مايكروسوفت تضغط على Xbox بهوامش ربح غير واقعية
تاريخ النشر: 24th, October 2025 GMT
في عامٍ كان مليئًا بالتحديات لصناعة الألعاب العالمية، يبدو أن مايكروسوفت وجهازها Xbox يمران بمرحلة من الارتباك الاستراتيجي والضغوط المالية المتزايدة. فبعد تسريح 3% من إجمالي موظفي الشركة حول العالم في مايو الماضي، كشفت تقارير جديدة أن قسم الألعاب يعيش تحت وطأة أهداف ربحية "غير واقعية" فُرضت عليه من الإدارة العليا، ما أدى إلى إلغاء مشاريع، وتأجيل خطط، وإرباك واضح في مسار التطوير.
بحسب تقرير نشرته وكالة "بلومبرج"، حدّدت مايكروسوفت في عام 2023 هدفًا طموحًا بهامش ربح يبلغ 30% لقسم الألعاب، فيما يُعرف داخليًا باسم "هامش المساءلة". القرار جاء بتوجيه من المديرة المالية للشركة، آمي هود، التي رأت أن على Xbox تحقيق معدلات ربحية أعلى من متوسط السوق بكثير.
لكن الأرقام الواقعية أظهرت أن هذا الهدف بعيد عن التحقيق، إذ تشير بيانات "S&P Global Market Intelligence" إلى أن متوسط هامش الربح في هذا القطاع يتراوح بين 17% و22% فقط، بينما تراوحت أرباح Xbox خلال السنوات الست الماضية بين 10% و20%.
المحلل في شركة S&P Global، نيل باربور، أوضح أن هامش الـ30% هو رقم "يُخصص عادة للشركات الناشرة التي تحقق أداءً استثنائيًا"، في حين أن قسم الألعاب في مايكروسوفت لم يتجاوز 12% ربحية خلال الأشهر التسعة الأولى من عام 2022.
ويؤكد ذلك أن طموحات الإدارة لم تكن متوافقة مع واقع السوق أو طبيعة نموذج الأعمال القائم على الاشتراكات، مثل خدمة Game Pass.
ورغم الانتقادات، دافع متحدث باسم مايكروسوفت عن نهج الشركة، قائلاً إن الألعاب والمشروعات تُقيّم بناءً على معايير مختلفة للنجاح، وإن الشركة تضطر أحيانًا لاتخاذ قرارات صعبة، مثل إلغاء الألعاب أو إعادة توزيع الموارد، من أجل التركيز على المشاريع الأكثر توافقًا مع "الأولويات الاستراتيجية".
وجاء فرض أهداف الربح الجديدة في العام نفسه الذي أتمت فيه مايكروسوفت صفقة الاستحواذ التاريخية على شركة Activision Blizzard مقابل 68.7 مليار دولار، لتضم إلى محفظتها عناوين شهيرة مثل Call of Duty وDiablo.
ولم تكن تلك الصفقة الأولى في مسيرة توسع Xbox، إذ سبق أن استحوذت الشركة في عام 2020 على ZeniMax، الشركة الأم لعملاق الألعاب Bethesda، لتصبح سلاسل مثل Fallout وThe Elder Scrolls ضمن منظومتها.
لكن هذه التوسعات الضخمة لم تترجم بعد إلى عوائد مالية مستقرة. فاستراتيجية مايكروسوفت منذ عام 2018، التي تقوم على إتاحة جميع إصداراتها الأصلية عبر خدمة Game Pass منذ اليوم الأول، ساهمت في جذب ملايين المشتركين، لكنها في الوقت ذاته قلصت من فرص تحقيق الأرباح المرتفعة.
وفقًا لتقرير بلومبرج، فإن الشركة تحتسب للمطورين رصيدًا يسمى "القيمة المرجحة للأعضاء"، يعتمد على الوقت الذي يقضيه المشتركون داخل اللعبة، وهو ما يصب في مصلحة ألعاب متعددة اللاعبين أكثر من الألعاب الفردية.
