أكدت دار الإفتاء المصرية أن تقبيل يد العلماء والصالحين والوالدين وكبار السن والمشايخ والأجداد من السنن المستحبة التي جاءت بها السنة النبوية الشريفة، واعتاد عليها الصحابة الكرام رضوان الله عليهم مع النبي ﷺ ومع بعضهم البعض، لما فيها من تعبير عن التوقير والاحترام والاعتراف بفضل أصحاب المنزلة الدينية أو العلمية أو الأسرية.

حكم تقبيل يد العلماء والوالدين وكبار السن

وأوضحت الدار أن الإسلام دعا إلى مكارم الأخلاق وحسن المعاملة، مستشهدة بحديث النبي ﷺ: «إِنَّمَا بُعِثْتُ لِأُتَمِّمَ صَالِحَ الْأَخْلَاقِ»، وأن من تمام الأخلاق توقير الكبير وإكرام ذوي الفضل، كما قال ﷺ: «لَيْسَ مِنْ أُمَّتِي مَنْ لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ».

وبيّنت دار الإفتاء أن من مظاهر توقير العلماء وكبار السن تقبيل أيديهم، وهو أدب نبوي جليل، دلت عليه الأحاديث الصحيحة؛ فقد ورد عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها أنها قالت عن السيدة فاطمة رضي الله عنها: «وَكَانَتْ إِذَا دَخَلَ عَلَيْهَا رَسُولُ اللَّهِ ﷺ قَامَتْ إِلَيْهِ مُسْتَقْبِلَةً وَقَبَّلَتْ يَدَهُ»، كما رُوي عن الصحابي زارع العبدي أنه قال: «لَمَّا قَدِمْنَا الْمَدِينَةَ فَجَعَلْنَا نَتَبَادَرُ مِنْ رَوَاحِلِنَا، فَنُقَبِّلُ يَدَ النَّبِيِّ ﷺ وَرِجْلَهُ».

وأضافت أن الصحابة لم يقصروا هذا الفعل على النبي ﷺ فقط، بل فعلوه مع بعضهم البعض، فقد ورد أن أبا عبيدة قبّل يد عمر بن الخطاب رضي الله عنه، وكانوا يعدّون ذلك من مظاهر الاحترام والاقتداء بالسنة.

كما نقلت دار الإفتاء عن عدد من كبار الفقهاء عبر المذاهب الأربعة اتفاقهم على جواز واستحباب تقبيل يد العلماء والصالحين، منهم الإمام النووي الذي قال: «يستحب تقبيل يد الرجل الصالح والزاهد والعالم ونحوهم من أهل الآخرة»، والإمام ابن مودود الموصلي الذي أشار إلى أنه «لا بأس بتقبيل يد العالم والسلطان العادل»، مؤكدًا أن الصحابة كانوا يقبّلون أطراف النبي ﷺ، وكذلك ما نقله العدوي المالكي والبهوتي الحنبلي عن جواز ذلك إذا كان بدافع الاحترام والتدين.

وشددت الدار على أن تقبيل يد الظالمين أو المتجبرين أمر مكروه، لأنه يدل على الخضوع لغير الحق، بينما يكون التقبيل مستحبًا في حق من يُرجى بركته وعلمه وصلاحه، مثل الوالدين والعلماء والمشايخ وأهل الفضل.

واختتمت دار الإفتاء بيانها بالتأكيد على أن تقبيل اليد سلوك إسلامي يعبر عن التواضع، والاعتراف بالفضل، وغرس قيمة الاحترام بين الأجيال، وأن من يوقر الكبير ويكرم العالم والوالد والمربي إنما يحيي سنة نبوية تُعزز الأخلاق وتوطد أواصر المحبة في المجتمع، مصداقًا لقول النبي ﷺ: «مَن لا يَرْحَمُ صَغِيرَنَا وَلا يُوَقِّرُ كَبِيرَنَا فَلَيْسَ مِنَّا».

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: تقبيل يد العلماء دار الافتاء المصرية الإسلام حكم تقبيل يد العلماء الإفتاء دار الإفتاء دار الإفتاء النبی ﷺ

إقرأ أيضاً:

عبادة الصادقيين.. كيف كان النبي يقوم الليل؟

صلاة قيام الليل تُظهر صدق الإيمان وصفاء القلب، وقد أثنى الله تعالى على أهلها في القرآن الكريم في قوله عز وجل: «وَعِبَادُ الرَّحْمَٰنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَامًا، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا»، دلالة على مكانتهم العالية عند الله، وأنهم من صفوة عباده المؤمنين الذين يحيون ليلهم في طاعة وخشوع.

كيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يقوم الليل؟


كان رسول الله صلى الله عليه وسلم خير من أقام الليل وأحسن القيام فيه. فقد ورد في الصحيحين أن النبي كان يبدأ صلاته قبل منتصف الليل بقليل أو بعده بقليل، وكان يحرص على المداومة عليها بانتظام. وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه سأل السيدة عائشة رضي الله عنها: أيُّ العمل كان أحبَّ إلى النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقالت: "الدائم"، قال: "فأيَّ حين كان يقوم؟"، قالت: "كان يقوم إذا سمع الصارخ"؛ أي إذا سمع صوت الديك في النصف الثاني من الليل.

وكان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي قيام الليل ركعتين ركعتين ويختمها بركعة الوتر، ولم يزد في قيامه في رمضان أو غيره على إحدى عشرة ركعة، كما ورد في الأحاديث الصحيحة.

ورغم مغفرة الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، كان النبي يقوم حتى تتورم قدماه من طول القيام، فيسأله الصحابة عن سبب ذلك فيقول: «أفلا أكون عبدًا شكورًا». وقد ورد عن السيدة عائشة رضي الله عنها قولها: «كان نبي الله صلى الله عليه وسلم يقوم من الليل حتى تتفطر قدماه، فلما كثر لحمه صلى جالسًا، فإذا أراد أن يركع قام فقرأ ثم ركع».

فضل قيام الليل


قيام الليل عبادة تجمع بين الخلوة بالله والتضرع بين يديه، وتُظهر إخلاص العبد وصدق محبته لله. وقد رغّب الله تعالى عباده بهذه العبادة، وعدّها من صفات المتقين وعباد الرحمن.

أولًا: قيام الليل من علامات الصالحين وأهل الإيمان الخالص، وهو سلوك لا يوفق إليه إلا من أحبه الله وشرح صدره له.
ثانيًا: وعد الله القائمين بالليل بالمقام المحمود والمنزلة الرفيعة في الجنة، لما يبذلونه من جهد في العبادة والطاعة.
ثالثًا: من فضائل قيام الليل أنه ساعة استجابة للدعاء، ففي الليل ساعة لا يوافقها عبد يدعو الله فيها إلا استجاب له.
رابعًا: قيام الليل باب من أبواب المغفرة والرحمة، ودليل على شكر العبد لربه على نعمه، ووسيلة لمحو الذنوب والخطايا.


خامسًا: هو أفضل صلاة بعد الفريضة؛ فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل، وأفضل الصيام بعد رمضان شهر الله المحرم».

دعاء النبي في قيام الليل


كان النبي صلى الله عليه وسلم يبدأ تهجده بدعاء عظيم يفيض إيمانًا وتوحيدًا، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
«كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا قام من الليل يتهجد قال: اللهم لك الحمد، أنت قيِّم السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت نور السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت ملك السماوات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك الحق، ولقاؤك حق، وقولك حق، والجنة حق، والنار حق، والنبيون حق، ومحمد حق، والساعة حق، اللهم لك أسلمت، وبك آمنت، وعليك توكلت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وما أنت أعلم به مني، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت».

مقالات مشابهة

  • عبادة الصادقيين.. كيف كان النبي يقوم الليل؟
  • مفتي الجمهورية: العلاقات بين مصر وماليزيا تمثل أنموذجا فريدا للتعاون القائم على الاحترام
  • المفتي: العلاقات بين مصر وماليزيا تمثل أنموذجًا فريدًا للتعاون المثمر القائم على الاحترام
  • حكم إهمال الزوجة والأولاد بالشرع الشريف
  • هل اعتمر النبي أكثر من مرة؟.. العلماء يوضحون
  • تعرف على فضل الصلاة على النبي يوم الجمعة
  • صلاة الضحى.. آخر موعد لأدائها وكم يفوتك من الفضل لونسيتها؟
  • مرضعات النبي صلى الله عليه وآله وسلم
  • بـ20 ملايين جنيه.. بروتوكول تعاون لدعم احتياجات الأيتام وكبار السن