وزراء إسرائيليون يطالبون بقتل حتى الأطفال والحمير عند الخط الأصفر
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
عقد مجلس الوزراء الإسرائيلي اليوم الجمعة جلسة لمناقشة كيفية التعامل مع الفلسطينيين الذين يقتربون من الخط الأصفر غير المرئي في قطاع غزة، ودعا وزراء إلى إطلاق النار حتى على "الأطفال والحمير"، وفق القناة 14 الإسرائيلية.
وقال نائب رئيس أركان الجيش إن الجنود يطلقون النار على البالغين الذين يقتربون من الخط، بينما يوقف الجنود "الأطفال والحمير"، بحسب قوله.
لكن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير طالب "بإطلاق النار على الأطفال والحمير أيضا"، قائلا إن على إسرائيل أن "تتوقف عن الرحمة"، وفق تعبيره.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية إن بن غفير تساءل في النقاش الوزاري: "لماذا لا نطلق النار على طفل يركب حمارا؟".
وجاء التساؤل، وفق المصدر ذاته، ردا على تصريح مسؤول عسكري إسرائيلي -لم تسمه- بشأن تطبيق إطلاق النار على الخط الأصفر ليشمل مشتبها به بالغا، في حين يُعتقل طفل على حمار.
وتابعت الهيئة أن المسؤول عن التنسيق بين الحكومة والكنيست دودي أمسالم تساءل: من يجب إطلاق النار عليه أولا، الطفل أم الحمار؟
وأردفت أن وزير الدفاع يسرائيل كاتس لخص المسألة قائلا "إن على كل من يقترب من السياج أن يعلم أنه قد يتعرض للأذى".
وسبق أن قتل الجيش الإسرائيلي العديد من الفلسطينيين بداعي تجاوز الخط الأصفر غير المحدد بدقة بالنسبة للفلسطينيين.
يذكر أن الخط الأصفر الذي نصت عليه خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لانسحاب الجيش الإسرائيلي من قطاع غزة في إطار تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار وتبادل الأسرى لا يظهر بوضوح، مما يترك المدنيين عرضة لإطلاق النار إذ لا يعرفون أنهم يقتربون من الخط الأصفر.
وبانسحابه إلى الخط الأصفر، ما زال الجيش الإسرائيلي يسيطر على 53% من مساحة قطاع غزة، على أن ينفذ انسحابات لاحقة وفقا لمراحل الاتفاق.
ومنذ 10 أكتوبر/تشرين الأول الجاري دخلت المرحلة الأولى من اتفاق لوقف النار في غزة حيز التنفيذ، وفقا لخطة ترامب.
إعلانوشملت انسحابات الجيش التي بدأت مع سريان الاتفاق مدينة غزة (شمال) باستثناء حي الشجاعية (شرق المدينة)، وأجزاء من حيي التفاح (شرق) والزيتون (جنوب شرق).
وفي مدينة خان يونس (جنوب)، انسحب الجيش الإسرائيلي من مناطق الوسط وأجزاء من الشرق، في حين منع دخول الفلسطينيين إلى بلدتي بيت حانون وبيت لاهيا (شمال)، ومدينة رفح (جنوب)، وساحل القطاع.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: غوث حريات دراسات الجیش الإسرائیلی إطلاق النار الخط الأصفر النار على
إقرأ أيضاً:
اعتراف إسرائيلي بارتكاب خطأ تفاوضي في اتفاق غزة.. سنتكبد خسائر
اعترف مسؤول أمني إسرائيلي سابق، بارتكاب خطأ تفاوضي في اتفاق وقف الحرب على غزة، مشيرا إلى أن تل أبيب أمام خيارين: الالتزام بالاتفاق الذي جرى التوقيع عليه أو المخاطر بالعودة مجددا إلى الحرب.
وأوضح الرئيس الأسبق لمجلس الأمن القومي الجنرال غيورا آيلاند، أنّ "نهاية الحرب في غزة بالطريقة التي انتهت فيها ربما تؤكد أن الشعار القائل إن الضغط العسكري فقط هو الذي سيحقق النتائج غير صحيح"، مضيفا أن "حماس تعرف كيف تتكيف بسرعة مع الظروف المتغيرة".