وتشير مصادر مقربة إلى أن هذه المعادلة دفعت الإدارة إلى التفكير في تقليص تمويل المشاريع ذات التكلفة العالية والمخاطر الكبيرة، والتركيز على الألعاب الأصغر التي تضمن عائدًا مستمرًا وثابتًا.
ورغم الأزمات الداخلية، نجحت مايكروسوفت في تحقيق بعض المكاسب النوعية خلال العام الأخير، عبر إطلاق عناوين قوية مثل Forza Horizon 5 وIndiana Jones and the Great Circle، إلى جانب توسيع نطاق ألعابها لتشمل منصات منافسة مثل PS5 من سوني. إلا أن هذه النجاحات لم تخفف من الانتقادات الموجهة للإدارة بسبب سياسات التسعير الجديدة التي أثارت غضب اللاعبين.
ففي الولايات المتحدة، رفعت مايكروسوفت أسعار أجهزة Xbox للمرة الثانية في عام 2025، كما زادت رسوم اشتراك Game Pass Ultimate بنسبة 50% في أكتوبر الماضي، تزامنًا مع رفع سعر أدوات تطوير الألعاب بمقدار 500 دولار.
تبدو Xbox اليوم أمام مفترق طرق حقيقي: بين الالتزام بأهداف ربحية صعبة تفرضها مايكروسوفت من جهة، والحفاظ على ولاء جمهور اللاعبين والمطورين من جهة أخرى. وفي ظل سوق يشهد منافسة شرسة من سوني ونينتندو، قد تحتاج الشركة إلى إعادة التفكير في استراتيجيتها بدلاً من مطاردة هوامش ربح لا تعكس واقع الصناعة.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: فی عام
إقرأ أيضاً:
مدير مايكروسوفت يحصل على 96 مليون دولار مكافأة
يحصل ساتيا ناديلا المدير التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" هذا العام على مكافأة تجعل حزمة رواتبه لهذا العام تصل إلى 96.5 مليون دولار ويعد هذا أعلى راتب يحصل عليه منذ شغله المنصب، وذلك وفق تقرير نشرته "بلومبيرغ".
ويشير التقرير إلى أن هذه المكافأة تأتي بسبب جهود ناديلا المستمرة لتحويل "مايكروسوفت" إلى رائدة في قطاع الذكاء الاصطناعي وقيادته تحول الشركة للاستثمار في هذا القطاع.
وأكدت الشركة ان حوالي 90% من مكافأة ناديلا تأتي على شكل أسهم في "مايكروسوفت" بما فيها راتبه الذي يصل إلى 2.5 مليون دولار حسب ما جاء في الطلب الرسمي الذي قدمته الشركة لحملة الأسهم.
ويذكر بأن ساتيا ناديلا تولى منصب المدير التنفيذي لشركة "مايكروسوفت" في عام 2014 وحصل حينها على 84 مليون دولار تقريبا، وهو الرئيس التنفيذي الثالث لشركة "مايكروسوفت".
كما حصل مجموعة من المديرين العاملين مع ناديلا على زيادة في المكافآت أيضا، إذ قفزت مكافآت المديرة المالية إيمي هود إلى 29.5 مليون دولار، ومكافآت جودسون ألتوف الذي تمت ترقيته مؤخرا لقيادة الأعمال التجارية في الشركة إلى 28.2 مليون دولار.
وكانت "مايكروسوفت" من أول الداعمين لشركة "أوبن إيه آي" قبل طرحها حتى لنموذج "شات جي بي تي"، ورغم اضطراب العلاقة مؤخرا بين الشركتين، فإن استثمارات "مايكروسوفت" مازالت موجودة بها.
وطرحت الشركة مؤخرا أول نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها والتي تم تطويرها محليا داخل معامل الشركة، وهو نموذج توليد صور من النصوص.
ويتوقع أن تكشف الشركة عن المزيد من نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها في المستقبل القريب، لتقوم بذلك بالابتعاد تماما عن نماذج "أوبن إيه آي".