شركة أسلحة أمريكية تستعين بالشرطة البريطانية لمنع احتجاجات مؤيدة لفلسطين
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
نشر موقع “ديكلاسيفايد يو كي” تحقيقا للصحفي جون ماك إيفوي، كشف فيه أن شركة الأسلحة الأمريكية "موغ" (Moog) تقدمت بطلب إلى القضاء البريطاني لاستصدار أمر قضائي يمنع المتظاهرين المؤيدين لفلسطين من الاحتجاج في مواقع مصانعها داخل المملكة المتحدة، في خطوة اعتبرها حقوقيون سابقة خطيرة تمس حرية التعبير وحق التظاهر السلمي.
وبحسب وثائق المحكمة التي حصل عليها الموقع، فإن شركة "موغ" – وهي من الموردين الرئيسيين لقطع غيار الطائرات العسكرية ومرتبطة بعقود تسليح مع الاحتلال الإسرائيلي٬ قدمت في أيلول/سبتمبر الماضي طلبا للمحكمة العليا البريطانية للحصول على أمر يمنع "أشخاصا مجهولين" من "دخول أو احتلال أو البقاء في" منشآت الشركة "بغرض الاحتجاج".
وفي وقت لاحق من الشهر الجاري، نجحت الشركة في توسيع نطاق الأمر القضائي ليشمل أيضا منع المتظاهرين من "التدخل في الوصول إلى الأرض أو المباني أو مغادرتها"، بما في ذلك حظر عرقلة حركة المرور حول المداخل والمخارج، وهو ما يعني عمليا إمكانية اعتقال أي محتج في الأراضي العامة المجاورة لمواقع الشركة.
جاءت هذه الخطوة بعد احتجاج نفذته جماعة "شهداء فلسطين من أجل العدالة" في آب/أغسطس الماضي، حيث اقتحم أربعة من النشطاء مصنع "موغ" في مدينة وولفرهامبتون، وتسببوا بحسب ادعاء الشركة بأضرار تجاوزت مليون جنيه إسترليني.
واتهم النشطاء الشركة بتزويد شركة "إلبيت سيستمز" الإسرائيلية بقطع غيار طائرات تستخدم لتدريب الطيارين الإسرائيليين على قيادة مقاتلات من طراز "أف16" و"أف35".
وكشف الموقع أن شركة "موغ" أرسلت ما لا يقل عن عشر شحنات من قطع غيار الطائرات إلى "إلبيت" بين كانون الأول/ديسمبر 2024 وتموز/يوليو 2025، وهو ما لم تنفه الشركة في إفاداتها القضائية التي ورد فيها اسم "ديكلاسيفايد" أكثر من 40 مرة.
ووفق الوثائق، استشارت الشركة شرطة مقاطعة ستافوردشاير بشأن عمل موقع "ديكلاسيفايد" قبل نشر تحقيقاته حول علاقاتها بصناعة السلاح الإسرائيلية.
من جانبها، أعربت منظمة العفو الدولية (أمنستي إنترناشونال) عن قلقها العميق من هذه الأوامر القضائية، معتبرة أنها "تشكل تهديدا مباشرا لحق الاحتجاج السلمي". وقال توم سوذرن، مدير قسم القانون وحقوق الإنسان في فرع المنظمة البريطاني، إن هذه الأوامر "تصدر غالبا دون معارضة أو مراجعة للأدلة، وتفرض عقوبات مفرطة على المحتجين"، مضيفا أنها "تستخدم لترهيب الناس ومنعهم من التعبير عن آرائهم".
وأشار محضر الشهود الذي قدمته "موغ" إلى أن موقع "ديكلاسيفايد" يتحمل المسؤولية في تحفيز الاحتجاجات عبر تحقيقاته الصحفية حول علاقة الشركة بإسرائيل، مشيرا إلى أن الاحتجاجات ضد شركات بريطانية مثل "بي إيه إي سيستمز" و"إنسترو بريسيشن" وقعت بعد نشر تقارير الموقع عن دورها في تصنيع مكونات لطائرات مقاتلة تستخدم في قصف غزة.
وختم "ديكلاسيفايد" تقريره بالتأكيد على أن شركة "موغ" لم تتواصل معه للحصول على تعليق قبل تقديم طلبها القضائي، رغم أن الصحفي ماك إيفوي تواصل معها عبر البريد الإلكتروني وعرض عليها حق الرد هاتفيا، فيما تكشف الوثائق أن الشرطة البريطانية اطلعت على المراسلات الصحفية قبل نشرها، في سابقة تثير تساؤلات حول تعاون الأجهزة الأمنية مع الشركات المتورطة في تجارة الأسلحة الإسرائيلية ضد حرية الصحافة والاحتجاج.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية الأسلحة الإسرائيلي غزة بريطانيا إسرائيل غزة أسلحة صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة
إقرأ أيضاً:
بين الدعم والاحتقان: هل تشعل أسعار البنزين احتجاجات جديدة في إيران؟
شرعت طهران في تطبيق مستوى سعري جديد للبنزين المدعوم من الدولة، في أول تعديل للأسعار تشهده البلاد منذ عام 2019، في خطوة تأتي وسط تراجع حاد في قيمة العملة المحلية واستمرار العقوبات الاقتصادية المفروضة على إيران، رغم بقاء أسعار الوقود من بين الأرخص عالمياً.
ويأتي هذا التعديل بعد تجربة سابقة حساسة، إذ أدت آخر زيادة كبيرة في أسعار البنزين قبل ستة أعوام إلى احتجاجات واسعة النطاق في مختلف أنحاء البلاد، تلتها حملة قمع أسفرت عن مقتل أكثر من 300 شخص، وفق تقديرات حقوقية.
وعلى مدى أجيال، اعتُبر البنزين الرخيص في إيران حقاً مكتسباً، وهو ما جعل أي مساس بأسعاره قضية شديدة الحساسية. وتعود جذور الغضب الشعبي المرتبط بأسعار الوقود إلى عام 1964، عندما دفعت زيادات الأسعار آنذاك إلى احتجاجات واسعة أجبرت شاه إيران على نشر مركبات عسكرية في الشوارع لتعويض إضراب سائقي سيارات الأجرة.
وبموجب النظام المعدل الذي دخل حيز التنفيذ اعتباراً من اليوم السبت، أُضيف مستوى ثالث للتسعير إلى منظومة الدعم طويلة الأمد. ويسمح النظام الجديد لسائقي السيارات بالحصول على 60 لتراً شهرياً بسعر مدعوم يبلغ 15 ألف ريال للتر، أي نحو 1.25 سنت أميركي، بينما تبقى المئة لتر التالية بسعر 30 ألف ريال للتر، ما يعادل 2.5 سنت.
أما الكميات التي تتجاوز ذلك، فتخضع لسعر جديد يبلغ 50 ألف ريال للتر، أي ما يقارب 4 سنتات أميركية. وكانت إيران قد فرضت نظام حصص الوقود منذ عام 2007، غير أن هذه الإجراءات لم تنجح حتى الآن في كبح الطلب المرتفع على البنزين منخفض السعر.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
انضممت لأسرة البوابة عام 2023 حيث أعمل كمحرر مختص بتغطية الشؤون المحلية والإقليمية والدولية.
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اقرأ ايضاًاشترك الآن