن القوات الأمريكية لن تشارك في أي قتال متجدد، مؤكدًا أن قوات أخرى موجودة ومستعدة لتنفيذ الأوامر إذا قرر أن حماس انتهكت اتفاق وقف إطلاق النار.
وقال ترامب للصحفيين في البيت الأبيض: "اتصلت بي دولٌ عندما شاهدت بعض أعمال القتل مع حماس، وقالت إنها ترغب في التدخل ومعالجة الوضع بأنفسها".
وأضاف: "سنمنح الوضع فرصةً صغيرة، ونأمل أن يكون هناك انخفاضٌ في العنف".
والأحد قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، إنه لا يوجد "جدول زمني قطعي" لنزع سلاح حركة حماس. متحدثا في الوقت نفسه عن مستقبل غزة وخطط الإعمار فيها.
وأضاف أن تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار في غزة يعتمد على تطور الأوضاع ميدانيا وسياسيا خلال المرحلة المقبلة.
كما أوضح ترامب، في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز" الأمريكية، أن التوصل إلى الاتفاق لم يكن ممكنا "إلا بعد إقصاء إيران من هذا المسار والقضاء على قدراتها النووية"، لافتا إلى أن إدارته تتابع التطورات في قطاع غزة عن كثب.
وتابع، "ليس هناك جدول زمني، وليس هناك مسار صارم، لكننا سنرى كيف ستسير الأمور"، مشيرا إلى أن على حماس "القيام بما يقع على عاتقها خلال هذه المرحلة".
وردا على سؤال عن خططه لتطوير غزة قال ترامب، "لقد أحببتها كمكان يمكن أن نطلق عليه مكان الحرية. سنعمل على أن يحصل جميع الأشخاص الذين يعيشون هناك على منازل لائقة في مختلف أنحاء المنطقة. فمصر لديها الكثير من الأراضي، والأردن لديها الكثير من الأراضي".
والخميس الماضي، هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقيام بعمل عسكري ضد حركة المقاومة الإسلامية حماس في غزة، في أعقاب تصريحات سابقة يؤيد فيها ما تقوم به الحركة ضد عملاء الاحتلال.
وقال ترامب، في منشور على منصته تروث سوشيال، "إذا استمرت حماس في قتل الناس.. فلن يكون أمامنا خيار سوى الدخول هناك وقتلهم".
وتأتي هذه التصريحات مناقضة لتصريحات ترامب الثلاثاء الماضي، خلال اجتماع مع نظيره الأرجنتيني خافيير ميلي، قال فيها إن إعدام حركة حماس مجموعة من العملاء لإسرائيل في قطاع غزة، لم يزعجه "لا بأس بذلك. اثنتان من العصابات السيئة جدا".
وسبق أن تحدث ترامب خلال الأيام الماضية، عن ضرورة أن تتخلص حماس من سلاحها أو تُجبر على ذلك.