وتابع آيلاند في مقال نشره موقع "ويللا" العبري وترجمته "عربي21": "التغيير الرئيسي الذي طرأ على الوضع في الأسبوعين الأخيرين، هو خلق وضع ينقسم فيه قطاع غزة فعليا إلى جزئين ضيقين متساويين تقريبا في الحجم، وتسيطر حماس على جانبه الغربي، بينما يتواجد الجيش الإسرائيلي في الجانب الشرقي".
وذكر أنه "في أعقاب الاتفاق، افتخر المتحدثون الإسرائيليون بتقديم هذا الواقع، مع التأكيد على أن الجيش يسيطر بدقة على 53 بالمئة من أراضي قطاع غزة، بينما تسيطر حماس على 47 بالمئة فقط"، مؤكدا أن "ذلك يعني أن إسرائيل تسيطر على غالبية مساحة القطاع، لكن الواقع العسكري بالطبع مختلف تماما".
وشدد على أن السيطرة العسكرية على منطقة يتواجد فيها "سكان معادون" لها عيوب أكثر من المزايا، موضحا أن "هذا الواقع سيخلق مقاومة مسلحة، وعندما يكونون على مقربة شديدة واحتكاك مع الجيش، فسيكون هناك أيضا هجمات مسلحة".
وذكر أن الأمريكيين تعلموا هذا الواقع في فيتنام والعراق وأفغانستان، وقبل ذلك الروس في أفغانستان، إلى جانب عيش تل أبيب هذه التجربة خلال 18 عاما في جنوب لبنان.
خطأ إسرائيلي
ولفت إلى أن "اتفاق إنهاء الحرب نص على عدم وجود إسرائيليين غربي الخط الأصفر، لكنه لم ينص على عدم وجود فلسطينيين شرق هذا الخط"، معتبرا أن "هذا خطأ إسرائيلي في التفاوض"، على حد قوله.
وأردف قائلا: "كان ينبغي استغلال مسألة انسحاب الجيش الإسرائيلي شرق الخط الأصفر، بالمطالبة بإخراج جميع الفلسطينيين من فوق الأرض وتحتها وحاملي السلاح والمدنيين إلى غرب هذا الخط، لأن عدم الإصرار على هذه القضية الحاسمة خلق ولا يزال يخلق العديد من نقاط الاحتكاك".
ورأى أن رغبة تل أبيب في الاحتفاظ بنسبة 53 بالمئة من مساحة قطاع غزة، يعود لأسباب عسكرية، مبينا أن "السيطرة على عمق القطاع وعلى طوله يخلق مساحة أمنية للداخل، ويخلق حاجزا بين المستوطنين وحماس".
واستدرك بقوله: "لكن حماس تريد خلق الحد الأقصى من الاحتكاك بين الجيش والفلسطينيين، لأنه يُعبّ> الطريق لشن المزيد من الهجمات، وترغب في أن يكون ما يحدث على طول الخط الأصفر وشرقه مشابها لما حدث للجيش الإسرائيلي خلال السنوات الـ18 في جنوب لبنان".
وأشار إلى أن السيطرة الإسرائيلية على مناطق في جنوب لبنان ما بين عامي 1982 و2000، أبقت حزب الله بعيدا عن المستوطنات على طول الحدود الشمالية، لكنها جاءت بتكلفة دموية بلغت 25 جنديا قتلوا في المتوسط السنوي.
وأكد الجنرال الإسرائيلي أن تل أبيب مطالبة باتخاذ أربع خطوات عاجلة، لتجنب السيناريو اللبناني الدموي، أولها الإصرار على إخلاء جميع الفلسطينيين شرق الخط الأصفر، وثانيها الرد بعقوبات على أي انتهاك مزعوم من قبل حماس، والعقوبات يجب أن تكون مدنية وليست عسكرية، لأنها ستكون مؤلمة.
ونوه إلى أن الخطوة الثالثة تقوم على الافتراض بأن نقاط الجيش "المؤقتة" على جول الخط الأصفر، قد تصبح استعدادا دائما، وهنا تجدر الإشارة إلى نقطة تكتيكية لكن أهميتها هائلة، وهي ضرورة أن تكون البؤر الاستيطانية في غلاف غزة مصحوبة بمواقع قتالية.
وأما الخطوة الرابعة فهي الإصرار على أن الجيش الإسرائيلي لن ينسحب من الخط الأصفر حتى تتحقق المرحلة الثانية من الاتفاق بشكل كامل، وفق قول آيلاند.